الثَّقَافَة أَصْبَحَت سَخَـافَة ،
* سَلامٌ عليكم وَ رحمةُ اللهِ وَ بركاتهُ ، / " إن المتأمل في حالِ ثقافتنا اليوم ، يبصرُ بَوْناً كَبيراً بينها و بينَ ما كانتْ عليهِ في أيامٍ خَلت . إذ على النقيضِ التامِّ كانت في عصورٍ غابرةٍ من ماضينا المجيد ، فالجامعاتُ و المدارسُ و المكتباتُ العامَّةُ منتشرةٌ في كل بقعةٍ كان فيها المسلمون . دمشقُ تزهو بالمكتبةِ الصالحيَّةِ و الظاهرية و مساجدها أشهر من نارٍ على علمٍ مع الأربطة . و القُدسُ تفخرُ بعلمائها الرَّبانيِّين . و الحِجازُ حافلٌ بحلقاتِ العلمِ و المُذاكرةِ و التَّدريس . و القاهرةُ منارةٌ لاستقطابِ أهل الفكرِ و الفضل . و القيروانُ تخرَّج من جامعتهِ مئاتُ الباحثين و المختصين . و تِلمسانُ تتنافسُ مع بغدادَ في نشرِ المعرفة . و فاسُ ذاعَ صيتها الحضاريُّ في كل مكان ، و كانت أيضاً نفسُ المظاهرِ في : غرناطة ، لاهور ، بنغازي ، صنعاء ، دلهي ، سجستان ، بُخارى و .. و .. فماذا أذكرُ و ماذا أذر . و من كل حواضرِ الثقافةِ العربيةِ و الإسلامية التي ذكرتها سلفاً و غيرها ، مضت أولى قوافل الدَّعوة لتُرسي أُسُسَ المعارفِ و تطمِسَ حلكةَ الجهلِ و التَّخلف ، فَسَادَت و كانت لها اليدُ الطولى في نشرِ الحضارةِ الرَّاقيةِ عبرَ ربوعِ العالم . و الغربيونَ يعترفونَ بذلكـَ في حدِّ ذاتهم ، و لم يقفوا عندَ ذلكـَ فقد جعلوهم قدوةً لهم يتأسونَ بعلمهم و أخلاقهم ليصلحوا من شؤونهم ، فكانوا بذلكـَ تبعاً لهم لمدةٍ طويلةٍ من الزمن . أما اليوم ، فقد انقلبتِ الصورة عكسَ ذلكـَ كله . صِرنا نحنُ التبعَ - إلا من رحم ربي - بعدَ أن كنا الرأسَ و الطليعة . كذلكـَ ثقافتنا - و ثقافتهم - تجرَّدت من جوهرها السامي و بقي الإسمُ فقط مُجوَّفاً و خالياً من كلِّ فضيلة . فأنتَ ترى أشياءً عِدَّة بمسمَّى الثقافة ، و لكنها أقربُ ما تكونُ إلى السَّخافةِ منها إلى شيءٍ على الأقلِّ ذي فائدة ، و الواقعُ يشهدُ بذلكـ لِذا فلا داعي لأن أطيلَ الكلامـ . " سَطيف ، 28 / 07 / 2007 |
أسامة
رائع جدا هذا الطرح ولي عودة تليق بهذا العمق ودي |
|
http://altofa7a.googlepages.com/2121.gif تحية إجلالٍ لهذا الفكر الهرم http://altofa7a.googlepages.com/4324.gif |
الأخ العزيز/ أسامة السطائفي السلام عليكم ورحمة الله وبركاته لا أريد أن أتحدث عما كانت عليه الثقافة العربية وما آلت اليه من تدهور وتقهقر ولا أريد أن أتحدث عن سبب هذا الوهن الذي أصاب ثقافتنا ولكن لنعلم أننا جميعا لبنات في هذا الهيكل الثقافي فإذا ضعفت لبنه ضعف الهيكل لذا .... على كل واحد منا أن يبدأ بنفسه كأن * يزرع في نفسه وأهله وأصدقاءه حب الإطلاع والمعرفة فهي السلم المؤدي الى رأس هرم الثقافة *عليه أن ينمي كل هواية نافعة لدى أولاده عله يكون مختراعا *يجب أن يتوفر في كل بيت مكتبة ولو صغيرة تضم في طياتها علوم شتى حتى تستهوي الأولاد والأصدقاء إن لم يكن حب التغير وحب الوصول الى القمة نابع من داخلنا فلن نحقق شيئ فالجبل أصله من الحصى يجب أن نصنع نحن الثقافة لا أن نستجديها من أي كان أو أن نستوردها من آخرين أخي / أسامة موضوع يستحق البحث والإهتمام احترامي لهكذا موضوع في غاية الأهمية تقديري والإحترام |
مساؤك خير أستاذي القدير..
في البداية أقدم لك شكري على موضوعك الرائع.. وأقول بصراحه بأنني أصبحت حتى أخجل من ماضينا كعرب وليس فقط حاضرنا..وذلك لأننا قدمنا حضارتنا وثقافتنا على وساده من ريش لمستعمري عقولنا قبل أراضينا.. ما أحوج العرب اليوم إلى من يرد عليهم إيمانهم بأنفسهم وثقتهم بماضيهم ورجاءهم في مستقبلهم .. وما أحوجهم لمن يرد عليهم إيمانهم بهذا الدين الذي يحملون اسمه ويجهلون كنهه، ويأخذونه بالوراثة أكثر مما يتخذونه بالمعرفة....أتمنى أن تنطلق ألسنتهم الخرسى وعقولهم المتجمده..ونبحر في هذا العالم حتى نواكب الدول المتقدمه.. فسبب قلة ثقافتنا في نظري..هي ابتعادنا عن القراءه..مشكلتنا إننا أمــــة إقـــرأ ..ولكننا للأسف الأن نلقب عالميا ب أمة لا تقــرأ... القراءة ليست هواية..بل هي واجبة علينا..فهي التي سوف توسع مداركنا...وتزيد ثقافتنا.. وتكفي هذه الإحصائية التي قرأتها في جريدة محلية للدلالة على مدى معاناة الكتاب معنا كعرب، إذ قرأت في الإحصائية أن متوسط ساعات القراءة في إحدى الدول الأوروبية يصل إلى 200 ساعة سنوياً، بينما تنخفض هذه الساعات وتتقلص و"تنبطح" إلى 6 دقائق فقط سنوياً للفرد العربي! مع أن جبريل عليه السلام أول آية حدثها للرسول هي ((إقرأ باسم ربكـ الذي خلق)) ما أود قوله القراءة يجب أن تكون عادة نمارسها يوميا ....حتى نوسع مداركنا وثقافتنا دمت برقي ..وتقبل مروري المتواضع ياأزرق :) فأنا من أشد المتابعين لقلمك |
أسامه ، مثل هذا الطرح المميّز يطول الحديث عنه، ولكن إضافة إلى ما تطرق له الأخوة فأني أرى من وجهة نظري المتواضعة أن الأهداف التي أصبح من أجلها العلم والثقافة قد تغيّرت كثيرًا. حتى على مستوى المدارس، فلم يعد يهتم الاستاذ بتعليم طلابه بقدر ما يهتم بـ تقديم المنهج وَ الانتهاء منه واستلام مُرتبه في آخر الشهر .. دون النظر إلى الفائدة التي حصل عليها الطالب. شكراً كثيرًا لـ فكرك النيّر .. ودي و تقديري |
أما قبلـ .. فتحية إجلال وتقدير لرقي الطرح وأما بعد .. فأرى أن ضياع الهوية وفقد الهدف ونسيان سبب الوجود هنا على هذه الأرض هو السبب الرئيس في كل ما آل إليه حالنا في السابق .. كان آباؤنا يؤمنون بذواتهم يؤمنون بأنهم منارة الدنيا التي أرسلها الله للأرض .. لترفعها من وحل الظلام إلى علياء الحضارة وهم على هذا الدرب سائرون أبدا يرشدهم كتاب الله وسنة حبيبه صلى الله عليه وسلم في السابق .. كان الواحد يصحو مقررا ماهو فيه وماكان عليه ومايريد أن يكون .. وتكون الدنيا معه في السابق .. كان الوقت كنز .. والقراءة منهج .. والفكر عبادة .. والسنة طريق النور إلى الغاية الأُخرى .. رضاه عز وجل أما الآن .. فمن (يدّعي الثقافة) ليس إلا مباهٍ بقليل بين من لا يملكون إلا العدم أو حتى مباهٍ بفراغ خدعه وخدع غيره حتى الامتلاء. لا أهداف ولا رؤى ذهب الغرض من الوجود .. فتاه في أرض الضلال تتخبطه السخافات!! أعتذر عن الإطالة شكرٌ جزيل |
الساعة الآن 09:09 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.8 Beta 1
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
3y vBSmart
جميع الحقوق محفوظة لـ منتديات إملاءات المطر الأدبية - الآراء المطروحة في المنتدى تمثل وجهة نظر أصحابها