مَا كُنْتُ لأغْرسُكِ حُلمًا فَوْقَ الْغَمَامِ وَأنَا أطْمَعُ فِي الثِّمَارِ ..
مَا كُنْتُ فَطِنًا لِسَبْرِ الْهِبَاتِ وَغَدَقِ الْعَطَايَا فِي الأرْضِ الْجَائِعَة ..
.
.
.
وَ مَا كُنْتُ لَوْلاَكِ ، وَمَا كَانَتْ الْغُرْبَة لَوْلاَنَا .. !

الْهِبَاتُ فِي مَواسِم الْجُوعِ لَمَمٌ فِي مَنَاهِج النُّبُلاَءِ ..
وَ النُّبْلُ يَرْتَدِيَ الْعَفَافَ قَسْرًا ، لِتَبْتَهِجَ لهُ السَّمَاءُ قَبْلَ الْحَنُونْ ..
وَ عَطَاءٌ قَبْلَ اخْتِفَاءْ : كَالرِّيحِ الْكَظِيم تَسلَّطَتْ عَلى لَيَالِ الْفُقَرَاءْ ..

هُنَاكْ ..
.
.
.
للدَّمْعِ لَذَّةٌ تَسْتمْتِعُ بهِ زَوَايَا اللَّيْلِ .. !

فَقدتُ كلّ الأشْيَاءِ ، فَلمْ أجِدُ منْ فَقدِهَا مَعنًى
ليكُونَ الألَمُ أيضًا بلاَ مَعنَى ..
ويْكأنِّي أبْصَرتُ كلَّ شَيءٍ إلاَّ الْفضِيلَة ..
.
.
.
إلاَّكِ .. !

عَلَى الرُّغْمِ مِنْ إحْسَاسِ الرُوحِ بِجَمَالِ الكَوْنِ دَاخِلَ أوْرِدَةِ الأرْضِ
لاَ يَزالُ إحْسَاسِيَ بكِ نَابِضًا ، كَإمْرَأةٍ قِنَاءُهَا قَنَاطِيرَ مُقَنْطَرَة ..
وَ سَيَبْقَى الجَسَدُ مُكَبَّلاً ، وَ لَنْ يَسْتَوْحِيَ سَمَاءَ كَوْنِكِ
لاَ لِشَيءٍ سِوَى أنَّهُ يَحْمِلُ قَلْبًا أصْبَحَ صَغِيرًا جِدًا فِي عَيْنِ الوَجَعْ .. !
يَبْقَى ، وَ سَتَبْقَى الْجَوَارِحُ تُبْصِرُكِ بنِصْفِ عَيْنٍ مُعَلَّقَةً
مَا بَيْنَ أرْضٍ بَوَارْ ، وَ سَمَاءِ كَوْنٍ مِدْرَارْ .. !
لاَ تَقْلقِي ، فإنِّي وَ إيَّاكِ فَلْقَة لنَوَاةٍ تَتصَنَّعُ العَافِيَةَ بعَيْنٍ دَامِعَة
لاَ تَسْتَطِيعَ أنْ تُحِيلَ مَشَاعِرُهَا ، لَوْعَتهَا وَ جُنُونهَا إلَى مُصْطَلَحَاتٍ بَشَرِيَّةٍ مَلْمُوسَة ..
.
.
.
ليَكُونَ الصَّمْتُ جَهُورًا ، وَ الرُوحُ حَصُورْ .. !