إملاءات المطر

إملاءات المطر (http://www.emlaat.com/vb/index.php)
-   جدائـل الغيـم (http://www.emlaat.com/vb/forumdisplay.php?f=3)
-   -   رسالة (http://www.emlaat.com/vb/showthread.php?t=4587)

عبدالرحيم فرغلي 03/10/2010 10:44 AM

رسالة
 

بعثت إليه تخبره بالتواء أصاب ساقها .. فهي تعرج في مشيتها وتتألم من جلستها .. فكتب إليها :ـ
ــــــــــــــــــــــــــ
بالأمس سافر المساء .. وأورثني كآبة البياض ، تحت نافذتي انتبهتُ لقمرٍ يحتضر وعلى مقربة منه ترقد نجمته الوفية ، في كوب الشاي تسبح وجوه ما عدت أعرفها ، فجأة سكنتني الريح ..
اقتلعتْ كل النوافذ الخضراء في قلبي .. أحضرتْ معها شمساً تحمل ألف صيف .. أضاعت جهاتها الأربعة وجاءت لتعاقبني .. إننا نجهل أقدارنا يا سلمى .. لكنّ رسولها يومئ بحضورها .

اليوم كانت رسالتك .. معها تفتت الصباح في كوب الشاي .. نضج البكاء في عين الشمس فأرسلت صرخاتها .. الشوارع ملطخة بالمباني وتبدو أكبر من عمرها .. تتعكز على الأرصفة وتسند رأسها على طرف السماء ، كنتِ تهدهدي الكلمات لتواري متاعبك عني .. فتبدوا ناعمة .. كالحرير .. كابتسامة الوليد ، تمسحين على ظهر السماء فتموء كالأم الرؤوم .. تُطعمين أفواه البكاء الصاهلة في صدري .. فتضج بي الأعياد والضحكات .. ، اليوم أعجزكِ الألم عن الكتمان .. فأخشوشن الحرير .. وفجعتني صرخات الوليد .

تتألمين يا سلمى .. وساقك المنسية أشعلتها الغيرة .. ضاق بها رعايتكِ لقلبكْ .. فأحبتْ أن تذكريها ، وهذا الطبيب القاسي أضجركِ .. هو يرى أجسادنا قطع تنادي بعضها بأنابيب وأسلاك .. نبتات شائكة يجدي معها التشذيب والتسميد ، هو لا يعرف مشاعر الحب التي تكتنزك .. تجعل أعضائك ندية للشفاء .. وأن المرض إن غزانا يا سلمى وجد الله في قلوبنا .

القلق يلتهمني يا سلمى .. وأنتِ بعيدة هناك .. وهذه الرياح تغيظني .. تلعب في البراري كما تشاء .. تكشف عورات الشجر .. تعبث بتنورات النساء .. تكنس الشوارع والطرقات .. ، لو أني مكانها لأتيتكِ وتكومت عند ساقيكِ .. وتركت للصحاري شهوة النوم والهدوء .

عجزي يؤلمني .. أرى ظلي تجره نملة وتمضي به إلى جحرها .. وجهي تركتُه معلق على المرآة هناك .. لساني قطعة قماش بالية ، وهذه الأشجار لِمَ لا تمنحني دواءً شافياً لكِ ؟ .. وأنا الذي منحتها حبي ودفئي .. تغزلتُ في تسريحة شعرها التي تحبْ .. علّمت جذورها كيف تتمدد كذاكرة عاشق ينتظر .. مسحت على سوقها حتى أضحت أكبر مني ، لكن يا سلمى إنْ أنزلت يداي قلة حيلتي وعجز بصيرتي رفعها الدعاء .

عبير الرشيد 03/10/2010 03:53 PM

// . .

شاعريَّةُ هيَ " لُغَة الحُزن " هنا !
عذبَة . . عذبَة .. عذبَة .. أكادُ أدمنهَا !
تعابير جميلة و لغة أنيقة شاعرية ٌ حد الثمالة .

شُكراً لك .

إيمان بنت عبد الله 03/10/2010 11:47 PM


أيقودهُ العجزُ إلى الإنهاك !



شجي هذا الطرح ، راقني المدخلُ كثيرًا ، و الصور البارعة هنا ..


هنا نصٌ لا يسعه إلا التحليق بذوائقنا !



/



إيمَان

اشتياق الناصر 04/10/2010 04:33 AM

.

.


عبدالرحيم فرغلي

حرف يمنح العروق ارتواء من عذوبة لغة سلسة وجميلة

سعدت بكوني من المحظوظات بالمرور هنا..

دمت أخي.

عبدالرحيم فرغلي 04/10/2010 09:30 AM

الفاضلة عبير الرشيد
إن التعليق الأول ،، له مكانته في نفوسنا .. يجذب تلهفنا لمعرفة
ما أثره على الأعضاء .. وهل نجحنا في كتابته كما نحب أم لا ..

كل ذلك رافقني وأنا أهم بفتح صفحتي لأرى .. فكانت كلماتك بلسما واطمئنانا
خاصة وهذا أول نص لي هنا في منتداكم العامر بكم ..

فلا أوفيك شكرا وتقديرا .. على حضورك أولا .. وعلى كلماتك التي أخجلتني بحق ثانيا

دمت بصباح يزرع الفرح في قلبك

عبير محمد الحمد 04/10/2010 04:06 PM

عبد الرحيم فرغلي؟؟؟؟
أهلاً بك كثيرًا يا رجُل .. واتركني أرحّب بعيدًا عن النص
ثم أعود
.

حياكم الله أخي
:)

.

برهان المناصير 04/10/2010 07:51 PM

لقد نلت من ذائقتي بنصك الرائع أخي العزيز لقد سعدت جدا بما قرأت من كلمات عذبة

عبدالرحيم فرغلي 05/10/2010 11:28 AM

مشرفتنا الفاضلة إيمان ..
هو نص يتواضع أمام قراءتك .. ويسهل أمام جبال أدبك
فلك تقديري وأحترامي ..
ومرورك شهادة لي .. أعتز بها ..

دعواتي لك بالتوفيق وأعانك على الإشراف في منتدى عامر بالأقلام الرائعة

خالد محمد المشوح 05/10/2010 10:45 PM

رسالة مليئة با الشجن تشعرنا بمرارة البعد
والحنين الى من نحب..
لا أدري لماذا ذكرني بوحك هنا برسالة بعث بها جبران خليل جبران الى مي زيادة وقال لها فيها أنه شعر من خلال رسالتها السابقة انها تعاني من شيئ ما وقد صدق حدسه تمامآ وأسماه با (التخاطر) أو telepathy
(اننا نجهل أقدارنا ياسلمى .. لكن رسولها.. يومئ بحضورها)
أكنت تقصد هنا نفس معنى التخاطر؟
رسالة معبرة أجدت فيها أخي العزيز عبد الرحيم فرغلي
ممتع حرفك
flwr2

ذكرى بنت أحمد 07/10/2010 06:18 AM




اقتباس:

وساقك المنسية أشعلتها الغيرة .. ضاق بها رعايتكِ لقلبكْ ..
فأحبتْ أن تذكريها ، وهذا الطبيب القاسي أضجركِ ..
هو يرى أجسادنا قطع تنادي بعضها بأنابيب وأسلاك ..
نبتات شائكة يجدي معها التشذيب والتسميد ،
هو لا يعرف مشاعر الحب التي تكتنزك ..
تجعل أعضائك ندية للشفاء ..
وأن المرض إن غزانا يا سلمى وجد الله في قلوبنا .


- يااااه . . كلّ الأشياء هنَا تغرِي بالبقاءِ طويلاً !
حروفك كَلجّةٍ من نورٍ ، تسلِب الألباب برَشاقتِها . .
+ المنتهى جاء بشكلٍ فريد ،
ومرحباً كبيرة بكَ بيننا . .



flwr1





الساعة الآن 03:33 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.8 Beta 1
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
3y vBSmart
جميع الحقوق محفوظة لـ منتديات إملاءات المطر الأدبية - الآراء المطروحة في المنتدى تمثل وجهة نظر أصحابها