0) ربْط الأمثال (0
http://www.emlaat.com/vb/uploaded/65_1225559623.gif
http://emlaat.alm6ar.googlepages.com/athm1.gif . . (] رَبْط الأمثال [) مِن ثقافةِ الأمثالِ مُراعاةُ ربطِ المثلِ بالمثَلِ ، أو بمبدأ أو قانون آخرَ ، فرُبَّ مثلٍ هو قيدٌ لمثَلٍ آخرَ ، ففي الربطِ بينهما و الجمع بين معنييهما إيضاحٌ للمثليْن و استخراجٌ لمعانٍ أكثرَ ، و هذا ما غابَ عن الكثيرِ في حالِ ضربِ الأمثالِ ، حتى عِند الشُّرَّاحِ للأمثالِ ، و أهميته تأتينا من القيمة الثقافية للمثلِ و هي أنه رسالةٌ تربويةٌ ، منقولةٌ في الشعوبِ لبناءِ أبنائها ، والتربيةُ ما لم تكنْ مُترابطةٌ أطرافها و أصولها ببعضٍ كان أثرها أقل ، و هذا ما لا يتناسبُ مع القيمة التربوية الثقافية ، فملاحظةُ ربط الأمثالِ معانيها يَجعلُ مَعنى المثلِ و رسالتَه مضبوطةً مُحكَمةً ، فكما نحتاجُ للغوصِ في معاني الأمثالِ للكشفِ عنها ، فإننا نحتاجُ ، أيضاً ، لربطِ الأمثالِ بما يَضبط معناها ، لأنَّ المثلَ في أصله مرتبطٌ بحالةٍ كان سبب ولادته . مثالٌ توضيحيٌ لربط مَثَل بِمَثَلٍ : « الصمتُ حكمةٌ و قليلٌ فاعله « و « السكوتُ من ذهبٍ « ، هذان مثلانِ مشهوران ، إطلاقُ معنييهما غلطٌ ، لأنهما مقيَّدان بشيءٍ في أمثالٍ أُخرى ، فالتصويبُ للمثلِ أن يُقالَ : إن ذلك حين يكون في الكلامِ ضررٌ ، حيثُ السكوتُ عن الحق مُشاركةٌ في الباطل ، و الساكتُ شيطانٌ أخرسُ ، أيضاً ، يُقال : السكوتُ عن طلبِ الحقِّ غلطٌ و ليس من العقلِ ، بدلالةِ ضمِّ المثلِ الآخرِ : « ما ضاع حقٌّ له طالبٌ « ، و هو يُؤصِّلُ المطالبةَ بالحقِّ بالسعي فيه . فلمَّا ننظر إلى المَثَلِ الأولِ « الصمتُ حكمة « مُطلقاً بِلا قَيْدٍ بالمثلِ الآخرِ نجعلُ توظيفَه مُستعملاً في كلِّ حالٍ ، و هذا ما تبادَرَ إلى أفهامِ كثيرين من الناسِ ، و لكننا وجدنا أنَّ أهل الأمثالِ عاشوا حالةً أخرى أدركوا فيها ذكرَ السكوتِ بالذَّمِّ ، فليس كلّ سكوتٍ وصمتٍ حكمةً ، ولا كلّ كلامٍ نِقمةٌ ، فلولا الجمعُ بالربطِ بين المثلين لضاعت وظيفتهما . و مَثلٌ اخرَ لربطِ المثلِ بالمثلِ و بغيرِ مَثَلٍ : « مَن جدَّ وَجدَ و مَن زرع حصَدَ « هذا المَثَلُ لا يَكادُ أن يكون مجهولاً ، فقد لقيَ انتشاراً كبيراً في كلِّ الأوساطِ ، و أُخِذَ على أنَّه شيءٌ قطعيٌّ لا يتأخرُ المُراد عن التحقٌّقِ عند بذلِ السعي إليه ، فكان المُتبادِرُ أنَّ من سَعى لشيءٍ فإنه يجده ، فصار أشبه بالشيءِ التلقائي ، و هنا تَكمن مُشكلة عدم ربطِ هذا المثلِ بمبدأ مهم جوهري و هو تأهُّلُ الحالِ ، و تأهُّلُ الحال إما أن يكون وقتاً ، و إما أن يكون نفسياً ، و إما أن يكون مكاناً ، ففي طلبِ الرزقِ مثلاً يسعى الإنسان لتحصيلِ رزقه ، و يبذل جُهداً كبيراً في ذلك ، و قد يحصل على مراده و قد لا ، و هناك أمثالٌ عامية تكون ضَبطاً لإطلاق هذا المثل و إشارةً إلى مبدأ تأهُّب الحالِ ، فمن أمثالهم : « أرضك التي تُرْزَقُ بها « فهنا لم يَربط العامةُ وقوع النتيجة و المراد على وقوع البذل و السبب ، و إلا لو كانوا يؤمنون بجدوى المثل « من جدَّ وَجدَ « لما ذكروا هذا المثلَ الآخر القاضي بأن الانتقالَ عن الأرضِ قد يكون سببا للرزق ، فكلُّ مَن جدَّ في طلبِ شيءٍ فإنه يجده متى كان الحالُ متأهلاً لقبول وقوع النتيجة ، وهذا التأهُّبُ حلقة مفقودة في قانون السببية ، و في مراعاته - بصورة عامة - حلٌّ لكثير من إشكالاتِ فهم هذا القانون . فإطلاقُ فهم الأمثالِ دون ربطها بأمثال أُخرى أو بمبادئَ كبرى سيُحدِث خللاً في فهمها ، و عدمَ اعتبار لجدواها ، فالربطُ عمليةٌ مهمة في فهم الأمثال و إقامة معناها . 0]رابطُ الرَّبْط [0 |
* أستاذنا الوَقور عبدُ الله ، سلامٌ عليكَ و رحمة الله و بركاتهُ ، / بحثٌ قَيِّمٌ من حَضرتكَ بِخصوصِ موضوعِ الأمثالِ و استِعمالتها وَ أثرها في ثقافـةِ الشُّعوب ، باركَ الله فيكَ يا أخانا و أجزلَ لكَ العَطاءَ و المَثوبَـة ، / نُرَحِّبُ بكَ كَثيراً و بِحرارةٍ هنا في المَطرِ ، وَ عَسى تكونَ إضافةً عَذبةً لقطراتِ الإملاءاتِ ، تحيَّتي و احترامي لكَ :coco: flwr3 |
مرحبا بكِ استاذنا العتيق .. لكل مقامٍ مقال ..! ولاقول في هذا المقامِ سوى : "انك قد ربطت الحكمة بالذكاء كما ربطت الأمثال بالأمثال " ، ، ، شكراً للمطر الذي هطل بكَ علينا فشربنا وارتوينا ياعتيق ، وعسى ان يروق لك المطر فننهل منك مزيداً . أكاليل ورد :rose: |
عبد الله ، |
اقتباس:
أسامة السطائفي أهلا بك ، و بي فخرٌ أن ظفرتُ بوجودكَ ، سأكون متعرِّضا لبركاتِ إملاءات المطرِ هنا ، فأبرقوا و أغيثوا |
اقتباس:
حلم سعيدٌ بوجودكِ ، و المطرُ الذي أغاثني مكاناً لا يجفُّ سَحابُه ، و لا يُغلَقُ بابُه ، و المحلُّ هنا رَحْبٌ ، و التُرْبُ رَطْبٌ . |
اقتباس:
عبد العزيز الجرَّاح أنتَ غيثُ سماءٍ ، و ليثُ فَناءٍ ، فبأيهما كنتَ ، فما عنهما بِنْتَ ، فشكراً لك ، و هناءةً بِكَ . |
الساعة الآن 02:33 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.8 Beta 1
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
3y vBSmart
جميع الحقوق محفوظة لـ منتديات إملاءات المطر الأدبية - الآراء المطروحة في المنتدى تمثل وجهة نظر أصحابها