إملاءات المطر

إملاءات المطر (http://www.emlaat.com/vb/index.php)
-   جدائـل الغيـم (http://www.emlaat.com/vb/forumdisplay.php?f=3)
-   -   رَسَائِلُ الغِيَابْ (http://www.emlaat.com/vb/showthread.php?t=3652)

مجد الأمة 22/03/2010 11:10 PM

رَسَائِلُ الغِيَابْ
 
رَسَائِلُ الغِيَابْ


إهْدَاء :

إلَى مَنْ سيّرْتُ لها قَوَافِل الكَلِمِ حُرُوفًا وسُطُورًا، وأمْسَكتُ بأرْدِيَةِ الحَرْفِ لأكْتُبها قَصَائِدًا وأشْعَارًا
إلَى النَّبْضِ الأبْيَض القَاطِنِ بِعُمرِ الغِيَاب كَوَطَنٍ بحَجْمِ قَلْبِي أو يَزِيد
أقُولُ لهَا، أنّ الحِبْر بهَا سيبْتدِي والقَصَائِد بِعيْنَيْهَا ستنْتَهِي



رِسَالة الغِيَاب الأولَى:

لأنَّهُ لَمْ يتبَقَى لنَا مِنْ ذِكْرَيَاتِنَا شَيْء، لاَ حُزْمَة حَنَان ولا نَفْحَة ذِكْرَى، ولأنَّ الأقْدَار لَعِبَتْ لُعْبَتهَا بِنَا وسَلَبَتْنَا أيَّامًا كَادَتْ تَكُونُ الأجْمَل فِي حَيَاتِنَا، سأحْفِرُ مُجدّدًا فِيمَا رَدَمَهُ الزَّمَنْ بحْثًا عنْ تَفَاصِيلٍ مَازَلتْ مُخبَّأة بيْنَ جُدْرَانِ ذَاكِرتِي المُهْتَرِئة، لأنّي لاَ أرَى رَيْبا فِي نَبْشِ أتْرِبَة مَاضٍ أيَّامُهُ كَانتْ حُبْلَى بأمْنِيَاتٍ بَيْضَاءْ مَاطِرَةٍ بحُبّ وفَرَحْ، فيَعُودُ لِقَلْبِي ذَلِكَ الدّفْء وتِلْكَ الذّكْرَيَاتُ الجَمِيلة، يَوْمَ كُنَّا نتَقَاسَمُ قَلْبًا نَابِضًا ورُوحًا جُمِعَتْ أشْلاؤُهَا المُغْتَرِبة فِي صُنْدُوقِ أيْسَرِ صَدْركِ الوَاسِعِ جدًّا جدًّا، يَوْمَ كُنَّا نتَبَادَلُ الكَلامَ بضَمِير حُبّ مَا فَارقَنَا وجُرْعَةِ صِدْقٍ رَافقَتْنَا جُلّ الأمْسِيَات، يَوْمَ كَانَ النّقَاءُ سيّد كُلّ مَا مرّ بِنَا مِنْ موَاقِفْ، حتَّى لَوْ طُلِبَ منّي حِينَهَا اخْتِيَار لَوْنٍ يُتَرْجِمُ طَبِيعَة علاَقَتِنَا مَا كُنْتُ سأخْتَارُ غَيْرَ البَيَاضْ، كُنَّا نَعِيشُ عَلى أرْضٍ خِصْبَةٍ هَمَسَاتُهَا دَافِئة دفْءَ الحَنِينْ، ليَأتِي سَهْمُ الغِيَابْ ويَسْلُبَ قُبْلةً أخِيرةً مِنْ ثَغْرِ الحُلُم الجَمِيلِ، لأصْبِحَ أنَا قَتِيلة الفَقْدْ وأرْمَلة الحُلُمْ، أرْتَمِي بِزِنْزَانَةِ الوِحْدَة، أمَارِسُ الكِتَابة باللونِ الأسْوَدِ تَحْتَ سَقْفِ القَهْر، أكْتُبُ عَنْ حِكَايَتِنَا المَلْأى بِتَرَانِيمِ ودّ أزلِيّ، أتّخِذُ دَفْتَرِيَ الأصمّ لألطّخَهُ بحِبْرِ يَرَاعِي العَتِيقْ، وأجْعَلُ مِنْهُ كِتَابًا يحْمِلُ بَيْنَ دفتيْه رَسَائِل نُقِشَت عَلَى وَشْمِ الغِيَابْ.

أجْهِضتْ أوْلَى رَسَائِلِي مِنْ رَحِمِ القَلَمْ
يَوْم :09\03\2010م
على السَّاعة : 00:40


يُتْبَعْ ...

ليلى العيسى 24/03/2010 12:08 AM

يا لحكاياتِ الغيابِ يا مجدْ
مؤرّقةٌ يا صديقتي .. تجعلنا ننحني للحزنِ
نمنحهًُ راياتنا البيضاءْ
اقتباس:

يَوْمَ كُنَّا نتَبَادَلُ الكَلامَ بضَمِير حُبّ
ما أجملكِ يا مجدْ و أنتِ تكتبين ، و أنتِ تهمسين
و أنتِ تطرّزين من قهر الغياب .. أردية الجمال
:rose:
قبلات لروحك يا ابنة وطني
وَ
مُتااااابعة ،!

جوري جميل 24/03/2010 03:03 AM

عبيريٌّ قلمكِ يا مجد...
اشتقَّ أريجه من أزهار الإبداع ولطف المعاني
كلماتي تقف عاجزة كلما مررتُ أمام عباراتكِ وأفكاركِ المرسومة في لوحة الحزن المديد
سامحيني إن قصرت في ردي ... فمهما بلغتُ من قدرة التعبير , أراني مقصرة حتماً
عشقتُ الحزنَ لأجل إلهامكِ العميق
لكِ , لقلمكِ , لقلبكِ : محبتي وتحية تصافحُ روحكِ النقية

مجد الأمة 24/03/2010 12:18 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ليلى العيسى (المشاركة 59855)
يا لحكاياتِ الغيابِ يا مجدْ
مؤرّقةٌ يا صديقتي .. تجعلنا ننحني للحزنِ
نمنحهًُ راياتنا البيضاءْ

ما أجملكِ يا مجدْ و أنتِ تكتبين ، و أنتِ تهمسين
و أنتِ تطرّزين من قهر الغياب .. أردية الجمال
:rose:
قبلات لروحك يا ابنة وطني
وَ
مُتااااابعة ،!

لَيْلَى

شُكْرَاً تَتَنَاثَرُ مِنْ حَوْلِكِ يَا نقيَّة لأنَّكِ اقْتربْتِ وزرَعْتِ بِقَلْبِي فرَحًا كَبِيرًا
لأَجلكِ دَفيقُ اليَاسَمين وَ الوُد جَزيلاً ..
:rose:

مجد الأمة 24/03/2010 12:30 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جوري جميل النعسان (المشاركة 59871)
عبيريٌّ قلمكِ يا مجد...
اشتقَّ أريجه من أزهار الإبداع ولطف المعاني
كلماتي تقف عاجزة كلما مررتُ أمام عباراتكِ وأفكاركِ المرسومة في لوحة الحزن المديد
سامحيني إن قصرت في ردي ... فمهما بلغتُ من قدرة التعبير , أراني مقصرة حتماً
عشقتُ الحزنَ لأجل إلهامكِ العميق
لكِ , لقلمكِ , لقلبكِ : محبتي وتحية تصافحُ روحكِ النقية

جُورِي
هَذَا القُرْب أَسْعَدنِي جِدًا .. أَشْكُر لَكِ اللّطْف وَ الرّقَة
ولِهذهِ المَشاعِر البَيضَاء مُمتنّة جداً يَا نقيَّة
لكِ مَا شِئْتِ من الأورْكِيدْ
flwr2

مجد الأمة 24/03/2010 12:31 PM

رِسَالةُ الغِيَابِ الثَّانِية
 
رِسَالةُ الغِيَابِ الثَّانِية :


حِينَمَا يُغَادِرُونَنا لاَ شَيْء يَبْقَى مِنْهُم سِوى رَائِحة الرَّحِيل، وفُتَات ذِكْرى تُسَاعِدُنَا علَى تنفُّسِهِمْ حَنَانًا، تُثِيرُ فِي فَرَاغاتِ صَمْتِي رَغْبَةً فِي كِتَابَتِهِمْ أسْطُرًا جَمِيلةً تَحْكِي بَعْضًا مِنْ قِصَصِ مَاضٍ جَمَعنَا ..
الآنْ .. أنَا شَدِيدةُ الحَنِينِ إلَى رَفِيقة حُزْنِي وفَرحِي، إلى ذِكْريَاتِي الجَمِيلةِ مَعَها وإلَى السّنِين التِي مَضَتْ تَجْمَعُ بَيْنَ أيَّامِهَا أرْوَعَ مشَاعِرِ أخوَّةٍ لاَ أظنُّهَا ستتكرَّرُ فِي محطَّةٍ أخْرى مِنْ محطَّاتِ حيَاتِي ..
وهَا أنَا أتجوَّلُ بَيْنَ أرْوِقةِ ذَاكِرتِي العَتِيقة، لألْتَقِيَ بكِ مُجدَّدًا فأسْعَدُ أكْثَر وأشْتَاقُكِ أكْثَر فأكْثَر، لأنّنِي متأكّدَة أنْ لاَ أحَدَ كَان سَيَشْتَاقُ إلَيْكِ كَمَا أفْعَلُ أنَا، فحَتَّى فِي قَرارةِ حُلُمِي كُنْتُ أتمنَّى لِقَاءً بِكِ يُعِيدُ إليَّ بَرَاءَةَ رُوحِي، ويُذْهِبُ عنْ قَلْبِي حُزْنَهُ الأنِيقْ
أيَا مَنْ زَرَعْتُكِ فِي قَلْبِي لَحْنَ حَنِينْ، وغَادَرْتِنِي لِتَجْعَلي شمَال صَدْرِي ينْبِضُ أنِينْ
يُحْزِنُنِي جِدًّا أنْ يَسْرِقَكِ الغِيَابْ عِنْدَمَا تسْرِقُنِي مَتاعِبُ الحَيَاةِ ومشَاغِلَهَا، ويُشْجِينِي أنْ تَذْهَبي بَعِيدًا إلَى حَيْثُ لاَ أدْرِي بحْثًا عنْ وَمِيضِ فرَحٍ وتَتْرُكِينِي أتلَوى وجَعًا مِنْ إصَابَاتِ الفَقَدْ التِي عثَتْ فَسَادًا بجَسَدِ رُوحِي النَّحِيلْ، رُبَّمَا مَا كُنْتِ سَتَخْسَرينَ كَثِيرًا بهَكَذَا رَحِيلٍ مُفَاجِئْ، ولاَ أنَا كُنْتُ سأحِسُّ بهَذا الفَراغِ الذِي يَحْتَوينِي، ولكنَّهُ نُبْلُ مَشاعِرنَا منْ خلَّفَنِي امْرأةً لا تُجْهِضُ سِوَى الأَلَمْ، تتحسَّسُ كُلّ مَسَاءٍ جُدْرَانَ النَّبْضِ بَحْثًا عنْ شيْء عَالِقٍ هُنَاك، فلاَ تَجِدُ سِوَى الخَيْبة، خَيْبةٌ تُلْجِمُ سُكوُنِي وتُثِيرُ غِوايَة صمْتِي فأنْحَنِي لمَدَاراتِ التِيه، أحْتَسِي كُؤُوسَ النَّدَمْ وأغْرِقُنِي فِي لُجَجِ شَوْقِي إلَيْكِ، أكْتُبُكِ بحَرْفٍ شَاحِبٍ وقَلمٍ مدَادهُ مُهْتَرئٌ يُشْبِهُ صَاحِبتَه كَثِيرًا، أقِيمُ عَلَيْكِ صلاَة الرَّاحِلِينْ وأتْلُو عَلَى قَلْبِكِ سُورةَ الآفِلِينْ
ورغْمَ تَوارِي جَسد الفَرحْ تحْتَ ثَرىَ الأقْدَار، لمَّا سَرَقَتكِ المَنَافِي منّي، مَازَال بِي يَقِينٌ أنَّه بَيْن رُوحِي ورُوحكِ ورُودٌ لاَ ذُبُولَ يَعْتَرِيهَا، وإنَّها الرَّافِلُ الأوْحَدْ الذِي يَجْعلُنِي أرْسُمُ أمَلاً يتشَعَّبُ فِي مَجْرَى الوَرِيدْ، وأحْمِلُ رجَاءً فِي سُويْدَائِي أنْ يَكُونَ لنَا لقَاءٌ أخِيرْ، يُحرّرُنِي منْ هَذِه الذَّاكِرة المُثْقلَة بالحَنِينْ والوَجَعِ الكَبِيرْ.


كُتِبَتْ يوْم : 09\03\2010م
علَى : 23:45


يُتْبع ..

سمية عبد الرحمن 25/03/2010 07:52 AM

اللون الأبيض يسكننا يا مجد ونسكنه كَثيراَ : )

وَحين يغيب نَشعر بفراغ كبير .. كبير جداَ ,


,

حِينَمَا يُغَادِرُونَنا لاَ شَيْء يَبْقَى مِنْهُم سِوى رَائِحة الرَّحِيل، وفُتَات ذِكْرى تُسَاعِدُنَا علَى تنفُّسِهِمْ حَنَانًا، تُثِيرُ فِي فَرَاغاتِ صَمْتِي رَغْبَةً فِي كِتَابَتِهِمْ أسْطُرًا جَمِيلةً تَحْكِي بَعْضًا مِنْ قِصَصِ مَاضٍ جَمَعنَا ..

وَنظل نحكيهم ولا نمل يا صديقة ()

لِحرفكِ جمال .. مُتابعة : )
flwr1

ذكرى بنت أحمد 25/03/2010 03:32 PM




اقتباس:

لأنَّهُ لَمْ يتبَقَى لنَا مِنْ ذِكْرَيَاتِنَا شَيْء، لاَ حُزْمَة حَنَان ولا نَفْحَة ذِكْرَى،
ومجيءُ قلمكِ بكلّ الألمْ / يناقضُ ماذكَر أعلاهْ !
لأنها الذكرى يا مجْد ، مهما نجهضها ظاهريّاً
إلا أنّها بداخلنا تبقى " حيّة " لا تموت !
بل إنّها تتغذّى علينا من الدآخل ، وتنهشُ آخر ماتبقّى من حمْرة
أو حياةْ لوجنتينَا !

" سبع أرواح :D / لكلّ ذكرى ;) "

من رحم الألم هذا القلمْ
من رحمِ الألم :m7:
:rose:

مجد الأمة 26/03/2010 01:28 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سمية عبد الرحمن (المشاركة 59945)
اللون الأبيض يسكننا يا مجد ونسكنه كَثيراَ : )

وَحين يغيب نَشعر بفراغ كبير .. كبير جداَ ,


,

حِينَمَا يُغَادِرُونَنا لاَ شَيْء يَبْقَى مِنْهُم سِوى رَائِحة الرَّحِيل، وفُتَات ذِكْرى تُسَاعِدُنَا علَى تنفُّسِهِمْ حَنَانًا، تُثِيرُ فِي فَرَاغاتِ صَمْتِي رَغْبَةً فِي كِتَابَتِهِمْ أسْطُرًا جَمِيلةً تَحْكِي بَعْضًا مِنْ قِصَصِ مَاضٍ جَمَعنَا ..

وَنظل نحكيهم ولا نمل يا صديقة ()

لِحرفكِ جمال .. مُتابعة : )
flwr1

سُميَّة

مَا أنْ يَتَدَفَّقُ حِبْرُكِ عَلَىْ مُتصفّحِي، تَبْقَى السُطُورُ تَشْتَهِي أكْثَر و أكْثَر
شُكْرًا مُكلَّلة بأبْهَى بَاقاتِ اليَاسمِينْ لهَكذَا مُرُورٍ مُبجَّلْ

يَا رفِيقة
كُونِي بالقُرْبِ دَائمًا

لكِ ودّي و :rose:

خُطى قلم 28/03/2010 01:31 AM

مجد الأمّة
:
أنتِ أسطورة ..
أشتاق لقلمكِ ..


الساعة الآن 12:20 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.8 Beta 1
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
3y vBSmart
جميع الحقوق محفوظة لـ منتديات إملاءات المطر الأدبية - الآراء المطروحة في المنتدى تمثل وجهة نظر أصحابها