إملاءات المطر

إملاءات المطر (http://www.emlaat.com/vb/index.php)
-   ذاكرة الهَتَن (http://www.emlaat.com/vb/forumdisplay.php?f=17)
-   -   تتويج العصماء في مـــرسى الإخاء(3) مع الشاعر و الأديب جمعة الفاخري (http://www.emlaat.com/vb/showthread.php?t=2537)

ذكرى بنت أحمد 08/08/2009 10:30 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جمعة الفاخري (المشاركة 44796)
# أنا ابنُ المطرِ .. هذا البراحُ وطني الروحيُّ .. أقصدُهُ كلَّما انتابتني الحاجة للحلمِ .. أغشاهُ كلما احتجتُ لشيءٍ من الفرح والدَّهشةِ ..
هنا أحببتُ أصدقاء المطر.. عشَّاق الكلماتِ المبصرة .. مدمني الجمال .. كلماتهم العذارى الحسناوات شموسٌ وأقمارٌ .. لاحظتُ أنَّ الودَّ رغيفٌ يتقاسمُه الجميع..
والحبُّ يسبلُ أجنحتَهُ حبًّا وألقًا في هذا الأرخبيل المعرفيِّ الرائع .. لذا اجتمع هذا العقد الماسيِّ من المطريِّين والمطريِّات ، الرائعين والرائعات ..
ولقد ظللتُ مشدودًا لهذا الفضاء الأثير بالرغم من المشاغل والسفر المستمر .. منذ أن دعتني الرائعة الصديقة ( يمنى سالم ) ملكة جمال الكلمة ..

# أحبُّ الشعرَ .. أتعاطاهُ .. أتنفَّسُهُ .. أرتكبهُ .. أقترفُهُ .. ويرتكبني .. فهو يحتلًُّني فيحيلُني إلى كائنٍ يتنفُّسُ برئتين من قصيدةٍ .. كأنني ولدتُ وفي فمي قصيدة وبين يدي ديوانٌ..
# يستفزُّني الحسنُ .. يطلقني في أمداء الدهشةِ حلمًا .. ريحًا .. موجةً .. غيمةً ، يمامةً أوعصفوراً.. أتبنى الجمالَ في كلِّ شيءٍ .. وأتمنى الحسنَ في كلِّ شيءٍ .. أهيمُ بالحياةِ عشقًا ..
# الطفولةُ قصيدتي الضوئيَّة الحسناءِ الأحلى والأطلى والأجلى .. أمرِّغ قلبي الذي لا يكبرُ في براءتِها .. أغتسلُ بأحلامها .. أحلِّق بقلبي .. وبفكري في سبحاتِها العفويَّة الساذجَةِ .. لا تزالُ الطفولة تأسرني .. طهرًا وصفاءً وعذوبةً .. عالمًا من لطفٍ وبراءةٍ وإلهامٍ .. وملائكيَّة حقيقيَّة .. إني لأنسى في هذا النقاءِ نفسي .. فأرى وجهي في تأتآت الصِّغار وثأثآتهم .. في براءتهم وشقاوتهم .. في لعبهم وصخبهم .. ولا مبالاتهم .. في عفويَّة أفعالهم وتصرُّفاتهم .. تسحَرُني ضحكاتهم وابتساماتهم .. يطيبُ لي مراقبةُ هذا العالم الساحرِ .. والتسلُّلُ إلى دواخِلِهِ الفاتنةِ ..لأوقظَ الأحلامَ في النُّعَاسِ العسليِّ المتسرِّبِ إلى عيونِها البريئةِ .. وأطردَ الدموعَ المناكفةَ للفرحِ العذبِ فيها .. وأقمعَ الغشامةَ المناوئةَ لمنامِهِا الورديِّ الأثيرِ .. وأسيِّجَ أحلامَها العذراءَ بمليونِ تعويذةِ حبٍّ .. وأوكلَ حفظَهَا إلى الله .. وقلبي معها ..
أصعدُ للسَّماءِ مع أحلامِهِم .. وأترقى في طموحاتِهِم السَّاذِجَةِ .. الممكنَةِ المستحيلةٍ .. أهيمُ في كلامِهم المتكَابِرِ .. وتقتلُني دموعُهم وبكاؤُهم .. في كلِّ طفولةٍ وجهي.. في كلِّ نبضةٍ قلبي .. في كلِّ حلمٍ .. في كلِّ شقاوةٍ أنا ..

# الربيعُ أحدُ كبارِ آسري قلبي .. ألقي بتعبي في أحضانِهِ .. وأسلمُهُ أحلامي العاجزةَ الكسيحَةَ .. وطموحَاتي المنتهيَةَ التحقُّقِ.. أتخيَّلُهُ أنثى جميلةً عطوفًا .. أنامُ في حضنِهِ الدفيءِ حالمًا .. فلا أصحو إلا على قرعِ الصِّيفِ الثقيلِ على بابِ قلبي .. ووقعِ خطا الخريفِ الخشنَةِ تتربَّصُ بي .. الربيعُ مدرسة قلبي .. وطنُ روحي.. وأرخبيل أعماقي.. منه أستمدُّ المددَ الروحيَّ للأسفارِ الشعريَّةِ القادمَةِ المأمولةَ .. وأعوِّضُ بمرآهُ ما ينقصُ الحياةَ من جمالٍ وحسنٍ وبهاءٍ.. أملأُ أعماقي بريَّاهُ .. وأذيبُ روحي في براحهِ وانفساحِهِ..
# اللِّيلُ مُلْهِمٌ كبيرٌ ..وصديقٌ أمينٌ لعاشقٍ مؤبَّدٍ مثلي .. ومستودعُ أسرارٍ آمنٌ لقلبي الكثيرِ الأسرارِ .. اللِّيلُ موئلٌ للحلمِ .. مناخُ للقصيدةٍ .. ومهدٌ دفيءٍ يحضنُها .. يتلقَّف ميلادَها .. ويحتوي صرختها البكرَ .. ويربِّت على ارتعاشِها الخجولِ وهي تستقبلُ الحياةَ.. وهي تتحسَّسُ طريقَها نحو مساقطِ النورِ.. ومساكبِ العطرِ.. الليلُ أغنيةٌ صادقة أثيرة .. ولحنٌ عفويٌّ لا يتكرَّر ولا يبيدُ بالرغمِ من تشابِهِ العزفِ والنغماتِ والعازفين ..

# الفجرُ بوَّابتي على الإبداعِ .. نافذتي على القصيدةِ الضوئيَّة .. معينٌ حقيقيٌّ على ارتكابِ الشعر.. ومراودةِ القصيدةِ عن عطرِها وضوئِها .. يطيبُ لي طلب أيدي الحسانِ القصائدِ عندَ تنفُّسِهِ.. الفجرُ تفجيرٌ للأعماقِ شعرًا وسحرًا ..


# المرأةُ يوانٌ .. وقصيدةٌ .. شمسٌ وقمرٌ ونجومٌ .. المرأةٌ نهارٌ مكتملٌ.. المرأة إلهامُ وأحلامٌ ، فلا تسألوني عن أشياءَ إن تتبرَّجَ لي تُعْجِزُني.. تهزِمُ حرفي.. وتحرِجُ شِعْرِي .. وتجرحُ قصائدي .. المرأةُ حياةٌ .. المرأةُ أمٌّ .. المرأة وطنٌ .. ومن من يستغني عنِ الحياةِ .. وأمِّهِ .. ووطنِهِ..!؟
# الحياةُ حبٌّ .. ولا تستقيمُ إلاَّ الحياةُ إلاَّ بالحبِّ.. وحينَ تفتقدُ الحياة وُالحبَّ .. حين يفتقرُ بشرٌ ما للحبِّ في بقعةٍ ما من العالمِ سيظلمُ الكونُ .. يُمْسِكُ الرَّبيعُ عن إنتاجِ الجمالِ وتصديرِ العطرِ.. وتحجِمُ العصافيرُ عنِ الغناءِ .. وتتوقفُ الأرضُ عنِ الدورانِ.. وتستقيلُ الشمسُ من عرشِ السماءِ وتتقاعدِ عن الضوءِ ..
وتضربُ الأقمارُ والنجومُ عن الضحكِ الضوئيِّ المشوقِ .. حين يتناقصُ الحبُّ تندلعُ الحروبُ .. وتشبُّ العداواتُ وتشتعلُ الأرض غيظًا وبغضًا وأحقادًا ..
الحبُّ يجمِّلُ وجَه الكونِ .. يزيِّنُ أشياءِهُ .. يرتقُ ثقوبَ الحياةِ.. يُعالجُ أعطابَ النفوسِ .. يرمِّمُ شروخَها .. الحياةُ بلا حبٌّ مقبرةٌ كبيرةٌ .. خرابٌ بشعٌ مهولٌ..

# أشعرُ دائمًا أنَّ ثمَّةَ خيطًا رفيعًا بينَ هاتِهِ الأشياءِ جميعِها .. وأن نقصَ إحداها نقصٌ في عضوٍ مهمٍّ من أعضاءِ الحياةِ..


راقية كثيراً هذه السيرة :flower2:

وَ سااحره ! :m7:

:rose:

ابتسام آل سليمان 08/08/2009 01:27 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جمعة الفاخري (المشاركة 44794)
سلامٌ أُسْرَةَ المطرِ = سلامُ الطِّيْبِ وَالطُّهْرِ
سلامُ الحبِّ والنَّجْوَى = أَسَالَ سُلافَةَ الشِّعْرِ
رَحِيْقًا من جَنى قلبي = نسيمًا من سُرَى النَّهْرِ
أتاكم من رُبَى روحي= يُسَابِقُ رُوْعَةَ الخبرِ
توضَّا بالمنى صُبْحًا = تَشَذَّا من سَنَا العطرِ
تسامى في المدى عطرًا = وضوءًا في الدَّنى يسري
تقافزَ في الهوا فِرَحًا = ليقطفَ قبلةَ البدرِ
فمن حرفٍ إلى حرفٍ= ومن سَطْرٍ إلى سَطْرِ
ليرسِمَهَا على قلبٍ= نديٍّ من دُنى الفجْرِ
بهيٍّ كابتسامَتِكم = زكيٍّ كالرُّبى الخضرِ
سيغفو في حناياكم = كطفلٍ هَامَ بالحِجْرِ
وما الإملاءُ في نظري = سوى عزفٍ على وترِ
سِوَى همسٍ لأحبَابٍ= بترتيلِ الهوى المغْريِ
كما الإبْحَارُ في حُلُمٍ =هَوَى الأَحْلامِ في السَّفَرِ
كما الإيغَالُ في لَهَفٍ = إلى دُنيا من السِّحْرِ
وكونٌ من رؤى المعنى = بروحِ الحبِّ كم يُغري
غِنَاءُ اللِّيلِ بالنَّجْوَى = دُعَاءُ الغيمِ بالمطرِ
هَوَى الأَحْبَابِ يأتينا = بما ندري ولا ندري
هوَ الإِمْعَانُ في فرحٍ = يُحَاضِنُ لهفةَ العمرِ
يُباغِتُنَا فَيُسْقِطُنَا = يُطَارِدُنا .. ولا نجري
يُعَانِقُنَا .. يُسَارِقُنَا ..= وَيَحْرِقُنَا بلا ضَرَرِ
رِذَاذُ الغيمِ يطفِئُنَا = ويشعِلُنَا بلا شَررِ
جدائلُ غيمِنا تهمي = على لهفِ الضُّحَى العذري
وَرِتلُ المزنِ ظلَّلَنَا = وَرَاحَ بحبِّنا يُغْرِي
وصدرُ غمامنا حُضنٌ= منابرُنا لدى السَّهرِ
حرائرُ غيمِنا وطنٌ= َشَسَاعَةُ ذا الهوى البكرِ
هنا وطني .. وذا بيتي = وذا حُلْمِي وذا قدري
فَإِنْ أعطيتني وطنًا = فخذْ حرفي ، وخذْ عمري








سلام من على المرسى ,سلام النبل و الفخر = سلام الشهد أهدانا سموا ناء بالشكر
أيا ضيفا تسامى في فضاء النور و الألق= سلاف الحرف طوقنا بأسر العقل و الفكر
وذا نزر يسير لا يوافيكم ولا حتى = يداني شعركم أو يرتقي وصفا إلى الشعر


فريق المرسى...:coffee::coffee:

جمعة الفاخري 08/08/2009 03:07 PM

- هل تتذكر أول قصيدة كتبتها في حياتك / أي في سنة ؟!

ـ أول محاولاتي لاقتراف الشعر كانت في المرحلة الإعداديَّة وكانت محاولات خجولة وساذجة تفتقر للنضج ، وأذكر أوَّل بيت كتبته في بداياتي:
شكوتُ لليلِ الطويلِ متاعبي
.......... فبكى طويلاً ثمَّ رثى لحالي.
لكني لا أذكر قصائد تلك المرحلة ..وأغلبها تبرَّأتُ منها .. فهي بدايات لا ترضي ذائقتي ، ولا تقدِّم شيئًا ، علمًا بأنني لا أحفظ أشعاري قديمها وحديثها .. وتلك مشكلتي الكبرى ، مع أني أحفظ أشعارً لا حصرَ لها ..

ـ هل تلاحظ أن هناك تغيير في أسلوب الشعر وطرحه عن السابق ؟!

ـ لكل مرحلة أساليبها ومقترحاتها في كل جوانب الحياة ، والشعر كائنٌ حيٌّ متجدِّدٌ دائمًا فهو يبتكرُ أدواتِهِ وطرائقَهُ .. ويجدِّدُ مفرداتِهِ ، ويطوِّر قواميسَهُ وصورَهُ وأخيلتَهُ .. ومن ثمَّ يبتكرُ أنواعًا جديدةً للقصيدةِ وتحت مسمَّيات مختلفة .. شيءٌ واحدٌ لم يتغيِّر في الشعرِ الحقيقيِّ هو درجةُ تأثيرِهِ الفاعلَةِ في النفوسِ .. ومقدرتُهُ الكبيرةُ على ارتكاب الدهشة ، وإحداث الإثارةِ في الأعماقِ الإنسانية باستفزازها بعنفٍ رقيقٍ .. وبرقًّة عنيفةٍ.. فالشعر يشبه الصدمة الكهربائيَّة العلاجيَّّة التي تعطى للمُعَالَجِ بقدرٍ محدَّد لا يضرَّهُ.. الشعرُ كائنٌ مختلفٌ مدهشٌ على الدوامِ متى كان حقيقيَّا وصادقًا غيرَ مفتعلٍ ولا مصطنعٍ..

ـ عندما تريد تلخيص مشوار جمعة في الساحة فماذا تقول ؟!

ـ جمعة الفاخري .. يحاولُ أن يكون .. لمَّا يبدأ بعد .. فكل خطوة أخطوها أنكرها .. قد يراها الآخرون نجاحًا ولكني أراها مجرَّد خطوة على درب طويلٍ.. ودائمًا أساءل نفسي: وسط هذا العالم المزروع بالشعراء والمبدعين ومروِّجي الجمال ماذا يمكن لمثلي أن يقدِّم ..!؟
وصدَّقوا إني أنكرُ كل قصيدةٍ أنجزها بمجرَّد أن يتلقَّفها الآخرون .. وهذا ليس شعورًا بالنقص بقدرِ ما هو جذوةُ طموحٍ لا تنطفئ..

ـ يُقالُ " تكلم حتى أعرف من أنت " .. كم شخص يطبق هذه القاعدة في الساحة ؟

ـ يُقالُ إِنَّ الثقافةَ هي الشيء الوحيدُ الذي ينقصُ الجزَّارَ ليصبحَ جرَّاحًا .. ولنلحظ الفرق بين الجزارة والجراحةِ..!! وكما يقول الشاعر العربي :
لسانُ الفتى نصفٌ ونصفٌ فؤادُهُ فلم يبقَ إلاَّ صورةُ اللَّحمِ والدمِ
فكلامُ المرءِ ينبئ عن أعماقِهِ ، ويخبرُ عن ثقافته ، ويبيَّن درجةَ وعيه .. ولكنه ليس مقياسًا دقيقًا للحكم على الناسِ ، فقد يخطئ المرء مرَّة ويصيبُ مرَّاتٍ .. وهو ما يعدُ كبوةَ جواد ..
وإِنْ كانَ سقراط الحكيمُ قد اختبر أحدهم بدعوتِهِ للكلامِ " تكلَّمْ حتى أراك " كان يريد أن يرى أعمَاقَهُ .. ويطَّلع على أفكارِهِ .. ولربما قدَّرَهُ وأكبرَهُ بعدَ ذلكَ أو مدَّ في وجهِهِ رِجْلَ أبي حنيفة.. أتمنى أن تروني كما أراكم .. بلا مدِّ أرجل.. لا سمحَ اللهُ..!!

وهل ترى أن الجميع يتكلم من أجل أن يعرّف عن شخصه بـ " الأنا " ؟!

ـ هذا ما يحدثُ ضبطًا .. فالإنسان ـ غالبًا ـ يتكلَّم أصالةً عن نفسهِ .. فهو مفوَّضٌ رسميٌّ باسم وجدانِهِ للتصريح .. ناطقُ رسميٌّ باسمِ الأعماق .. لذلك قالوا :" الألفاظ مرآة العاطفة " أي يُظهرُ عبرَها ما في أعماقِ الإنسانِ من أشياءَ..

عبد العزيز الجرّاح 08/08/2009 04:13 PM

الأستاذ / جمعة الفاخري
بالعودة إلى السيرة الأدبية الثرية الخاصة بكم، نجد أن لك من المؤلفات والمخطوطات الأدبية الكثير .. سواء على مستوى المجموعات القصصية أو الدواوين الشعرية وقد ترجم البعض منها إلى اللغة الإنجليزية والفرنسية والسويدية أيضًا.

- أيهما أقرب إلى ذائقة الأديب جمعة الفاخري المجموعات القصصية أم الدواوين الشعرية، ولماذا؟
- أيًا من تلك المؤلفات من وجهة نظرك استطاع أن يصل بـ جمعة الفاخري إلى القارىء العربي؟
- هل استطاع الأديب العربي أن يجد له مكانًا خارج الوطن العربي وأنت أحد من ترجمت مؤلفاتهم إلى اللغات الأخرى؟

شكرًا لك مرة أخرى، وأهلا بك في هذا اللقاء.

تحاياي

جمعة الفاخري 09/08/2009 11:51 AM

الأستاذ / جمعة الفاخري
بالعودة إلى السيرة الأدبية الثرية الخاصة بكم، نجد أن لك من المؤلفات والمخطوطات الأدبية الكثير .. سواء على مستوى المجموعات القصصية أو الدواوين الشعرية وقد ترجم البعض منها إلى اللغة الإنجليزية والفرنسية والسويدية أيضًا.

- أيهما أقرب إلى ذائقة الأديب جمعة الفاخري المجموعات القصصية أم الدواوين الشعرية، ولماذا؟
- أيًا من تلك المؤلفات من وجهة نظرك استطاع أن يصل بـ جمعة الفاخري إلى القارىء العربي؟
- هل استطاع الأديب العربي أن يجد له مكانًا خارج الوطن العربي وأنت أحد من ترجمت مؤلفاتهم إلى اللغات الأخرى؟

شكرًا لك مرة أخرى، وأهلا بك في هذا اللقاء.


العزيز الشاعر عبد العزيز الجرَّاح.. شكرًا لكلِّ هذا الودِّ الغامر كالمطرِِ .. وإليك بوحي :
ـ الشعرُ أقرب إلى نفسي .. ذلك أني مسكونٌ بالشعر .. ربما لأنني عربي .. !
لكنّي لا أتبرَّأ من القصص .. التي أغشها بأسلوب شعري.. ولغة شعريَّة لتفتن القارئ المتعوِّد على النثر الفجِ. ..

أوَّلاً ـ دعني أوشوشك بسرِّ ؛ فأنا اشتهرت خارج ليبيا قبل أن أنتشر داخل الوطن .. ربما هو تقصير الإعلام أو ظلم المكان لصاحبه لابتعاد مدينتي بؤرة الضوء والوهج الإعلامي الكبير في المدينتين الكبيرتين طرابلس وبنغازي ، وأذكر أنَّ أحد الأدباء الكبار عن التقاني بطرابلس وعرف أنني صاحب قصة ( أربع عيون ) التي تحدَّث النقاد عن فنيَّتها العالية ، أخبرته إنني من اجدابيا ( هزَّ رأسه وقال : ( المكان أحيانًا يظلم صاحبه ..!!).

للقارئ المحلِّي في ليبيا قدَّمتني جيَّدًا مجموعتي القصصيَّة الأولى ( صفر على شمال الحبِّ ) الصادرة عن دار البيان ببنغازي سنة 2003 ، وهي أوَّل كتابٌ يطبعُ لي ..
أمَّا خارج الوطن قدَّمني كتابان ؛ الأوَّل مجموعة ( عناق ظلال مراوغة ) في القصة القصيرة جدًّا ، الصادرة عن دار قناديل ببيروت 2006 وهي أوَّل مجموعة قصصية صرفة لكاتب ليبي في هذا النوع من الإبداع ، وقد ضمَّت 100 ق ق ج ، وكتاب ( ربيعٌ على جناحي فراشة ) وهو خطراتٌ في مغاني الحب والربيع والطفولة والشعر والحياة ، وقد تلقفه الجمهور بكثير حب لأنه يحمل خطرات وجدانية بأسلوبٍ شعريٍّ.. ومن المفارقات أن إصداره تأخَّر قرابة العام بسبب أن الناشر قد كتب على الغلاف ( شعر ) وحين اكتشفت ذلك رفضت الغلاف وطلبت أن يكتب عليه خطرات .. وقد أخبرني الناشر أنه كان يقرأ شعرًا لا خطراتٍ مما دفعه لكتابة ذلك .. وقد كنت أنشر بعض ما فيه ببعض المواقع ومنها موقعنا ( إملاءات المطر ) وكنت أكتب أسفل كل مجموعة خواطر : ( عن كتاب : ربيع على جناحي فراشة ـ للمؤلف ) خوفًا من السرقة.. فانتشر العنوان ، وأصبحت الطلبات عليه تصلني بالبريد وعبر الإيميل والهواتف وأنا أذوب حرجًا من تسويفي لطالبيه .. بعض صديقاتي الأديبات المغربيات كن يبحثن عنه في أجنحة المعارض الدوليَّة فيخبروهن أنه نفد ...! وهناك من وعد بإحضار نسخ منه في الغد ...لأجل أن يحضرن إليه !؟
والكتاب ـ بفضل الله ـ لم يمضِ على طباعته عام وقد قارب على النفاد أيضًا ..

للأسف إنَّ الترجمات لم تطبع في كتب ، وهي اجتهادات من قبل أصدقاء أعزَّاء .. وثمة أديب ومترجم مغربي يدعى حسن الغافل وعد بترجمة كل كتبي ، ولا أدري ماذا فعل بعد عام ونصف من استلامها ..

ترجمة الإبداع العربيِّ جدُّ مهمَّة .. لكي يقرأنا الآخر.. لكن حركة الترجمة العربية من وإلى العربيَّة جدّ مخجلة ، فهي محتشمة ، وفي أغلبها مبادرات غير مدعومة ، ونحتاج لنصل إلى القارئ الأجنبي كما يصلن كتَّابهم ـ أن نعني بالترجمة عناية فائقة ، وفق خطط مدروسة ، تتكفل بها المؤسسات الثقافيَّة الرسميَّة لبلداننا ، وأن لا تتخلَّى المؤسَّسات الأكاديميَّة عن دورها في هذا الصدد ..

ابتسام آل سليمان 09/08/2009 01:26 PM

سلاماو حي هلا بك شاعرنا الفذ و شكرا تبلغك لهذي الإجابات المفعمة ثقافة وفكرا وسحر بيان يطغى ...
شاعرنا يقولون : من لم يحرك المشاعر فليس بشاعر
حين نقرأ بعض القصائد نجدها تقترب من ذواتنا كثيرا و كأن الشاعر مترجم لما ينتابنا من وجدان , في حين نقرأ
قصائد أخرى بيد أنَّا لا نشعر تجاهها بشيء و لا حتى بتفاعلنا معها , فما السر وما هو مقياس الشعر المتميز
هل هو في بلاغة المعاني و التراكيب الخلاقة و الصور البديعية أم ماذا ؟



فريق المرسى:coffee::coffee:

لينا المهتدي 09/08/2009 02:07 PM

ما شاء الله ..

سيرة مشرفة حقاً :)

أديبنا الكبير :

لدي مداخلة بسيطة أرجو عدم إثقالك بها ..

1- ما دور الطبيعة في الإيحاء لك بقصائدك ؟؟

2- ما هو مقياس المقارنة عندك بين شاعر وغيره ؟؟

3- هل يمكن أن يكون الشعر خطراً على البشرية .. كيف ولمَ ؟


تحية من الأعماق لروعة تواجدك هنـا ~

شكري الجزيل للرائعتين وحي / ذكرى على اختيار مميز كهـذا ..!

أثابك ربي وزادك من فضلــه

^__^

جمعة الفاخري 10/08/2009 12:11 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة وحي (المشاركة 44827)
سلاماو حي هلا بك شاعرنا الفذ و شكرا تبلغك لهذي الإجابات المفعمة ثقافة وفكرا وسحر بيان يطغى ...
شاعرنا يقولون : من لم يحرك المشاعر فليس بشاعر
حين نقرأ بعض القصائد نجدها تقترب من ذواتنا كثيرا و كأن الشاعر مترجم لما ينتابنا من وجدان , في حين نقرأ
قصائد أخرى بيد أنَّا لا نشعر تجاهها بشيء و لا حتى بتفاعلنا معها , فما السر وما هو مقياس الشعر المتميز
هل هو في بلاغة المعاني و التراكيب الخلاقة و الصور البديعية أم ماذا ؟


فريق المرسى:coffee::coffee:


أهلاً مبدعتنا وحي : وإجابةً على تساؤلاتك أقول:

# الصدقُ هو ما يقرِّبُ القصائدَ منَّا ، أو يبعِّدها في حال انعدامِ فيها .. فالشاعرُ صاحبُ التجربة الصادقة تدخله قصيدتُهُ إلى أعماقِنا .. أمَّا القصائد المفتعلة . المنتحلة للمشاعر والأحاسيس .. المفترقة للتجربة الشعوريِّة الصادقة والحقيقيَّة فهي تولد ميِّتةً ، أو فلنقل أنها لم تولدْ أصلاً .. ولا تبقى بعد ذلكَ.. لذا فإننا حين نستمع لبعض القصائد نشعرُ بدفئها .. بحميميَّتِها .. بروحها الوثَّابة .. لكأنها تولدُ الآن .. فتحيا .. تبقى .. لا ينطفئ وهجها ، ولا يبهتُ وجهها .. ولا تنتهي بالتقادم بلغة القانونيِّين..
فالصدقُ هو المثيرُ الحقيقيُّ للدهشة ، والبلاغة والتراكيب والصور البديعية تعاضد الصدق الشعوري .. القصيدة كيانٌ واحدٌ تشتركُ في بنائه أشياء كثيرة متجانسة ، وضعف أحدها كمثل الضعف في عضوٍ في جسدٍ..

سودة الكنوي 10/08/2009 01:33 AM

لا أدري من أين أبدأ؟؟
أبهة الحضور الشعري الجميل ألجمت لساني عن السؤال
و أقصرت يدي عن مد الباع في هذا المحفل المتجلي
بالكرم و الكرام..
شكر الله لك يا أبا سراج هذه القصيدة التي ستظل جوهرة
في تاج المطر فلا فض فوك و لا شلت يمينك
و سلم يراعك على تلك الرائية الحسناء..

و قد ذكرتني في أحد ردودك بــ "رجل أبي حنيفة"
فضحكت كثيرا!! حاشاك يا شاعرنا الفذ فمثلك خليق و قمن
بأن تطوى لديه رجل أبي حنيفة.. (رحم الله شيخ الحنيفية)

(هتاف الروح) قصيدة تجللت بأقصى المشاعر و أصدق العبارات مع زخم هائل
من روعة البيان، كما قرأنا في تحليل الدكتور سليمان زيدان الذي لم يغفل ذكر
(الموسيقى الداخلية في النص) حيث تردد حرف السين مهموسا هامسا و كأنه
يعبر عن قرب المشاعر و الخلو و المناجاة..
-في قصيدة هتاف الروح، ما هي الأبيات التي فجر فيها الشاعر جمعة الفاخري
أعلى دفقة شعورية؟؟ و ما الباعث على استنطاق النفس و استدرار القريحة
لتترنم بهذه القصيدة الجزلة..؟؟

و قد سبقتني الأخت إيمان بطرح الشطر الثاني من السؤال و لكن يبدو أنك لم تنتبه
لمداخلتها.

قرأنا في سيرتك الذاتية العطرة عن إجادتك و إتقانك للخط العربي..(و أنا من عشاق الخط العربي بل أنني خطاطة و لله الحمد)
-هل يتسع لنا الوقت لتعطينا نبذة مختصرة عن الخط العربي و جمالياته؟ و هل هي موهبة تكتسب أم تعلم؟؟
و هل لنا أن نطلب لوحة بخطك نعلقها على صدر المطر؟؟

جمعة الفاخري 10/08/2009 02:19 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سودة الكنوي (المشاركة 44864)
لا أدري من أين أبدأ؟؟
أبهة الحضور الشعري الجميل ألجمت لساني عن السؤال
و أقصرت يدي عن مد الباع في هذا المحفل المتجلي
بالكرم و الكرام..
شكر الله لك يا أبا سراج هذه القصيدة التي ستظل جوهرة
في تاج المطر فلا فض فوك و لا شلت يمينك
و سلم يراعك على تلك الرائية الحسناء..

و قد ذكرتني في أحد ردودك بــ "رجل أبي حنيفة"
فضحكت كثيرا!! حاشاك يا شاعرنا الفذ فمثلك خليق و قمن
بأن تطوى لديه رجل أبي حنيفة.. (رحم الله شيخ الحنيفية)

(هتاف الروح) قصيدة تجللت بأقصى المشاعر و أصدق العبارات مع زخم هائل
من روعة البيان، كما قرأنا في تحليل الدكتور سليمان زيدان الذي لم يغفل ذكر
(الموسيقى الداخلية في النص) حيث تردد حرف السين مهموسا هامسا و كأنه
يعبر عن قرب المشاعر و الخلو و المناجاة..
-في قصيدة هتاف الروح، ما هي الأبيات التي فجر فيها الشاعر جمعة الفاخري
أعلى دفقة شعورية؟؟ و ما الباعث على استنطاق النفس و استدرار القريحة
لتترنم بهذه القصيدة الجزلة..؟؟

و قد سبقتني الأخت إيمان بطرح الشطر الثاني من السؤال و لكن يبدو أنك لم تنتبه
لمداخلتها.

قرأنا في سيرتك الذاتية العطرة عن إجادتك و إتقانك للخط العربي..(و أنا من عشاق الخط العربي بل أنني خطاطة و لله الحمد)
-هل يتسع لنا الوقت لتعطينا نبذة مختصرة عن الخط العربي و جمالياته؟ و هل هي موهبة تكتسب أم تعلم؟؟
و هل لنا أن نطلب لوحة بخطك نعلقها على صدر المطر؟؟


أهلاً أستاذة سودة .. أحييّ حضورَكَ الأنيق .. ولك هذه الإجابات المقتضبة :
ـ أظن أن أعلى دفقة شعوريَّة كانت في هذه الأبيات :

وَتَدَفَّئي بِيْ في شَفِيـفِ مواعـدِي=ورفيفِِ روحي في رِحَابِ تَوَحُّـدِي
وَتَحَسَّسِيْ لَهَفِي وثـورةَ مهجتـي=وتَوَجُّسِيْ خَوْفَ الْغِيَـابِ الملحـدِ
وتسلَّقي قلقي وقسـوةَ غربتـي ..=وتَأوَّلِي يومي ونامـي فـي غـدي
وَتَسَلَّلِـيْ عَبْـرَ الْهُيَـامِ قَصِيْـدَةً=نشوى بعطري ، فاستباحتْ مرقدي

مع أنَّ أبيات الشاعر كأبنائه لا يفضل أحدهم على الآخر.
وعندي القصيدة دفقة واحدة .. وكيان واحدة ..

# سيِّدتي .. هو الحبُّ الحقيقي ولا شيء غيره .. والمرأة هي الباعثُ المثيرُ القادر على استفزاز أعماق الشاعر بدرجة كبيرة.. فهي تهزُّ شجرة الإلهام فتساقط شعرًا كهذا ..

أما الخطُّ فأجِّلي الحديثَ عنه قليلاً أستاذة سودة ..فأنا أسرق الوقت سرقة ..
وأرجو منك أن تنسِّقي القصيدة ، فقد جاءت متصلة صدورها بأعجازها ..
ولك امتناني وإكباري..


الساعة الآن 01:13 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.8 Beta 1
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
3y vBSmart
جميع الحقوق محفوظة لـ منتديات إملاءات المطر الأدبية - الآراء المطروحة في المنتدى تمثل وجهة نظر أصحابها