إملاءات المطر

إملاءات المطر (http://www.emlaat.com/vb/index.php)
-   ذاكرة الهَتَن (http://www.emlaat.com/vb/forumdisplay.php?f=17)
-   -   حكواتي..على إيقاع المسحراتي (http://www.emlaat.com/vb/showthread.php?t=1413)

عبدالسلام مصباح 25/09/2008 03:54 PM


- لقد كنت قاسيا في التعليم، مع أنك عانيت قسوة التعامل و جرعت مرها، هل تعتقد أن ما يجنح إليه المربي و التربوي و المعلم من أساليب القسوة و العقاب و التعنيف، هل تعتقدهناجعاً؟
= نعم، قلتُ : كنتُ قاسياً، ولكني لم أقل أنني كنتُ جلاداً، باعتبار أن القسم ليس سجنا، ولأني ببساطة لم أكن أستعمل العصا إلا في حالات بادرة جداً وقليلة جدا، لإيماني القوي أن العصا ليست الوسيلة الوحيدة لتقويم سلوك التلاميذ أو ضبطهم، حتى في تلك الحالات النادرة لم أفقد احترامي وتقديري عند تلامذتي، ولا أتذكر أنني أرغمتُ تلميذاً على إعادة كتابة درس ما أو واجب منزلي ما عشر مرات أو خمسين مرة...ولم أنظر إليهم نظرة فوقية، لذا فعلاقتي بهم كانت علاقة صداقة بالدرجة الأولي، فكنتُ أزورهم في بيوتاتهم، ويزورونني في بيتي، أجالس أسرهم ويجالسون أسري...(تصوري أن هناك تلاميذ دَرَّسْتُهم منذ أزيد من عشرين سنة، تخرجوا وكونوا أسراً، ولكن علاقتي بهم ما زالت لحد الساعة، نتبادل الزيارات بمناسبة أو دزن مناسبة...) كان الحوار بيننا سيد الموقف، لذا كان جلهم يشاركونني همومهم ومشاكلهم ومعاناتهم
وحين قلتُ أنني كنتُ قاسياً، كنتُ أقصد به الحزم، فالتلميذ إذا أرخيتُ له الحبل تمادى في غيه، وربما ساعده على الانحراف، حتى إذا رفع تلميذ ما صوته عليَّ أو رفع يده لم أكن أكتب به تقريراً وأقدمه للإدارة لاتخاذ في حقه الإجراء اللازم، كالتوقيف أو الفصل أو الانتقال إلى مؤسسة أخرى، ولم أكن أستدعي والده أو ولي أمره، حتى ولو كان مشاكساً، وسيء السلوك
http://www.emlaat.com/vb/uploaded/107_7kk1.gif

http://www.emlaat.com/vb/uploaded/107_7kk2.gif

- الابنة غادة شاعرة قرأنا مقطعاً من شعرها و استمتعنا و هي فرصة طيبة أن نقدم لها دعوة للانضمام إلينا في لنرشف من رحيق شعرها المزيد..
هل تعتقد أن مقولة (الابن سرُّ أبيه) تنطبق على الشعر و الشاعرية؟؟ بمعنى آخر هل قرض الشعر يورَّث و يحمل في الجينات؟؟

= لا، الشعر لا يورث، وليس دوماً (الابن سر أبيه) إنما هي موهبة وهبها الله إليها، يهبها لمن يشاء من عباده، والدليل ليس كل أبناء الشعراء اكتووا بنار الشعر

- و ما هي الملامح التي توسمتها في الشاعرة غادة مصباح إبان بزوغ فجر الشعر لديها و سطوع شمس الشاعرية؟؟
حدثنا عن موهبة الشاعرة غادة مصباح.. و بماذا تنصح أولياء الأمور و المربين حيال تبني المواهب المكتشفة و رعايتها؟؟

= الفضل في اكتشافها يعود إلى والدتها، فأنا لم أكن أعلم أن شيطان الشعر مسها، حدث ذلك صدفة، ولكنها صدفة جميلة، أن تجد في أسرتك من يلعب بالنار، من يعزف على قيثارة الحب والوطن، ويعشق بروميثيوس، ويشاغب اللغة، وتقطف من شجرة الشعر ياسميناً وفلاً...عن موهبتها أراها ناضجة، هكذا يقول كل من قرأ لها
مسؤولية اكتشاف المواهب ورعايتها تقع على الجميع: الآباء بالدرجة الأولى، المربين، الدولة، الجمعيات والمؤسسات الثقافية.


عبدالسلام مصباح 27/09/2008 05:28 PM

ما مدى تصديقك على هذا القول، هل عبد السلام فعلا يحمل بين جنبيه الطفل و الرجل؟؟
= هكذا يقولون
- ما قصتك مع (حرف الحاء) و كيف بدأ العشق بينكما؟
= قصتي مع الحاء، لا تختلف عن قصة كل من حمل هما ذاتياُ، أو عانق هموم الآخرين، قصة من فقد الحنان والحب والحرية
-بما أن الحاء قد شغفك حباً - أعجبتني عبارتك حيث تقول (و استثني من الحاءات الحرب) ،ترجم لنا هذه الحائيات بتعبير مصباح:
=الحب : إحساس عميق بوجود الآخر
=الحنان : وجوده يخلق للعالم تناغمه
=الحلم : فرح يضمنا كلما أسدلت ستائر الليل، ورغبة هادئة للتغيير
=الحقد (أكيد مستثنى مع الحر): مرض
=حواء : مسودة قصيدة
=الحدود : لعنة وحماقة
=الحضارة : سلاح دو حدين
=الحذر : مُسَكٍّن نتناوله كلما ضاقت بنا السبل

عبدالسلام مصباح 27/09/2008 05:42 PM

وميـــــــــض
فـــــي
مداراتـــــــ العشــــــق

شعـــــر
عبـد الســلام مصبــــاح


افتتاحيـة أولـى

كُونِـي مَـا شِئْـتِ
فَاْنِْـتِ
كَمَـا كٌنْـتِ
مُنْـذُ وُلِـدْتِ.

1-
كُونِـي فِـي بَـرَدِ الْيَابِـسِ
مَـا شِئْـتِ
حَصَـى
صَخْـرًا
أَوْ حَبَّـاتِ الرَّمْـل...ِ
فَأَنْـتِ عَلَـى الشَّاطِـئِ
بَيْـنَ شَرَايِيـنِ الأَطْلَـسِ
فِـي أَوْصَـالِ النَّخْـلِ
كَمَـا كُنْـتِ
أَمْوَاجـًا
يَنَابِيـعَ
سَـوَاقٍ
أَبَـدًا تَتَثَنَّـى
تَرْقُـصُ فَـوْقَ الْعُشْـبِ
فِـي وَهَـجِ الْخِصْـبِ
وَفِـي أَزْمِنَـةِ الْجَـدْبِ
مُنْـذُ وُلِـدْتِ.

2-
كُونِـي فِـي جِنْـسِ الطَّيْـرِ
مَـا شِئْـتِ
عُقَّابـًا
صَقْـرًا
أَوْ بَبَغَـاء...
فَأَنْـتِ، أَيَـا شَهْـلاَءَ الْعَيْنَيْـنِ
بِرَغْـمِ الْمِخْلَـبِ
رَغْـمَ الْوَجْـهِ الْقَاسِـي
رَغْـمَ الْقَلْـبِ الْفُـولاَذِيِّ
كَمَـا كُنْـتِ
عَلَـى هَـذِي الصُّـورَة
عُصْفُـورَة
عَفْـوًا سَيِّدَتِـي
فِـي عَيْنِـي أَنْـتِ
وَفِـي صَـْدرِي
وَعَلَـى شَفَتِـي
عَنِدلَـةً
شَحْـرُورَة
مُنْـذُ وُلِـدْتِ.

3-
كُونِـي فِـي جِنْـسِ الطَّيْـرِ
مَـا شِئْـتِ
صَنَوْبَـرَةً
عَوْسَجَـةً
أَوْ قُرَّاصـًأ...
فَأَنْـتِ
بِرَغْـمِ الشَّـوْكِ
وَرَغْـمِ الأَلَـمِ الزَّاحِـفِ
وَ الْجُـرْحِ النَّـازِفِ
فِـي كَفِّـي أَنْـتِ
وَفِـي الْعَيْنَيْـنِ
كَمَـا كُنْـتِ
نَرْجِسَـةً
يَتَسَوَّرُهَـا الْكَبْـتُ
وَأَجْـوَاءُ الْقَهْـرِ
عَفْـوًا، شَهْـلاَءَ الْعَيْنَيْـنِ،
فَأَنْـتِ قَرَنْفَلَـةٌ
مَنْثُـورَة
مُنْـذُ وُلِـدْتِ.

افتتاحيـة ثانيـة

كُونِـي مَـا شِئْـتِ
فَاْنِْـتِ
كَمَـا كٌنْـتِ
مُنْـذُ وُلِـدْتِ.



إشبيليــة
31/12/1982

عبدالسلام مصباح 27/09/2008 05:50 PM

سيــدة الأسمـاء

شعـــر
عبـد الســلام مصبــاح



إلـــى
المبدعــــة
س
و
د
ة
الكنـــــوي



فِـي الْحَـرْفٍ كَمَـا فِـي الْقَلْـبِ
تَكُونِيـنَ الْمَلِكَـة
وَأَكُـونَ أَنَـا الْعَبْـدُ الْحَامِـي لِجَلاَلِـك
الشَّاهِـي لأَِنَامِلِـكِ الْمَسْكُونَـةِ بِالْمَـاءِ وَبِالنَّـارِ...
وَحِيـنَ تُغَطِّيـكِ
تُوَيْجَـاتُ الضَّـوْءِ الْوَافِـدِ
مِـنْ رَعَشَـاتِ الأَيَّـامِ الْمَفْقُـودَةِ
مِـنْ كُـلِّ مَنَـارَاتِ الْعِصْيَـانِ
مِـنَ الْغَضَـبِ الْمُخْضَـبِ
بِالْعِشْـقِ الْمَجْلُـوِّ
وَبِالْخِصْـبِ...
وَيَنْصَهِـرُ الْغَيْـمُ عَلَـى صَـْدرِكِ سَوْسَنَتَيْـنِ
يَجُـودُ الْحُلـمُ الْمُدْهِـشُ بِالشِّعْـرِ الِمُتَلَفِّـعِ
بِالْمَوْجَـةِ الأُولَـى
تَتَمَاهَـى
تَنْثُـرُ بَيْـنَ يَدَيْـكِ
عَنَاقِيـدِ الْقَلْـبِ
وَأَلْـوَانِ الْبَـوْحِ الْمُتَوَشِّـحِ
بِالْحَـرْفِ الظَّامِـيءِ لِلزَّمَـنِ الْحُلْـوِ
وَلِلنُّـورِ...
وَحِيـنَ أَعُـبُّ الْخَمْـرَةَ
مِـنْ ثَغْـرِكِ
حَرْفَيـنِ :
حَـاءٌ
بَــاءٌ
تَتَفَتَّـحً أَوْرِدَتِـي
وَشَرَايِينِـي
تَتَفَتَّـحُ فِـي صَـدْرِي آَفَـاقٌ
لَـمْ تَطْرُقْهَـا الْخَفَقَـاتُ الْمَذْبُوحَـةُ
وَالْخَفَقَـاتُ الْمَسْلُولَـةُ
وَالْخَفَقَـاتُ الْمَأْلُوفَـةُ
وَالْخَفَقَـاتُ الْمُـرَّة
تَتَفَتَّـحُ فِـي وَهَـجِ الْجُـرْحِ
أَكَالِيـلُ رَمَـادِي
يَصْعَـدُ مِنْهَـا عُصْفُـورٌ
فِـي لَـوْنِ نِـدَاءَاتِ الأَرْضِ
وَفِـي سُمْـكِ الْفَـرَحِ الْمُـورِقِ
يَحْمِـلُ تَحْـتَ جَنَاحَيْـهِ نَخِيـلَ الْقَلْـبِ،
وَفِـي عَيْنَيِـهِ
تَرَاتِيـلَ الْحُـبِّ
وَشَـوْقَ الْمَـوْجِ
وَيَنْطَلِـقُ...
يَنْطَلِـقُ،
يَنْطَلِـقُ وَمْضـاً
نَبْضـًا...
يَنْـزِفُ صَوْتُـهُ فَيْضـًا
خِصْبـًا...
دَاخِـلَ أَضْـلاَعِ الْفَلَـوَاتِ الْمَوْبُـوءَةِ
وَالزَّمَـنِ الْمُتَخَشِّـبِ
يَخْتَـرِقُ الضَّـوْءَ الْمُتَرَسِّـبَ
خَلْـفَ سَرَادِيـبِ الصَّمْـتِ
وَخَلْـفَ النَّظَـرَاتِ الْمَأْهُولَـةِ بِالرِّيـحِ
وَبِالْمَـوْتِ
وَيَنْطَلِـقُ...
يَنْطَلِـقُ...
يُطْلِـقُ حُنْجُـرَةً
تَحْتَضِـنُ الْكَـوْنَ
وَتُخْصِـبُ نِيـرَانَ الْعِشْـقِ
مُعَمَّـدَةً بِجُنُـونِ الْحُلـمِ
وَيَرْحَـلُ
يَرْحَـلُ
يَرْحَـلُ فِـي تِيـهِ الْحَـاءِ
وَفِـي تِيـهِ الْبَـاءِ
وَفِـي الْمُفْـرَدَةِ الْعَطْشَانَـةِ لِلتَّـوْقِ
وَلِلنّطْـقِ
وَفِـي الرُّؤْيَـا الْمَسْكُونَـةِ بِالْهَـمِّ الْيَوِمِـي
وَالَّلحَظَـاتِ الْمُرْتَعِشَـة
وَيُصَلِّـي:
سَيِّدَتِـي
أَيَّتُهَـا الْمُنْسَابَـةُ عِشْقـًا
بَيْـنَ تَضَارِيـسِ الْجَسَـدِ
الْمُثْقَـلِ بِالرَّغَبَـاتِ الْخَضْـرَاءِ
وَالنَّبْـضِ الْمُتَبَرْعِـمِ،
يَاامْـرَأَةً
تَتَنَفَّـسُ فِـي أَوْصَـالِ الْمَقْهُورِيـنَ
وَبَيْـنَ خَلاَيَـا الْمَسْحُوقِيـنَ
أَنْـتِ قَرَنْفَلَـةُ الْمَـاءِ الْجَائِـلِ
تَحْـتَ ضُلُـوعِ الْخَيْمَـةِ وَالرَّمْـلِ
وَبَيْـنَ تَرَاجِيـعِ النَّخْـلِ
وَفِـي مَمْلَكَـةِ الْعُشَّـاقِ / الشُّعَـرَاءِ،
وَأَنْـتِ الْحُلـمُ الْمُتَصَاهِـلُ
فِـي رَحِـمِ الْكَلِمَـاتِ
وَفِـي الإِيقَاعَـاتِ السَّمْـرَاءِ
وَفِـي الْهَمَسَـاتِ،
وَأَنْـتِ الْـوَرْدَةُ
وَالشَّـوْكُ الدَّامِـي
وَرَيَاحِيـنُ الْفَجْـرِ النَّامِـي،
أَنْـتِ صَبَاحَـاتُ
مَسَـاءَاتُ الْحُـبِّ الْمُتَرَامِـي
يَتَوَقَّـدُ بَيْـنَ فَضَـاءَاتِ الْمَاءَيْـنِ،
وَأَنْـتِ جُـذُورُ الأَشْعَـارِ
وَأَنْـتِ الأُغْنِيـةُ الْعَـذْرَاءُ الْمُنْفَلِتَـة.



الدار البيضـاء
الأربعـاء11/11/1992

عبدالسلام مصباح 27/09/2008 05:56 PM

زياراتــــــــــــــــ

شعــــــر
عبـدالســلام مصبــاح



1-
كَانَــتْ تَأْتِينِـي بَعْـــضَ مَسَــاء
وَعَلَــى شَفَتَيْهَــا سَيْــلُ رُؤَى
أَوْ طُوفَـانُ قُبَـل،
تَنْثُرُهَـا بَيْـنَ يَـديَّ
بَيَـاضَ قَصِيـدَة
مُتْرَعَــةً
بِالْحَــرْفِ الْمُثْقَــلِ بِالتَّمْـرِ
وَبِالْجَمْــرِ...
وَترْْحَــل.

2-
كَانَـتْ تَأْتِينِـي فِـي شَغَــبِ الْيَقَظَـة
مُوحِشَـةً،
فـِي عَيْنَيْهـَـا أَلَــقُ اْلَحْقـلِ،
خَبَايَـا الْغَابَـاتِ
وَعُمْـقُ الْبَحْــرِ...
وَتَجْلِـسُ فِـي أَبْهَـاءِ الْحَـرْفِ
تُغَافِلُنِـي
تَخْطِـفُ أَحْــزَانَ الصَّـدْرِ
وَتُشْعِــلُ قِنْدِيـلَ الْحُــبِّ...
وَفِـي طَرْفَـةِ عَيْـنٍ
تَرْحَــل.

3-
كَانَـتْ تَأْتِينـِي فِـي عِــزِّ الْحُلْـمِ
مُسَرْبَلَـةً بِالنَّـزَوَاتِ
وَبِالطَّيْـشِ
وَبِالـدِّفْءِ...
فَتُبَعْثِرُهَـا
بَيْــنَ الصَّمْـتِ الْمُلْتَــفِّ
هَمْسـاً
آهـاً
أَوْ بَعْــضَ غُبَـارَ اللَّحْـنِ...
وَتَرْحَـل.

4-
كَانَـتْ تَأْتِينِـي قَبْـلَ صَـلاَةِ الصُّبْـحِ
مُهَفْهَفَـةً
تَجْلِـسُ فِـي كَفِّـي
أَوْ بَيْــنَ جِرَاحِـي
تَسْبُـلُ جَفْنَيْهَـا
وَتُلَمْلِــمُ أَوْرَاقَ التُّــوتِ
تَفُــكُّ إِزَارَ قَصِيــدَة،
فـِي غَفْلَـه
تَسْلــكُ دِرْبـاً بَيْــنَ الأَحْــرُفِ
مُثْقَلَـةً بِاللَّحـْـنِ الْمَكْنُـونِ
وَبِالــزَّادِ
وَبِاَلفَـرَحِ...
تَنْشــدَ أَخْبَـارَ الشُّعَــرَاءِ
وَأَخْبَـارَ الْعُشَّـاقِ
وَأَخْبَـارَ الْحُلْـمِ الْمُوغِــلِ
فِـي أَحْضَانِ الْغَيْـمِ
وَبَيْــنَ الْمَاءَيْــنِ،
وَحِيـنَ يَمُــسُّ النُّـورُ الْوَاعِــدُدَاخِلِنَا
تَرْحَــل.

5-
كَانَـتْ تَأْتِينِـي فِـي غَيْـرِ مَوَاعِدِهَـا
تَمْتَطِـي مُهْـراً
تَتَنَاثَـرُ تَحْـتَ حَوَافِرِهَـا
سُنْبُلَـةُ الْحُـبِ
لِتُـورِقَ فِـي أَعْطَـافِ الْقَلْـبِ
تَوَاشِيـحَ
وَأَشْعَـاراً...
تَتَفَيَّأُهَـا النَّبَضَـاتُ الشـَّارِدَةُ
وَالنَّـوْرَسُ
وَالْحُلْـمُ...
وَحِيـنَ أَمِيـلُ إلِـَى عَيْنَيْهَـا
لأُِعَانِقَهَـا
وَأُبَـارِكُ فِعْلَتَهَـا
تُسْـرِجُ خَيْـلَ الْبَـرْقِ
وَتَرْحَـل.



الــدار البيضـــاء
الثلاثـــاء21/03/2000


•فازت بجائزة ناجي نعمان/ لبنان 2005
•فازت بجائزة مجلة "هايhi" / أمريكا2006

عبدالسلام مصباح 27/09/2008 06:02 PM

بطاقاتـــــ حبــــــــ
إلــى
العــــــــراق


شعـــــر
عبـدالســلام مصبــاح



1-
سَلاَمــاً.سَلاَمـاً...
سَلاَمــاً مِــنَ الشِّعـــرِ وَالشُّعَـَــرَاءِ
لِحُلْـمٍ يَشُـــقُّ خُطَـاهُ إِلَــى مُقْلَتَيْــك
لِسِـــرْبِ طُيُـــورِ
يَحُــطُّ الرِّحَـالَ عَلَـى رَاحَتَيْـك
لِنَخْـلٍ
يُغَــازِلُ فَجْــراً عَلَـى ضِفَّتَيْـك
لِطِفْــلٍ يُخَاتِــلُ دَبَّابَـةً
لِشَيْــخٍ يَهُــزُّ جُــذُوعَ النَّخِيـلِ
فَتُرْسِــلُ أَوْرَاقَهَـا طَلْقَـةً
وَزُغْرُدَتَيْــنِ.


2-
عِـــرَاقُ...
سَــلاَم الْفُصُـولِ الْخَصِيبَـهْ
وَسَيِّــدَةُ الْمَطَــرِ
لِبَغْــدَادَ وَالْكُوفَـةِ
لِكَرْكُــوكَ وَالْبَصْــرَةِ
وَلِلْفَلُّوجَــةِ
وَلِلنَّجَــفِ الأَشْــرَفِ...
فَتَحْــتَ ثَرَاهَــا يَنَـامُ الشَّهِيـدُ
وَمِــنْ صُلْبِهَـا
يَتَدَفَّــقُ نُــورٌ وَظِـلٌّ
وَيُولَـدُ أَلْــفُ شَهِيـدٍ
فَتُفْــرِدُ عَشْتَـارُ
لِلْعَاشِقِيـنَ قُــزَح.

3-
عِــــرَاقُ...
أَتَيْنَـا لِنَنْشُــدَ أَشْعَارَنَـا
وَفِــي الْحَلْـقِ جَمْـرٌ
وَفِــي الْقَلْـبُ جُــرْحٌ
وَفِـي الْحَـرْفِ نَـارٌ وَثَــوْرَهْ
فَهَــلْ تَقْبَلِيـنَ الْغِنَـاء
لِيَرْقُـصَ عُشْــبُ الْبَــرَارِي
وَيَكْتُـبَ أَسْمَـاءَكِ الرَّائِعَــةِ.


4-
عِـــرَاقُ...
أَتَيْنَـا لِنَرْفَــَ أَصْوَاتَنَـا
وَنَهْتِـفَ لِلْكِبْرِيَـاءِ
وَلِلْهِمَـمِ الشَّامِخَـهْ
وَلِلْوَاقِفِيـنَ اِنْتِظَـاراً
عَلَـى صَهْـوَةِ الْعَاصِفَــهْ
وَلِلْحَامِلِيــنَ صَلِيـبَ الْوَطَـن.


5-
عِـــرَاقُ...
سَلاَمـاً...سَلاَمـاً
فَنَهْــرُكِ لَــنْ يَنْضُــبَ
وَشَعْبُـكِ لَــنْ يَهْـربَ
وَكُـلَّ تَمَاثِيـلِ قِــشٍّ
"وُقُـودٌ لِنَـارِك
وَحَبْـلُ غَسِيـلٍ
عَلَـى سَطْــحِ دَارِك" **.



الــدار البيضــاء
الجمعـــة04 /04/2003


** للشاعر محمود درويش

بُكَاءْ 27/09/2008 06:18 PM

يا الله
كلّما أعانق هذا اللّقاء أزداد انشراحا
عبد السلام مصباح
اللّغة بين يديك تترنّح من سكرة جمال حرفك،
متابعة

سودة الكنوي 27/09/2008 11:56 PM

حلقت مع هذه النصوص
حتى بتُّ معلقة بين السماء و الأرض
بذخ لغوي لا يضاهى!
و عمق فكري لا يجارى!

تحية لشاعريتك و شعرك

سودة الكنوي 28/09/2008 03:09 AM

-بعد هذا البحر الزاخر بالدرر، كلمة أخيرة يود عبد السلام مصباح تسطيرها؟؟

عبدالسلام مصباح 28/09/2008 05:34 AM

-بعد هذا البحر الزاخر بالدرر، كلمة أخيرة يود عبد السلام مصباح تسطيرها؟؟

= أيها الأحبة
في البداية أعتذر لكل الإخوة ، لأن نزلة البرد التي فاجأتني حالت دون رفرفة أجنحة هذا الحوار في الوقت المناسب، فقد كان في داخلي حلم أوسع وأكبر ، كنتُ أحلم بمساحة واسعة، أنام تحت زخات أمطارها، وأزرع فيها حباً، وتعانقني فيها أياد بيضاء
ومهما يكن فقد بللتُ حاءاتي بنداوة شغبكم، وعانقتْ حروفها أمطاركم الخضراء....
فشكراُ للعزيزة سودة الكنوي
وشكراً للفتية الطيبين
وشكراً لهذا الفضاء الذي فتح شرفاته لكلماتي كي ترسل تغاريدها المعتقلة
وشكراً لشرفاء الحرف بهذا الفضاء، ولكل الأصوات التي تسكنه
وشكراً لكل عشاق الحاءات المتمردة
وشكراً لكل من ساهم في هذا الحوار بسؤال أو تفاعل
آملاً أن اكون في مستوى اللقاء
وكل رمضان وأنتم أحبائي



الساعة الآن 05:43 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.8 Beta 1
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
3y vBSmart
جميع الحقوق محفوظة لـ منتديات إملاءات المطر الأدبية - الآراء المطروحة في المنتدى تمثل وجهة نظر أصحابها