[ .. كَانَتْ لَيْلَـةً مِنْ دِيسَمْبَــرْ .. ]
°"" سَـلاَمـٌ عليكُمـْ و عليكُنَّ ... و رحمـةُ اللهِ و بركــاتُـهُ ... ** ... معذرةً .. لمْ أذكرْ تاريخَ هاتِيكـَ اللَّيْلَــة .. غيْـرَ أنَّ السَّـاعَةَ كانتْ وَقْتَهَــا تقْرِيبـاً : العَــاشِــرَهْ ... " ... كَعادتي ، عِندَ عودتي أسلكـُ طريقاً بينَ العِماراتِ مُتمنِّياً أن تقصُرَ المسافةُ حتَّى البيتْ ، لأتوقَّفَ عنِ التَّفكيرِ بِمجرَّدِ الوُلُــوجْ . هذهِ المرَّة الأمرُ مُختلفْ ، فالثَّلجُ يتساقطُ و هذا ما يجعلُ شِدَّةَ شُرودي تزيدُ رُغمَ البُرودةِ اللَّطيفَــهْ . بينَ السَرَحانِ و الآخرْ ، يتخلَّلُ بِيُسرٍ وَقْعُ خُطواتي الثَّابتةِ حيناً و المُضطربةِ أحياناًَ على طبقةِ الثَّلجِ الرَّقيقةِ و التي لم تتماسكـ بعد . فكثرةُ المشيِ فوقها و تِكرارُ مرورِ السَّيَّاراتِ عليها أذابَ قِسماً لا يُستهانُ بهِ من تِلكـَ القِشرة ، رَجوتُ حينئذْ أن تتوقفَ الحركةُ و يحِلَّ السُّكونُ مهيمِناً لعلَّ الطبقةَ تصمدْ و ارتِطامَ قِطعِ الماءِ الجامِدِ يُسمَــعْ . شدَّني و أنا أسيرُ على مَهْلٍ ، منظرُ كِسَفِ الثُّلُوجِ و هِيَ تنزِلُ بِهوادَةٍ قُبالَةَ مِصباحِ الإنارةِ العُمومي . تختلِفُ اتجاهاتُها نُزولاً و وُقوعاَ ، فكأنَّها تُريدُ استعراضَ مفاتِنِ رقصِها على الأضواءِ الكاشِفَةِ أمامَ جُمهُــورِ لمْ يحضُــرْ . كذلكـَ بِبُرودَتِها و هِيَ تُداعِبُ خدِّي و انفي مُغازِلَــةً ، أرعَشَتْ بَدَنِي بِرِفْقٍ تُريدُ أن تدخُلَ روحِــي بعدَ أن طَرَقَتِ البابَ مُستــأذِنَــهْ . كانَ هُبوبُ النَّسائِمِ اللَّيْلِيَّـةِ مُواتِياً لِتناغُمِ خُطايَ معَ هُطولِ حبَّاتِ الجَليــدْ ، حتَّى أنَّني خِلْتُ أنَّنا مُتَّفِقُونَ على الإيقاعِ بِدونِ قائِدٍ يُوحِّدُنا على ذلكـْ . أظُنُّ أنَّ هُيامِـي بِهكَذا جَــوْ ، جَعَلَنِي أنْسَجِمُ و أتَوافَقُ معَ كلِّ شيءٍ يتعلَّقُ بهِ و إن بَدَى تافِهاً لِبَعْضِهِــمْ !!! لمْ ألمَحْ بعدَ أن قاربْتُ على الوُصًولِ إلى مُبْتَغَايَ إلاَّ القليلَ مِنَ النَّاس . أَيُعْقَلُ أنَّ ذلكـَ الطَّقْسَ الحَالِمْ لم يفعل فيهمْ فِعلَ السَّاحِرِ الحَــاذِقْ ؟! فقدْ قرَّروا الخُلُودَ إلى مَضَاجِعِهِمْ بعدَ وقتٍ يسيرٍ من بدءِ الإحتِفَالِيَّـــهْ . هُــمُ الخاسِرونَ وَ المُضَيِّعونَ لِتِلكـَ اللَّذَّةِ النَّـادِرَة ، إذ أنَّها لا تأتي كلَّ ليلَـة كَتِلْكـَ اللَّيْلَــهْ ، و لا تعودُ إلاَّ بِإِذْنٍ من مانِحِهَـا - سُبحانهُ و تعالى - . رُبَّما قد أتتْ على أحدهم مرَّاتٍ و كرَّاتْ ، لكنَّها لم تُصادِفْ نَفْساً شاعِرِيَّــهْ و خَيَالاً بَريئـاً مُتْرَعاً بِالآمالِ و الخَيَـالْ ، لكي يَستوفيها حقَّهَـا منَ الإحساسِ و التَّفُكُّــرِ معَ التَّدَبُّـــرْ . أَعْشَــقُ تدْوينَ خَلَجاتِي و تلطيخَ الوَرَقِ بِالَّذي أشعرُ بهْ ، و لمَّا كانت هذهِ اللَّيلَــةُ ليست كَكُلِّ اللَّيَــالِي رأيتُ أنَّهُ من واجِبِي نحوَ مشاعِرِي و أدَبِي - و نحوكُــمْ - أن أُحدِّثَ نفسي بِها ... وَ أُحَدِّثَكُــمْ ... " / و كتبهُ ؛ أسامة بن ساعو / السَّطَفِي ..× السبــتْ 16/02/2008 |
أسامة السطفي..
سأعود لأنعم بقراءة منصفة متأنية متأملة.. عندما تكون النفس في جمامها... فلا بد من استعادة الطاقة قبل مواجهة نص مترف لــ السطفي... إلى أن أعود.. |
ما أبعدني عن هكذا جوٍّ شاعريّْ ،! تصويركَ لِـ تلك اللحظات الحميمةِ و الثلجْ جعلني أشعرُ بهِ يغفو على كفيّْ أهلا أسامـة ؛ |
اسامه السطفي
برعت اخي العزيز في التصوير اشعرتنا بتلك اللحظات الرائعه والشاعريه فشكرا لك دمت بخير |
أسامة السطفي..
لقد منحت ديسمبر ملامح أخرى غير تلك المألوفة عنه و المتعارف عليها حيث يقترن هذا الشهر في الذاكرة بالكآبة و ارحيل و البرد و الانتهاء.. ديسمبر/كانون الأول أو دجنبر كما يسميه بعضهم، الرقم 12 في تقويم السنين أي مع آخر يوم من هذا الشهر يودع عام حمل بين طياته الكثير من الأحداث المفرحة و المحزنة.. ليسدل عليها الثلج ستاراً من الصقيع.. لقد أعطيت ليالي الشتاء القارسة الطويلة بعداً آخر و صبغتها بألوان الرومانسية و التأمل فغدت أكثر بهجة.. السطفي... كل ديسمبر و الكل بخير.. |
وكأنني كنت اتراقص بنظري مع تلك الثلوج المتساقطة بهوادة على نافذة روحي رائع انت يااسامة واكثر |
إذا علمت أن الحرف القادم هو من بعضك يا صاحبي ..
فلا شك أني سأجهز نفسي .. لعلي لا أخرج من أحد النصوص .. تحايا .. ودادي و السلام خير ختام. |
إذا علمت أن الحرف القادم هو من بعضك يا صاحبي ..
فلا شك أني سأجهز نفسي .. لعلي لا أخرج من أحد النصوص .. تحايا .. ودادي و السلام خير ختام. |
اقتباس:
أختي الكريمة / سودهْ ، سلامٌ عليكـِ و رحمة .. / مرحبٌ بكـِ في أيِّ وقتٍ تهطليــنْ .. فهل يوجدُ على من يعترضُ على نزولِ المطرْ ؟! / تحيتي و تقديري .. لكـِ .. |
اقتباس:
أختي الفاضلة / بياضْ ، سلامٌ عليكـِ و رحمةُ الله .. / جميلٌ مِنِّي أن أجعلكـِ تشعرينَ بهكذا جَــوّ .. شاكرٌ لكـِ الإطلالة المشرقة أخيِّتي .. / و تقبلي مني خالصَ تحيتي و تقديري .. |
الساعة الآن 09:27 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.8 Beta 1
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
3y vBSmart
جميع الحقوق محفوظة لـ منتديات إملاءات المطر الأدبية - الآراء المطروحة في المنتدى تمثل وجهة نظر أصحابها