إملاءات المطر

إملاءات المطر (http://www.emlaat.com/vb/index.php)
-   منابرٌ فوق السحاب (http://www.emlaat.com/vb/forumdisplay.php?f=4)
-   -   ماهو النقد (http://www.emlaat.com/vb/showthread.php?t=4163)

مضاوي الروقي 25/06/2010 04:21 PM

ماهو النقد
 
http://www.emlaat.com/vb/uploaded/65_1225559623.gif
سأطرح هنا إشكالا متعلقا بطبيعة النقد وماهيته .. ثم سأعرج على بعض المفهومات ذات العلاقة بطبيعة النقد الأدبي .. وأرجو أن يكون موضوعا خفيفا..

مضاوي الروقي 25/06/2010 04:24 PM

ماهو النقد؟ وماهي طبيعته؟ ما المادة التي يدرسها؟ وهل الخطاب النقدي خطاب علمي أم أدبي؟ ما المعرفة التي يقدمها الخطاب النقدي إن كان علميا؟
هذه التساؤلات ستناقش من خلال عدة محاور:
ـ مفهوم النقد.
ـ العلاقة بين النقد و الأدب.
ـ وظيفة النقد.
ـ المفاهيم النقدية الناتجة عن هذا العلم.

مضاوي الروقي 25/06/2010 04:25 PM

مفهوم النقد:
كلمة نقد مأخوذة من الجذر اللغوي ( ن ق د )، جاء في لسان العرب: النقد والتنقاد: تمييز الدراهم وإخراج الزيف منها، وقد نقدها نقدا وانتقدها ونقد فلانا نقدا أعطاه ، فانتقدها أي قبضها، وناقدت فلانا إذا ناقشته في الأمر، ونقد الطائر الحب ينتقده إذا كان يلقطه واحدا واحدا .
وجاء في أساس البلاغة: هو من نقادة قومه، من خيارهم، ونقد الكلام، وهو ينقد بعينيه إلى الشيء: يديم النظر إليه باختلاس حتى لا يفطن له .
وفي المعجم الوسيط مصطلح النقد مأخوذ من: نقد الشيء نقدا نقره ليختبره، أو لتمييز جيده من رديئه، ويقال نقد النثر، ونقد الشعر، أظهر ما فيه من عيب .
بيد أن الدلالة الاصطلاحية لا تقف عند مجرد استحسان واستهجان النصوص، بل إنها أعمق من ذلك، فهي تتصل بفنية البنية النصية . فالنقد: تحليل القطع الأدبية وتقدير ما لها من قيمة فنية ، و يعرف النقد أيضا بأنه: فن دراسة الأساليب وتمييزها .
ومع محاولة المشتغلين بالنقد وضع حد له، إلا أنهم لم يهتدوا لوضع حد يلتزمه الجميع؛ إذ إن حد النقد من الإشكالات المطروحة في الخطاب النقدي، كما هو حد الأدب كذلك. ربما عرف بعضهم النقد انطلاقا من تعريفه الأدب ، فالناقد وليام هدسون حين عرف الأدب بأنه: تفسير للحياة، عرف النقد بأنه تفسير للتفسير، أي للصورة الفنية التي خرج فيها الأدب . وعرفه رولان بارت بقوله: العالم موجود، والكاتب يتكلم، هذا هو الأدب، أما موضوع النقد فيختلف كثيرا، إنه ليس العالم، إنه خطاب، خطاب الآخر، النقد هو خطاب على خطاب، هو لغة ثانية أو ميتالغة، تمارس على خطاب أول .

مضاوي الروقي 25/06/2010 04:27 PM

الموضوع جزء من بحث أكاديمي لي ، و لا مانع لدي من الاستفادة منه ، فقط أرجو نسبة البحث لصاحبته ..

مضاوي الروقي 25/06/2010 04:28 PM

موضوع النقد:
يتناول النقد العمل الأدبي من حيث هو قيمة؛ وعليه فإن موضوعه يتعلق بالجمال، جمال العمل الأدبي من حيث طبيعته، وألفاظه، وتراكيبه، وغير ذلك من عناصر النص، ثم يتناول ما بينها من علاقات، والتي تؤثر في المتلقي .
وظيفة النقد:
حين يعرف النقد فإنه يعرف من خلال موضوعه، الذي هو الأدب؛ لذا فإن النظر إلى الأدب في فهم وظيفة النقد هو عنصر جوهري لابد منه ، فالنقد حين يمارس وظيفته فإنه يمارسها من خلال النصوص، فهو " استعمال منظم للتقنيات غير الأدبية ولضروب المعرفة غير الأدبية أيضا، في سبيل الحصول على بصيرة نافذة في الأدب"
تختلف وظيفة النقد انطلاقا من الممارسة النقدية، فهو في بعض الممارسات ذو رسالة اجتماعية، وأخلاقية، فليس هو تفسير للنصوص فقط، بل هو فعالية إبداعية ونشاط ذهني خلاق يسعى إلى انتاج معرفة بالنص أو إعادة بنائه من خلال منظور ثقافي معين . ولعل هذه الوظيفة التي يضطلع بها النقد تفسر طبيعة العلاقة بينه وبين الأدب، فإذا كان الأدب تجربة شعورية لصاحبها مستمدة من بيئته ومعبرة عن رؤية المبدع عنها، فإن النقد تفسير لتلك الرؤية لتحقيق الفهم والتذوق والحكم .
المحاور السابقة تقودنا إلى موضوع آخر مهم في هذه الورقة وهو موضوع الذاتية والموضوعية في النقد.

مضاوي الروقي 25/06/2010 04:34 PM

الذاتية والموضوعية:
اختلف النقاد و الأدباء في تحديد هوية الفعالية النقدية، ومدى صلتها بالعلم والفن، فبعضهم يرى النقد ممارسة ذاتية تستند إلى الذوق، الشخصي المحض المخالف للعلم، وفريق يرى أن النقد نشاط علمي يستند إلى أسس موضوعية وأدوات منهجية، تحتكم بقواعد العلم المباينة للذوق والهوى، ومجموعة ثالثة ترى النقد تمازج بين الذاتية والعلمية .
هذا الصراع القائم بين هذه الآراء الثلاثة، ناتج عن رغبة الممارسات النقدية في أن تكون علمية، تحكمها قواعد وقوانين العلم، فهي تبحث عن العلاقات المكونة للنص، إذ العلم الذي تحاول أن تتبع خطاه، يبحث في العلاقات التي تشد أجزاء الكائن بعضها إلى بعض، وكيف اجتمعت عناصره لتكون هذا الكيان. وعلى هذا فإن الممارسات النقدية تختلف في الحقيقة التي تبحث عنها في الكائن الأدبي، بناء على الأفق الذي تجعله مجال دراستها.
وهكذا وجد الناقد نفسه أمام أهداف أربعة رئيسة، كل منها يستحق إقامة نظرية أدبية حوله، على أساس اعتباره العامل الأقوى في الإبداع، وهي:
ـ المبدع كذات فاعلة وخلاقة، معبرة عن عالمها الداخلي.
ـ الواقع الموضوعي للإبداع، باعتباره العامل الذي صاغ حياة المبدع وتحكم في صياغة نزعاته.
ـ النص الأدبي باعتباره المرتكز للفعل الأدبي.
ـ المتلقي للإبداع أو القاريء للنص، باعتباره الامتداد الحقيقي لوجود النص.

عبد العزيز الجرّاح 25/06/2010 06:11 PM

رذاذ غيمة ،

نحن حقًا بحاجة لمعرفة ماهية النقد و وظيفته ومفهومه وعلاقته بالأدب تحديدًا بحكم أن المطر
منتدى أدبي متخصص.
جميع المحاور التي ذكرتها أعلاه، أجدها محاور مهمة وقيّمة، وبودي أن تضيفي إن أمكن علاقة
الناقد بالأديب، وكيف يكون الناقد مكملا وداعما له وللأدب.

شكرًا كثيرًا لـ هذا البحث القيّم، الذي أجده إضافة رائعة للأدب وإثراء للمطر بصفة عامة وقسم منابر
فوق السحاب بصفة خاصة.

تحاياي

مضاوي الروقي 26/06/2010 04:11 PM

شكرا لك أخي الكريم ،، وأرجو أن أطرح ما يفيد ..

مضاوي الروقي 26/06/2010 04:13 PM

فالنظرية التي جعلت المؤلف أفقا لها شملت مناهج خارجية في دراسة العمل الأدبي وهي المنهج التاريخي، والنفساني، والاجتماعي.
فالمنهج التاريخي في دراسته للأدب ركز ،كما يرى بيف، على:
ـ دراسة الأديب فكريا من خلال الاطلاع على جميع مؤلفاته.
ـ دراسة الأديب جنسيا من خلال معرفة أصله وعائلته.
ـ دراسة الأديب بيئيا واجتماعيا للتعرف على المؤثرات الطبيعية والاجتماعية، وتأثير ذلك على توجهه وسلوكه.
ـ دراسة الأديب نفسيا للاطلاع على معاناته، وهمومه وانشغالاته العاطفية.
ـ استخلاص السمات العامة لثقافته، وتحصيله العلمي من خلال التعرف على أساتذته، ومدى تأثره بهم .
وبعد أن يتحصل للناقد كل هذه الدراسات، يقيم العمل الأدبي، ويحدد شخصية الأديب؛ إذ إن فهم الشخصيات يؤدي إلى فهم انتاجها وتفسيره، فهو يؤمن بالعلاقة التي تربط شخصية الأديب بأدبه .
إن هذا المنهج الذي وضعه سانت بيف، يشتمل على حقيقة جوهرية، مفادها أن الأدب لا يعدو كونه في النهاية نتاجا لشخصية الفرد الخالق . فالفنان يخلق فنه تبعا لقوانين كيانه الخاص، وهذا الكيان نتاج لجميع المؤثرات الخارجية .
ويرى (تين) أن الأديب فرد يعيش داخل إطار منظومة القواني الطبيعية، ويخضع لجريها، وينشيء أعماله داخلها؛ لذا فهو يبحث عن هذه القوانين التي يخضع لها الأديب، وهي لا تخرج عن عوامل ثلاثة: الجنس والبيئة والعصر، فهذه العوامل مجتمعة لها الدور الفاعل في تكوين الأدباء، وتميزهم واحدا عن الآخر .
فالأدب بناء على ذلك مثل الطبيعة لا يعرف مجالا للقوانين الفردية، والأدباء جميعا يخضعون لقوانينه العامة؛ لذا لفهم الأدب فهما صحيحا ينبغي الرجوع لهذه العوامل التي أعانت على انتاجه .
على الناقد، حسب (كارليل)، أن يفهم غرض الشاعر عن طريق العطف والتقدير، ثم يحكم بعد ذلك على عمله .
أما المنهج النفساني فإن المشتغلين به قد فسروا العمل الأدبي من خلال اللاوعي، ففيه تختزن التجارب البعيدة، التي يراد نسيانها، إذ لا يمكن التعبير عنها؛ لأن المجتمع يرفضها، لكنها تبحث عن قناع تظهر من خلاله، فتتخذ الأحلام مجالا لذلك ، من هنا يصبح للحلم لغته الرمزية مثلما للسلوك الغامض لغته المعماة، وهذه اللغة تستدعي الكشف عنها وفهم دلالاتها، وتحليلها .
يمكن أن ندرك الصلة بين العالمين النفسي والأدبي من هذه النقطة؛ إذ إن تجارب النفس المكبوته تظهر من خلال الأحلام، فالأخيلة والأوهام لدى الكاتب المبدع، تسعى إلى الظهور من خلال قوالب أدبية، وهنا تكمن براعة الأديب على غيره من المكبوتين، إذ يعبر عن كبته بطريقة مقبولة وشائقة، يسعى المجتمع إلى معرفتها، وينجذب إليها، ويشجع عليها .
والأديب المبدع يشبه الطفل، عند فرويد، في أنه يخلق لنفسه عالما من الوهم ويعامله بغاية الجدية والاهتمام، ويودعه كل ما لديه من عاطفة، وبفصله عن العالم الواقعي المحسوس، وكذلك يفعل الطفل في لعبه .
يعتبر فرويد الحياة الجنسية بمنزلة الصدارة في كل نشاط فني، فالشعر والموسيقى وغيرها من الفنون، ليست إلا أشكالا للحب في جميع صوره، إنه التصعيد والتعويض والتحويل، هذه هي الوظائف الأساسية للفن . وحتى يتحرر الفنان من كبته لابد أن يفجره على هيئة عمل فني، وهو بذلك يخفف من عذاباته، إذ يجد في إعجاب الناس التعويض عن حرمانه .
لقد بالغ فرويد في التركيز على الدوافع الجنسية من بين الدوافع الغريزية التي تقف وراء تشكل العمل الإبداعي لدى الفنان .

يتفق (يونج) مع فرويد في إرجاع الإنتاج الأدبي إلى اللاشعور، لكنه يخالفه في هذا اللاشعور، فهو يرى أنه موروث من أسلافنا البدائيين، نتيجة لما تركته فيهم تجارب الحياة . وهو بذلك يخرج اللاشعور من كونه فرديا إلى اللاشعور الجمعي، متمثلا في الأساطير التي تتجذر في المجتمعات في شكل رواسب نفسية موروثة من تجارب الأسلاف .
يأتي بعد ذلك (أدلر) الذي يتفق مع فرويد في فكرة حب الظهور، والتعويض عن النقص، لكنه يخالفه في تفسيرها، إذ إن فرويد يرى أن الإبداع نوع من التنفيس عن كبت جنسي يعاني منه المبدع بينما يرى (أدلر) أن عقدة الجنس لا تفلح في تفسير الإبداع، بل إن النقص لدى المبدع ومحاولة تعويضه هي الفكرة الأكثر قبولا ومنطقية.
لذا فإنه يبحث عن مظاهر التعويض عن النقص في أنواع الفن. فهو بذلك ينظر في عاهات المبدعين وعقدهم ونواقصهم، ويربط بينها وبين مظاهر الإبداع ويفسرها في ضوء المعرفة المتحصلة عن الأديب أو الفنان .
وآخر المناهج التي تعاملت مع المؤلف بوصفه أفقا للدراسة هو المنهج الاجتماعي، الذي ينطلق من النظرية التي ترى أن الأدب ظاهرة اجتماعية وأن الأديب لا ينتج أدبا لنفسه إنما ينتجه لمجتمعه، منذ تفكيره في الكتابة وفي أثناء ممارسته لا وعقب انتهائه منها، فالقاريء حاضر في ذهن الأديب، وهو وسيلته وغايته في آن معا .
يعامل (لوكاتش) الأعمال الأدبية بوصفها انعكاسات لمنظومة ظاهرة، ولابد للعمل الواقعي أن يكشف التناقضات التحتية في النظام الاجتماعي .

زياد محمد 27/06/2010 01:04 AM

رذاذ غيمة ..

زادكِ الله من فضله ..

مُتابع لكِ .....


الساعة الآن 06:14 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.8 Beta 1
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
3y vBSmart
جميع الحقوق محفوظة لـ منتديات إملاءات المطر الأدبية - الآراء المطروحة في المنتدى تمثل وجهة نظر أصحابها