كلماتي عنك رياحينٌ

ماتتْ ظمأً في صحراءْ

عبثاً حاولتُ أُنمِّقها

أُحييها أُبعثُها

فتعبتُ وقررتُ الصمتَ

لعلّ الصمتَ يعلمُها فضلَ الشعراءْ

سيدتي انت العالمُ محبوسٌ

في منفى الإيحاءْ

مخنوقٌ بحبالٍ سوداءْ

أولها في كفِّ الضليلِ وآخرُها يتجاذبُها أشباهُ الشعراءْ

سيدتي حسنُكِ لا يُغريْ

وخدودكِ شاحبةٌ

كشحوب الظامىء يطرد (آلاً) في عطشِ البيداءْ

وعيونُك لا توحي لابنِ الجهمِ بشيءٍ

فأعاد (التيسَ) لينطحَ نقاد المعنى

علّ (التيس) يذكِّرهم بخيالِ البسطاءْ

سيّدتي قد صرتِ هباءْ

هل لو بُعِث المتنبي يكتُبُ شعراً وسط هباءْ

هل كان سيبلغُ منزلةَ العظماءْ

يا سيدتي لو كان هنا ما كان سوى (حلاقٍ) لرؤوسِ البلهاءْ

سيدتي.. قد تذبُل ازهارٌ بيديكِ

وقد تزهو ازهارْ

فالذابلُ عندكِ

منك سيذبلُ والزاهي رغماً عنك سيزهو

حتى لو كانتْ كفاك صخوراً صماءْ

تباًّ ليديكِ

تبّاً ليديكِ المغلولةِ - ياسيدتي - في قيدِ الجُهلاءْ !!

رأس من عرف قدر الجميلة المتوحشة غاب و اختفى في زحمة رؤوس فارغات !!!


يقول لي أحد الشعراء المبدعين ذهبت إلى ( أبو ظبي ) لأشارك في مسابقاتهم وشاركت بقصيدة أرهقتني حتى خرجت , فردّ أحد المسئولين عن القبول : قصيدتك تقليدية عادية ليس فيها أي جماليات , وخرجت محبطاً

وجاء بعدي مدعٍ للشعر يقول :

(( نظرت لرأسي فوجدته في المرآة
وذهبت إلى حبيبتي فلم أجد رأسي
فتذكرتُ أنّي تركتُ رأسي في المرآة !!!!!!!!!!!!!!)))

وصفقوا له كثيراً وأشادوا بشاعريته !!!


هل بعد هذه القصة من دليل على ضيعة الأدب الرفيع وأهله !!


أشكركِ جداً أختي سودة على عبورك ومرورك

دمتِ بخير

بَعضُ الأهرام لا يُمتَثَل بِهم
أَقلامهم مَخَزَتْ السفينة وَ ( السامِعْ ) جَرى يشقّ الماء مِن صَوب !!!
وَ (الصّمتُ) أفضَل بِكثير بَعْدَ أَن لَوّحتهم الشّمس وسَفَعَتْ بسيدة الشِعْر !
هذه وَحدها تَكفِي :
/

سيدتي.. قد تذبُل ازهارٌ بيديكِ
وقد تزهو ازهارْ
فالذابلُ عندكِ
منك سيذبلُ والزاهي رغماً عنك سيزهو
حتى لو كانتْ كفاك صخوراً صماءْ
تباًّ ليديكِ
تبّاً ليديكِ المغلولةِ - ياسيدتي - في قيدِ الجُهلاءْ !!

.
.
الجَميل / عبد الخَالِق الزهرانِي ,
كُن كما أنتَ عليه,
بُوركت .