لكَ وحدك...
لك وحدكَ يا عراق وجَعا أٌراقْ |
العـَلـَم
الأرضُ أصـلـي, وفـرعي للـسماواتِ=وبيرق الشمس في الضحـَّاءِ راياتي والـــهامُ لـلـمجد إلهامـي – فـذروتــه=مـِنـّي اســتشفـّت رفـيعــات المهابات أجــليـتُ لـيـلاً بـهيـمَ الــجهــل أدهمَـهُ=مُذ أيـقـظ الكونَ فجرٌ من حضاراتـي والـفيح فـيهِ شـواء الطين إذ رُسِمـت=بـدائـع النـقش شـَرعا فــي مــسلاّتي جـابـت كمـا الـريح في بدو وحاضرة=لــتكسـو الأرضَ الـــــوانـا شـفيفــات تـعلـم الــناس كـيف الـحق تـحفـــظـه=إذ بــدّد الـــــغابُ أمـــواهَ الــكرامــات تـأبـى الـعلومُ لـذي الــطلاّب مـعرفـةً=حتـّى تـَفرّجُ مِــن شـبـَّاك مِـرآتـــــــي دنـَّستَ أرضي – وها تجتثُّ نجماتي=شـُلـَّت يـمينك.. من يرقى سماواتـي؟ لن يُـطفــأ الـبدرُ فـي أبهى مـنازلـــه=مِن نفثـَة الصِّـلِّ في العِرزال..هيهاتِ إن خــرَّ نجـمٌ – فـنجمٌ نـاب مـوضعه=وألــف ألـــفٍ تـُلالــي مِـــن مـجرّاتـي |
يا غارة الله
عِراقْ . . . . . . . . عِراقْ . . . . . . . . في نبضة الأبدْ . . . . . . . . عراقْ . . . . . . . . . عراقْ . . . . . . . . . المالُ والوَلـَدْ . . . . . . . . . عراقُ يا عراقْ يـا ناهـِـب الـمَدى يــا رائِـق الهواء والتـُّراب والـنـَّدى أنت الــيقينُ كــالشَّـذى فالــصّوتُ لا الـــصَّدى . . . . أولى فأولى لباق الجمع ينسحبوا
الـواقـِبُ النـَّاقِبُ النـَّائي.. لـَهُ ذَنـَبُ=إذ شَـقّ جَيبَ سَماءِ اللـه - يلـتَهـِبُ مـَـسـخا.. وَقـَـزَّزَتِ الأفـلاكَ طـلعتـُه=مِـن ألـفِ لون مَـنِـيٍّ لـَمـَّهُ الـنّسَب بَـثَّ الـمجرّاتَ رُعـبـاً سَـحَّ كوكبَهــا=فـاستـتبعـتهُ نـجومُ الـجُرمِ والـشُّهُب مِن صَاغرٍ كارِهٍ - أو راغبٍ – وثبوا=دارَ المدارَ – وسارَ الجَحفلُ اللـَّجـِبُ طاقٌ مِن النـَّار.. هذا الكلُّ محتقن=قـُلّي إلى أين تفضي أيُّها الغـَضَب ؟ خـَلىَّ ـ ودَمدَمَ رَعـدًا – واستحالَ لظى=حتّى استوى وَسَما بغدادَ - يَنسكِب يا لـَذعَة الجرح - هارٍ جرحكِ الخَضِبُ=يَستـَنزِلُ الـ آهَ هَونا - حين يَنتحِب يَخشى الأُطيفالَ - لو ما شهقة نـَشزت=فاستصعبوا الدّمعَ بالأهدابِ يـَنحطِب وراح يَخصفُ عُذرًا - مِن زَعانِفِهِ=حيث المعاذير أزرى حالها السَّبَب ! أمفحِم الرَّدّ - رفقا في مُساءلة=لا الصّمتُ رَهوًا لها - لا الصِّدقُ - لا الكـَذِب ماذا أقول.. وأيُّ القـَيْحِ أنزُفـُهُ..؟=فـليس مـِن وَشَلٍ للـعذر يُحتـَلَب أَسَورة الكَبْتِ - أم مِن فـَوْرَة لـُجمت=ما ميـَّزَ الوِلْـدُ حالاً لم يـَمِزهُ أبو دعني أُمَزِّق ثوباً مُذ عَلا بَدَني=تـُطـَحِّنُ الرُّوحُ – ما تـُبرى له القـُطـُب كنتُ ارتديتُ سُكونا - علَّ ثائرتي=تمنى من الصَّمتِ ما لم يسطع الصَّخب حتى كفرتُ تماثيلي ومَن عَبدتْ=فـهَيتَ والفأسَ يا نـَّمرود – نحتـَطِب إني سئمت ضميرًا - طال مستترًا=والناس تعرِبُ ما تستعرب الكـُتب إني مللت طقوسا - كلـَّما فرغتْ=روحي الذبيحة – قربانا لها وَهبوا فاليوم - أصرخ في مـَلأى فـَمٍ ودَمٍ=إنـّي صبأت, فدوِّي أيها الغضب عَلـِّي أُنـَمنِمُ مِن عينيكَ أُمْنِيـَةً=عاثَ اليَبَابُ بـِها - والوَدْقُ يُرتـَقب جـِيلاً فـَجيلاً.. متى يَندى..؟ نـُسائِلـُنا=نـُعَـتـِّقُ الجَدْبَ - حتَّى بادَتِ القِرَب والعَـينُ تـُوهَمُ أشباحًا – تـَتـَبّعها=كأنَّ بالقيظ مِن آفاقها - عِنـَب لِلآن ما زال حـُلما - لا يغادرنا=ما شَدّنا دونهُ رَحلٌ فمُنقلب كُنـَّا صِغارًا - رقيقات أظافرنا=كشحمةِ العـَينِ - لا شَوْبٌ ولا نـَدَب نمشي - ونذرعُ درباً نحو مدرسةٍ=بين (الشـَّناشِيلِ)* - حيث النـَّهر يـَغتـَرِب مِن ذاتِ أقبيةٍ – تـَغفى مساجدُها=كأنـَّها البَيضُ - لـَفـَّت بعضَهُ القـُبَب تصحى لِهَـمْسِ نواقيسٍ معلـَّقة=عُنْقَ الثـُّريـّا لِـديرٍ - وهيَ تـُضطـَرَب نمضي - وعطر هَبـِيْب البَرد يلسعـُنا=وكركرُ الضّحك - مِمَّا دغدغَ الزَّغـَب تكادُ أكتافـُنا تلقي حقائبَنا=من فرط مَيل مآل الثقل – تنقضب في ذالك اليوم - كان الكلّ مختلفا=هذي السَّماءُ - وهذا الماءُ – والهـِضَب أمَّا السَّماء – فكانت جِدُّ عالية=ورقرق الماء أشهى حيث ينسرب حتى اليراعة لا تـَفنى, بما بُريت=يزداد طولا فطولا قدَّها الذَّرِب لم أدرِ للآنَ من مِنـَّا الذي انتـزعَت=منه الصَّفا والوفا والعـِفـَّة - العِـيَب فنحنُ إِذَّاكَ – شفـَّـاءٌ ضمائرنا=هِفهافة رُوحُنا - أهواؤها صَبَب نلتفُّ صُبحَ خميسٍ حولَ ساريةٍ=كأنـَّما السُّور - يَحْنا صَفـُّنا اللـَّحِب يـُزاحمُ الكتفَ كتفٌ.. يا أضالعُنا=ما بالجدار رصيناً - وهو مُـلتـَزِب والباذخُ العلمُ العالي.. مرفرفةٌ=جوانحُ الأمّ - والأفراخ تـَرتقِب كنـَّا الفسائل أدنى النَّخلةِ اجتمعت=ما فارتِ الشمسُ – تحت السعف نحتجب وكـُلـُّنا مَرْيـَمٌ – أحمالـُنا ائتلقت=لا هزَّتِ الجذعَ.. مِنـها اسَّاقـَط الرُّطـَب ! فنطلق الصّوتَ في أرجاءنا نـَهـِبا=لــتـرجـِع الصّوتَ مِن أرجائها السُّحُب (بـِيضٌ صنائعـُنا.. سُودٌ وقائعـُنا..=خضرٌ مرابعـُنا).. يختالنا الطـَّرب مَيـْدَى نـَمِيدُ بها.. بل هِيْ تميدُ بنا=أرضٌ - لـ (حُمرِ مواضينا) بـِها صَبَب وها كبُرنا.. وذات الرَّاية انتشرت=بحبوحة الصّدر - ما ضاقت بها الرُّحَب يا ناس – موطن مَن بيعت محارمه=حتى تبيع عراقا هذه النـُجُب !؟ وكيف بات هوى الأوطان مثلبة=وأكرم الخُلقِ ما جاءت به النـُّصُب ؟! وَيْ كيف نصبـَأُ عن عشقٍ ديانتـنا..؟=وسجدة الشكر من محرابه الأدَب وذات صبح: كسا آفاق غرَّتِهِ=نوء – بـِأنِّ ثكالى راح يُجتلب والأرض هامدةٌ تاراً – فيمخـَضُها=حَملٌ تعَسَّر تاراً – طلقـُهُ دَئـِب ذاك الهدوء الذي ينبي بعاصفة=وكان ما كان حتى مادت القـُطـُب لما سألنا – أجابوا: وَقـْعَ زلزلة=رجَّت ببغدادَ - حيث استصرخت حَلـَب فاستنفرت نـُخـَبٌ - لبَّت لها أُهـُب=هـَبـَّت - بحافر هِـيجِ الريح تـَنتهـِب حتى تحنَّى شآمٌ من نحورهِمِ=محض النـّجيع على راحاته سكبوا وليس مِن منـَّة أنـَّا نذكـَّرُهُم=فالناس تكسب - والتاريخ يـَكتـَتـِب لكن - يعزُّ على الأرواح ما بَذلت=أن تسلب الروحَ من أفعى.. لها ذَنـَب طـَلاّعُ طلعة زقـّوم وعوسَجَة=ما استـُأصِلَ الراس - آراسٌ لها تـَثـِب دارت دوائرُ مَن لمْ يرعَ ناسكة=صامت وقامت - لَـحتى مزّق العَصَب فالدهر يومان.. يوم اللّذْ مخالبه=إن أطبقنَّ هنا - ما فاته الهرب والآخرُ الحلو - ما أرخى العنان هُنا=إلاّ وشدَّ بما تستبدل النـُّوَب لِذاكَ بغدادَُ - ما أنـَّت بـِما ذهلت=عضَّت على الـ آه - فالتـِّسكابُ يحترب رزحا بـِشُفرِ مآق – حُزن إثمدها=يصطبُّ غور غياب الجوف - يَنسرِب _ يا راعـَكِ اللهُ.. قـُلنا: هل مصابـَرة..؟=أم مِن مكابـَرةٍ..؟ قالت: بَلى - يَجـِب أنِّي أُنـَهنـِهُ دمعا ما هَمى أسِفا=يوما لطعنة خوَّان - وينسكب _ لله درّكِ.. ما مِن قِلـَّة نفرت=لولا انتخيتِ - بما تَستنجدِ العَرَب ؟ قالت: وما الفرق.. إني إذ طُعنتُ بـِها=لمحتُ وجها بوجه راح يحتجب يا غارة الله - عَصْفاً في مناكِبها=قامت قيامتـنا – والقوم ما ندبوا ماذا بهزِّ مُواتٍ يرتجى أمل=يا غارة الله..؟ إلاّ الكون يضطرب هُدّي الزّخارفَ من بطحاء خانـِعةٍ=وليعلونَّ ذرى هاماتِها العـَقِبُ يا غارة الله – لا يوم فيُحتسبُ=يا غارة الله – لا شهر وينقلب يا غارة الله - لا صوم ونجتنِبُ=لغو المواجع - علَّ العيدَ مقتـَرب وليس هُوْ عام قحْطٍ – يـُسْكَن السَّخـَب=أَكلاً بذا الظـُفر - حتّى يُغـْدق الخَصِب يا صاح - خمسة حِجـَّاتٍ - إذا نـَشَبَت=في أمَّة الصّين أيَّامٌ لها – نضبوا تمضي على مضضٍ - أنفاسها وَجَفت=كغصَّة الموتِ - لا بُطءٌ ولا خـَبَب واليومُ يلهثُ مِن ستّ مطاولـة=ما راح يحبو لها - أو قام – ينقلب هوَ ابتلاءٌ.. وندري أنَّ مِحنـتنا=جاءت لِـتحطـب ما جاءت لـتـُصطـَحَب ونعلم الغيظ منها لو علا كِسَفاً=فاصطـَبّ جامَهُ - شاهَ الشَّعْبُ والشَّعَب يَسْـتـَلْبـِدُ الأرضَ جلدُ الأرضِ مِن فـَرَقٍ=وليسَ ما ساترٌ مؤوٍ ولا حُجُب أستغفر الله - أنـِّي ضِقتُ مِن جَزَعٍ=بل هِيْ مكابدة في الصَّدر تـَلتهب لـَيْـتِي أُلـَملِمُ أضلاعي - فأمنعها=تـَتـْرا تُشعشع باللَّيلاء.. تـَجتـَذِب طوارق الشعر – مِن رَكْبٍ وماشيةٍ..=يا راكب الـ "قِ" ماذا رُمت تـَرتـَكِب ؟! أكلـَّما ضاءَ ضوءٌ وانضويتَ له=ضويَ الفـَراش لحتف النار تـنجَذِب !؟ فتجتلي الحرفَ من صلصالِ ميـِّتة=والروح تنفخ بالنـِّيران تصطلب آهٍ.. لعل بقايا النفس ما اتعظت=بَعدٌ.. ولا همَّها مِن طالبٍ طـَلب ما ضَيَّق البَيْنُ حَزًّا في مخانقـِها=إلاّ وَفـَرَّجَ مَن تدعو وتحتسب تلوذ بالله مِ الله الذي انفلقت=طوعا لقدرته الأنوارُ – تعتصب خمسا.. وما زال نضخ العـِرق شيمتنا=هذا العُباب - وذاكَ البحرُ يرتعب ! مـَيَّازَة الغيظ شَبَّت - دَع نوازلها=يا خائفا كِسَفَ الهيجاء تـَنْـثـَقِب حُمَّت صواعقها.. هاجت مكامنها..=كادت عقاربُها مِن رَحْمِها تـَثـِب تـُنَزِّل النار في جلباب خائنة=وتـَشْدَخُ العُلجَ - حدّ المخِّ تـَنْخَلِب تالله أجزمُ - لا هِيْ رَبَّـةٌ هَجُرَت=ولا اعتراني هـُذاءُ القول أو عَجَب إنـَّا أُوَيلاد من شدَّت عباءتـَها=ومخلبُ الموت مِ الأحشاءِ يختضب يوم اللّقاء.. فما مادت لعاصِفةٍ=(تُهلْهلُ)* الكِبْرَ حيث الغيظ ينسكب يَسَّـاقـَطُ النجمُ - ما إن (هَوَّسَتْ)* وَفـَرًا..!=ومهجة الوِلدِ مِ الأظفارِ تنْشَخِب فاسأل بها عارفا - ينبئك شيمتـَها=الشَّمسُ تسطعُ ما حـَلَّت بها السُّحُب سَل - من أحطـَّت - وما أوصَت فِـلـَذَّتـَها=ما هدهدت - أرضعت – ناغت وتـَنتجب.؟ الحمد لله.. ما صَرّت قواطعـُنا=وما تراعد مـِنـَّا الجذع والرُّكُب الشـُّكر لله.. لا ضَامَت حَرائِرُنا=وإن أناخَ ببابٍ مُثقلٌ تَعِب نـَحيا - نموتُ – لـِنـَحيا ههنا أبدًا=أرضُ السَّواد - وما أدراكها تـَهـِب !؟ هُنا – ستـُعْدِلُ كَفُّ الله كِفـَّتـَها=في ههنا العدلُ - والميزانُ يَنـْتـَصِب إذ أنَّ كلّ مظاليم الدُنا ثـُلـُثٌ=وباقي الجور في أهلي.. فلا عَجَب إنْ أرجوَنَّ هدير الصور يملؤها=هُنا هُنا - حيث هذي السّوحُ والهـِضَب حتّى كأنـِّي أرى الأجسادَ تنتصِبُ=أمَا وأنـِّي أرى الجبَّارَ يقترب والنّارُ تزفر نارا - والعبادُ جَثت=من هائِل الهَوْل – كُلـْحًا هـَدّها النـَّصَب تَعارفُ العُرْبُ.. ذا ثِبْتٌ بذي ضررٍ=ذا قد تقهقر لمـَّا اعصوصب العَطـَب وامتازت الناس مِن عرب وعاربة=فالأولون سَبوا - والآخرون سُبوا آثرتمُ الدُونَ..؟ فاقفوا خلف أَلْيَتِهِمْ=ما دمتم الذَّيل - لن ينفعكمُ الثـَّغـَب مَن شَرَّعَ البابَ..؟ من باتت خزائِنه=حِلاًّ - بسافلة الحمراءِ تُنتَهب ؟ ومن أضلَّ صراطَا ليس جاهِلـُه=بل غرَّهُ اللّحنُ والعـِمّاتُ والجُبَب وراحَ يُولغُ في صَحنِ الكِلابِ.. سُدىً=لا تنصحَنَّ - فقد أكدى به الكَلـَب كأنـَّهم لهُمُو في ذّلّهم وطر=إذ آصدوا الباب والأعراض تُغتصب أمَا تناخوا..!؟ أمَا طـُرّاً عَصائِبُهم=ليعرب الخير فـَحْل النـّاس – تنتسب !؟ أف وتف.. لوَ ان تدري أوائلها=يا هاشِم الخبز لو تدري بم اكتسبوا باتوا على طرب - والضَّيمُ يعلكهم=علك الوحيش - وما غاصت لها نـُّيُب كأنَّ ما صال في الأصقاع جحفلـُهم=ولا لصهوةِ مجدٍ سابحٍ رَكبوا ماتت ضمائرهم يا صاح مذ ولدت=لا اليوم ماتت – فماذا جدَّ يا عرب !؟ واحسرتـاه على عِزٍّ نُداولـُـه=قـَصَّ الأساطير - إذ ضاقت به الكتب (قد كان ما كان) مِن ماضٍ مَفَاخِرنا=وها هوَ الحالُ - منه الحزن يكتئب يُسَرْبِلُ الذِّلُ مِ الأقلام ما كتبوا=حرفا - لمن سَطـَرُوا ذِكرا - وما شطبوا يا باذل النفس - تشقى إن جرى العتبُ=لا تفضح الهمّ لا تسمعْ لِمن نـَعـبوا هوَ العراق نبـي لحمه وَرَمٌ=عـاصٍ مَهيبُ - عـليه النّاب ينثلب أمّا الدماء - وإنْ سالت - فقد حَدَرَتْ=نهرا - وطاف بها القدّاحُ والقصَب يُفـَتَّـقُ المَتْـكُ مِ القـِدّاحِ بُرعُمةً=أمّـا اليَراعُ - فـنْبلٌ صائلٌ صُوُب فاسمع - وآمِن - وكن فـَذّاً - ودُم فـَرِساً=أمّنتكَ الحقَّ - فاحفظ أيّها الحَدِب |
يا راحلون - تئِنُّ الدَّارُ تنتحب=مُذ يوم أن هـُجرت تغتالها الخـُطـُب تقتات من عبق الذكرى مُصابرة=ويرشف البردَ مِن أردانها السَّخـَب وسِدرة الباب - أطلالٌ وشاخصة=عطـْشى - تَلوَّى بجذع هـَدَّهُ التـَّعَب تقـلِّبُ الأمسَ - والآهاتُ تبزُلها=بـَزْلَ المآخذ ممّا كدَّسَ العَتَب هنا أقاموا صغارا - ههنا لعبوا=هنا استفاقوا - هنا ناموا - هنا صخبوا سَعْفاءُ - يا بهجة الدنيا ورونقها=يا من يذوب على جُمّاركِ الرُّطـُب يا أيكة الطـَّير.. يا أمَّ البنين - وهل=معنى الأمومة إلاّ اللّـيف والكَرَب ؟ يهوي إليكِ جناحُ الشمس ما نـَعَسَت=كَيما يَـقـيْل على شِـعْفاتكِ الذَّهَبُ ستُقْبِل الطيرُ أسرابا وتقتربُ=عمّا قريب - تَسـفُّ العشّ ترتقب ويعشب اليَبْسُ يا سعفاء والرَّطـِب=فالعَود أحمد ما ساحوا وما اغتربوا *الشناشيل / بيوت تكثر في البصرة, يعتمد أكثر بنائها على الخشب, أصل المفردة فارسي, (شَاهٍ شِـيل) - أي شرفة الملك *تُهَلْـهِلُ / تُزَغــرِدُ - (عامّيّة عراقية) *هَوَّسَتْ / هَزَجَتْ - (عامّيّة عراقية) |
قـِف للعراق - ووفِـّهِ التبجيلا=كان العراق - وما يزال رسولا مُذ خطـَّت الشمسُ الشعاعَ على الثرى=يختطـُّ دربا ذا العراق طويلا تتنابس الأخطار عن جنباته=فتكاد تسمع للهسيس صليلا دعـْها.. فمهما احلولكت وتنكّرتْ=من زيت أصلكَ نوقد القنديلا |
أتـُحِبُّ بـَغـداد ..؟?
بغداد ~ ماذا.. ؟ لمْ يضجّ وليد=أوضعتِ مَيْتا فالدّموعُ مزيد ؟ يا نائحات ~ اللّطمُ مزعُ أظافرٍ=حتّى تسيل على القـُدودِ خـُدود ولاّدَةَ الفرسان إن ثـكلت ~ فلا=حَملت وَلودٌ بعدها وَ وَدود أمّاهُ ~ دُرّي الدَّرّ ~ لا أفطمتِني=فأنا وميقات الفِصال بعيد جـِيلان لا يكفي السّقيم رَضاعها=يذوي بُعَيدَ نِصابها ~ ويبيد دمي من تخثـَّر ~ لا لِباكِ ~ فمرِّري=خدِّي بضَّرعكِ مَرَّة ~ ويجود أمّاهُ لا تأسَي ~ لأنّ فراخكِ=زَغَبٌ ~ ويحرقُ روحها التّنهيد من لي بمسح الحُزن عَنكِ مواسيا=كـَيما تعاودُ ضفَّتيكِ وُرود أسليلةُ الأحرارِ ~ كيفَ تقلّبتْ..؟!=فاستعبدتكِ أعاجمٌ وعبيد شِلّي الجِراحَةَ.. نفِـّضي عَنكِ العَنا=عنقاء ~ من أصل الرّمادِ ~ تعود فلَكَمْ شَرِبتِ المُرَّ مِن كأسِ العِدا=ما قطْ أضرّكِ حاسدٌ وحقود والآن كتم النّار ~ صَارَ خَيارَنا=إذ أنّ غدرَ الأقربين وَقود لَمْ نعلمِ الأيّامَ كيفَ خَلاقها=فالكلُّ في درسِ الزّمانِ مُريد* أتُحِبُّ بغدادًا.. ؟ فقلتُ صرفتَها !!=والصّرفُ دونَ ضرورةٍ مردود إنْ كانَ شرطُ النّحوِ راحَ لوَصْلِها=مَن ذا يناظرُ حُسنها فيحيد *مُريد / طالب |
الساعة الآن 03:35 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.8 Beta 1
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
3y vBSmart
جميع الحقوق محفوظة لـ منتديات إملاءات المطر الأدبية - الآراء المطروحة في المنتدى تمثل وجهة نظر أصحابها