جذر المشكلة.!
ما الذي أعجبك فيني؟ أجابته قدرتك على محادثة قلبي واستكشاف ما يخفيه، لديك أحاسيس واستبصارات نفاذة وكلماتك لا استطيع مقاومتها اجفل امامك حين تحدثني عن الحب كمهرة جريحة ... ثم ماذا –سألها-؟ قيمك قيم لا يمكن ان يقاومها العبث والسقوط يتلاشى أمام وهج حضورك ..حين أراك أشعر بأن لك كينونة فريدة أين صغت ذاتك بكل هذا العلو الذي لا يدانيه غيرك ممن كنت لا أمنحهم قلبي كما أمنحك؟ رد عليها :الله احبني هكذا اعتقد وأظن به عز وجل ، ولذلك حين احبني جعلك تحبينني وتفتحين مغاليق قلبك الصدئة بسهولة ويسر.. القبول وضعه الله لي في الارض كما وضعه لي في قلبك ، لست جميلا الى الحد الذي أبهرك به لكن قلمي أجمل حين يكتب ولساني حين يتحدث يدهشك ويأسرك في دائرتي حضور البسيط الفقير. كما أن لي قلبا صادقا لا أستطيع مغالطته.! سألها مرة أخرى :ما هي أجمل لحظة في حياتك؟ ردت :أنت اللحظة التي توقفت عندها كل لحظة كان لحياتي في وجودك معنى كنت أشتاقك رغم كل غياب تمارسه كي تظمئ اشتهائي اليك أنت فلاح يعرف كي يقلب تربته ويخصبها ... قال لها: اليمني أصيل يقرأ مواسم التخصيب والحصاد ويدرك كيف يتعامل مع أرضه وكيف ينضج قدرتها على الاثمار كنت صادقا معك التصق بك حد شحنك بأصدق الاحاسيس وأغذيك مني، صحيح أنتي مجدبة لا تنبتين كلا ولا عشبا ولا تمسكين ماء، لكني كنت أحاول قدر الامكان ان أخرجك من حالة القيعان والمستنقع الى حالة الارض القادرة على إمساك مائها كي تنبت الحياة في أحشائها وكي تبتهج بما نبت فيها .. ثم أردف :لم تكن الحياة يوماً مرهونة باللحظة التي نملك .. هي تسير في كل الاتجاهات التي لا تدرك اليقظة.. الحياة إما أن تكون لك ، وإما أن تكون لها..قد نفترق لأن قدري أن أعيش محبوبا بالمعنى الذي يجعلني كريما حرا ، أحاول تحرير وجودك من هذا العبث لأن الحب حرية وليس قيد وحين يصبح الحب قيدا فإن من أولويات الأحرار أن يكسروا هذا القيد العاطفي الخطير..! ردت عليه :لمن تتركني ؟ أجاب : للقدر وإياك ان تختاري أنتي أو يختار أبوك لك .. لأنك ستقعين في سوء اختيارك او اختياره دعي أقدار الله من تختار لك من تقضين ما تيسر من حياتك معه ، وإذا كان ولابد أن تختاري فاختاري من يقترب مني إذا كنت تعتبرينني المثال الذي لن تجدي مثله بعد كما قلتِ ذات يوم.! قالت له :اُريد أن أهرم معك،أن تمسك يدي واتبعك سنيين طوال دون أن أدرك حتى المسافات أريد أن احتضنك وأن تزرع قبلة على شفتي ونحصدها طفلاً يمشي ع الأرض.! رد عليها الأرض عاقر ولا يمكن ان تنبت ، نحتاج إلى معجزة نبي حتى يحدث ذلك.! ليتنا لم نلتقي – قالت له- ألعن كل صدفة أخذتني إليك.! أجابها: هذا الفرق الكبير بيني وبينك في نظرتنا وفلسفتنا للحياة أنتي تعتبرين الصدف هي ما قادتني إليك وأنا لا أؤمن بمنطق الصدف أنا أؤمن بقدر الله ، قدر الله ان نلتقي وقدر الله ان اكون معك هنا وقدر الله أن نفترق ، تلك هي فلسفتي الاصيلة النابعة من إيماني أن الله لم يخلق الكون عبثا "إن كل شيء خلقناه بقدر".! كان دائما صوته عميقا وليس عاليا حين يتحدث يهمس لها بعمق فيحرك اعماقها ويثير أعاصير أحاسيسها النائمة كان يدرك أن المرأة تتذكر الرجل ذو الصوت العميق أكثر من الرجل ذو الصوت العالي.. وأن المرأة تكره رائحة السموم وتعشق روائح العطور وإن كانت بسيطة، لكن اكثر ما يثيرها هي رائحة الذكريات.. ولما الفراق إذا ؟ رد :كان الانسحاب حلاً حين بحثت عن جذر المشكلة بيننا .. أجابت ولكنك لا زلت قادرا على جعلي اقشعر كلما لاح طيفك في سمائي .. ! لو كنت قادرا على إخراجي منك لفعلت المسألة بيد قلبكِ وحده أما قلبي لم يعد قادرا على فعل شيء سوى أنه أضحى خاليا في حالة تهيؤ لمن يشغره بذات الصدق الذي يحمله على الأكثر...!!! |
انسكاب عذوبة وتعابير هادئة .... هنا
بوركت |
الساعة الآن 03:53 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.8 Beta 1
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
3y vBSmart
جميع الحقوق محفوظة لـ منتديات إملاءات المطر الأدبية - الآراء المطروحة في المنتدى تمثل وجهة نظر أصحابها