|
في عيادة الطبيب...
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في طريقي الى عيادة الطبيب فاتح الخاقاني ( صديقي من أيام الثانوية) نتيجة مرض ألم بي مررت بشارع في البصرة أسمه (شارع الكويت) حيث باعة الكتب يفترشون الارصفة واشتريت كتابين أحدهما ديوان بدر شاكر السياب (المجلد الثاني) والاخر كتاب باللغة الانكليزية (Quantitave chemistry) لمؤلفه (فلاشكا).. وصلت الى العيادة وتأملت الوجوه المنتظرة دورها.. وجوه تبحث عن شفاء عاجل لمعضلة الزمن وأخذتني لوحات في مخيلتي الى التبصر في مكنونات هذه الوجوه .. تنهدت وسحبت شهيقا وأستقر بي المكان الى جانب كرسي فارغ وضعت عليه كتبي .. بجانب الكرسي أمرأة تبدو في الخمسين متعبة عيناها غائرتان .. تلف رأسها بشال وتضع العباءة المعروفة لدينا أدرت وجهي عنها ورحت أتأمل في طفل صغير كان يتألم وتحاول أمه جاهدة ان تلهيه ألتفت الى المرأة التي بجانبي ثانية وجدتها مطرقة الرأس وتنظر في كتبي.. قلت: يمكن أعجبها ديوان السياب وتود قراءته!!.. بحركة لطيفة مني سحبت الديوان وقلت: تفضلي سيدتي تستطيعين قراءته.. وهنا كانت المفاجئة!! ردت بصوت عذب وبكل جمالية اللغة: كلا.. أنا أنظر الى الكتاب الاخر!!!!!.. قالت: أذا تسمح لي.. قلت: تفضلي وأنا في غاية الدهشة لان الكتاب تخصصي جدا ولا يقرأه الا المتبحرون في علم الكيمياء وهيئة المرأة لاتدل على علمها أخذت تشرح لي بعض ما ورد في مسائل الكتاب المعقدة وبشكل يدعو الى الاعجاب.. لم أحتمل أكثر وساقني الفضول الى السؤال.. قلت: من أين لك كل هذا العلم؟ قالت: كنت في المرحلة الاخيرة من كلية العلوم سنة 1979 وكنت متفوقة في دروسي لدرجة ان استاذي جهز المختبر لدراسة الماجستير وجاءت الطامة الكبرى... سكتت قليلا لاحظت دمعة ترقرقت في محجر العين .. تنهدت ثم أكملت.. قُبض على أخي في كلية الهندسة بتهمة أنتمائه للحزب الشيوعي وبعد يومين تم أعتقالي بنفس التهمة وكانت النتيجة أني فُصلت من الجامعة وتم الحكم علي بأربع سنوات سجن أما أخي فقد تم أعدامه.. وتقول:(مع أني والله لا اعرف الحزب الشيوعي الا من خلال بعض الاحاديث هنا وهناك من الطلبة) نسيت مرضي وجزعت أشد الجزع وتذكرت السنين الماضية حين كان الشباب يتم أعدامهم أو طردهم من الدراسة ومحاربتهم حتى في رزقهم.. وهناك الالاف من هذه العينة في بلد يدعى (العراق) أكتفي بهذا القدر لان الموضوع ذو شجون.. والمحزون بكل شجى مولعِ... |
موجِعْ و الله يا أحمدْ أن يتم الاتهامُ بشيء ليس لك فيه ناقةٌ و لا جملْ و الأمرّ أن تضيعَ حياتك بسبب لا شيءْ قادرٌ هذا اللاشيء أن يجعلَك نكرة و أنت الّذي كنت تخطو خطواتٍ واسعةٍ للسّماءْ اشتقنا إلى حضوركَ يا أحمدْ .. تحيّة لك .. للبصرة مدينةِ العلمْ |
هذا النوع من الأرهاب موجود يا أحمد ليس في العراق فقط فما أكثر الضحايا في البلاد العربية والذين يعاقبون بجريرة ذنب لم يقترفوه وتُحطم أحلامهم البسيطة بكل جبروت وظلم وأكيد أزدادت متاعبك من المرض ومن هذه الشجون التي أثارتها تلك المرأة البائسة ألف لابأس عليك أعذرني فالحكاية التي سردتها كانت مؤثرة فنسينا القيام بالواجب ربي يمتعك بالصحة والعافية أحترامي |
قصة محزنة
والدنيا زاخرة بهكذا قصص وأكثر شكرا لروحك أخي أحمد وألبسك الله ثوب العافية وكان الله في عونكم |
اقتباس:
السؤال هو من يتكفل بتعويض هذه المرأة وغيرها؟.. وأي شيء سيناسب حجم الخسارة؟؟.. الجواب: لا شيء بأي باطل سُلب حقها في الحياة؟ ومن أعطى الحق لهؤلاء ان يسلبوا الاخرين حياتهم؟؟؟ أسعدني وجودك ياليلى |
سلاما و التحايا حي هلا بك أخي أحمد القضية عظيمة و اتجاهاتها شتى .. و يكفيني بعدا واحدا غير الذي ذكر.. ألا وهو وأد الإبداع و المبدعين : و بعد كل هذا يستفسرون و يسألون : لم َ تهاجر العقولـ العربية لبلاد الغرب ؟؟؟! ما حدث يذكرني بالكنيسة في عصور الظلام في أوروبا ... فحين كانت الكنيسة تحارب العلم لأهدافها و حتى تمنع ظهور أي سلطان يتخذ من العقل شعارا و ينبذ التبعية المقيتة لها , حاربت العلماء و من شاكلهم و على رأسهم جاليليو .. كي تحافظ على سلطانها في قهر الناس و إذلالهم باتباعها و هؤلاء يلتقون معهم في نقطة واحدة ألا وهي محاربة العلم ووأد المبدعين لأجل أهدافهم السياسية ...! و قاصمة الظهر أن بلاد العرب تعج بالمبدعين في شتى المجالات , و لو وجدناهم و بحثتنا عنهم بين ظهرانينا لوجدنا غالبيتهم إلا مارحم ربي مهاجرين .. و لا أدلـ على ذلك من : / د. أحمد زويل ( كيمياء ) /د. فاروق الباز ( وكالة ناسا ) /د. مجدي يعقوب (أشهر جراح قلب في العالم ) و غيرهم .. فقط .. لهم اللـه .. خارج النص: تبارك ربي , لطالما كان العراقيون من أكثر الشعوب العربية نبوغا في الكيمياء و أرجو أن تكون منهم يا أحمد .. و ليحفظك الله . |
اقتباس:
كلامك صحيح فنحن أبتلينا بالحكام المتغطرسين .. يريدون من الجميع السجود لهم ومن يرفض فأما القتل او الهجرة سعدت كثيرا بتواجدك هنا :flower2: ودي |
اقتباس:
لا اراك الله مكروها ودي |
اقتباس:
هي.. تسلط أناس جهلة على رقاب العالم بحجة السلطة والنتيجة هذا الذي قلتهِ واه لو تعلمي ما فعلوا هنا في العراق... شكرا لك ودي |
اهلا بك أحمد
موجع ماقرأته هنا , لكن : طالما أنني واحده من هؤلاء الذين لايعرفن المستحيل ولايخضعن له سأقول بكل ثقة . بإرادة تلك وأمثالها تستطيع الوقوف ثانية بقوة وشموخ , وماحصل لن يزيدها إلا إصراراً لاخضوع فالحق ابلج , وإن غاب حينا ولهم الله .. وقاك الله وعافاك من كل مكروه ولاباس عليك يااحمد |
| الساعة الآن 01:49 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.8 Beta 1
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
3y vBSmart
جميع الحقوق محفوظة لـ منتديات إملاءات المطر الأدبية - الآراء المطروحة في المنتدى تمثل وجهة نظر أصحابها