الفرق بين الكاتب والمكتوب ؟
عندما يكون الحضور بسمو المكان لابد أن يرتقي الى أذواق النخبة الموجودة والمتواجدة هنا لذا آمل أن اكون قد وفقت بهذا النص للإرتقاء الى علو ذائقتكم الكريمة . . هنا أتكلم عن فئة معينة وليس الكل وبطبيعة الحال البعض لا يمثل الكل فقديما قيل رحم الله امرأ عرف قدر نفسه ونحن العرب رسالتنا السماوية وإعجازنا وضع باللغة لذلك تجد الاختلاف بالمفاهيم متبعا اختلاف المدارك والعقول وهذه طبيعة بشرية خلق عليها الإنسان ولكن عندنا نحن العرب الأمر مختلف جملة وتفصيلا فأصبح الكثير من الذين يمسكون بالقلم يكتبون دون معرفة مغزى حروفهم أو إلى أيِّ مدى وصلوا من أبجديات الكتابة لكي يفندوا الناس ويستقرئوا أفكارهم أو ينتقدوهم حتى !!!!! ولازلت أحتفظ برأيي القديم : أن على الكاتب أن يقيّم نفسه قبل تقييمه للآخرين وقبل تقييم الآخرين له أيضا وأن لا يوجه سهام النقد إلى أيٍّ كان قبل مراجعة ما يكتب وما هو عليه من أساليب الكتابة وإبراز الأرضية التي يستند عليها كواجهة لقلمه لأن هناك من يكتب للمبادئ والقيم وينشدها ويطبقها بحياته العامة وهناك من يكتب للحرف وتنميق الكلام وهو بعيد كل البعد عما يكتب فكثيرا من الكتاب يعتبر نفسه صاحب رأي صائب ونظرة ثاقبة ويغيب عنه أن كل ما يكتب إنما هو تمثيل لرأيه الشخصي ووجهة نظره وإيضاحا أيضا لمخزونه المعرفي والثقافي من خلال ما يطرح ويتمثل الحكم على الكتاب من خلال طرح الفكرة وإيجاد ما يناسبها من الحروف وطريقة سرده للموضوع أيا كان فالبعض يمتطي صهوة القلم ويتلاعب بالألفاظ دون إدراك لأبسط معاني الكلام الذي يسطره بل يميل إلى التمتع بالتضخيم وتفخيم الذات إن كان الحديث عن نفسه وأحيانا يكون من المنظّرين وأصحاب الحلول ولو قربت المجهر إليه لتشخيص ما هو عليه لوجدت أكثر كلامه مردوداً عليه قد يكون نتج ذلك الكلام عن وطأة النقص أو ضغوط الحياة فقلة من الكتاب ممن ينشدون الواقع الملموس لحياة البشر ويتحسسون أحساسيهم ويناجون همومهم وهؤلاء هم من يكتبون للمبادئ والقيم الإنسانية النبيلة وينشدون تطبيقها بعكس من يجافي واقعه ويتقاطع مع قلمه مما يجلب إليك الدهشة والاستغراب متسائلا ما الفرق بين الكاتب والمكتوب ؟ وكيف تستقرأ الكاتب من خلال حروفه ؟ والى أيّ مدى يكون تصديقك لما تقرأ في خضم هذا الزخم من الكتابة ؟ تقدير لكل من مر من هنا :rose: |
طرح مميز سيد إبراهيم نشكرك عليه ...
ولي عودة عميقة إن شاء لله تعالي احترامي لك ولسمو قلمك ... |
بارك الله في فكرك وبيانك أخي الكاتب ,
كان لي قبل مدة طرح بعنوان (ماحقوق أقلامنا علينا) عن فكرة تتمحور في فلك ماكتبت هنا دعني أخبرك استاذي إن من ترجل قلمه ليخط به مايشاء دون رسالة واضحة يبتغيها فهو عمل لاطائل من ورائه غير رضا موهوم مزيف قد يقنع نفسه به بما يرى من إشادة وتصفيق ولكنه سراب سراعا مايزول (أما الزبد فيذهب هباء وأما ماينفع الناس فيمكث في الأرض) ناهيك إن القلم مرآة لصاحبه , فمهما كتب وتنمق وتلفق , فيوماً تظهر صورته كما هو هذا مرور عاجل , ولي عودة ومتابعة لردود الاخوة فقط تقبل تحيتي لقلمك وفكرك |
أسعد الله أوقاتكِ أستاذ إبراهيم ..
يسعدني أن أكونَ هنا , بالقرب من كاتب فذَّ كأنتَ أعدتني لمعنى ( كبر مقتٍ عن الله أن تقولوا مالا تفعلون ) كثر هم الكتّاب الذين يكتبون ماهو بعيد عن شخصيتهم الأساسية وصفاتهم النفسية الواقعية. كل إنسان هو ميال للخير بطبعه , إذ ليس هناك من هو شرير بالفطرة وإن صح التعبير و أطلقنا كلمة شرير على السلوك الغير سوي والشخصية الغير خيِّرة . لذا فمن يعمل عكس ما يكتب قد يكون هو بداخله يرنو ويسعى للخير لكن طبيعته تحول دون ذلك فيلجأ إلى الكتابة عن الشئ المفقود أو الذي في قرارة نفسه وإن لم يصرح بذلك , يسعى إلى الوصول إلى هذا المستوى و أي إلى الشخصية التي يصورها في كتاباته .. ودليل ذلك : إذا سألتَ أي إنسان عن نفسه سيقول : أنا إنسانٌ طيب ولكن المجتمع ..... وما إلى ذلك هو السب وسرعان ما يتحول المرء عن طيبته هذه بأول طريق فرعي يجده أمامه . إذ ليس هناك من يكتب أشياء جميلة وخيِّـــرة ويعترف أنه يفعل العكس.. هذه هي الطبيعة البشرية , والمرء ضعيف بحق نفسه.. وقد تكون الكتابة أحياناً ردة فعل آنيه تجاه موقف آني , وعندما يتغير الموقف تتغير الأفعال لكن التعبير عن الحالة حصل وانتهى الأمر..فالموقف السابق قد استثار كل أشكال العنف والغضب وقد يكون الحقد أحياناً فوجد من الكتابة مفراً من هذه الدائرة.. أتمنى أن أكون قد قاربتُ إلى ما جال في ذهنك حول هذا الموضوع وأوصلتُ وجهة النظر... شكراً لهذا الطرح سيد إبراهيم , ونتمنى إشراقتكَ في المنابر كل وقتٍ وحين لك التحية .... |
اقتباس:
أهلا بأول القادمين إلى هنا وأول العقد المتلألئ بسما هذا الموضوع تشرفت بوجودك هنا وانثر حروف الشكر أمام محياك إمتنانا إلى حين عودتك بانتظار يا نقيه |
سيدي الفاضل / إبراهيم القهيدان هذه عودة متواضعة لمحراب الفكر والرقي هنا موضوع علاقة الكاتب بالمكتوب موضوع مهم جداً ومنبثق من مدي اهمية ارتباط كل منهما بالآخر فاللكاتب رؤية وفكر وما يكتبه ويعبر عنه يعد ترجمة لهذه الرؤية أو الفكرة بمعني انه يجب ان يكون هناك توافقاً وانسجاماً بين فكر الكاتب ووسيلته في الترجمة وهي كتاباته . ويجب ان يكون ما يكتبه الكاتب متوافقاً مع شخصيته فيحاول ان يتجنب الأزدواجية في الفكر والتطبيق فالتطابق مطلوب فلا يعقل ان يكتب كاتب مثلاً عن بعض المثاليات وهو بعيد كل البعد عنها فالكاتب يجب ان يكون لديه الإيمان المطلق بما يكتبه والقناعة التامة به ، وان يكون مقنعاً لغيره فمن الطبيعي ان يصادف أختلافاً بينه وبين الآخرين ، أو تبايناً في وجهات النظر فيحاول بدوره ايجاد طرقاً مُثلي للتواصل والتقريب بين وجهات النظر فالتشبث بالرأي أو التزمت او الهجوم ليست من سمات الكاتب الواعي والمدرك لما يكتب . ويجب ان يترك مساحة للحوار والتواصل لكي تصل فكرته للغير ولتكون الفائدة اشمل واوسع وهذا لا يقتصر علي كتّاب المقالات والمواضيع الحيوية التي تناقش قضايا فكرية او سياسية او اجتماعية بل حتي الكاتب المختص بالادب سواء كان شاعراً او قاصاً او روائياً يجب ان يكون ما يترجمه من كتابات يكون اقرب للواقعية بعيد عن الفنتازيا والخيال ، فالكاتب يجب ان لا يكون مثالياً في طرحه بل يجب ان واقعياً وجدياً في كتاباته وكثيراً ما يحكم القارئ علي كاتب ما من خلال أسلوبه وطريقة طرحه ومدي توفيقه فيجب ان يكون حريصاً في اختيار الألفاظ المناسبة التي تعبر عن ما يريد ايصاله للمتلقي حتي تنشأ علاقة صدق واقتناع وشعور واحساس بما يكتبه الكاتب . وختاماً يجب ان يكون للكاتب هدف ورسالة موجهة للمتلقي فالكتابة بلا هدف او رسالة او مخاطبة شعور او احداث تأثير في المتلقي لا طائل من ورائها . فهي ككل عمل يجب ان يكون مفيداً وذو فائدة يجنيها القارئ فالكلمة الطيبة صدقة والحرف الصادق والمفيد والقادر علي التغيير له نفس ثواب الكلمة الطيبة التي تخترق قلوب وعقول الناس . ولهذا وجب علي الكاتب ان لا يحاول تقمص شخصية غير شخصيته لأن ما يكتبه يعد حسب وجهة مرآةً عاكسة لشخصيته لذا وجب عليه توخي الصدق والمصداقية ، والشفافية ، والألتزام والإيمان بما يكتب ويسطر ولا ينسي ان الله رقيب علي اعماله ، واقواله ، وافعاله وما يخطه قلمه . أرجو ان اكون قد افدت ولو بعض الشئ واترك المجال لغيري ليدلو بدلوه بالخصوص شاكرة لك سيدي الكريم هذا الطرح المُثري والمفيد والذي يدل علي فكرك العميق ... لسمو قلمك flwr2 |
اقتباس:
أهلا بكاتبتنا القديرة سماح سعدت بهذا الحضور وأنست بهذه المتابعة قد يطول انتظارنا لمتابعة الردود !!!! إنما كلي فخر بوجودك وتواجدك المثري هنا أختي الكريمة أوافقك الرأي تماما بأن الرضا المزيف سوف يزول لا محالة وان الكتابة لأجل الكتابة وتنميق الحروق عبر التلاعب بها دون هدف أو مضمون سوف تضمحل يوما ما والقلم الحر هو مرآة صاحبه وهو أيضا مرآة الشعوب والمستنهض للهم والمؤجج لتوجهات البشر على اختلاف ميولهم وهو مرسال القلب عندما يكتب عن الوجدان والبوح الذاتي . . عبر مداخلتك يكون الحديث ذو شجون ولكن لا يسعني إلا أن أقف لك إجلالا وتقديرا لهذا الحضور المسعد لذاتي شكرا لك :rose: |
اقتباس:
واوقات اسعد ايتها النبيله مشرفتنا الوقورة وصاحبة الفكر والافكار الخيرة وما انبلاج مسابقة مقال فوق السحاب الا دليلا على امتلاكك وعي وفكر يستحق الثناء والتبجيل اختي الكريمة وجودك بالقرب هو من مصادر الفخر والاعتزاز بالنسبة لي . . أراك جئت على الجرح عبر مداخلتك الكريمة لان البعض من فئات المجتمع ونسيجه المترابط والغير متآلف احيانا يدعي المثالية المزيفة وهذا يا أختاه يعتبر تكريس للمساوئ المسكوت عنها في أوساط المجتمع لغياب الوعي وعدم القدرة على استقراء البعض لأنفسهم بشكل عام هناك من يتوهم بأنه قد وصل لمراحل غير قابلة للنقد أو التوجيه سواء عبر الكلام المباشر أو الكتابة بشتى صنوفها ودائما ما يستوقفني القول رحم الله امرأ عرف قدر نفسه . . أود أن أعرج على نقطة ذكرتيها بمداخلتك الكريمة ألا وهي إن بعض الكتابات تكون ردة فعل لإحداث قد خلت ربما يكون ذلك ولكن ليس بالضرورة دائما والقناعات ثابتة ولو إن هذا العصر كثر فيه تبديل القناعات وارتداء الأقنعة جوري عطرتي أرجاء المكان كوني دائما بالقرب لا خلا ولا منك عدم :rose: |
إبرآهيم ! |
اقتباس:
أهلا بك أيتها الفاضلة أهلا بنقاء حروفك وسمو فكرك عودتك تثري الموضوع وان أسميتيها تواضعا متواضعة مع إنها أكثر من قيمة واعتذر عن تأخري بالرد أوخيتي يجب أن تبنى علاقة طردية بين الكاتب والمكتوب مبنية على الثقة المتبادلة بين الطرفين لان تجسيد الكاتب لأطراف المشكلة من خلال طرحه مدعمة بالشفافية والصدق والمصداقية لكي تلامس عقول الآخرين هي من أهم قواعد بناء الثقة بين الطرفين وما أردت الإشارة إليه إن على الكاتب أن لا يغير قناعاته لمجرد إرضاء جميع الإطراف أو أطراف معينة من حوله فيجب أن يرتكز الكاتب إلى نهج معين يتبعه لكي يمتلك اكبر قدر من ثقة القراء ويجب على الكاتب أيضا أن لا يتقاطع مع ذاته من خلال نسجه للحروف فيقول شيئا ويطبق شيئا آخر والاختلاف بوجهات النظر ليست القضية إنما تغيير القناعات هي بيت القصيد فترك باب الحوار مفتوحا وتقبل وجهة نظر الطرف الآخر هي بالدرجة الأولى من سمات تحضر الشعوب ووجهة النظر الأحادية لم يعد لها وجود في جميع المجتمعات قاطبة لكثرة أشكال التواصل بين الشعوب وسهولته أيضا لذا لم يعد مجديا ذلك التسليط الموجه سابقا لإقناع الناس بوجهة النظر الفردية واختزال وجهات النظر الأخرى فيجب ترك باب الحوار مفتوحا وتقبل أراء الناس أيا كانت سلبية أو ايجابية أخيرا وليس آخرا أود الإشادة بما جاء بآخر مداخلتك الكريمة حيث أصبتي كبد الحقيقة لدي على اقل تقدير خصوصا فيما أشرت أليه من إن على الكاتب إيجاد وخلق رسالة وهدف من خلال طرحه فبدون ذلك كما تفضلتي لا طائل ولا فائدة من تلك الكتابة القديرة فتحية في نهاية المطاف لا يسعني إلا أن أقف لك مصفقا إعجابا وتقديرا لهذا الفكر فمرورك ومرور من هم بقامتك يثري أي موضوعا كان شكرا بحجم السماء ولا تكفي وهذه لنقاء قلبك :rose: |
الساعة الآن 02:01 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.8 Beta 1
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
3y vBSmart
جميع الحقوق محفوظة لـ منتديات إملاءات المطر الأدبية - الآراء المطروحة في المنتدى تمثل وجهة نظر أصحابها