إملاءات المطر

إملاءات المطر (http://www.emlaat.com/vb/index.php)
-   جدائـل الغيـم (http://www.emlaat.com/vb/forumdisplay.php?f=3)
-   -   تَلْوِيحَة ،! (http://www.emlaat.com/vb/showthread.php?t=1737)

ليلى العيسى 08/01/2009 10:11 PM

تَلْوِيحَة ،!
 

لجزءٍ منّي يرسُمُ بسمتهُ على وجهِي
يُسقِطُ قنبلةً في القلبِ (ما الضيرُ لو أنّ هذا الجزءَ .. يضيعُ منكِ؟)
إليهِ –أشرَفْ- .. جزئي في غزة،




وجهُ مدينتي يُشبِهُ وجهَ مدينتكَ اللّحظة
مدينتي صاحبةُ الموتِ الأولَى
تستفيقُ باكيةً من خيانةِ الموتِ .. هذا الّذي لا يعرفُ إلا الخيانة
يُضاجعُ غزة الآنْ .. كم كأسًا جعلتهُ يترنح كم كأسًا ضوّرتهُ لكأسٍ أخرَى؟

لا يَهُمْ

الموتُ في مدينتي كان – يعشقُ الأجسادَ الناعمَة- : قلتُ
ما معنى الموت؟ .. كنتُ أقول : يدُ اللهِ التي تأخذنا إليهِ لِتحيطنا ملائكه
أقولُ : الملائكُ بيضاءُ .. كيف تتحملُ رائحةَ الأحمرِ في أجسادنا الغضّة؟
لم أكنْ أنتظِرُ جوابًا .. كنتُ أنتظِر يدَ اللهِ .. لكنّها لم تأتِ إليّ .. بيدَ أنها كانت قريبةً مني .. لمحتهَا مرّةً تودعني .. لتورثني رهبةَ الموتِ ،

مُذ ذاك

و كلّما عبرَ الموتُ .. تضيقُ المسافةُ أراها –يدُ اللهِ- تمنحني تلويحةَ ذِكرَى
يتسعُ في القلبِ .. الخوفُ
يُعذّبني .. أنّي يا صديقيّ لازلتُ أتهجّى لُغةَ الموتِ .. إنّه يعودُ بعيدًا يرانِي كبرتُ عشرَ سنين يربتُ على كتفيّ قليلاً (كبرتِ كثيرًا و أنا تأخرتُ أكثر)

إنّه يعودْ
و لكأنّهُ يا صديقيّ ما عرِفَ طعمَ الغياب،





صديقتكَ .. و أمنياتُ الوردِ بغدٍ أجمل،



08/01/2009
في تمام السّابعةِ قهرًا

أسامة بن محمد السَّطائفي 08/01/2009 10:41 PM

*

أختي الكَريمَة / لَيلَى ، سَلامٌ عليكِ ورحمةُ اللهِ و بركاتهُ ،

/

تِلكَ هِيَ الأحاسِيسُ الغامضةُ الَّتي لا يَستَطيعُ أن يُخرِجَ مكنونَاتِها إلاَّ من عايَشها بصدقٍ وَ عُمق ،

وَ لابدَّ لهُ أيضاً أن يَكونَ ذا أدبٍ وَ شاعرِيَّةٍ حتَّى يفعلَ فينا ما فعلهُ النَّصُّ أعلاه ،

/

تَلوِيحَتُكِ يا أختاهُ رَمتنا هناكَ حيثُ تُمطرُ السَّماءُ موتاً وَ تُنبِتُ الأرضُ إباءً ،

إلى غزَّةِ العُربِ وَ الفَخر ،

إلى أشرفْ ، ذاكَ الغَزِّيُّ المُفعمُ بالحَياةِ وَ القَصائدِ الَّتي سَقتنا من روحهِ حتَّى ارتوَينا حُبًّا ،

/

شُكراً يا لَيْلَى ،

وَ تقبلي منِّي خالصَ التحية و الإحترام :flower2:


فتحية الشبلي 09/01/2009 02:06 AM

ليلي .. العزيزة
وصلت تلويحاتك المفعمة بالصدق وروح الأخوة
والتي عبرت عن مشاعرك وأحسايسك بكل إقتدار
وتحية إجلال وإكبار لأهالي غزة الصامدة وتحية أخري لزميلنا أشرف ..

عارف بن حامد العضيب 09/01/2009 03:24 AM

ليلى العيسى
لله در الأدب عندما يجعلنا نتتلمذ على
أيدي من يحترفون صنعته ويغترفون منهله
خاصة وأنه لم يعد هناك وجه لمدينتك بعد أن
أصبح يراعك هو الوجه المشرق لها والمنافح عنها
لكن عليك أن تتأني في القادم من الأيام فليس من حقك
أن تحرمينا الاستمتاع بعطائك إن احتفظت لنفسك
بحق الغياب طويلاً 0
دمت لي 0

مصطفى كامل رشوان 09/01/2009 03:27 AM

الأخت/ ليلى العيسى
كلماتك تحفر في قلبي وقلب كل انسان غيور على هذه الامة التائهة بين أدغال المعاناة كل الأسى والحزن
الموت في مدينتك يعشق الأجساد الناعمة وفي مدينتي يعشق كل الأجساد
أختي العزيزة / ليلى
انا ابن مدينة الموت أراه بأم عيني كل يوم كل ساعة كل لحظة أراه في عيون الأطفال الغضة في ملامح الأمهات الثكالى
الموت هو الحقيقة الغائبة الحاضرة
وحسبنا أن نقول إنا لله وانا اليه راجعون وحسبنا الله ونعم الوكيل
أعذريني إن كانت كلماتي تزيد الألم وتصب الملح في قلب الجرح
ولكن /
صدق كلماتك ومرارة الحزن التي تشع منها هي ما دعتني ان أقول ذلك
منك العذر ومني كل التقدير والإحترام

الحالمة 10/01/2009 12:11 AM

ليلى ..

يتسامى صدق الحرف حتى يلامسنا فنغرق به ..

وهنا كل الصدق وجُلّ الالم

آآآه أيتها البياض .. ما اسودها أيام وأمرها جراح

وحده الله مقيل الارواح بارىء الجراح قادر على لئمها

دمتِ وارفة البياض .. نستظل طهر قلبك ..


:rose:

ريما 10/01/2009 03:21 AM

سيعود أشرف ياليلى
نورساً ينثر الفرح أينما حلق
ليضيء الصباح على وقع هطوله وتحيّته الصباحية

ليلى..كوني بخير

حسين مرزوق 11/01/2009 01:27 PM






ضوء من السماء يمتد بعيداًَ ..
بعمق الحدود المرسومة لهذه المدن التي لم تعرف طعاماً لأبنائها ... غير الرصاص
ضوء يختار بعبثية شبه متقنه .. البيوت التي يخترقها فجأة ..
ليحيلها ذاكرة .. نصفها جميل .. والنصف الآخر .. ممتلئ بالبكاء



أستغرب وصف الموت الذي تعلمناه قديماً كنفقٍ مظلم ينتهي بنورٍ عظيم..
فهذا الموت .. ولأبناء هذه المدن فقط .. ضوءٌ يسقط من السماء مباشرةً
موتٌ يخالف ما تعلمناه من أفواه آبائنا .. أو من ألسن الشيوخ في مساجدنا



ليلى ..

أنا أيضاً .. بدأت أفكر الآن ..
كيف تتحمل الملائكة تكرار اللون الأحمر على هذه الأجساد الغضة ض

زكيّة سلمان 12/01/2009 06:35 AM

يا الله ياليلي بكيت كثيراً هنا ،

فــ لمسيرة الفقد تأوهات موجعه ،

فيارب أحفظ أشرف ولا أركِ فيهِ مكروهاً..


وفرّج عن غزة فرج عاجلاً كـ لمحِ البصر أو هو أقربْ ..


أعذري تقصيري..

أحترامي وتقديري ..

:rose:

أشرف المصري 15/01/2009 08:38 AM


الوقت بعد الفجر مباشرة، بارد بدون سكر الشاي، يشربه ذلك الجزء المنفض، مع ورقة الكتابة، والورقة، حانة الغرباء في تمرد القصيدة، كالقلب، المنحني تمزقه المواقف..

الفتى الغزي يا صديقتي يجهل أن الموت هو الموت، هو يعلم أنه اللعبة البديلة، التي أخذها صديقه من ذي قبل، اللحظة يختلف الشأن عما مضى، فالموت يحيك علينا، إنه قريب بقرب هذا الدمع المتخم في صدر الملائك البيضاء، إنه يسكننا، يمكث في دواخلنا الحزينة، ويمنحنا الأمنيات.

اللحظة تختلف الآن يا أميرتي البنفسجية، فلا تعولي كثيراً، لا تنادي عليهم بصوتك المجهش الحزين، لن يسمعوك، لن يسمعوني، لن يسمعونا.. القذائف تملأ أذني بالضجيج، يهتز الكيبورد، وتهتز يدي، فتهتز الكلمات، لكنها لن تصل مقتولة إليك، ستظل الكلمة أبية، وستصل محملة بنسائم الشهداء، الذين سقطوا بنية الوطن.

إنني مستهدف هذا الفجر، أتنفس على مهل، كباقي الجثث الهامدة حولي. أحاول أن أملأ فراغات الوقت بالكتابة، أريد أن أتناسى هذا الصوت المدوي في فضاءات الروح، هذا الصوت المرعب، قتل منا الكثير، أردى معظمنا على حافة الإسفلت، وأخذ الأحلام من الصغار بالفسفور الأبيض.

لا وقت لدي، ليس لدي الكثير من الكلمات.. لدي من المشاهد أكثر، هذا الصباح كباقي الصباحات الجميلة، التي يستيقظ منها مئات الشهداء، سأتركك معهم يا صديقة، سأتركك مع ثلاجة الموتي ومع الأطفال الذين تغذت عيونهم ذات يوم بالأحلام، وماتوا بالفراش، ماتوا بدفء، ماتوا بنيران القنابل.



الساعة الآن 01:53 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.8 Beta 1
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
3y vBSmart
جميع الحقوق محفوظة لـ منتديات إملاءات المطر الأدبية - الآراء المطروحة في المنتدى تمثل وجهة نظر أصحابها