تلك مسألة يعلمها الله.!
أنت تعظني.!
لا.. أنا أعض ضميرك كي يستيقظ وأود لو تعود ، كما كنت ، فلقد وعيت تماما معنى أن تفقد تلك الروح القوية. أنت كذاب..!! الله اعلم قد أكون كاذبا أو صادقا ، تلك مسألة يعلمها الله وحده وفي كل الأحوال دائما أسأل ان يجعلني صادقا، على أني تعلمت أن أمور يجب أن تصبر إزاءها ، لأن الإقصاء يأتي من الداخل عادة ويتوسل كل أساليب الاستبعاد وحبك أدواتها ، ولذلك عليك ان تؤكد ثباتك بالصبر واللجوء الى الله كي يعزز صمودك ويمنحك الثبات الدائم والقدرة على البقاء قيد القيم التي يعني التفريط بها تفريط في حق الله ، وفي حق المجتمع الذي تنشد له الحياة الكريمة. السياسة مالم تكن ناضجة كما أخبرتك من قبل لن تكون إلا حالة حربائية ضارة منتهكة تنهك القيم والضمير ، وتصيغ الذات على نحو براجماتي قذر ، عندها لا يشعر المرء الا وقد استدرج من حيث لا يعلم ، وتلك هي المصيبة أن تجد ذاتك شبه إنسان تعصف به أمزجة وأهواء شتى وأفكار يحدثك عنها ذووها وإذا بهم هم أول من يتنكر لها عمليا ، لتجد أنك أصبحت ذات يوم مجرد من كل قيمة قوية وإحساس بالله وبالحياة الكريمة . لقد سئمت يا صديقي من تلك الفلسفة التي تجعل الإنسان مفلسا من دينه وقيمه وانتماءه لله ، سئمت من الجدل السقيم الباذخ بالمنطق الذي يستنطق ذووه الكثير من الكيد وصنع الانحراف ألقيمي ، لأن وجودك ليس عبثيا "أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا وأنكم الينا لا ترجعون"، وأنت تدخل دائرة العبث حين لا تفقه سر وجودك في الحياة ، فمن لا يدري من أين جاء ولماذا جاء ، وما مصيره ، فإنه سيقرر أن يحيا حياته كما اتفق ، ومن يعرف مصدر وجوده سيحيا على بصيرة يهديه ربه ويعيد إليه روحه ويمنحه حياة أفضل . هذا حديث طافح بالصدق كما أظن يا صديقي ، وليس وعظ لأن براهينه أكدت لي ذلك . أنت توعظني وهم ينامون ببذخ وحياتهم باذخة أنت لا تملك قيمة لقمة خبز. بالتأكيد يا صديقي سخريتك صائبة ولكنها مخطئة في ذات الوقت ، فأنا معدم ،ولكن بذخهم لن ينفعهم ، فإن ظلموا فسيهلك الظلم ذووه ، وإن كنت أقل حظا في الحياة بل لا حظ له ، فإن ذلك لا يعني ان ذلك سيدوم فعسى أن يؤتني الله خيرا في الحياة هذه ، تلك طبيعة الحياة يعطي الله عباده كي يختبرهم ويمسك عنهم كي يختبرهم ، وان تكون فقيرا متمسك بقيمك خيرا من ان تكون باذخا بلا قيم ، لأن البذخ حالة سلبية تدمر القيم وتنتج الفساد في الضمير والأخلاق والقيم وتجعل الاختلال كبيرا عندها يدمر الله ذوو البذخ ، لن تخسر شيئا اذا أديت واجبك نحو الله وعملت قدر الإمكان بما أمر به ، الخسارة الكبيرة أن لا تفعل ذلك ، إنهم يخافون من ذوي القيم والضمير ويرون فيهم خطرا ، ولذلك حين تتجرد من قيمك تمنحهم طمأنينة انه لا يوجد من يقول لهم بصدق انتم ظلمة وفاسدون وتفترون على الله الكذب ، واجه لكن بقيمك ، تمسك بالله وبضميرك واصنع دربا للغد يقاوم انحرافاتهم ، وساند الخير فيهم قدر الإمكان وحين يطغى شرهم فلن يكون الشر إلا وبالا على أهله ، أرأيت كيف ذهب صالحهم ؟! لم ينفعه سياج الرصاص والحرس لقد اندس له قدر الله في عقر داره ، ولم تنفعة توبة ، تلك هي سنة الله ، اثبت فقط فزهو المنتصرون غدا سيهز عروشهم إذ لم يوجدوا حياة كريمة للشعب ويرسوا أسس العدالة والحق والخير في هذا الوطن ، فالنصر عادة ما ينسي ذووه أهدافهم التي ناضلوا من اجلها ،وهذا ما لا نتمناه لهم ، لأن أمانينا لازالت تلهج لهم بالدعاء بأن يكونوا كما نتمنى وعند حسن الظن بهم. :rose: |
ترفل الحكمة وبعد النظر والقوة الروحية المتيقنة والواعية في من قال ( تلك مسالة يعلمها الله وحده ) اما صديقه فهو يتكلم بمنطقية وتفكير الكثير ممن غرهتم الحياة بغرورها واستضعفت أنفسهم .... / / هنا منبر فوق السحاب حقا فـ حوار كهذا له جاذبية أن نسترد ونسترجع القراءه المتمعنة بجميل مايحمله من أهداف ... تقديري لتميز فكرك استاذ رداد السلامي ... |
الساعة الآن 06:53 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.8 Beta 1
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
3y vBSmart
جميع الحقوق محفوظة لـ منتديات إملاءات المطر الأدبية - الآراء المطروحة في المنتدى تمثل وجهة نظر أصحابها