إملاءات المطر

إملاءات المطر (http://www.emlaat.com/vb/index.php)
-   جدائـل الغيـم (http://www.emlaat.com/vb/forumdisplay.php?f=3)
-   -   عُصفورُ الليمون ، (http://www.emlaat.com/vb/showthread.php?t=4907)

مَدى 05/02/2011 11:02 PM

عُصفورُ الليمون ،
 
( نصفُ قلبي .. طاار إليك ,
و النصفُ الآخر .. ماتَ كـ عصافيري ! )



أتذكركَ و أشياءكَ القديمة ,عندما أقتربُ من الشارعِ الضيّق , حيثُ تلكَ العرّافه مازالت تحجزُ مكانها المعتاد ,
تبتسمُ لي و هيّ تسألني عن أحوالي و عنك !
.. أخبئ كذبتي , و أخبئ خوفي من أن تراكَ في فنجانِي تهربُ منّي !
و أظنها تشعرُ بِـ ارتباكتي في صوتي , كُلما طلبتُها أن تزرعَ الوردَ أمامَ مسكنها , كي يرزقنا الله السعادةِ كُلّما تفتحت وردة !
و أنا أقفُ أمامها , رفعت رأسها إلى السماءِ و قالت : علّها تُمطرُ ورداً , أو عِطراً , أو خبراً طيّباً !
ابتسمت ,
أظنها رأت في عينيّ حُزني , أو ربما الوردُ الذي كُنتُ أشتريهِ قبلَ أن أعرفكَ ,
لِـ أخبئ بهِ حُزنَ صدري , هوّ ما كشفَ سرّ رحيلكَ عنّي , لأنني في الأعوامِ الأربعة الأخيرةِ لم أرَ سعادتي في غيّرك ,
و أنا الآن , أرتجي سعادتي .. من بينِ أوراقِ جوريّةٍ حمراء !

أخبرتني أنّها قطفت ورداً في فجر اليوم ,
إن أردتُ أن أخبئ إحداها بينَ خِصلِ شعري ,حتى تبعثَ في نفسي البهجةَ ,
و لكنّي شكرتُها و أخبرتها أنّي بخيّر !
لا أدري حقاً هل أنا بخيّر ؟ .. و لكنّ لِـ ذكراكَ طقوسٌ مقدسة ,
و هيّ لا تعلمُ أنّك منذ أن وضعتَ يدكَ على شعري , لم تلمس وردةٌ جدائلي ,
حتى لا يقاسمني الوردُ رائحةَ كفّ يدكَ . . و دفئك !

قبلَ أن أغادرها , وضعت في يدي ثلاث أوراق ,
و طلبت منّي أن أطلِقَ ثلاثَ أمنياتٍ من قلبي إلى السماء ,
و أخبرتني أنّها ترى في السماءِ متسعًا لِـ أمنيات كثيرة ,
ستوزّعها على فتيات الحيّ ,
و هذهِ الثلاث , نصيبي مِنها !

كُنتُ في الليلةِ السابقة , قد كتبتُ على احدى جدرانِ حيّنا القديم ,
" الموتُ و الحياة أنت "
وبعثتُ إلى الله أمنيات دافئة ,
وسألتهُ الجنّة وسألتهُ أنت .
و قبلَ أن أختمَ توسلي بِـ " آمين "
كانَ غيابكَ قد خطفَ ما تبقى من أنفاسي !
فـ ماذا سأبعثُ هذهِ المرّة , و الأمنياتُ كُلها تغرقُ بِـ حنيني , قبلَ أن تصلَ إلى أبوابِ السماء !

غادرتُ تلكَ العجوز , و أنا أتخيّلُ تعليقاتكَ على ما حدثَ معها ,
أذكر جيّداً كيفَ كُنتَ تقلّدُ حديثها , حتى أنفجرَ ضحكاً أمامكَ ,
فتبتسم و تُخبرني : " هيّ عجوزٌ مجنونة , و أنتِ يا حبيبتي ساذجة ! "
منذ أن مارستَ الغيابَ ,
و أنا أشتاقُ حتى لِـ لسانكِ المعوّج ,
و عيناكَ التي لا ترى غيّرَ تصرفاتي , الطائشة , العفويّة !

أذكُرُ جيّداً .. ذاكَ اليومَ الذي تأخرتُ فيهِ عليكَ و أنتَ تنتظر خلفَ منزلِ جارنا العجوز ,
كُنتُ أحاولُ و أنا في طريقي إليكَ أن أصنعَ كذبة محكمة , و لكنّي عندما أخبرتُكَ أنّي كُنتُ أشتري ورداً ,
قلتَ ساخراً : " منذ متى و حبيبتي رقيقة تشتري الورود ! "
وحدكَ يا حبيبي كُنتَ تعلم , أنّ الوردَ لا يستهويني معكَ , و أن الوردةَ الوحيدة التي أقبلُها هيّ عينيّك .

يومها , صنعتَ عصفوراً من أوراقِ شجرةِ الليمونِ ,
و أخبرتني : " هذا العصفورُ سيفضحُ كذبكِ , و يخبرني أينَ تغيبينَ عنّي " !
أنا الآن , كُلّما مررتُ من منزلِ جارنا , أقطفُ من ذاتِ الشجرةِ أوراقاً كثيرة ,
أصنعُ عصافيراً كثيرة ,
و لكنّ عصافيري خائنة , تُخبئكَ عنّي , و تموت !

مازلتُ أحملُ الأوراق الثلاثة في يدي , ماذا سأكتب و كُلُ أمنياتي لا تصلُك .. ؟
.. ربما مازلتَ تذكُرني , و ربما أنستك َشجرة الليمونِ رائحتي !
.. أردتُ دائماً أن أغادرَ الحياة , إلى الموتِ و أنا أنظرُ في عينيّك , فـ أغادرُ من جنّتيهما إلى جنّةِ السماء ,
و لكنّكَ يا حبيبي تخذلني بغيابِكَ , كما تخذلني السماءُ كُلّما أمطرت رائحتكَ , و أمطرت في صدري حنين !
.. بينَ الحنينِ و الذكرى , تقفُ شجرةُ الليمونِ تنتظرُنا .


مُصافحة أولى + :flower2:

إيمان بنت عبد الله 06/02/2011 02:37 PM

الله .. الله يا مدى


ما أبهى و أرقَ هذه المصافحةُ الأولى ..


حرفٌ شفيفٌ ، و بوحٌ هادئ رغمَ ما يعتريهِ من الشجن ..



يا صاحبة الورد .. لحرفكِ flwr1





/


إيمَان

جوري جميل 06/02/2011 03:04 PM

مدى ...
ما هذا يا مدى ...؟؟
لقد سافرتُ مع كل حرف ...
سقطتُ مع الأمنيات
مشيتُ مع شذى زهر الليمون
وطرتُ مع عصافيرك الشجية
وسحرتُ بما سكبتِ وما جلبتِ من سحر الحرف يا مدى
وأيُّ مدى أجمل من مداكِ هذا

للعصافير ذكرى لا تزل , ولرائحة الليمون عبق سيسكن المطر في حضوركِ

تقبلي تحيتي واحترامي وإعجابي ...

أسامة بن محمد السَّطائفي 07/02/2011 01:57 PM

:::


السَّلامُ عليكِ و رحمةُ اللهِ و بركاتهُ أختي مَدَى ،


/


مُشوِّقٌ نصُّكِ إلى حدِّ الإبداع ، وَ لولا ما لمستهُ من صِدقِ الشُّعورِ وَ روعةِ الحُضورِ لما كانَ كذلك ،


وَ رُبَّما يرجِعُ ذلكَ لترجمةٍ ما لمعنى الغِيابِ من لدُنْكِ فكَّت عُقدَ غُموضهِ عندِي ، فلُذتُ بهِ وَ ارتضيتهُ أنيساَ ،


/


كُنتِ جَميلةً جدًّا هنا يا مَدى وَ أجملُ ما كانَ في جَمالكِ بنفسجتينِ اقتطفتها من بُستانكِ الرَّمادِيِّ *

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مَدى (المشاركة 70692)



أخبرتني أنّها قطفت ورداً في فجر اليوم ,
إن أردتُ أن أخبئ إحداها بينَ خِصلِ شعري ,حتى تبعثَ في نفسي البهجةَ ,
و لكنّي شكرتُها و أخبرتها أنّي بخيّر !
لا أدري حقاً هل أنا بخيّر ؟ .. و لكنّ لِـ ذكراكَ طقوسٌ مقدسة ,
و هيّ لا تعلمُ أنّك منذ أن وضعتَ يدكَ على شعري , لم تلمس وردةٌ جدائلي ,
حتى لا يقاسمني الوردُ رائحةَ كفّ يدكَ . . و دفئك !



+

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مَدى (المشاركة 70692)



يومها , صنعتَ عصفوراً من أوراقِ شجرةِ الليمونِ ,
و أخبرتني : " هذا العصفورُ سيفضحُ كذبكِ , و يخبرني أينَ تغيبينَ عنّي " !
أنا الآن , كُلّما مررتُ من منزلِ جارنا , أقطفُ من ذاتِ الشجرةِ أوراقاً كثيرة ,
أصنعُ عصافيراً كثيرة ,
و لكنّ عصافيري خائنة , تُخبئكَ عنّي , و تموت !



/

أرحِّبُ بكِ بينَنا غيمةً رمادِيَّةً تهطلُ ياسمِيناً وَ دُرًّا ،

وَ تقبَّلي منِّي خالصَ التَّحيَّة وَ التَّقدير ،

:rose:

:::

ذكرى بنت أحمد 08/02/2011 03:49 AM

ما أجمل حضوركِ الفاخر / السّاحِر
وبكاملِ أناقتك الأدبيّة . .

هذهِ دافئة جداً :
اقتباس:

و هيّ لا تعلمُ أنّك منذ أن وضعتَ يدكَ على شعري , لم تلمس وردةٌ جدائلي ,
حتى لا يقاسمني الوردُ رائحةَ كفّ يدكَ . . و دفئك !
وهذهِ دافئة وشقيّة أيضاً :
اقتباس:

أذكر جيّداً كيفَ كُنتَ تقلّدُ حديثها , حتى أنفجرَ ضحكاً أمامكَ ,
فتبتسم و تُخبرني : " هيّ عجوزٌ مجنونة , و أنتِ يا حبيبتي ساذجة ! "
منذ أن مارستَ الغيابَ ,
و أنا أشتاقُ حتى لِـ لسانكِ المعوّج ,
و عيناكَ التي لا ترى غيّرَ تصرفاتي , الطائشة , العفويّة !
مَدى :
اكتبي أكثر ، أطيلي الحديثْ
معكِ أشجارُ الليمون أكثر بهاءً
والحزنُ أيضاً "لذيذ" .. : )
:rose:

فتحية الشبلي 08/02/2011 03:30 PM

( نصفُ قلبي .. طاار إليك ,
و النصفُ الآخر .. ماتَ كـ عصافيري ! )

وآهٍ من كلا النصفين الراحل والباقي .....!!!

مَدى ..... أشرعتِ هنا مساحات يتسع مَداها بإتساع الكون ....!!
مرحباً بك بيننا ، صحبة هذه المصافحة الجميلة ...

احترامي وتقديري

سودة الكنوي 08/02/2011 05:37 PM

من ذا الذي يدخل هنا و يخرج دون أن تهتز كل مشاعره؟؟
ملأتِ كفيّ تِبرًا يا مدى، و أفعمتِ نفسي بنفحات مؤنسة..
لا تقطعي هذا المدد..

مَدى 09/02/2011 12:31 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة إيمان بنت عبد الله (المشاركة 70708)
الله .. الله يا مدى


ما أبهى و أرقَ هذه المصافحةُ الأولى ..


حرفٌ شفيفٌ ، و بوحٌ هادئ رغمَ ما يعتريهِ من الشجن ..



يا صاحبة الورد .. لحرفكِ flwr1





/


إيمَان


مساؤكِ قلبكِ يا إيمان ..
و بِ هكذا مساء .. سينثرُ الفرحُ في عُمقِ السماء !

شجنُ الحرفِ يَصِلُ إلى ثمالتهِ عندَ مرورِ بياضِ قلبكِ عليهِ ,
فما أكرمكِ .. يا صانعةَ الفرح :flower2:

مَدى 09/02/2011 12:44 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جوري جميل (المشاركة 70712)
مدى ...
ما هذا يا مدى ...؟؟
لقد سافرتُ مع كل حرف ...
سقطتُ مع الأمنيات
مشيتُ مع شذى زهر الليمون
وطرتُ مع عصافيرك الشجية
وسحرتُ بما سكبتِ وما جلبتِ من سحر الحرف يا مدى
وأيُّ مدى أجمل من مداكِ هذا

للعصافير ذكرى لا تزل , ولرائحة الليمون عبق سيسكن المطر في حضوركِ

تقبلي تحيتي واحترامي وإعجابي ...


مساءُ الفِتنة الشهيّة , يا جوري

حان للأمنياتِ الغافيّة في صدورِنا أن تحظى بِ جناحيّن و دفعةَ نور ,
لِـ تصعدَ إلى أبوابِ السماءِ بِ كامِلِ أناقتِها . .
و حتماً أمنياتي هنا .. لن يختصِرَ حنينُ الليمونِ نكهتها ,
و أعظمها .. أن تكوني صديقةَ الحرف .

أحببتُ المساء الذي حملكِ إليّ :flower2:

ثامر بن عبد الله الأسمري 11/02/2011 02:39 PM

يفوح عبق الإبداع
من بين ثنايا نصك الباذخ
يا ,؛ مدى ؛,


الساعة الآن 09:02 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.8 Beta 1
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
3y vBSmart
جميع الحقوق محفوظة لـ منتديات إملاءات المطر الأدبية - الآراء المطروحة في المنتدى تمثل وجهة نظر أصحابها