الإنشطارُ بينَ ظلام وَ نُور
مُحمدٌ فِي السنة الأولى مِنَ المرحَلة الثَانويَّة ، فِي البِدايَة كَان مُجتهدًا جِدًا وعندمَا انهَى المرحَلة الأُولى وَالثانية بنسبة عالية جدًا تَصل إلى المَائة بالمائة ، وكَافأهُ وَالده بسيارة من النَوع الفَاخر جدًا ، وأصبحَ يخرجُ من منزل أهله كثيرًا بالنسبة لا تُحصى أبدًا ، وَ ذاتَ يومٍ فِي مَقهى الشَباب أُهدِيَ إليه كُوب قَهوة ساخِنة وأُذيبت فيها حَبةُ مُخَدر ، وعَادَ إلى البيت ولم يستطع النَوم إطلاقًا ، وفِي الغَد أهدِي إليه كَالبارحة ، وتكرر ذلك على مضي ثلاثةُ أشهر على حد أقصى ، وَ بدأ العَامُ الدراسِي الجَديد ، وَ حالتُهُ تزدَادُ سوءًا يومًا بعد يَوم ، وَ عَائلتهُ والحمدُ مُحافظِة وَأخته سَارة لم تكف ولم تمل عن نُصحه وَ تُخفِي أمر تدهور حالته عن أُمها وأبوها ، ذَات يوم بادرته سارة أخِي نريدُ أن نتجاذب أطراف الحَديث معًا فردَّ عليها وبسمةُ مُخادع ترتسمُ عَلى مُحياه : حسنًا ياأُختِي حسنًا ، إذن سأصنعُ ليَّ ولكَ كوبًا من الشَاي ! يالطيبة قلبَّها ! أتت بالكوبين وَ عندمَا وَضعته ، أمسكَ بيدها وبادرها : سَارة أريدُ كوبًا مِنَ المَاء ابتسمت وذهبت ، أخرج من جُعبته حَبّةُ مُخدّر ووضعهَا فِي كُوبها عَادت سارة بكوبِ المَاء وأعطته لأخيها ، مُحمد : أختِي هيَّا اشربي كُوبكِ قبل أن يبرُد ، أخذت رشفةً مِن كُوبها وَ نسيت ما كان سببًا لحديثهما ، وكُلُ مِن هُما ذَهبَ إلى فِراشه إلا سارة لم تستطع النَوم ألمُ رأسها شديد جِدًا ذهبت إليه مُحمد أرجوك لم أستطع النَوم ، بادرها ماذا أفعل لكِ ؟! وفِي الغَد قَال لها : سارة تُردين مِثلُ كُوب البارحة ؟! أجابته وهِي تَبكي : إي نعم أرجـــوك ! بِشرط ! سارة : ماهُو سأنفذه لكَ تذهبينَ معِيَ إلى أصحابِي فِي "الإستراحة" تُجيبه بتشنج : كيف هذا أمي سيقتنلي إذا فعلت ذلك ! يُجيبها : إذن لا كوبًا ستتناولين اليوم ! سـارة : حسنًا سأذهب سأذهب لكن مَتى ؟! اليوم عِندَّ السَاعة الثامنة مساءًا سيأتي صديقتي ليصطحبكِ معَاه كونِي على الموعد و عند الثَامنة خَرجت سيارةٌ ضخمة سَوداء ، فَتحت الباب وَصعدت أدار رأسه إليها وابتسم يا أهلاً بسارة وَبجانبه أخوها مُحمد وَتعالت ضحكتُهما بِخبثٍ شَديد ! تَوقفت السيارة عِند استراحة الأرواح كَما يقولون ، نزلوا جميعهم ، وأخرج حبة المُخدر مِن جُعبته وقال هاكِ ما تُردين ! لكن فِي المرة القَادمة هُناك مُقابل لكل حبَّة ! ومضت عشرُ أيام عَلى هذه الحَالة ، وَ فِي يومٍ تطايرت فيها أحلامُ الأمُ والأب وجميعُ الأخوة ومن بالبيت ، خَرجت سارة بصحبة الرجلُ الخَبيث صاحب أخوها إلى أحد المقَاهِي ، و خَرجت رُوحِها في حادث شنيع جدًا ، وَ ثمَّ .. |
يارا ..... سرد جميل ومتقن لقضية إجتماعية تعاني منها العديد من الأسر العربية ، في قالب قصصي مُدهش هنا بين طيات الحكاية المؤلمة نجد العديد من السلبيات متمثلة بالتدرج في المكافأت التي لا تتناسب مع الأبناء في مراحل عمرية معينة ، ثم الخروج المستمر من البيت بدون رقابة من الأبوين ، وإعطاء الثقة التامة للأبناء في هذه المرحلة العمرية الحرجة ، فضلاً عن ذلك عدم معرفة الأهل لنوعية أصدقاء أبنائهم ، وخلفياتهم الإجتماعية ، والبيئية ، والثقافية عدم ملاحظة الأهل لتدهور حالة أبنهم بدليل إنشغالهم عنه ، فالمتابعة المستمرة تعد نوع من الوقاية في تدارك الأمور قبل وقوع ما لا يُحمد عقباه وحيث لا ينفع الندم هذا بإختصار ، تحليل من وجهة نظر سوسيولوجية للموضوع ونرجو من جميع اولياء الأمور الإنتباه إلي أبنائهم أكثر وخصوصاً في هذا الزمن الذي بات مخيفاً يارا ، شكراً علي طرحك المُثري والمفيد ، جعله الله في ميزان حسناتك يا بهية الحرف :flower2: لي عودة بمشيئة الله .... مودتي |
جميلٌ يا يارا .. نفسٌ اجتماعي ، و أسلوب سردي جميل و مباشر . / إيمَان |
يَارا . لَمَستُ فِي حكايَتِك مَتَانة الحِوار ، وانتِقالاتك العصفورِية السَريعَة ، ووضوح الألفَاظ وعُمق المَعاني ، إلا أننّي تبَخرت تمامًا في النّهاية ! أو يفعَل الأخ بأختِه هَذا !! واقِع مؤلم :m7: مُتَابِعة بِشوقْ . . . لقلبِك الفرَح :blush: :rose: |
الساعة الآن 08:26 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.8 Beta 1
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
3y vBSmart
جميع الحقوق محفوظة لـ منتديات إملاءات المطر الأدبية - الآراء المطروحة في المنتدى تمثل وجهة نظر أصحابها