حقًّا إنَّ بِدايتي الحقيقيَّة في الشِّعرِ حديثةٌ جِدًّا كما أسلفتُ و أسلفتَ ، و لعلَّ السببَ يرجعُ أصلاً إلى اطلاعِي المتأخِّر على المنتدياتِ الأدبية . كنتُ قبلَ ذلكَ أهتمُّ بالأدبِ و لكنَّني لم أسعَى للبحثِ عنهُ في الأنترنت ربَّما يرجِعُ الأمرُ إلى انشِغالاتي اليومية أو إلى أسبابٍ أخرى يَطولُ شرحها ، المهمُّ في هذهِ التَّوطِئة هو أنَّ حُبَّي و اهتِمامي للأدبِ و الشِّعرِ كانَ قبلَ ذلكَ بكثيرْ و لكنَّهُ لم يُصقل و يُشحذْ إلاَّ بعدَ مدَّةٍ ليست باليَسيرة ..

و عودةً إلى سُؤالكَ الَّذي تفضَّلتَ بهِ ، و من وُجهةِ نظري أرى بأنَّ الكاتِبَ أو الشَّاعرَ يُمكنُ أن يَصقلَ موهبتهُ و كذلكَ يستَطيعُ أن يتحكَّمَ بأدواتِهِ الكِتابِيَّة في وقتٍ قِياسِيِّ و هذا باحتِكاكهِ وَ تفاعلهِ معَ أدباءٍ و شُعراءٍ في مواقِعَ و منتدياتٍ أدبيَّةٍ متخَصِّصَـة ، إلاَّ في حالةِ ما إذا كانَ من قبلُ لهُ اهتِمامٌ و تتبُّعٌ و اطلاعٌ على كتبٍ و مقالاتٍ و دواوينٍ لكبارِ الكتَّابِ و الشُّعراءِ و كذا مُتابعةُ و حُضورُ المُلتقياتِ و الأمسياتِ الخاصَّةِ بذلك مع المُشاركةِ قدرَ الإمكانِ في مُسابقاتٍ وَ احتفالاتٍ تُعنَى بكلِّ ما هو أدبِيٌّ و آخرَ الأمرِ ينبَغي أن يكتبَ و يدوِّنَ ما يَسعى لصَقلهِ في المُستقبل حتَّى و لو كانَ ضَعيفاً من حيثُ البِناءِ و التَّراكيب فلا تأتي القوَّةُ إلاَّ من بِدايةٍ ضَعيفَــة ..