تقول "نازك الملائكة رحمها الله
" ويوتوبيا
حُلم في دمي
أموت وأحيا على ذكراه
تخيلته بلداً من عبير
على أفقٍ حرتُ في سرهِ
هنالك عبر فضاءٍ بعيد
تذوب الكواكب في سحره
يموت الضياء ولا يتحقق
مالونه...ماشذى زهره..
هنالك حيث تذوب القيود
وينطلق الفكر من أسره..
وحيث تنام عيون الحيــاة..
هنالك تمتد يوتوبيا...
ويوتوبيا حيث يبقى الضياء
ولا تغرب الشمس أو تغلس
وحيث يظل عبير البنفسج
حيا ...ولا يذبل النرجس
هناك يظل الربيع ربيعاً
يظلل سكان يوتوبيا...."

أخيراً اقتحمت هذه الحرائر لأثرثر وحدي وستسمعونني برغبتكم...
مساء الــ يوتوبيا

تمخضت الشمس ذات صباح...
فأنجبت حبات لؤلؤ تشبه عيناك..
وتقلدتُ أنا دهشتي ومددتُ كفاي للسماء...
أن يارب...
لتسقط تلك العينان على كفيّ..
وما أوسع رحمة الله..
فقد استجاب لدعائي

"والأُذن تعشق قبل العين أحياناً.."
والروح تغرق في لُجة العيون أحياناً أخر..

وأنا غرقت يا سيدي وأنتهيت..!!

غريبٌ هذا العشق..
حين يستعمر دواخلنا يأتي فجأة..
لا يستأذن ولا حتى يطرق الأبواب..

سألتُ عينيك: مَنْ أنت؟
فتبسمت وأجابت: روحٌ مخملية ستربت على جراحكِ الأزلية..!!
قلتُ: أتعلم عن جراحي؟!
أجابتني: من قبل أن تتمخض الشمس بي، دعوت ربي أن اسقط على كفيك، وحين لا مستهما عانق الدمع فيهما دمعي، وسمعتُ شكوى جراحكِ يا وجعي، فاستكنتُ بين كفيك..

لثمتُ كفاي أن صدقتما إحساسي..!!

استيقظتُ أبحثُ عنك..
أقصد عن عينيك..
لم أجدهما..كل ما حولي فراغ يشتكي غيابهما..
أين أنت؟!!

تُرى، هل لثمتُ عينيك؟!!
ويلي..!!
يُقال أني إن لثمتهما فلن أراهما مجدداً...!!
يا ويلي ماذا فعلتُ بي..!!