حكـايـا الطريـقْ!
ويحيرني سؤال.. كيف لي بخمس سنوات أستقبل فيها حكايا طريق واحدٍ دون مللْ وأرد بإجابة تشفي الحيرة التي خلقتها في سؤالي خلقاً .. إنما يكون الملل والسأم نتائجَ طول النظر إلى صور الأشياء دون معانيها وما يأتي التأفف والتململ إلا من وطأة الرتابة الثقيلة من مشاهدٍ متكررة لا تولِّد النفس فيها من حياتها واختلافات أحوالها أي شيء! |
وصاحبتُ الطريق أتأملّه ويتأملني وأبثه ويبثني وعلى ما بدا من جفافه وازدحامه وانشغاله فما وجدته يوماً في حقيقة الأمر وباطنهِ إلا مُنشغلاً بي، داعياً بفكري إليه.. وكأنه عاف كل هؤلاء (المارين) بعجلات وأقدام وأحبّني مقيمةً عليه بفكرٍ ونبضْ .... وقد أحببته ، رغم قبح وجهه! فإن له قلباً منغمساً في الحقائق والأسرار يكاد يذهب في رقته وروعته، وشجنه ولوعته ببشاعةِ مظهره! |
ما القبح والجمال إلا صنعة النفس في الصورة! وما كان الطريق يوماً بشعاً إلا بتهافت الناس فيه وراء الأرزاق تهافتاً مُنهكاً وما كانَ مُزدحماً إلا بالأفكار التي حملتها تلك العجلات لا العجلات نفسها وما كان أبداً قبيحاً إلا بما يرميه المارون من مخلفات ضمائرهم في كل روْحةْ! |
وكنت يوماً منكسرة.. فوجدت الطريق مشققاً كأنما أُخبِرَ بموعد القيامة فاستعد لابتلاع البشر! وكنتُ يوماً متألّمة.. فما وجدته إلا مزدحماً متراكباً بعضه فوق بعضٍ كما يجد المريض من التواء أعضائه بعضها على بعضٍ من الألم! وكنت يوماً يائسةً .. فوجدته فارغاً من الحياةِ ، تحجرت وجوه مارته وتيبست أوراق أشجاره واستطالَ حتى لا تكاد نهايته تُدرَكْ ، وكأنه في انتظار الموت! |
وكنت يوماً مبتهجة.. فكأن العجلات تمر سراعاً لا سعياً وراءَ الرزق، وإنما توقاً إلى لذةِ الرزقْ! وكنتُ يوماً راضية.. فكان الطريق هادئاً لا يتذمر من وطئ الأقدام وضغط العجلات بل كأنه كان يحملها حمل الأم لرضيعها تبثه من كفيها نبضات الرضا والقبول! وشعرت يوماً بروعة الإنجاز... فاحتفل الطريق بنجاحي في حفل صاخبٍ مدت فيه الشمس قاعتنا الفسيحة بالضوء ومدتنا الأشجار بعزفٍ من أوراقٍ لا تضاهيها أوراق الموسيقين ذاتُ الأوتار والأحبار وكان المارة كلهم حضوراً يتضاحكون ... من أجلي! |
وكنتُ يوماً بشوقٍ إلى هَذا الحرفْ ،
فجاءنِي على حينِ غفلةٍ منّي .! اقتباس:
أنّى نلتقي ؟! : ) لا يأسَ مع الحياااة ، ومن حيثُ " تضيقْ " دوماً " تُفرجْ " عسَى اللهُ أن يبلّغنا صُبحاً قريباً :m7: جِهاد : تَاابعي :Heart: :rose: |
وفاجأني مرةً قائلاً:سأشارككِ اليوم الطريق! فابتهجتُ ابتهاج من رُزق من حيث لا يحتسب وأخذته في الطريق أمارس دور المُرشد فقال: أنا أعرف هذا الطريق جيداً فليس عليكِ أن تتكلفي عناء الإرشاد والمسؤولية ضحكت كثيراً وأسلمته زمام الأمر. كنت جالسة إلى جواره أباهي به الطريق وشعرت بأني على وشكَ أن أعرفه بصديقي الذي لا يعرفه أحد سواي وكان الطريق كريماً جداً، منحني من الصور والمعاني مالا يمنح إلا كهدية قيمة! وكأنه يشاركني سعادة الموقف الجديد! ولا زلتُ أشكر الطريق طوال الوقت حتى لفتني إليه قائلاً: هيه؟أين أنتِ!! ووجدتني أخبره :لاشيء! هل أخاف أن أعرفه بالطريق !!! ربما |
اقتباس:
شكراً للأمل للذي أفضتهِ هنــا وأفاضكْ! :rose: |
ودائما نحن نطلي الوج ـوه والشوارع والأرصفة بلون بهجتنا / ح ـزننا وكأن الكون كله يشاركنا كل .. شيء ! ما أمتع هذه الحكايا سأظل هنا :) دمتِ بحب |
اقتباس:
وإن لم نفعل هذا فإنّا في الحياةِ وليست فينا حياة! بقاؤكِ شرفٌ .. فلا تحرميني flwr1 |
الساعة الآن 11:12 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.8 Beta 1
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
3y vBSmart
جميع الحقوق محفوظة لـ منتديات إملاءات المطر الأدبية - الآراء المطروحة في المنتدى تمثل وجهة نظر أصحابها