وطني
يا ابنة الشمس أحبك .. بزرقة خديكِ .. بسمرة مسائكِ .. بفستانك المعتّق برائحة التوحيد .. بترابكِ الذي يغسل ماء المطر فيجعله أزهى وأجمل .. بحرير الرمل الناعم وقد تدلى من كتف الصباح .. بكعبتك التي ترفع رأسي هيبة وتخفضه حياء .. بالمنورة وهي تتباهى بين قبتها وقبائها .. بجبالك حين تغيظها السماء بسموقها .. فتنصب قدميها وتنفخ خاصرتها وتقول .. حتى أنا .
هيا نهرب يا حبيبتي .. فالتاريخ سيتسع لنا .. نتنفس بأرواحنا المخنوقة حكايات العظماء .. لعل الملائكة أنزلتهم مع آي القرآن .. يقولون أن الشياطين في زمانهم كانت أقزاماً يركلونها في الطرقات .. وأن أحاديثهم تأتيهم كل صباح مغلفة بثمار الجنة .. وأن نوافذهم صغيرة لكن يشع منها نور يضئ ظلمة الأرض .. وفي عيونهم قلوب يرون بها زيف الدنيا وخداعها .. لكن أخاف يا حبيبتي .. أن نعود لزماننا هذا .. فلا نحتمل وجوهنا . كنوزك يا غالية يحرسها الجن .. والمشعوذون وحدهم يُظهرونها .. ينفثون على الأنظمة فتنحل العقد .. يطلقون العزائم فتتسلل أموال الفقراء لأيديهم الناعمة .. يتمتمون فينطلق بخور الإعلام مكبراً .. وتلاميذهم كالحشائش تنبت في كل مكان .. لألسنتهم رائحة الربيع ونكهة الفصيح .. ونحن أبناؤك سيدتي .. تعبنا من دعائنا لهم بطول العمر . قلوب البشر تمشي بلا وجوه .. حائرة .. فقدت عيونها سهواً .. دماؤها هاجرت وحين عادت وجدت خفاشاً مكانها .. تلملم المساء من أدغال همومها وأحزانها .. وتفرش به أركان الصباح .. والحرية ثرثرة تجيدها .. وفي شهواتها قيودها .. وتصيح .. يا مانحة النور أدركينا .. لكن تجيبي حبيبتي بدماء مهاجرة . مذ ألتقيتكِ .. وأنت مسافرة .. رائحة المطارات تفوح من أبراجك الفاخرة .. من عرى طرقاتنا الهزيلة .. من خمرة قراراتك الخائبة .. من الفوضى التي نضع بها مناهج أبنائنا .. من كتّاب صحفك وحروفهم تتقافز قروداً من شرق لغرب .. حتى فتاوينا لها نكهة الغرباء .. وأناديكِ .. يا فتنتي يكفيك غربة .. عودي .. فالمرايا لن تمنحنا غير وجوهنا . لم يزل ماؤك شهياً للوضوء .. وفي فضائك متسع للسجود .. والنخل يرفع أغصانه من ركوع خاشع .. والبناية هناك أراها سجادة تضع عليها الريح جبهتها .. لكني أخشى يا حبيبتي أن أصحو يوماً فلا أجدك .. حينها سأزرع عيوناً في الشجر .. في القمر .. في المطر .. ليشاركوني صخب البكاء . |
اقتباس:
جليلةٌ هذه الرسالة و ما أجمل قطوفها الدانيةَ يا عبد الرحيم لتهنأ الأرض ، و ليدم عزك يا وطن .. / إيمَان |
هكذا قال الفهيم ابنُ مطر:
اقتباس:
. آااااااخْ يا أخي مَنْ ذرّ كلَّ هذا الملح على الجِرَاح!! من سمّرنا أما مرآةٍ تعكس وجوهًا شوهاء ليس لها في ( قبحها ) يدٌ سوى أن الممثل لا ينظفُ !! . . |
نص يتفرد عن نصوص القطعان وهي تغني للأوطان ,
لأنه لم يصل إلى مرحلة : وطني لو شُغلتُ بالخلد عنه // نازعتني إليه في الخلد نفسي !! الأخ / عبدالرحيم نصك .. ( في العمق ) . :rose: |
اقتباس:
وجدتني في حسنٍ فائق الروعة ، وثلاثيّة العيون هذهِ وحدها حكاية جمال كبيرة :) شكراً للوطنِ الذي جاءنا بِهكذا قلم ‘ :rose: |
أصبت كبد الحقيقة..
حب الوطن ليس مجرد شعارات نطلقها و أنواط نرتديها.. حب الوطن خلق و مسئولية و قناعة متأصلة يجب أن تغرس فينا منذ الصغر و نغرسها في أبائنا، و أجيالنا الواعدة في مقاعد العلم.. كنت موفقًا في الطرح بأسلوبك البهي، و صورك الخلابة.. عبد الرحيم فرغلي.. لجمال الحرف معك موعد |
اقتباس:
أَوَ بعد هذا الجمال المُفرط يحق لنا سلب أطراف الحديث؟ هذا النص قاصرٌ في حقه المديح وثيقة إعجاب أتركها لك. :flower2: |
الساعة الآن 06:42 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.8 Beta 1
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
3y vBSmart
جميع الحقوق محفوظة لـ منتديات إملاءات المطر الأدبية - الآراء المطروحة في المنتدى تمثل وجهة نظر أصحابها