" كويّس "
كويّس ..! جالستُ صديقاً لي ليلة البارحة ، له مكانة في قلبي لا يبلغها إلا من لزم الوفاء ، و الإخلاص ، و التضحية … أخذنا الحديث في كل شأن من شؤون الحياة ، و كل موقف من مواقفها ، و كل مصيبة من مصائبها … تلك هي ليلة من الليالي العِظام التي علقت في ذاكرة حياتي ، و التي يجب أن لا تمر مرور الكِرام ، على أن تُعرض محاسنُها و تُخفى مساوئها ، و ما مرّت عليه من مصائب الزمان و دوافع اللسان … ( لحظة ) بالنسبة لمكانة صديقي التخين ، هي مكانة عاطفيّة ، فرضتها مواقفه الإنسانيّة النبيلة . فلو كانت مكانته شخصيّة في قلبي لكنت في عِداد الأموات مذ عرفته .. فسبحان من أوجد هذا التخين من العدم ، و جمع به الفكر و الأدب معاً … مع كثرة الحديث لفت إنتباهه كلمة - كويّس - التي علقت على لساني ، و التي قلتها أكثر من مليون مرة في حياتي .. فقال : يا زياد أيش قصتك مع كويّس من جلسنا و أنت كويّس كويّس .. قلت : لا يوجد رجل أو امرأة ، أو تخين أو تخينه أو لطيف أو لطيفة … إلا و يمتاز بعبارات عُرف بها و علقت على لسانه ، بعيداً عن كونها ألفاظ حسنة أو سيئة ، فهي لا تُقلل من هذا الشخص لا و إنما تكون دلالة على أن أكثر من يتداولها هذا الشخص . فبعض الكلمات فيها شيء من اللباقة لدى الآخرين ، و بعضها لا تقبل حتى لو كانت مرّة في العمر . و لعل أنا من يجلس أمامك برشاقته و نظارته ( يطالعني بعنف هه ) .. أنموذج حي و بسيط و قريب لك ، علقت على لسانه كلمة - كويّس - حتى تعارف من حوله أن هذا الذي هو أنا هو من لزقت على لسانه هذه الكلمة .. فهُناك من قال عنها أنها كلمة عاميّة لبقه ، و منهم أمثالك رفع الله قدرك و خفس الله شحمك . من ترصد لي بها و كأنه يُشاركني في كلامي ، و لساني ، و حياتي .. ( فضحكنا ) .. فقال : ممكن نرجع لرشاقتك و نظارتك … خفت منه لبدانة جسمه و لطراوة شحمه . فقلت : خلك من نظارتي و رشاقتي .. أيش رايك نبحث عن معنى كلمة - كويّس - … فقال : يعني هذا أصفه خوف و إلا أيش .. قلت له : الثانية أيش .! ( فضحكنا ) … فعزمنا على أن نبحث عن معنى كلمة - كويّس - … فتفرقنا جسدياً و ترابطنا هاتفياً .. و بدأ كل واحد يبحث … حتى وصلتُ لنتيجة البحث . فإتصلت عليه و هنئته و أرسلت له نتيجة البحث برسالة نصيّة لهاتفه ، فخر هو و شحمه و لحمه على الأرض فرحاً .. من منكم شاهد تخين لحظة فرحه ؟!… كانت ليلتنا هذه ليلة جميلة إنتهت بفائدة ما خطرت ببالِ أن تكون … و لهذا وددت أن أقدم لكم معنى هذه الكلمة اللغوي ، الذي وجدته في كتابٍ أحفظه عندي اسمه - معجم فصيح العامة - من تأليف " أحمد أبو سعد " هذا المؤلف جمع الكلمات كُلها في كتابه منها الشامية و المصرية و النجديّة و كلمات الحجاز و غيرها … يقول المؤلف عن كويّس : يقول العامة : فلان شَبّ كويّس . أي ظريف لطيف و ذكي ، و قد يستعملونها لكل شيء حسن ، فيقولون : عمل فلان عمل كويّس . أي لطيف و مقبول . قلت : الأصل في كويّس كيّيس تصغير كيّس ، و معناه في اللغة الظريف العاقل و حَسَنُ الأدب مع غيره كما في ( اللسان ) ؛ و العامة أبدلوا الياء غير المضعّفة واواً وفق قاعدة المخالفة و فراراً من التضعيف . في أمان الرحمن .. flwr1 |
الفاضل زياد محمد موضوعك ، كويّس جداً ، وتلذذت بقرائته كثيراً وكلمة كويّس أيضاً متدوالة لدينا في ليبيا بكثرة وهي تشير إلي الشئ الحسن ، والجيد وكذلك في وصف الحال فعندما يُسأل الشخص عن حاله ، يرد كويّس الحمد لله أو باهي الحمد لله . وباهي أيضاً تحمل ذات المعني . سيد زياد ، إن شاءلله ديما كويّس وباهي ، ومزيداً من المواضيع الشيقة والكويّسة .... احترامي |
كويس ما قرأته هنا يا كويس..
طبت |
هي الثانيه يا إكسير.. لافض فوك .. كويّس و كويّس جداً يا كيّيس.. فكر يفرض متابعته بكل ذوق و ذكاء . |
فتحية الشبلي .. إطلالتكِ بحد ذاتها كويّسة .. و باهي أظنها ستلذغ لساني كما لُدِغ من كويّس .. و لكنها من اللدغات المحمودة ... :) أمطرتينا بأخرى لطيفة ... لميــاء .. شكراً يا كويّسة ..:) أحاسيس .. و ما هي الأولى .. شكراً لطيب حديثكِ , و ليتني كذلك .. تحيتي لكم ... |
في مقالك لُطفُ وبشاشة - كويّس - أنك تشاركنا خفة روحك وتجعلنا نتلمّس الرقيّ في عامياتنا لفتة حلوة منكما وشكرًا على المعلومة .. |
اقتباس:
اقتباس:
عرفتُ ماهي الإولى؟ |
أحاسيس .. كما يقول الدمشقيون : مزاجي مكركب .. :) فهل لكِ أن تشرحي لي و الوقت في المنتديات فيه مُتسع ليوم القيامة عن ما هي الأولى ... :) كأني فهمت أنها الخوف .. و لكن ما الهدف أو السبب أو العلة أو .. أو .. لم أفهم ... :( عود جميل .. |
اقتباس:
زياد أهلاً بك وبإستفسارك يبدو لي إنك مافهمت قصدي من قولي (إنها الثانيه ياإكسير) توضيح: عندما خيرك صديقك بقوله (يعني هذا أصفه خوف و إلا أيش .. قلت له أنت : الثانية أيش .! ) وفي تعليقي الأول قلت أنا ( إنها الثانيه ياإكسير) بمعنى أن أَيْشْ محرفه مثل كوّيس وأصلها أيُّ شيء ( لسان العرب ) يعني مثل مابيقولوا وحده في وحده... أنت .. كويّس وصديقك .. أَيْشْ وفتحيه .. باهي :) لن ننسى هذه الكلمات أبداً شكراً زياد على هذا الطرح المليء بالجمال.. وشكراً فتحيه على هذه المعلومه.. :rose: |
موضوع رائع وأسلوب أروع وفائدة أروع من كل
شكرا شكرا لك |
الساعة الآن 02:18 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.8 Beta 1
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
3y vBSmart
جميع الحقوق محفوظة لـ منتديات إملاءات المطر الأدبية - الآراء المطروحة في المنتدى تمثل وجهة نظر أصحابها