تمنّيتُ أنْ أشدو لكلِّ فضيلةٍ
تبلّغنا الفردوسَ في جنّةِ الأُنسِ



تغنّيتُ بالحبِّ الذي لو رأيتُهُ

لقبّلتُ رجليهِ إلى قمّةِ الرأسِ



تمنّيتُ أنْ ألقى من النّاسِ صالِحاً

أُصاحِبُهُ حتى أُخبّأَ في رمسي



تغنّيتُ بالدُّنيا وإنّي لغافِلٌ

عنِ الهولِ في الأخرى فياغايةَ البؤسِ



تمنّيتُ أنْ ألقى أماناً من الذي

سيأتي لأحيا العُمرَ من غيرما بأسِ



تغنّيتُ بالأخلاقِ أرجو وِصالّها

ففي وصلِها نورٌ يطيبُ بهِ حِسّي



تمنّيتُ أنْ ألقى إلهيَ راضياً

وإنْ كنتُ ذا وِزرٍ تضيقُ بهِ نفسي



فرحمةُ ربّي لا حدودَ لكونِها

وأصبِحُ محتاجاً لها بعدما أُمسي

&& الأشياء لا تبدو كما هي في الظاهر ,,

غنيٌّ يدّعي الفقر

فقيرٌ يدّعي الغنى

كامِلٌ يظهِرُ النقص

وناقصٌ يظهر الكمال ...


كم من جبناء لؤماء علمتهم هكذا , يلبسون لِباس الشجاعة والكرم , وسرعان ما يكشفُ أمرهم لأولي الألباب

وكم من شجعان كرماء , يتحلّون بالحلم والتخشّع فكأنّهم (( دراويش )) , يقول : رائيهم ,, ليسوا من الشرّ في شيءٍ وإن هانا ( على حدّ قول الأول )) ...


&& تقديس النّاس للمظاهر يصيبني باليأس من النّاس ,,

مامعنى أن يُبجّل صاحِبُ اللحية لا لعلمِه أو لكرمهِ أو لأدبه , ولكن لشعراتٍ أنبتها الزمانُ في وجهه , أعندهم شيءٌ من كتاب الله يقولُ قدّسوا النّاس لأشكالِهم وألوانِهم وصورهم , مالهم كيف يحكمون ...

ما معنى أن يقِفَ الجالِسون لداخلٍ دخل عليهم لا لشيءٍ إلاّ لأنّه يرتدي لِباساً أنيقاً زاهياً باهياً , ولو دخل عليهم (( عُمر )) بثوبِهِ الذي دخل به بيت المقدس لما التفت إليهِ أحد ...

ما معنى أنْ يظنّ النّاس بمن يظهر في وسيلةٍ إعلاميّةٍ .. مرئيةٍ كانت أو مقروءةٍ أو مسموعةٍ ,, أنّهُ ذاك الهُمام الذي لا يشقّ لهُ غبار , والفذّ الذي تشرِقُ الشمسُ على جبين غُرّتِهْ ..

ما معنى أنْ يتناقل أقوامٌ أنّ فلاناً من النّاس مثقّفٌ جداً , وتكادُ ثقافتُهُ تملأ المشرقين والمغربين لأنّه قال في مجلِسٍ مّا : ليبرالية , امبريالية , أصولية ... ولو سئل عن معانيها لفحّ كأفعى شُجّ رأسُها ...

ألم أقلْ لكم ,, تقديس المظاهر يصيبني بالإحباط ,,