مُصْطَلَح../ عِنْدَمَا تُقْرَعُ الأَجْرَاسُ:- أَعْلَمُ بِأَنَّ المَقْصَلَةَ قَدْ هَزَّتْ، وَمَاتَ صَاحِبُ السَّجَايَا المُطَرَّزَةِ بِالنَّدَى وَالزَّعْتَرِ.. عِنْدَمَا يُؤَذَّنُ الأَذَانُ فِي السَّاعَةِ الغَاضِبَةِ بِتَوْقِيتِ القَمَرِ:- أَثِقُ ِبِنُعَاسِ الجُفُونِ، أَثِقُ تَمَاماً، وَأَجْزِمُ بِأَنَّ الجُفُونِ قَدْ أَضْنَاهَا السَيْرُ فِي مَشَقَّةِ الأَحْبَابِ لَيْلاً وَبَاتَ الفِرَاقُ هُوَ الشَّاهِدُ الوَحِيدُ عَلى جَرَائِمِ العَصْرِ. عِنْدَمَا يَتَجَبَّرُ المَارِقُونَ:- أَمُْرُُّ فِي ظُلمَةِ الحَضَارَةِ، أَعبرُ فِي حُلْكَةِ القَصِيدَةِ المَطْعُونَةِ بِسَيْفِ الطُّغَاةِ، وَلَا أَنْظُرُ لِلْخَلْفِ. حَتَى الحَاضرُ مَاضٍ تَجَبَّرَ. عِنْدَمَا تَنْحَنِي الأُمْنِيَاتُ لِفِعَالِ القَدَرِ:- أَعْلَمُ بِأَنِّي مَلْعُونُ الشَّقَاءِ، وَأَنِّي رُفَاهٌ احْتَضَرَتْ، بَلِ امْتَزَجَتْ مَعَ بَقَايَا الضِّمِيرِ، وَتَدَاعَتْ، كَأَيِّ هَشٍ تَخَلَّت عَنْهُ الرُّوحُ. عِنْدَمَا نُكَابِرُ عَلَى مَوْتِ أَحْبَّائِنَا:- لَا أَلَمَ، لَا أَلُومُ، فَالْوَقْتُ احْتَضَرَ، وَالرُّوحُ اهْتَدَتْ لِمُمَارَسَةِ الْجِنْسِ مَعَ نَفْسِهَا، وَبَغَايَا الْعَصْر قَدْ تَعَلَّمُوا كَيْفَ يَدُوسُونَ عَلَى أَطْهِرِ بُقْعَةٍ فِي ذَاتِ نُبُوَّة أَوْ حَتَّى لَا أَغْضَبَ، فَالْغَضَبُ قَدْ زَفَرَ، كَالمَوْتِ المَمْزُوجِ بِزُجَاجَةِ فُودْكَا أَنْعَشَتْ عَطَشِي فِي ذَاتِ لَيْلٍ يَتِيمٍ. |
عُمقْ../ يَنْتَابُنِي الكَثِيرُ فِي هَذَا الوَقْتِ بِالذَّاتِ، "بِالذَّات"، أَودُّ أَنْ أَتَحَدَّثَ، أَو أَصرُخَ، مِنْ شِدَّةِ الاشْتِيَاقِ، لِفِعَالٍ قَدْ مَضَتْ فِي حُلْكَةِ الصَّدَأِ الَّذِي لَمْ يُفَارِقْ ضُلُوعِي، الَّتِي تَمَزَّقَتْ واهتَدَتْ للنِّسْيَانِ، لَكِنْ هُنَالِكَ شَيءٌ حَيَّرَنِي، شَيءٌ خَارِجٌ عَنِ العَادَةِ، مَمْزُوجٌ بِوَجْهٍ آخَرٍ، عَلَّهُ كَانَ أَنَا فِي ذَاتِ غَيبٍ، لَكِنَّنِي لَا أَفْهَمَنِي، أَو لَا أَعْرَفَنِي، فَقَدْ تَغَيَّرَتْ، وَمَعَالِمي بَاتَتْ أَحْلَى وَأَجْمَلَ، حَيثُ صِرْتُ كَوَجْهِ القَمَرِ شَاحِبَ القُوَى، ضَلِيعاً فِي جَرِيمَةِ القَتْلِ الَّتِي حَصَلَتْ أَمْسُ، فِي الشَّارِعِ العَتِمِ، قُرْبَ مَحَطَّةِ البَنْزِينِ. |
نَظْرَةٌ ثَانِيَة../ لَا أَذْهَبُ بَعِيداً، فَالبُعْدُ مِنْ شِيَمِ البَائِسِينَ أَوْ القَتْلَى فِي الحَرْبِ البَارِدَةِ، وَالبُعْدُ: بِدَايَةٌ لِرُؤَى الاشْتِيَاقِ، والاشْتِيَاقُ: نَارٌ قَدِ اتََّقَدَتْ بِفِعْل الدَّهْسِ عَلَى ظَهْرِ نَبِيٍّ وَخَلَّفَتْ شَرَارَةً لِلْعُشَّاقِ الَّذِينَ تَجَنَّبُوا عُيُونَ حَبِيبَاتِهمْ ذَاتَ حَمَاقَةٍ. |
مُعَادَلَة../ قَد نَعِيشُ الحَيَاةَ لِنَمُوتَ، وَهُنَالِكَ مِنَ الأَشْخَاصِ الَّذِينَ يُفَضِّلُونَ أَنْ يَعِيشُوا عِيْشَةَ الكِلَابِ، عَلَى أَنْ يُفَضِّلُوا فِكْرَةَ الـمَوتِ، وَلِماذَا عَبَرَتِ الدَّجَاجَةُ الطَّرِيقَ.. لأَنَّ الطَّرِيقَ عَبَّرَ الدَّجَاجَةَ.! مُعَادَلَةٌ وَاضِحَةٌ لِفَهْمِ الأَشْيَاءِ، لَيْسَ لِلْيَقِينِ ولَكِنْ لِلْمَعْرِفَةِ، وَالمعْرِفَةُ:- هِيَ مِنَ الأُمُورِ الَّتِي تَبَاتُ غَامِضَةً فِي بَعْضِ الأَحْيَانِ والغُمُوضُ:- يَتَطَرَّقُ لِبَذْلِ مَجْهُودٍ أَكْبَرَ فِي عَدَمِ ظُهُورِ الحَقَائِق، والحَقَائِقُ:- بَاتَتْ مَنْسِيَّةً بَعدَ مَوْتِ لَيْلَى فِي العِرَاقِ. ولَيْلَى:- فَتَاةٌ تَبْلُغُ مِنَ العُمرِ عِشْرُينَ أَلفَ سَنَةٍ ضَوْئِيَّةٍ.. كَانَتْ مُجَرَّدُ طِفْلَةٍ مُجَرَّدَةٍ مِنْ كُلِّ عُيُوبِ الذَّاتِ، قَدْ أَقْدَمَ بَعْضُهمْ وَأرْدَاهَا عَلَى فَخْذِيْهَا. قَتَيِلَةً. لأَنَّه أَرَادَ وَبِشَدَّةٍ مُمُارَسَةَ الحُبِّ مَعَهَا، وَهِيَ رَفَضَتْ، لِكَونِ لَيْلَى مَسْبِيَّةٌ لَيْسَتْ خَارِجَةً عَنِ الحَيَاءِ. تُرَى مَا ذَنَبُ لَيْلَى وَمَا ذَنْبِي أَنَا لِسَرْدِ حَكَايَا العَصْرِ المرِيضَةِ، الَّتِي ضَجَرَ مِنْها والِدِي، وَهُوَ عَلى مَشَارِفِ أَنْ يُصَابَ بِنَوْبِةٍ قَلْبِيَّةٍ، أَو جَلْطَةٍ مُمِيتَةٍ فِي إِحْدَى قَدَمَيْهِ. |
قِصَّةٌ قَصَيرَةٌ../ فِي الحَقِيقَةِ لَسْتُ أَفْهَمُ، وَلكِنْ هُنَالِكَ قُوَّةٌ مَا تَدْفَعُنِي، لِسَرْدِ بَقَايَا الدِّيَارِ بِعُمْقٍ سَاخِرٍ، وغَاضِبٍ، لَكِنَّ حِدَّةَ الأَلَمِ لَا تَظْهَرُ إِلَّا عَلَى بَيَاضِ الأَورَاقِ لَدَيَّ، فَإِنِّي أَتَفَنَّن فِي صِيَاغَةِ الأَشْيَاءِ، فَقَدِيماً، لَيْسَ قَدِيماً جِداً، عَنْدَمَا قَرَّرتُ أَنْ أَدْرُسَ "إِدَارَةَ الأَعْمَالِ" أَرَادَ بَعْضُ المُحَاضِرِينَ أَنْ أَصُوغَ لَهُ قِصَةٌ مُمُاثِلَةٌ، لِكَيْ يَضْحَكَ، فَمَا كَانَ لَدَيَّ سُوَى مَوْقِفٍ قَدْ شَبِعْتُ ضَحِكاً عَليهِ، بَلْ مِنْهُ، وَلَكِنِّي لَمْ أُتْقِنْ صِيَاغَتُه لِلْمُحَاضِرِ، فَقَدْ سَقَطْتُ بَاكِياً، لأَنَّ مَنْ أَضْحَكَنِي جِدّاً قَدْ مَاتَ، وَلَمْ أَجدْ نَفْسِيَ، فَقَدْ بَكَيْتُ كَثِيراً. لأَنَّ مَوْتَهُ بِالنِّسْبَةِ لِيَ كَانَ بِمَثابة ضِحْكَةٍ كَبِيرَةٍ ضَجَّتْ أَعْمَاقِي وَجَالتْ. مَوتُه كَسَرَ خَاطِرِي، وَشَطَرَ قَلْبِي، وَلَجَّ ذَاتِي. أَلَيسَ مَنَ المضْحكِ أَنْ نَبْكِي، أَلَيسَ مِنَ المُبْكِي أَنْ نَضْحَك.؟ |
حِينْ../ حِينَذَاكَ اعتَقَدْتُ بِأَنَّ الحَيَاةَ قَدْ تَوَقَّفَتْ، بَلْ هِيَ كَذَلِكَ، تَرَكتْ قَلبِيَ خَارِجاً وَبَصَقْتُ عَلِيهِ، لأَنَّهُ تَدَاعَى فِي حُلْكَةِ الكَلِمَاتِ، فَقَدْ تَعِبَتْ رُوحِي مِنَ التَّحْلِيقِ بِزِيِّهَا الـمُتَثَائِبِ فِي اخْضِرَارِ الصُّنُوبَرِ الغَرِيرِ. |
فيتَامِين../ الْتَقَيْتُ بِلَيْلٍ عَلَى شَاطِئ [ كلما ] أَلَيسَ لِهَذَا القَابِعِ في الصَّدَفِ الأُرجُوَانِيِّ لَعْنَةٌ تَنْتَشِلُهُ مِنَ انْحِنَاءِ البَرْدِ، وَمُضِيِّ المرَافِئِ.. أَ لَيْسَ لِهَذَا "المعْتُوهِ" إِفْرَاجاً بِكَفَالَةٍ قَدرُهَا.. خَمْسُونَ أَلْفَ جَلْدَةٍ عَلَى ظَهْرِ الْوَطَنِ وَسِتُونَ أَلْفَ قَذِيفَةٍ فِي رِئَتَيِ الوَطَنِ. وعِشْرُونَ أَلْفَ زُجَاجَةِ حِبْرٍ لِيُمَارِسَ السُّكْرَ لِيَنْسَى وَجع الوَطَنِ أَلَيْسَ لَهُ حُصَّةٌ مِنْ غِلَّةِ الفَتَيَاتِ المنْحَرِفَاتِ فِي أَوَّلِ الَّليْلِ وَآخِر يَومٍ مِنْ أَيَّامِ القِيَامَةِ. أ َلَيْسَ لِهَذَا المَجْنُونِ بِلَيْلَى وَالقَصِيدَةِ الخَارِجَةِ عَنْ نِطَاقِ الصَّلِيبِ، مُكَافَأَةٌ "بِالسِّيَاطِ" لِحُبِّه الشَّدِيدِ بِسَجَايَا الوَطَنِ.. فَمَا هُوَ الوَطَنُ سُوَى أَسِيرٍ، يُحْقَنُ " بِالإِيدْز "، فِي رُبَا القَوَّادِينَ الْذِينَ لَا يَأْبَهُونَ لِدُمُوعِ الوَطَنِ، وَلَا لِمَوتِ الوَطَنِ، وَلَا حُزْنِ الوطَنِ، وَلَا حَتَّى لِعُرِيِّ الوَطَنِ. فَالوَطَنُ أَصبح شاغراً، يُدَكُّ في الْليْلِ آلافَ المرَاتِ. |
وَاقِعيَّة../ سَأَخرُجُ مِنْ عَبَاءَةِ الوَطَنِ، فَالوَطَنُ الَّذِي أَحْبَبْتُهُ قَدْ مَاتَ، سَأَقْفِزُ مِنْ عَبَاءَةِ أَحْزَانِي، إِلَى حَيثُ "ثَقِفْتُموهُم" فَمَا غَضَبِي. سَأَرْكُضُ لِعَينِ حَبِيبَتِيَ اليُسْرَى. قَبْلَ فَوَاتِ الأَوانِ، لأَنَّ اليُمْنَى قَدِ اسْتَبْدَلَتْهَا بِحِذَاءٍ شَرِيفٍ، لِيَتَسَنَّى لَهَا رُؤْيَةَ الأَشْيَاءِ بِشَكْلٍ أَوْضَحَ، فَحَبِيبَتَي غَاضِبَةٌ مِثْلِي، أَخَافُ عَلَيهَا مِنَ العَمَى. |
سَرْد../ فِي هَذَا الوَقْتِ المدْمَغِ بِالرَّصَاصَاتِ، نُرَصُّ أَمَامَ حَائِطِ المَوْتَى، نُرَصُّ عَلَى حَائِطِ الجُثَثِ، لِكَي نُكْمِلَ السَطْرَ الأَلْفِ، مِنْ سَطْرِ المنْقَرِضِينَ، وَأَنَا الأَبْلَهُ الوَحِيدُ الَّذِي صَكَّهُ اليَقِينُ، وَشَهِدَ احْتِضَارَ الجُثَثِ، فِي هَاكَ الصَّبَاحِ المتَعَفِّنِ، اللَا مَعقُولِ، وَأَنَا بِمَزَاجٍ شِعْرِيٍ جِداً، أُقِرُّ بِأَنَّ الفَرَحَ سَرَدَ آخِرَ مَرْحَلَةٍ مِنْ مَرَاحِل الأَلَمِ، وَتَأَلَّقَ لِيُخْفِيَ أَنِينَ جَأْشِهِ المتَرَاكِمَ عَليهِ، جَرَّاءَ انْعِدَامِ الحَوَاسِ السَبْعَ عَشَرةَ. |
غِوَايَةٌ حَمْقَاء../ فِي هَذَا الوَقْتِ المرْهُونِ بِصَكِّ الأَنْفُسِ، أَسْتَنْشِقُ آَخِرَ قَصِيدَةِ شِعْرٍ، قِيلَتْ فِي الـمَوْتَى، ثُمَّ أُقَرِّرُ بِأَنِّي بِحَاجَةٍ مَاسَّةٍ لِكَيْ أَمُوتَ لِخَمْسِ دَقَائِقَ فَقَط، لِيَتَسَنَّى لِيَ مُدَاعَبَةُ أُفُقِي فِي شَذَى سِيجَارَةٍ يُونَانِيَّةٍ اهْتَدَتْ لِعُزْلَةٍ شِعْرِيَّةٍ وَاضِحَةٍ. |
الساعة الآن 04:00 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.8 Beta 1
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
3y vBSmart
جميع الحقوق محفوظة لـ منتديات إملاءات المطر الأدبية - الآراء المطروحة في المنتدى تمثل وجهة نظر أصحابها