أنا وأنتِ رُفقَـاء إلى الجنَّـة -بإذن الله- ،
وعينان إلى الأفق ، وأرواحنَـا كحمامَـة عابرة على هذه الحيَـاة وذاهبَـة إلى السمَاءْ ، وعيناها إلى الجنَّة ، تنتظرُ ولوجُهَا إلى بابِ الجنَّة . |
|
هلَّ قرأت قلبك قبل أن يذهب أُنسُه ؟
هلَّ جردتَّهُ من دسائِس الريح الشديدة اليابسة من حُزنٍ عميق وهمٍ كبير إلا كتاب ربّك ؟ تجرَّد من كُلِ شيء إلا من ربك وكتابُه : ) ولا تنس "وتوكلّ على الحيّ الذي لا يموت" توكلّ عليه وتنهد إلى السماء وردد يارب ♥ |
"وتوكلّ على الحَي الذيّ لا يمُوتْ"
قرأتها بالمرة الأولى وأنت مُشتت لا إلى هُنا ولا إلى هناك ، اقرأ مرة أُخرى وثالثَة ! اقرأ هذه الآية وأنتَ مُتجرّد من حياتك ، من تفكيرك ، من كل شيء إلا من ربّك ابكِ على أيـامكَ الفائتَـة وأنت تتلو هذه الآيـة ، على الأحـاديث التي لا ندري إن كانت تأوي بنا في قاعٍ جهنم ونحن لا نعيرُ لها بالًا أم ترتفعُ بنا في جنَّةٍ عرضُها السماوات والأرض أُعدت للمتقين ! أ تدري ما يعني أن تتوكل على الحي الذي لا يموت الذي هو يحي العظام وهي رميم ، الذي يحيي الميت بعد موته ، يعني أيُّها القَلب أن تثق بربك أنّ همومك المُتراكمة عليك كالجبَالْ لاتذهب إلا بمشيئة ربّك ، أن كتفك المُنهك فلا تَجِـد من يربّت عليه فربّك هو من يهوّن عليك ويرسلُ إليك من يخفف عنك وطأة الإنهـاكْ ، أن تفقد شخصًا قريبًـا هذا لا يعني أنّك ستموت بل يعني يا قلبْ أنّ ربّك معك ولا تنسى "لا تحزن إنَّ الله معنا" ، توكلّ على الذي يراك ويعلمُ سرّك وجهرك ، على الذي خلق من طينٍ فسواك انسانًـا ، توكلّ عليه لتحلّق بالجنة كالحمام حينما يحومُ حول باب الحرم . |
التفِتْ إلى صَوبِ الجنَّة ولا شيء آخر .
|
حرفِي مُنهكْ ,
مشاعري تصـدأتْ , يَصعبُ عليَّ أن أنثر حرفي فتمضي في سبيل هذه الحيَـاة , وفي مُنتصفِ الطريق ، وبجانب لوحة الخطر "هنا خطر يُمنع المرور" وضعتُ قلبي بجانبـه ومضيتْ : ) . |
جدتي ، أنا حزينة للعام العاشر ، أبكي للعام العاشر .
أحاول عميقًا أن أدُسُ الحزن في جيبي لكيلا أن يراه أحد آسفة أنا ياجدتي ، آسفة لأني خذلتكِ كثيرًا ، خذلتُ أمنيتك المرسومة على شاكلتي حاولتُ الإمضاء بفرح والهروب من الحزن ، أخفقت كالعادة ! جدتي ، أخبريني كيف أهربُ من العالم ؟ من أحاديثهم عنكِ "هيلة الفهيد الله يرحمها" منذ أن كنتُ حديثة عهد بسن المراهقة إلى أن أقترب موعد شيوخ قلبي وأحداثيهم أنتِ وكأنَّ الكلام توقف عليكِ فقط؟ اتسعت دائرة الحديث عنكِ ، وانخنقت معه عيناي ، أحاول أن أهرب إلى أي مكان ، في كل ثقب أجدكِ ،كوبكِ ، علبة التمر ، وابريق الحليب الساخن الذي نال شرف يديكِ . ماما هيلة آوه نسيتِ أن أقول لكِ أنني في كل صباح في ذهابي إلى دوامي رُغمًا عنيّ أرى منزلكِ فتنهالُ عيناي بالبُكاء وحُنجرتي بالنحيب مصحوبًا بتنهيدات موجوعة نوعًا ما ، أنا متوجعة يا جدتي من غيابك من عيناك المُرهقة ، من حنيني إليكِ ، من قلبي الذي يشتاقُ إليكِ عميقًا ، فيزجرني وكأنني أنا الجانية وأنتِ المجني عليه . وأيضًا نسيتُ أن أُخبركِ أنني أكملت عامي العشرين وأنهيت الواحد والعشرون والآن أمضي في الثاني والعشرين ، وأنني أخوضُ السنة الثالثة من السنة الجامعيّة ، أنني أتخذتُ اللغة العربية تخصصًا لأخوض به الحياة ، أتممتُ حفظي لكتابِ الله ، تمنيتُ لو أنني أرتمي بين يديكِ أبكي ،وتبكين من سعادتكِ الغامرة بي ، هناك أحداثًا كثيرة سأرويها لكِ في الجنّة بإذن الله ، وأجرُّ إليكِ أصدقائي الطيبين . جدتي كُل عامٍ وأنتِ تحت الثرى في عامكِ العاشر ، كُلُ عامٍ وأنا أرثيكِ بُكاء ونحيبًا ، كُلُ عامٍ وملامحكِ منسوخة في منتصف قلبي . |
يا صديقتي ،
أنتِ غيمة سماويَّة ، تُظللني تسقيني تَهطُل على قلبي قِطعٌ من سعادة ومطرٌ من سحابة ينهمّرُ عليَّ ويرويني . |
|
الشِتَـاءُ يا صديقتي يُؤلِمْ ، يَسكنُه الفقد ويكتظُّ بِه الحَنين !
اقتربِيْ سريعًا ، قبل أن يجيء الشِتـاء فأذبلْ ويشيخُ وجهي ، ويختفي صوتي فلا وجود . |
الساعة الآن 12:56 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.8 Beta 1
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
3y vBSmart
جميع الحقوق محفوظة لـ منتديات إملاءات المطر الأدبية - الآراء المطروحة في المنتدى تمثل وجهة نظر أصحابها