المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : [ .. كَانَتْ لَيْلَـةً مِنْ دِيسَمْبَــرْ .. ]


أسامة بن محمد السَّطائفي
23/03/2008, 04:08 PM
°"" سَـلاَمـٌ عليكُمـْ و عليكُنَّ ... و رحمـةُ اللهِ و بركــاتُـهُ ... **



... معذرةً

.. لمْ أذكرْ تاريخَ هاتِيكـَ اللَّيْلَــة

.. غيْـرَ أنَّ السَّـاعَةَ كانتْ وَقْتَهَــا

تقْرِيبـاً : العَــاشِــرَهْ ...



" ... كَعادتي ، عِندَ عودتي أسلكـُ طريقاً بينَ العِماراتِ مُتمنِّياً أن تقصُرَ المسافةُ حتَّى البيتْ ، لأتوقَّفَ عنِ التَّفكيرِ بِمجرَّدِ الوُلُــوجْ .

هذهِ المرَّة الأمرُ مُختلفْ ، فالثَّلجُ يتساقطُ و هذا ما يجعلُ شِدَّةَ شُرودي تزيدُ رُغمَ البُرودةِ اللَّطيفَــهْ . بينَ السَرَحانِ و الآخرْ ، يتخلَّلُ بِيُسرٍ وَقْعُ خُطواتي الثَّابتةِ حيناً و المُضطربةِ أحياناًَ على طبقةِ الثَّلجِ الرَّقيقةِ و التي لم تتماسكـ بعد . فكثرةُ المشيِ فوقها و تِكرارُ مرورِ السَّيَّاراتِ عليها أذابَ قِسماً لا يُستهانُ بهِ من تِلكـَ القِشرة ، رَجوتُ حينئذْ أن تتوقفَ الحركةُ و يحِلَّ السُّكونُ مهيمِناً لعلَّ الطبقةَ تصمدْ و ارتِطامَ قِطعِ الماءِ الجامِدِ يُسمَــعْ .

شدَّني و أنا أسيرُ على مَهْلٍ ، منظرُ كِسَفِ الثُّلُوجِ و هِيَ تنزِلُ بِهوادَةٍ قُبالَةَ مِصباحِ الإنارةِ العُمومي . تختلِفُ اتجاهاتُها نُزولاً و وُقوعاَ ، فكأنَّها تُريدُ استعراضَ مفاتِنِ رقصِها على الأضواءِ الكاشِفَةِ أمامَ جُمهُــورِ لمْ يحضُــرْ .

كذلكـَ بِبُرودَتِها و هِيَ تُداعِبُ خدِّي و انفي مُغازِلَــةً ، أرعَشَتْ بَدَنِي بِرِفْقٍ تُريدُ أن تدخُلَ روحِــي بعدَ أن طَرَقَتِ البابَ مُستــأذِنَــهْ .

كانَ هُبوبُ النَّسائِمِ اللَّيْلِيَّـةِ مُواتِياً لِتناغُمِ خُطايَ معَ هُطولِ حبَّاتِ الجَليــدْ ، حتَّى أنَّني خِلْتُ أنَّنا مُتَّفِقُونَ على الإيقاعِ بِدونِ قائِدٍ يُوحِّدُنا على ذلكـْ . أظُنُّ أنَّ هُيامِـي بِهكَذا جَــوْ ، جَعَلَنِي أنْسَجِمُ و أتَوافَقُ معَ كلِّ شيءٍ يتعلَّقُ بهِ و إن بَدَى تافِهاً لِبَعْضِهِــمْ !!!

لمْ ألمَحْ بعدَ أن قاربْتُ على الوُصًولِ إلى مُبْتَغَايَ إلاَّ القليلَ مِنَ النَّاس . أَيُعْقَلُ أنَّ ذلكـَ الطَّقْسَ الحَالِمْ لم يفعل فيهمْ فِعلَ السَّاحِرِ الحَــاذِقْ ؟! فقدْ قرَّروا الخُلُودَ إلى مَضَاجِعِهِمْ بعدَ وقتٍ يسيرٍ من بدءِ الإحتِفَالِيَّـــهْ .

هُــمُ الخاسِرونَ وَ المُضَيِّعونَ لِتِلكـَ اللَّذَّةِ النَّـادِرَة ، إذ أنَّها لا تأتي كلَّ ليلَـة كَتِلْكـَ اللَّيْلَــهْ ، و لا تعودُ إلاَّ بِإِذْنٍ من مانِحِهَـا - سُبحانهُ و تعالى - . رُبَّما قد أتتْ على أحدهم مرَّاتٍ و كرَّاتْ ، لكنَّها لم تُصادِفْ نَفْساً شاعِرِيَّــهْ و خَيَالاً بَريئـاً مُتْرَعاً بِالآمالِ و الخَيَـالْ ، لكي يَستوفيها حقَّهَـا منَ الإحساسِ و التَّفُكُّــرِ معَ التَّدَبُّـــرْ .

أَعْشَــقُ تدْوينَ خَلَجاتِي و تلطيخَ الوَرَقِ بِالَّذي أشعرُ بهْ ، و لمَّا كانت هذهِ اللَّيلَــةُ ليست كَكُلِّ اللَّيَــالِي رأيتُ أنَّهُ من واجِبِي نحوَ مشاعِرِي و أدَبِي - و نحوكُــمْ - أن أُحدِّثَ نفسي بِها ... وَ أُحَدِّثَكُــمْ ... "


/


و كتبهُ ؛ أسامة بن ساعو / السَّطَفِي ..×

السبــتْ 16/02/2008

سودة الكنوي
23/03/2008, 06:35 PM
أسامة السطفي..

سأعود لأنعم بقراءة منصفة متأنية متأملة..
عندما تكون النفس في جمامها...
فلا بد من استعادة الطاقة قبل مواجهة نص مترف لــ السطفي...

إلى أن أعود..

ليلى العيسى
23/03/2008, 11:45 PM
ما أبعدني عن هكذا جوٍّ شاعريّْ ،!
تصويركَ لِـ تلك اللحظات الحميمةِ و الثلجْ
جعلني أشعرُ بهِ يغفو على كفيّْ

أهلا أسامـة ؛

فواز السرحاني
24/03/2008, 12:36 AM
اسامه السطفي

برعت اخي العزيز في التصوير

اشعرتنا بتلك اللحظات الرائعه والشاعريه
فشكرا لك

دمت بخير

سودة الكنوي
31/03/2008, 01:39 AM
أسامة السطفي..

لقد منحت ديسمبر ملامح أخرى غير تلك المألوفة عنه و المتعارف عليها
حيث يقترن هذا الشهر في الذاكرة بالكآبة و ارحيل و البرد و الانتهاء..
ديسمبر/كانون الأول أو دجنبر كما يسميه بعضهم، الرقم 12 في تقويم السنين
أي مع آخر يوم من هذا الشهر يودع عام حمل بين طياته الكثير من الأحداث المفرحة و المحزنة..
ليسدل عليها الثلج ستاراً من الصقيع..

لقد أعطيت ليالي الشتاء القارسة الطويلة بعداً آخر و صبغتها بألوان الرومانسية و التأمل فغدت أكثر بهجة..

السطفي...

كل ديسمبر و الكل بخير..

نهى خالد
31/03/2008, 10:33 PM
وكأنني كنت اتراقص بنظري
مع تلك الثلوج المتساقطة بهوادة
على نافذة روحي
رائع انت يااسامة واكثر

فراس عمران
01/04/2008, 01:57 AM
إذا علمت أن الحرف القادم هو من بعضك يا صاحبي ..
فلا شك أني سأجهز نفسي .. لعلي لا أخرج من أحد النصوص ..
تحايا ..
ودادي
و السلام خير ختام.

فراس عمران
01/04/2008, 02:09 AM
إذا علمت أن الحرف القادم هو من بعضك يا صاحبي ..
فلا شك أني سأجهز نفسي .. لعلي لا أخرج من أحد النصوص ..
تحايا ..
ودادي
و السلام خير ختام.

أسامة بن محمد السَّطائفي
03/04/2008, 01:08 PM
أسامة السطفي..

سأعود لأنعم بقراءة منصفة متأنية متأملة..
عندما تكون النفس في جمامها...
فلا بد من استعادة الطاقة قبل مواجهة نص مترف لــ السطفي...

إلى أن أعود..

أختي الكريمة / سودهْ ، سلامٌ عليكـِ و رحمة ..

/

مرحبٌ بكـِ في أيِّ وقتٍ تهطليــنْ ..

فهل يوجدُ على من يعترضُ على نزولِ المطرْ ؟!

/

تحيتي و تقديري .. لكـِ ..

أسامة بن محمد السَّطائفي
03/04/2008, 01:14 PM
ما أبعدني عن هكذا جوٍّ شاعريّْ ،!
تصويركَ لِـ تلك اللحظات الحميمةِ و الثلجْ
جعلني أشعرُ بهِ يغفو على كفيّْ

أهلا أسامـة ؛

أختي الفاضلة / بياضْ ، سلامٌ عليكـِ و رحمةُ الله ..

/

جميلٌ مِنِّي أن أجعلكـِ تشعرينَ بهكذا جَــوّ ..

شاكرٌ لكـِ الإطلالة المشرقة أخيِّتي ..

/

و تقبلي مني خالصَ تحيتي و تقديري ..

أسامة بن محمد السَّطائفي
03/04/2008, 01:23 PM
اسامه السطفي

برعت اخي العزيز في التصوير

اشعرتنا بتلك اللحظات الرائعه والشاعريه
فشكرا لك

دمت بخير

أخي الكريمْ / فوازْ ، سلامٌ عليكـْ ..

/

الذي يستحقُّ الشكرَ و العرفانُ ، هو أنتَ و باقي الإخوة و الأخواتْ ..

على ردودكم المميزة و تدخلاتكم الصائبة ..

/

و سعيدٌ أنا ، لأنني استطعتُ أن أبلِّغَ لكم - و لو جزءً بسيطا - ما أحسُّ بهِ و أشعرْ ..

/

لكـَ امتناني و شُكراني .. أخي العزيزْ ..

مع فائقِ التقديرِ و الإحترامْ ..

أسامة بن محمد السَّطائفي
03/04/2008, 04:59 PM
أسامة السطفي..

لقد منحت ديسمبر ملامح أخرى غير تلك المألوفة عنه و المتعارف عليها
حيث يقترن هذا الشهر في الذاكرة بالكآبة و ارحيل و البرد و الانتهاء..
ديسمبر/كانون الأول أو دجنبر كما يسميه بعضهم، الرقم 12 في تقويم السنين
أي مع آخر يوم من هذا الشهر يودع عام حمل بين طياته الكثير من الأحداث المفرحة و المحزنة..
ليسدل عليها الثلج ستاراً من الصقيع..

لقد أعطيت ليالي الشتاء القارسة الطويلة بعداً آخر و صبغتها بألوان الرومانسية و التأمل فغدت أكثر بهجة..

السطفي...

كل ديسمبر و الكل بخير..


أختي الكريمة / سودهْ ، سلامٌ عليكـِ ..

/

و أنتِ بألفٍ خيرٍ و عافيــهْ ..

/

بل أنتِ من أعطيتِ لما أرمي لهُ و أشعرُ بهِ نحوَ ذلكـَ الجــوّ ، بعداً جميلاً محبَّبَا ..

بروعةِ تحليلكـِ و تعقيبكـْ ..

/

بوركتِ و جوزيتِ خيراً يا أختــاهْ ..

و تقبلي مني خالصَ تحيتي و تشكري و احترامــي ..

أسامة بن محمد السَّطائفي
03/04/2008, 05:03 PM
وكأنني كنت اتراقص بنظري
مع تلك الثلوج المتساقطة بهوادة
على نافذة روحي
رائع انت يااسامة واكثر

أختي العزيزهْ / لحنُ الروحْ ، سلامٌ عليكـِ و رحمةُ الله ..

/

و الروعةُ من كلامكـِ تتدفَّقُ رقراقَــهْ ..

فلا حرمتها يا رب ..

/

ممتنٌ لكـِ المرورَ و الشعورَ النبيلَ منكـِ ..

تقبلي مني خالصَ تحيتي و تقديري ..

أسامة بن محمد السَّطائفي
03/04/2008, 05:07 PM
إذا علمت أن الحرف القادم هو من بعضك يا صاحبي ..
فلا شك أني سأجهز نفسي .. لعلي لا أخرج من أحد النصوص ..
تحايا ..
ودادي
و السلام خير ختام.

و الوِدادُ لكـَ مُهدى بعطرِ أخوتي لكـَ يا صديقي ..

/

أبحثُ عنكـَ ، فأجدكـَ في مواضيعي وفِيًّا مخلصــا ..

فما أجملكـَ و ما أروعكـْ ..

/

لكـَ امتناني و عِرفاني ، أخي الغالي / فراسْ ..

و تقبل مني خالصَ التحية و الإحترامْ ..

ريما
03/04/2008, 07:58 PM
يالله ماأجمل ليالي الشتاء \ليالي الحنين

وماأروع وصفك أسامة..
تجلت الصورة أمامنا وكأننا كنا هناك:rolleyes:
أمتعتنا بالفعل
أتمنى بصدق أن لا تتوانى في سرد خلجاتك ..
وأن تكثر لياليك الجميلة
لك التقدير
دمت بخير

سليم زيدان
04/04/2008, 04:24 AM
من دون قلقٍ
سأمضي بضع ليليَّ هذا


فها هنا للثلج والأشياء التي تتواتر مع النسيان
صديق يتقن الوصف والمداعبة



شكرا كبيرة أســامة
.

أسامة بن محمد السَّطائفي
05/04/2008, 03:49 PM
يالله ماأجمل ليالي الشتاء \ليالي الحنين

وماأروع وصفك أسامة..
تجلت الصورة أمامنا وكأننا كنا هناك:rolleyes:
أمتعتنا بالفعل
أتمنى بصدق أن لا تتوانى في سرد خلجاتك ..
وأن تكثر لياليك الجميلة
لك التقدير
دمت بخير


أختي الكريمة / ريمــا ، سلامٌ عليكـِ و رحمهْ ..

/

نعم ، هي الليالي الحانياتُ الدافئاتُ على الرغمِ من برودتها ..

تفعلُ في أحاسيسنا الأفاعيلْ ..

/

أنا مسرورٌ لأن ما سردتهُ نالَ إعجابكـِ و راقَ لكـِ ..

و هذا من فضلِ الله ..

و إن شاءَ الله سأظلُّ أكتبُ و أكتب ، فإنَّ هذا من دواعي الحبورْ ..

/

شاكرٌ لكـِ الإطلالــهْ ..

و تقبلي مني خالصَ التحية و التقديرْ ..

أسامة بن محمد السَّطائفي
05/04/2008, 03:54 PM
من دون قلقٍ
سأمضي بضع ليليَّ هذا


فها هنا للثلج والأشياء التي تتواتر مع النسيان
صديق يتقن الوصف والمداعبة



شكرا كبيرة أســامة
.

أخي الكريمْ / سليمْ ، سلامٌ عليكـَ و رحمة الله ..

*

امضي و لن تكونَ خاسراً ، فأنا أؤكد لكـَ ذلكـْ ..

فأنتَ كاتبٌ فذٌّ تؤثرُ فيكـَ تلكـَ اللحظاتُ الحالمــاتْ ..

/

ممتنٌ لكـَ يا زميلي ، على رِقَّةِ كلامكـَ العذبْ ..

و على شكركـَ الكبيــــرهْ :Heart:

/

و تقبل مني كاملَ تحيتي و احترامي ..