المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : موسمها الكرنفال


عبدالجواد خفاجي
06/08/2007, 05:15 AM
شعر : عبد الجواد خفاجى


موسِمُها الكَرْنَفال

جاءتنى ..
تَرْفُلُ فى الدَّلِّ ، وفى التِّيهِ ، وفى النَّجْوى
تسبقُها أطيافٌ مِن فيضِ البِِشْرِ ،
وأسرابٌ مِن أطيارِ البُشْرَى ،
واحدةٌ تُسْتَثنَى
فى روْعَتها الـ " تَنْدَاحُ " حَوَاليْهَا ،
إذْ تخطو
تتثنَّى ،
وكأنْ تخطو فوقَ الموجِ ،
أو لكأنْ تعْبُرُ خَطَرَا ،
أو لكأنْ يزَّاحَمُ قُدَّامَ مسيرتِها
جيشٌ
مِن عشَّاقٍ يَصْطَرِعون عليها ،
والمغيراتُ صُبْحًا وعصْرَا .
أو لكأنْ تتفَلَّتُ مِن غابةِ النَّازِحينَ
إلى مرجِها العَسْجَدِىِّ
عِشَاءً وفجْرَا .
آهٍ .. لو مُتِّعتَ على مَهَلٍ بالنَّظَرِ إلى مِشْيتِها ؛
لانشرحَ الصَّدرُ ،
أو انفطَرَ مِن اللوعةِ وجْدَا ،
وانْتَفَضَتْ روحُكَ مِن مَكْمَنِها ،
وانطلَقَتْ تصطافُ ...
انطلقتْ سكْرَى .
آهٍ .. لو أيَّدَك القدُّوسُ بمعجزةٍ كُبْرَى
ومددَّتَ إلى أغصانِ مفاتِنها يدَّا ...
.. لو مَتَّعك اللهُ ببسمتِها ،
أو يُسِّرْتَ لملمسِ خدَّيها
لصعدتَ إلى الفردوسِ الأعلَى ،
ونهلتَ من الكوثرِ شَهْدَا ،
تسْبِقُكَ الفرحةُ ، والأشواقُ
إلى روعةِ ثغْرٍ
يا الله .. إذا تلثمُه
تَسْتَافُ الوردَ.
.. لو مُلِّكتَ مفاتيحَ القلبِ ،
فقَدْ مُلِّكتَ – على عجلٍ –
فى الدُّنيَا مَلِكَا ،
وبدَّدتَ مِن التِّهْيَامِ ، ومِن نجوى الليلِ ،
ومِن تِيهِ غوايَتكَ المُلْكَا .
آهٍ .. لو تصْعَدُ عيناكَ إلى عينيها ؛
تعْرُجُ فى مِعراجِ سماواتٍ سَبْعٍ
وتعاينُ ما أنْزَلَه الله على الملَكَيْنِ
ببابلَ سِحْرَا ،
وتسافِرُ فى مَلَكُوتٍ عُذْرِىٍّ تَيَّاهٍ ،
لا تدرى إن كنتَ تفِرُّ إلى سِدْرَتِها
أو كُنْتَ تكرُّ إليها كرَّا .
آهٍ .. لو يُدْنيِكَ القلبُ ؛
فقد أُجْلِسْتَ على عرشِ مَمَالكِ بلْقيسٍ
أو مُلِّكْتَ حدائقَ بابلَ ،
أو مُكِّنْتَ مِن القدِّ الفوَّاحِ
فقد مُلِّكْتَ حدائقَ غُلْبَا .
تُمْنِيكَ من اللوزِ الحولىِّ
ومِن جَوْزِعسلىِّ
وتَخُشُّ مواسمَها ؛
تقطفُ ما يَدْنو
وتُمَرِّغُ خدَّيْكَ وكفَّيْكَ
على سندُسِها الأبـَّا ،
وهنالكَ يبدأُ موسِمُكَ القمرىُّ
وتستنشقُ رائحةَ البحرِ الأبيضِ
ريحًا صبَّا ،
ويداهِمُكَ المدُّ ؛ فتبْحِرُ ،
يحْدُوكَ الطَّيرُ ، وأجنادٌ لا تُدْركُها ،
وتَكِبُّ على وجهكَ كَبـَّا
لا تدرى إن كان البحرُ عصيًّا
أو كنتَ - على عصيانكَ -
تُبْحِرُ طوعَا ،
تتمنى أن تتأبدَ فى رحلَتكَ اللُجْبَى ،
لا تسألُ : أيَّانَ المَرْسَى ؟
تمضِى ..
لمساءاتٍ أخرى ،
وشواطئَ أخْرَى ،
يسكُنُها اللؤلؤ والياقوتُ
وأصدافٌ أخرى ...
تتقافَزُ حوْلَيْكَ جَآزرُها ،
وأيائِلُها ،
وأرانبها ,
فوق الكُثْبَانِ النَّاعمةِ الحَرَّى
يتموسَقُ هذا الكونُ إذا تَرْسُو ،
ينْفَرطُ إذا تنفرطُ جدائلُها
غُدْرانًا ،
وخمائلَ ،
ومُرُوجًا خضْرَا ،
وتَرِِفُّ طيورٌ ، وفراشاتٌ حَوْلَيْكَ
تَسْتبدِئُكَ الرقصَ ،
وتستَفْتِحُك النَّشوة ،
وتجئُ غزالاتٌ سَكْرَى
تسْتَبْديِكَ - على عجلٍ -
خَمرَا .
وهنالكَ تزهو فى موسمِكَ السِّحرىِّ
الـ " يتوهجُ " بالخَوخِ
وبالعُنَّابِ
وبالـ ......
تهتفُ : يا بُشْرَى !.
جاءتنى ..
ترْفُلُ فى الدَّلِّ ،
وفى التِّيهِ ،
وفى النَّجوَى
واحدةٌ تُسْتَثْنَى ،،،،،،ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــ
عبدالجواد خفاجى

يُمنى سالم
06/08/2007, 06:04 AM
عبدالجواد خفاجي

ومواسم أنت كرنفالاتها وأنت بهجة حضورها...
وروعة عناق صباحي لقصيدة عروس تتهادى في بكور المطر..

رائع بصدق..

تقبل تحياتي

عبد العزيز الجرّاح
06/08/2007, 09:24 AM
جاءتنى ..
تَرْفُلُ فى الدَّلِّ ، وفى التِّيهِ ، وفى النَّجْوى
تسبقُها أطيافٌ مِن فيضِ البِِشْرِ ،
وأسرابٌ مِن أطيارِ البُشْرَى ،
واحدةٌ تُسْتَثنَى
فى روْعَتها الـ " تَنْدَاحُ " حَوَاليْهَا ،
إذْ تخطو
تتثنَّى ،
وكأنْ تخطو فوقَ الموجِ ،
أو لكأنْ تعْبُرُ خَطَرَا ،
أو لكأنْ يزَّاحَمُ قُدَّامَ مسيرتِها
جيشٌ
مِن عشَّاقٍ يَصْطَرِعون عليها ،
والمغيراتُ صُبْحًا وعصْرَا .
أو لكأنْ تتفَلَّتُ مِن غابةِ النَّازِحينَ
إلى مرجِها العَسْجَدِىِّ
عِشَاءً وفجْرَا .
آهٍ .. لو مُتِّعتَ على مَهَلٍ بالنَّظَرِ إلى مِشْيتِها ؛
لانشرحَ الصَّدرُ ،
أو انفطَرَ مِن اللوعةِ وجْدَا ،
وانْتَفَضَتْ روحُكَ مِن مَكْمَنِها ،
وانطلَقَتْ تصطافُ ...
انطلقتْ سكْرَى .
آهٍ .. لو أيَّدَك القدُّوسُ بمعجزةٍ كُبْرَى
ومددَّتَ إلى أغصانِ مفاتِنها يدَّا ...
.. لو مَتَّعك اللهُ ببسمتِها ،
أو يُسِّرْتَ لملمسِ خدَّيها
لصعدتَ إلى الفردوسِ الأعلَى ،
ونهلتَ من الكوثرِ شَهْدَا ،
تسْبِقُكَ الفرحةُ ، والأشواقُ
إلى روعةِ ثغْرٍ
يا الله .. إذا تلثمُه
تَسْتَافُ الوردَ.
.. لو مُلِّكتَ مفاتيحَ القلبِ ،
فقَدْ مُلِّكتَ – على عجلٍ –
فى الدُّنيَا مَلِكَا ،
وبدَّدتَ مِن التِّهْيَامِ ، ومِن نجوى الليلِ ،
ومِن تِيهِ غوايَتكَ المُلْكَا .
آهٍ .. لو تصْعَدُ عيناكَ إلى عينيها ؛
تعْرُجُ فى مِعراجِ سماواتٍ سَبْعٍ
وتعاينُ ما أنْزَلَه الله على الملَكَيْنِ
ببابلَ سِحْرَا ،
وتسافِرُ فى مَلَكُوتٍ عُذْرِىٍّ تَيَّاهٍ ،
لا تدرى إن كنتَ تفِرُّ إلى سِدْرَتِها
أو كُنْتَ تكرُّ إليها كرَّا .
آهٍ .. لو يُدْنيِكَ القلبُ ؛
فقد أُجْلِسْتَ على عرشِ مَمَالكِ بلْقيسٍ
أو مُلِّكْتَ حدائقَ بابلَ ،
أو مُكِّنْتَ مِن القدِّ الفوَّاحِ
فقد مُلِّكْتَ حدائقَ غُلْبَا .
تُمْنِيكَ من اللوزِ الحولىِّ
ومِن جَوْزِعسلىِّ
وتَخُشُّ مواسمَها ؛
تقطفُ ما يَدْنو
وتُمَرِّغُ خدَّيْكَ وكفَّيْكَ
على سندُسِها الأبـَّا ،
وهنالكَ يبدأُ موسِمُكَ القمرىُّ
وتستنشقُ رائحةَ البحرِ الأبيضِ
ريحًا صبَّا ،
ويداهِمُكَ المدُّ ؛ فتبْحِرُ ،
يحْدُوكَ الطَّيرُ ، وأجنادٌ لا تُدْركُها ،
وتَكِبُّ على وجهكَ كَبـَّا
لا تدرى إن كان البحرُ عصيًّا
أو كنتَ - على عصيانكَ -
تُبْحِرُ طوعَا ،
تتمنى أن تتأبدَ فى رحلَتكَ اللُجْبَى ،
لا تسألُ : أيَّانَ المَرْسَى ؟
تمضِى ..
لمساءاتٍ أخرى ،
وشواطئَ أخْرَى ،
يسكُنُها اللؤلؤ والياقوتُ
وأصدافٌ أخرى ...
تتقافَزُ حوْلَيْكَ جَآزرُها ،
وأيائِلُها ،
وأرانبها ,
فوق الكُثْبَانِ النَّاعمةِ الحَرَّى
يتموسَقُ هذا الكونُ إذا تَرْسُو ،
ينْفَرطُ إذا تنفرطُ جدائلُها
غُدْرانًا ،
وخمائلَ ،
ومُرُوجًا خضْرَا ،
وتَرِِفُّ طيورٌ ، وفراشاتٌ حَوْلَيْكَ
تَسْتبدِئُكَ الرقصَ ،
وتستَفْتِحُك النَّشوة ،
وتجئُ غزالاتٌ سَكْرَى
تسْتَبْديِكَ - على عجلٍ -
خَمرَا .
وهنالكَ تزهو فى موسمِكَ السِّحرىِّ
الـ " يتوهجُ " بالخَوخِ
وبالعُنَّابِ
وبالـ ......
تهتفُ : يا بُشْرَى !.
جاءتنى ..
ترْفُلُ فى الدَّلِّ ،
وفى التِّيهِ ،
وفى النَّجوَى
واحدةٌ تُسْتَثْنَى



الشاعر والأديب / عبد الجواد خفاجي
أسعد الله صباحاتك ...
وأهلاً بك من حيثُ أتيت إلى حيث وصلت يا سيدي ...
أهلاً بشاعر وأديب وروائي كأنت في إملاءات المطر ...

صدقاً ...
هذا الصباح من أجمل الصباحات على الأطلاق ...
كيف لا وهو يحضر برفقة جميلٌ كالخفاجي، جعل الصباح جميلا...
والأبهى والأشهى هو هذا النص الشعري الذي :
لم أقرأ بروعته وأقسم بذلك منذ وقتٍ ليس بالقصير ...
فقد أبدع وأمتع شاعرنا بهذا الشعر / السحر / العبير...

سيدي ...
أهلاً بك أبداً ...
وشكراً لك عميـقةٌ جداً ...

مودتي وجل تقديري
عبد العزيز الجرّاح

رانية أحمد
06/08/2007, 09:50 AM
كرنفــال .. موشوم بالجمال

سلم نبض حرفك الرائع

تقديري

امجاد
21/08/2007, 07:33 PM
.



.




.


عبدالجواد خفاجي،،

توقفت كثيراً عند هذا البوح الصادق ...فضلاً لا أمراً..واصل الإبداع ..

تحية الامجاد

علي أبو حجر
22/08/2007, 12:01 AM
الاستاذ الفاضل /عبد الجواد خفاجي

بين الحروف والقلم هناك سر

وفي جمال شعرك سحر

دمت مبدعا

فائق احترامي

عبدالجواد خفاجي
24/08/2007, 10:58 PM
عبدالجواد خفاجي

ومواسم أنت كرنفالاتها وأنت بهجة حضورها...
وروعة عناق صباحي لقصيدة عروس تتهادى في بكور المطر..

رائع بصدق..

تقبل تحياتي

الأديبة يمنى سالم
لك اليمن والسلام
لقد كان مرورك مناسبة لضوع العبير وموسمًا للفرح الربيعى البديع
أعتز برأيك كثيرًا
وأشكر لك توقفك النبيل مع القصيدة
لك المودة

عبدالجواد خفاجي
25/08/2007, 01:58 AM
الشاعر والأديب / عبد الجواد خفاجي
أسعد الله صباحاتك ...
وأهلاً بك من حيثُ أتيت إلى حيث وصلت يا سيدي ...
أهلاً بشاعر وأديب وروائي كأنت في إملاءات المطر ...

صدقاً ...
هذا الصباح من أجمل الصباحات على الأطلاق ...
كيف لا وهو يحضر برفقة جميلٌ كالخفاجي، جعل الصباح جميلا...
والأبهى والأشهى هو هذا النص الشعري الذي :
لم أقرأ بروعته وأقسم بذلك منذ وقتٍ ليس بالقصير ...
فقد أبدع وأمتع شاعرنا بهذا الشعر / السحر / العبير...

سيدي ...
أهلاً بك أبداً ...
وشكراً لك عميـقةٌ جداً ...

مودتي وجل تقديري
عبد العزيز الجرّاح[/QUOTE]

الأخ الأديب / عبدالعزيز الجراح
شكرًا على هذه الحفاوة
وعلى نبرة الترحاب التى تشف عن عظيم ودكم وكرم أخلاقكم
أما عن رأيك فى القصيدة فسيظل تاجًا على الرأس
لك مودتى

عبدالجواد خفاجي
16/09/2007, 04:47 AM
كرنفــال .. موشوم بالجمال

سلم نبض حرفك الرائع

تقديري




الأديبة رانية أحمد
الكرنفال الحقيقى هو مرورك من هنا ، وتوقفك عند هذه القصيدة
لك الشكر على تفضلك بالقراءة والتعليق
دمتى طيبة

عبدالجواد خفاجي
25/09/2007, 09:49 PM
.



.




.


عبدالجواد خفاجي،،

توقفت كثيراً عند هذا البوح الصادق ...فضلاً لا أمراً..واصل الإبداع ..

تحية الامجاد





الأديبة أمجاد
لك التحية والتجلَّة
كان مرورك مناسبة للسؤال : لمن كل هذا العبير ؟
أشكر لك توقفك عند النص وتفضلك بالقراءة والتعليق الذى يشف عن رقيِّ ذوقكم
تقبلى المودة إذن ،