المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : منازل قديمة


مريم جمعة عبد الله
05/02/2012, 05:34 PM
غرقت في إغفاءة، تفرع من جسد الليل حزن
ارتد الأنين في حنجرة الوقت المكلوم
.
كل يوم تتقيأ المنازل أرواحا غريبة
وتعود لأسر يزدري روحها
.
على الحي القديم سطع شعاع، ارتد حزينا
أرقه بكاء المنازل
.
مد الليل جسده بارتعاش
بكت الجدران إشفاقا عليه من وخز الحجارة الناتئة
لم يكترث
احتضن جراحها وتوغل في السواد
بكت النجوم مصراع الباب
.
لفح هجير الغياب النافذة
انكفأت باكية
.
حين صفقت الريح مزلاج الباب المتهالك
تحفز الجدار
استعاد أطياف طفلة كانت تناوش المدى بظفيرتين
خيل إليه أنها ستدخل وستلمس خده بأصابع الحياة
خيل إليه أنه ستلون مسامه بطباشيرها
فتح قلبه على مصراعيه
ارتد طرفه حسيرا
تهجى حرقة غيابها
عانق بؤسه وغفا
.
بوهن حاول الحجر الصغير التشبث باتصاله بالجدار
لثم ذرات الرمل المتطايرة من شرايين الحجارة المفجوعة
وسقط متناسيا ذاكرته .

عبير محمد الحمد
07/02/2012, 08:45 AM
يا ألله يا مريوما
منذ زمااااان لم أتذوق رمزية لذيذة ناضجة كهذه!‏

..
حين نهجر المنازل القديمة تصبح حساسة للمس وللألم
كل شئ يؤذي سكينتها حتى سكينتها!‏
تئن حين ينهل على أركانها ذلك الغبار البليد الوقح
وحين يتحرك كل عنكبوت في زواياها الباردة!‏
..
تدرين؟
كلنا منازل حين نصبح مهجورين تراقب مزاليج قلوبنا ومصاريع أبوابها كل مايؤذن بالعائدين
..

ما أجملك!‏



همسة:
ظفيرتين= ضفيرتين

مريم جمعة عبد الله
07/02/2012, 07:04 PM
حبيبتي عبير
ألق مرورك
اعذري عجالتي في الرد
صدقيني .. أنا ألهث خلف تسرب وقتي
.
أسعدك الله . ضحكت كثيرا عندما قرأت همستك
ظفيرتين= ضفيرتين
أحقا كتبتها هكذا ؟!!
والله الكبر شين يا عبير
( من مأمنه يؤتى الحذر )
دمت يا عطر كما أنت
ولي عودة
أختك
مريم

خُطى قلم
10/02/2012, 04:00 AM
(مريم..
تعلمت من نصّك ونصوص تشبهه في السبك والحبك الإبداع بأن الأشياء أصدق منّا أحياناً حين تتحدّث ...!)

/

الجميلة :
مريم

قلمكِ يستبق الجمال أميالاً..
وروحكِ الطيّبة جداً متجليّة في حرفكِ هاهُنا ..

حفظكِ الله

مريم جمعة عبد الله
16/02/2012, 07:48 PM
نعم يا عزيزتي
الأشياء أصدق منا حين تتحدث
وليتنا ندرك توهجها
.
مرور عذب منحني الكثير
ممتنة والله
.
أسعدك الله

إيمان بنت عبد الله
24/02/2012, 07:50 PM
صدقًا إني بشوقٍ لأن ألتهم هكذا نبض !


شكرًا يا ورافة


/


إيمَان

مريم جمعة عبد الله
25/02/2012, 09:43 PM
فاض الحنين .. يا إيمان
فأبكى الحروف
.
طولت الغيبة يا حلوة
اشتقتك والله

ظلال صامتة
08/01/2013, 04:15 AM
.................()

تلك المنازل التي انصتت لكل تفاصيلهم ذات زمن لم تبح لسواهم -رغم السنين- بكل أسرار الليل و ضجيج النهار ..
.....
يامريم ..
نصك هذا يحمل أبعادا مدهشة ...
نص أبلغ ما يقال فيه أنه يتغلغل في الروح و ينعش الذوق ..

.....

أخشى أن أقول (جميل و مدهش) فلا أجزِ ...
حاولي فقط أن تتصوري مدى (عمقه) في روحي ...
ثم اعتبري ذلك ( شكرا ) و ( ثناء) مني ..

.....
تقديري

مروج الياسمين
14/04/2013, 11:43 PM
أشباح الغياب
النّظر إليها مُؤلمٌ للذاكِرة

فَقبلَها كانوا هُناكَ يضحكونَ ويتسامرونَ ويلعبونَ
وفي كُلّ المُناسباتِ يَتشاركون . .
أحاديثهم الهامسة . . الشيّقَة . . الضاحِكَة . . والتّي لاتَخلو من عَتبٍ وَشَجنٍ وفرح
يتردّد صداها في الروح من حينٍ إلى آخر . .
رحمَ الله الامسَ بكلّ تفاصيله . .
.
.

هطولٌ مُتميّز
رعاكِ الله



flwr3

جوري جميل
14/12/2013, 05:40 PM
غاية في آلروعة
جمال انسكب من مكانه
كلمات داعبت فؤادي
تحية و أكثر