المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : اجدابيا .. ضحكة التفّاح ..


جمعة الفاخري
31/07/2011, 03:27 AM
لا تُوقِظِي أُمَّاهُ جَفْنَ جِرَاحِي = وَجَعٌ يُضَافُ إِلَى صَهِيْلِ نُوَاحِي
لا تَسْأَلِي عَن غَائِرٍ في مُهْجَتِي = مُتَسَعِّرٍ باللاَّهِجِ الصَّدَّاحِ
لا تنبشي الوجعَ الرَّصِيْصَ بخَافقي = قد يستفيقُ فكيفَ كَبْحُ جِمَاحِي..؟
إن تلمسي ذاكَ المكينَ بأضلعي = سَتَسِيْلُ أَنْهَارُ الأَسَى بِنِيَاحِي
هَذِي الَّتي قد أَثْخَنُوْهَا بَلْدَتِي = نَجْوَى مَوَاويلي ، وفجرُ صَبَاحِي
تلكَ الَّتي قد أَوْجَعُوهَا مُهْجَتي = وَجِرَاحُهَا مَوصُولةٌ بِجِرَاحِي
وَدُمُوْعُهَا من نَبْعِ عَيْنِيْ إِنَّهَا = تَبْكِي بِدَمْعِي ، تُفْتَدَى بِنُوَاحِي
هذي محاريبي ، وَسَجْدَةُ خَافِقِي = معنى تشاويقي ، وسكرةُ رَاحِي
هذي دَوَاوِيْنِي ، وَصَبْوَةُ كِلْمَتِي = ومِدَادُ رُوْحِي ، وانطلاقُ سَرَاحِي
هذي بَسَاتِيْنِي ، وَحَقْلُ طُفُولَتِي = وَمَلاعِبُ الأَمْسِ النَّقِيِّ الضَّاحِي
فيها نَسَجْتُ قَصِيْدَتِي وَعَشِقْتُهَا = وَحِفِظْتُ قُرْآنًا على الأَلْوَاحِ
وَمَضَيْتُ أَنْقُشُ في المدَائِنِ وَجْهَهَا = باللَّحْنِ أو بالعطرِ أو بالرَّاحِ
في كلِّ دربٍ كُنْتُ أَزْرَعُ صَبْوَتِي = وَبَذَرْتُ أَشْوَاقِي ، وَصِدْتُ مِلاحِي
وَرَسَمْتُ صُوْرَتَهَا مَلاكًا سَاحِرًا = عُصْفُورَةً تغدو بغيرِ جناحِ
فهناكَ أسمعُ نزفَ جرحِ حبيبتي = مُتَأَلِّمًا لفظاعَةِ الْجَرَّاحِ
واليومَ أُنْكِرُ كُلَّ مَا شَاهَدْتُهُ = لا الدَّارُ داري ، لا بها مفتاحي
هذا الْمُسَيَّجُ بِالْمَنَايَا مَخْدَعِي = هذا الْمَلَغَّمُ بِالدَّمَارِ بَرَاحِي
في كُلِّ رُكْنٍ لِلْفَجِيعَةِ أَلْسُنٌ = صَمْتُ الْجِدَارِ ، وَجَهْشَةُ الْمِصْبَاحِ
هذي عَرَائِسُ طِفْلَتِي وَسَرِيرُهَا = وَمُوَاءُ قِطَّتِها بِكُلِّ نَوَاحِي
وَكِتَابُهَا يَبْكِي ، وَذِي أَقْلامُهَا = جَفَّتْ ، وَذَا وَجْهُ الرَّدَى الْمُجْتَاحِ
هَذِي بَقَايَا لُعْبَةٍ مَغْدُورَةٍ = وَطُفُولَةٌ وُئِدَتْ بِغِيرِ جُنَاحِ
تَتَغَوَّلُ الأَشْبَاحُ في أَحْلامِهَا = فَتَئِنُّ مِثْلَ تَوَجُّعِ الأَرْيَاحِ
يَتَرَبَّصُ الْمَوْتُ الدَّنِئُ بِرُوحِهَا = وَكِلابُهُم تَلْغُو بألْفِ نُبَاحِ
اِجْدَابِيَا ، شَمْسُ الْمَشَارِقِ صُبْحُهَا = وتنسُّمُ الأَفْجارِ عِطْرَ أَقَاحِي
وَتَورُّدُ الأُفْقِ الصَّبِيِّ بحلْمِهَا = وتهامُسُ الأَنْدَاءِ وَالأَصْبَاحِ
مَعْشُوْقةُ التَّارِيخِ حينَ غدوِّهِ = يهمي بها عشقًا وحينَ رَوَاحِ
اجدابيا نَهْرُ القصيدَةِ في دمي = وَحِكَايَةُ الأَرْوَاحِ لِلأَرْوَاحِ
اجدابيا حلمُ القصائدِ وجهُهَا = وصلاةُ صبحِ اللهِ في الأدواحِ
اجدابيا ، يا طفلتي وأميرتي = وقصيدتي ، يا ضحكةَ التفَّاحِ
من بكيتيكِ أَضَأْتُ شَمْعَ مَوَاعِدِي = وَعَلَى يَدِيكِ سَكِرْتُ من أَفْرَاحِي
وعلى رِمَالِكِ كم قَرَأْتُ مَلاحِمًا = مُتَجَلِّيًا من مِسْكِهَا الْفَوَّاحِ
إن أَوْجُعُوكِ فقد دَنُوا من حَتْفِهِم = كم حَاقِدٍ ، كم غَاشِمٍ سَفَّاحِ
كُنْتِ الْمَقَابِرَ لِلْغُزَاةِ جَمِيْعِهِم = حِصْنًا عَصِيًّا ما انْحَنَى لِسَلاحِ
خَسِئُوا فَلَنْ تَبْقِي هَشِيْمًا مُوْحِشًا = وَمَلاعِبًا لِلرِّيحِ وَالأَشْبَاحِ
اجْدَابِيَا تَبْقَيْنَ أَحْلَى طِفْلَةٍ = تَزْدَادُ فِتْنَتُهَا بِكُلِّ صَبَاحِ
لا تَأْلَمِيْ لِلْحُزْنِ يَعْصُرُ خَافِقِي = وَيَغُوْصُ في رُوحِي ، وَيَقْحُمُ سَاحِي
سَنَعُودُ من بَعْدِ الْجِرَاحِ أَحِبَّةً = فَرِحُوا بِصُبْحِ تَبَخُّرِ الأَتْرَاحِ
سَتَعُودُ طفلتُنَا الجميلَةُ حُلْوَةً = حَلُمَتْ على شَفَةِ الصَّبَاحِ الصَّاحي
مُتَلأْلئًا بِالنَّصْرِ طُهْرُ جَبِيْنِهَا = مُتَوشِّحًا بالمجدِ خَيْرِ وَشَاحِ
تَشْدُو أَنَاشِيْدَ الْفَخَارِ بِنَشْوَةٍ = تَدْعُو حِسَانَ الْكَوْنِ للأَفْرَاحِ

جمعة الفاخري
31/07/2011, 03:30 AM
أعتذر لم أستطع تنسيق القصيدة ، فشكرا لإدارة المطر لو تكرَّمت بذلك ..

عبد العزيز الجرّاح
31/07/2011, 03:30 PM
شاعري ،

أنتظرنا هذا الحضور كثيرًا،
ولكن لم نكن نرغب أن يأتي متزامنًا
مع هذا النـص الذي جاء موغلا في
الجرح موجعًا جدًا.

همسة :
آمل أن يكون تنسيق النص كما أردته

اسأل الله لكم النصر قريبًا إن شاء الله

تحاياي

فتحية الشبلي
31/07/2011, 09:23 PM
شاعرنا العزيز / جمعة الفاخري
في كل مرة تثبت لنا بإنك سيّد القصيد ، شعراً و نثراً ....!!
البارحة قرأت هذه الكلمات التي تقطر حزناً وتئن وجعاً ، لكن من فرط الإعجاب ، وشدة الألم ، كانت الدموع هي الأقرب تعبيراً ، خانتي التعابير ، واكتضت بداخلي الكلمات ؛ وتزاحمت في ذاكرتي ملامح الموقف ، ولم أستطْع حِيال هذا الزخم من الوجع سوى التأمل فقط ...!!!!!
هذه هي اجدابيا الصامدة ، ضحكة التفاح ، وعطر الزيزفون ، ونكهة الليمون ...!!
رغم الوجع والألم ستبقى للشموخ رمزاً ، وللصمود عنواناً ، وستبقى عروساً فاتنة ، متوشحة بوشاح العز والنصر والبهاء ..!!


اجلالي واكباري وعميق احترامــــي

جمعة الفاخري
03/08/2011, 03:33 AM
شاعري ،

أنتظرنا هذا الحضور كثيرًا،
ولكن لم نكن نرغب أن يأتي متزامنًا
مع هذا النـص الذي جاء موغلا في
الجرح موجعًا جدًا.

همسة :
آمل أن يكون تنسيق النص كما أردته

اسأل الله لكم النصر قريبًا إن شاء الله

تحاياي

العزيز الشاعر / عبد العزيز الجرَّاح ..
أشكر لك مشاعرك الراقية .. وجهودك في تنسيق النص .. محبتي بشساعة قلبك .. وكل العام وأنتم بخير ..

جمعة الفاخري
03/08/2011, 03:41 AM
[quote=فتحية الشبلي;73812]
شاعرنا العزيز / جمعة الفاخري
في كل مرة تثبت لنا بإنك سيّد القصيد ، شعراً و نثراً ....!!
البارحة قرأت هذه الكلمات التي تقطر حزناً وتئن وجعاً ، لكن من فرط الإعجاب ، وشدة الألم ، كانت الدموع هي الأقرب تعبيراً ، خانتي التعابير ، واكتضت بداخلي الكلمات ؛ وتزاحمت في ذاكرتي ملامح الموقف ، ولم أستطْع حِيال هذا الزخم من الوجع سوى التأمل فقط ...!!!!!
هذه هي اجدابيا الصامدة ، ضحكة التفاح ، وعطر الزيزفون ، ونكهة الليمون ...!!
رغم الوجع والألم ستبقى للشموخ رمزاً ، وللصمود عنواناً ، وستبقى عروساً فاتنة ، متوشحة بوشاح العز والنصر والبهاء ..!!

اجلالي واكباري وعميق احترامــــي

[size="6"]الصديقة الرائعة / فتحية الشبلي ..
حمدًا لله على سلامتك ..
تدركين حجم الوجع الذي انسكب في اعماقنا بسبب أعمال هذا الطاغية الحقود ..
هذه القصيدة أبكت كل الحاضرين في ثلاث أمسيات بالجبل الأخضر.. ونشرتها الصحف تحت عنوان ( القصيدة التي أبكت جمعة الفاخري ) .. ما عدت قادرًا على إنشادها لأنني لا أتمالك نفسي فيقتحمني وجع الكون كله .. آه .. كيف نكتشف حبَّ الأوطان يحضر فينا مثل عاصفة ..
لك محبتي وإكباري .. ونلتقي على الخير في اجدابيا بحول الله .

إيمان بنت عبد الله
28/08/2011, 12:06 AM
أولغتَ في الوجعِ ، حتى اقتلعتَ أفئدتنا !


لله أنتم آيها الأحرار


و دمتم بحفظ الرحمن



/



إيمَان

جمعة الفاخري
28/08/2011, 07:34 PM
أولغتَ في الوجعِ ، حتى اقتلعتَ أفئدتنا !


لله أنتم آيها الأحرار


و دمتم بحفظ الرحمن



/



إيمَان


المبدعة / إيمان بنت عبد الله ..
شكراً لمرورك المهيب .. وكلماتك العرائس .. العرائش ..
كل العام وأنتِ بخير ...