المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حسناء توشك على الغرق ..!


عيون متأملة ..
27/02/2011, 07:53 PM
هي وردةٌ .. هي غانية..
تبكي حزينة ، يكاد يدركها الغرق
مقطوعٌ أصلها ، تعيش بالاتكاء على الحدود الضيقة
يضيق بها العيش مهما اتسع ، وتضيق بها الدنيا مهما رحبت .
تتصف بالجمال الأخاذ ، يحسدها عليه كل من يراها ، من كبيراتٍ أو قرينات
يعذبها هذا الجمال لأنه يذكرها بحزنها القديم وبحرمانها الطويل
وكلما زاد عمرها يوماً ، تطاول حزنها أعواماً
تنفرد بنفسها طوييلاً
وتمسك المرآة ، متمعنة في حسن ملامحها البديع
تستفهم : تُرى من أُشْبِه؟؟
أبي؟؟
أبي الذي اتى بي الى الدنيا لأكون وصمة عارٍ ودليل شاهد على جريمة شنيعة ، ليست لي يدٌ فيها؟؟
أم أشبه أمي التي خانت اهلها ونفسها وخانت الله من قبل ثم رمتني بعد الولادة مباشرة؟؟
>>تقول مشرفة الدار بأنهم وجدوني عند القمامة !
أهذا قدري عنكم ياوالديّ؟؟!!
هل كان لي ذنب في الحياة أن أكون وليدةً للنزوة الشيطانية التي سرعان ماانتهت ؟؟
لا لا ! لم تنتهِ بعد ، بل أُعقبت بفضيحة كبيرة ، والتي هي ( أنا )...!
تنخرط في البكاء وهي تنظر الى نفسها في المرآة ..
ثم يعلوها الغضب لتصرخ : انا اكرهك ياوالدتي ، وكذلك أنت يا والدي
رميتما بي وأنا في أشد الحاجة إليكما .. فماذا تُرى سأنتظر منكما بعد ذلك!
إن كنتما لا تتشرفان بي مرة ، فأنا لا أتشرف بكم الف الف الف مرة!
ويغلبها البكاء المر ويرغمها الى العودة الى الصمت ..
تمكث قليلاً ثم ترفع صوتها وهي ترتجف ، وتكمل خطابها قائلة: انا اعرف جيداً لم لا تتشرفون بي ، وتودون قتلي ..
لأنني شاهدٌ عليكما وكشف الستر الذي ارخاه الله عليكما فترةً طويييلة ،
فهل تعرفون سبب عدم تشرفي بكما ولا بمعرفتكما فضلاً عن مصاحبتكما‍؟
لأنكما قد عصيتما الله في نفسيكما كثييراً ، ومازال ربي يستر عليكما حتى كشفتما الستر عن نفسيكما وكنتم قوماً بورا..
تماديتما في الإثم حتى ابتلاكما بي ، اورثتماني العلقم والمرار ،
بئس الوالدين أنتما!
والله لتسألن عني يوم القيامة ، فبماذا ستجيبان الله ؟؟
والله لن اسامحكما ابداً .. أبداً..،
ويغلبها البكاء وتسقط الدموع مطراً يسحّ معه كل هم ..
يطول بها النحيب ، وتكاد تختنق وتغرق في حزنها الأبدي فترفع رأسها تبحث عن هواءٍ تتنفسه ،
وقد تلوث الجو بسواد حزنها تظل رافعةً رأسها تنظر الى الأعلى .. مقطوعة الأصل يغرقها الأسى على جريمة لم يكن لها يدٌ فيها
ويظل جمالها شاهداً لها على البراءة من جريمة المقت والفساد
ونعمة كأنها نقمة تتعذب بها وتوشك أن توردها المهالك ..
(اي يكاد يجذبها الجمال والنفسية المتعبة لتسلك درب الرذيلة عنوة اما انتقاماً او هروباً من الواقع العسر )

أريج عبدالله
02/03/2011, 09:26 PM
- لي عودة للقراءة
تسجيل حضور، لأجلِ اسمكِ الذي أحبهُ وكل ما يطرح يا جميلة :)

أريج عبدالله
03/03/2011, 03:28 PM
- عودة:

يالله!
كيفَ لامستِ واقعاً بائساً قد انتشر بهذهِ الشفافية،
وكل هذا الانكسارالذي جسدته في تلك الفتاة التي جاءت ثمرة خطيئة لم يكن لها يدٌ فيها؟!
ما زلتُ أستعجب باستنكار
كلما قرأت قصص كهذه!
كيف يمكن أن تُلقي أمٌ بطفلها خشية فضيحة هي التي جرت نفسها إليها؟
كيف لها أن تقترف جرماً شنيعاً كهذا؟
أما كفاها جرمها الأول الذي أردى بها إلى حالٍ كهذه؟
أليس هذا وزرها الذي عليها أن تكفر عنه بنفسها، لا أن تزيده أوزاراً أعظم قد لا تجد خلاصاً منها!

مُشكلة حين ينغمس المرء في نزواتٍ عابرة، و مشاعر تمر ثم تنتهي مثل غيرها دون وعي،
لتكون النتيجة آخراً مُؤسفة كهذه التي تروينها لنا.

هذهِ الفئة من الناس(أقصد هؤلاء الضحايا)، يجب أن يعاملوا معاملة حسنة،
و يجب على المجتمع أن يعي أنهم ضحايا مامن حيلة لهم في أمرٍ كهذا،
وتلك أقدار الله التي كتبها عليهم،
فهل يستحقون حقاً أن يورثوا من قبلنا آثاماً وحسرات فوق همومهم التي ارتكبها غيرهم ليحملوها هُم؟

هم بحاجة إلى رعاية، واهتمام
و إحسانٍ قبل كل شيء
لئلا تجرهم خيباتهم إلى الطريق ذاتها التي كانت بداية في مآسيهم.


رائعة يا عيون،
و جميلٌ هذا القلم الذي يبعث من حروفه النور. flower:

عيون متأملة
05/03/2011, 02:54 PM
اهلا وسهلا بالغالية اريج
يسعدني تشريفك لي بالقراء والثناء ..
جزيتِ خيراً حبيبتي .. والله انك قد افرحتني
بكلماتك الرائقة التي تدل على روحك السمحة ..
ادام الباري تواصلنا وتواصيينا على الحق
اختك ..
عيون متأملة