المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قصة ذات شجون ..


عيون متأملة
31/01/2011, 10:09 PM
حديثي اليوم ذو شجون ..
لأني رأيت امام عيني قصة ارتفاع وانخفاض..
لقد بقيت هذه القصة في حيز النفس أياماً..
لم يكن الأمر سهلاً علي..
فقد رأيت احدى قريناتي طوال الأسبوع الذي مضى ،
تمشي مشية انكسار ، رغم ماكانت عليه في السابق من انفة واستكبار!
ولولم ارَها تخرج من بيت أهلها ماعرفتها !
سألت عنها فأتاني من الاخبار ما احزنني..
هي زميلة لي سابقة ،
درست معها الابتدائية والمتوسطة والثانوية
كانت على قدرٍ من الجمال ، وتتمتع بجسدٍ جميل
تتصف ببعض صفات الغرور ، ولايطلق عليها مغرورة ..
عندما دخلت الثانوية تغير مستواها ، وتفوقت
وزادت صفات غرورها مع تفوقها..واصبحت شبه مغرورة
لكن .. عندما دخلت الكلية ، صارت مغروورة بجدارة
ولا ترى أمامها أحداً..
وجاء اليوم الذي يليق بها، وخطبها كفؤاً من اهلها
فوفقت عليه ، واقسمت بأن تجعل يوم زفافها حديث الموسم
وتكبرت حتى على اقرب الناس ، وأتعبت نفسها واهلها لتصنع زفافا اسطوريا
يبهر الحضور ويهيمن على الأحداث ويكون حديث المجالس
فأنفقت لهذا الكثير من الأموال على الفستان وعلى المنصة وعلى قاعة الأحتفال
وعلى أدق التفاصيل،
فكان كل شيء في الزفاف مميزاً ورائقاً وراقياً
من اعلى شيء الى ادناه ،
وكان مارادت هذه الفتاة ، وتحدث الناس عن زفافها طويييلاً
وحسدها من حسدها وانبهر من انبهر وانكسرت القلوب التي لم يترك لها الفقر اي مجال للتفكير في البذخ مجرد تفكير
ومضت الايام ، وقد غابت عن العيان ، وقالوا مشغولة مع زوجها في عالمهما السحري
ولما اتمت شهرين من الزفاف ، حزمت حقيبتها عائدة على أهلها !!
لأنها ترغب في بيت مستقل عن أهل زوجها ،وزوجها لايلقي لهذا بالاً
فهو في بداية حياته ، يحتاج الى وقت طويل ليكون قادراً على شراء ارض وبناء بيت ..
لم تقدر الزوجة المدللة هذه الظروف واعتبرتها اهانة لها ، لأنها-كماسول لها الشيطان-يجب ان تسكن في قصر مشيد ، لا شقة في بيت أهله في الطابق الثاني!!
وظنت في قرارة نفسها كما زين لها الشيطان بأن زوجها مفتون بها ولن يمضي الكثير من الوقت حتى يأتي خافض الرأس يقبل الأرض بين يديها
يتمنى ان ترضى بالعودة في بيت مستأجر بعيد عن أهله ،
وتكبرت حتى صار رأسها كالبالون ! تظن ان الجمال وحده كفيل بسلب لب الرجل وقلبه
وهي في ذلك مخطئة حد الثمالة ، فالاخلاق لها نصيب الاسد في سلب الالباب والقلوب لا الجمال وحده !
لم يأتها زوجها في بيت اهلها كما كانت تظن وتشتهي ، بل ومنع اهله من السؤال عنها او الحديث في امرها
لأنه رآها مدللة قد افسدها الدلال فأصبحت لاتطاق ، واخس صفاتها انها متكبرة لا تُحْتَمَل
ولا تقدر الاوضاع ولا تعذر ،
وقدر بأنها لن تكون كفؤاً لتربية أولاده ، فقد جرحت كرامته بخروجها الى بيت اهلها بعد فترة قصيرة من زواجهما
وجرحته ثانية حينما لم تقدر وضعه وديونه التي تكبدها من اجلها
وجرحته بعمق ثالثة ، حينما انفت من السكن مع اهله ، لأنهم ليسوا في مستواها كماتظن
ولأن من المفترض به-زوجها-ان يسكنها في قصر جزاء رضاها بالزواج منه ..!!
اي رجل في العالم لايقبل أنا يهان الى هذا الحد ، لهذا لم يكلف نفسه عناء السؤال عنها ومنع اهله من المصالحة بينهما
وانا ارى بأن هذا عين الخطأ، فما ضره لو صالحها ثم روضها ورباها على مايريد باللين والحزم ووو
لقد تركها في بيت اهلها سنة وزيادة ، لم يسأل فيها عنها قط!
وهي كانت تحترق من القهر في كل لحظة ومن الغبن في لحظة أخرى ومن الندم في لحظة ثالثة
كسر كبرياءها كله ، فلم يعد في كيانها الا حطام من انسان وكبرياء
فكرت في كل شيء وندمت على الكثير
تقول في نفسها : ليتني صبرت قليلاً على ظروفه .. لكان عندي طفل يسليني
ومع تتابع السنوات انجب اطفالاً عدة فيضطر الى اخراجنا الى بيت افسح ولابد ان يكون بعيداً عن اهله ..
ماضرني لوصبرت قليلاً .. اي كتلة غباء احملها في رأسي!
ثم تنتحب حتى يوشك قلبها ان يتميز من الألم والحسرة ..
ثم تزمجر غاضبة : بل ليتني لم اتزوجه ، ولم اوافق عليه من البداية
انا جميلة وخطابي كثيرون ، لم وافقت عليه ؟؟
مالذي جعلني اوافق عليه وارضى به؟
وتبكي وتبكي .. ولات حين مندم
بعد سنة ونصف من البكاء والتفكير المرير ، قررت ان تنتصر لكرامتها وكرامة اهلها
فارسلت الى زوجها تطلب الطلاق ، فواافق!
وطلقها شفهياً بكل بساطة، ثم أرسل اليها ورقة الطلاق الى منزلها بهدوووء كاسح
وغدت صاحبتنا الجميلة مطلقة وهي لم تبلغ الثالثة والعشرين!
لاحول ولاقوة الا بالله
يااارب أسألك ان تعينها وتعين أمثالها ، من يساعدني بمقطوعات ادبية تناقش هذا الحدث وأمثاله ، لنفيد ونستفيد؟

أريج عبدالله
01/02/2011, 05:37 PM
لا حولَ ولا قوة إلا بالله،
هذهِ هي حصيلةُ الكِبَر،
ولطالما كانت القناعة كنزٌ، لا يفنى!
لو أنَّ المال، والقصور تجلبُ السعادة
لما وجدنا الكثير من المآسي تزلزل كراسي الأثرياء.

عيون متأملة/أن تشاركينا هذهِ القصة الغنية رغم ظاهرها المُؤسف
غايةٌ في اللطف منكِ.

أما بالنسبة للمقطوعات الأدبية،
فستكون لي عودة بمشيئة الله؛
إذ أنَّ الوقتَ الآن لا يُسعفني، فاعذريني. :)

عيون متاملة
03/02/2011, 01:08 AM
حياك الله وبياكِ
جعلك الله من احبائه يااريج
ورزقك جنته
قراءتك لقصتي شرف لي
فكيف بتعليقك عليها
جزاك الله خيرا يااخيتي