المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : 13 من أكتوبر !..


أغنية الورد
26/08/2010, 03:06 AM
.





اليوم هو نفسه أمس , لم يتغير إلا المُسَـمّى حيثُ أصبح " اثنين " بدلاً من واحد ..
و زادَ المعدل لـ 13 ... و نقصت الثواني المتبقية لنا من هذا الشّهر .
أقلّب الصّفحات في " التقويم " لا يوجد شيء يثير الانتباه بالنسبة لي ,
سوى الثالث عشر من أكتوبر وفي رواية تشرين !..
هذا اليوم ... الدّنيا انحنت بالقربِ من ساقيْ أمّي , و فتحت يديها وضَمتها لِبعض
كي تتلقفني بِ حنان .. بِ اطمئنان .. بِ وِد .
ولكن .. حين حاوَلَتْ رفعي عالياً انزلقتْ من بينِ يديها لأسقط في العتمة !
ولا زلتُ أكبر ... كَ بُرعم يبحث عن نور , لِ يَكبُر , لِ يطول , لِ يرى شيئاً لم يرَهُ من قبل .
أخطو نحوَ كل منفذ , و أصعد كل درجة أمُر بها , و أٌقاتل من أجل كل مُتعة أحصل عليها لقاء ألم أو فرح .
أتَفتّح كَـ زهرة بيْضَـاء , تُرغِمها النحْلة على الخُضوع .. و الإتيان بالرَّحيقِ لها كل صَباح .
المُشكِلة .. أنّ النّحلة التي تمتَصُّ رحيقي , غابتْ كثيراً .
فَأثقَلَ الرَّحيقُ كاهلي .. فثقُلتُ و احدودبَ ظَهري . لم أُطِق الغياب / الرحيق ..
أريدُ أنْ أصحوَ فأرى نحلتي بانتظاري أزيل غطائي , أتَطَهَّر من دموعٍ وَ بَوحٍ اقترفتُه بالأمسِ عمداً .


.

أغنية الورد
26/08/2010, 03:07 AM
.



الآنْ .. في صباح الثالث عشر من رمضان وليس من تشرين , أعترفُ بأني فتاة سيئة . .
لا تنظّم وقتها , تصحو متأخّرة كَالعادة ,
و تخلد إلى النّوم حين يستيقِظُ العالم .. و تَستقبلهُم الشمس بِ فرحٍ وَ تِرحاب .
تغادر السرير .. و تتركه لتأتي الصباحَ الآخر فتجدهُ على حاله الذي تركتهُ عليه .
الوسائد متراكمة فوقَ بعضها البعض , الغطاء الذي إلتَفّ على نفسِه ,
و الكتاب الذي نامت وهو يُهدهدها كي تنام مُلقى على وجهِهِ عند حافة السرير .
قوارير الماء , المُعبّأة و الفارغة .. على كلّ شيء يملكُ سطحاً .
المكتبة .. هي الشيء الوحيد الذي أجدهُ أنيقاً في غرفتي .
الرفّ الأعلى أكثرُ نُضجاً من الذي تحته.
لم أعرف بأنني أصبتُ في أمرٍ , في هذهِ السّنة .
الجدير بالذكر ,
أنّ أمي لم تعترف بعمري الفعلي / القانوني . لم تفتأ تُذكّرني بأنني لا زلتُ صغيرة ..
فتاة عفوية , جريئة , لا تخشى أي شيء حتى " سارق المنازل وفي رواية أخرى [ الحرامي ] "
لا لها ولا عليها ... طَبّاخَة صغيرة , لا زالت تتعلم .
وما أجزِم عليه أنا و أناملي التي تكتب هذه اللحظة و شاشتي التي تشُعّ نوراً ,
أنني لا أملكُ من وقتي إلا القليل . و لأنّ القليل هذا لا أستغله جيداً أصبحتُ مجهولة بالنسبة لي ,
خاملة , متكاسلة , حزينة , و قلقلة .
نعم ... قلقة على الساعات التي تمضي دون أن أدفع عقلي
لِ يتعلم أشياء جميلة , و ليتقن الصدق و الصمت والنسيان .
ويجب أن أعترف أيضاً .. أنني أواجه مشكلة أخرى .
عقلي يكبُر , بيدَ أنّ ما حولي يريدُ أن يحول الازدياد إلى ضمور .
عقلي بدأ يتورم .. و جمجمتي / عالمي / عائلتي ... ضيّقة حدّ الاختناق .
أخشى عليه أن ينفجر , لا أستطيع إيقافه , و هم كذلك .
يحاولون قتلَ خلاياه , و لكن هناك من الوسائل ما تجعله قادراً على صدّ كل شيء , حتى الصدمات .
التسَمم الذي يحدثونه لم يقتلني , بل أصبح مفعوله عكسي .. وانقلب السّحرُ على السَّـاحر .
و انتهى الثالث عشر , وأتى الرابع .. لم يتغير شيء ؛ السماء هي السماء والشمسُ هي نفسها ,
و البحرُ لم يُغَيّر رائحته , و الموجُ لم يعتلي الصَّخرةَ الكبيرة إلى هذهِ السّـاعة .
و لازال أخي يحب عدنان ولينا , و أمي توبخني آناء الليلِ و أطراف النهار , و ردّي لها لم يتغير :
أمّي , لكلّ منا يومه .. وهو حرّ فيه ما دمت أصلي و أستغفر ربي ... لمَ لا تتوقفين عن توبيخي !
وكل شيء كما عهدته .. إلا أنتَ أيها الغائب المُسافر نحوَ بلدِ الأعاجم , المطلوب لدى محكمة العدل والنسيان .
لم تعُد تسكنني ... غادرتُ منزلك , و هدمتُ قلاعاً شيّدتها في قلبي لك / من أجلك ..
حطّمتُ العطور , أحرقت الصور , وألقيتُ بالقلادة التي تقلدّتها منذ ميلادي العشرين .
و ألقيتك بكل أشيائك ... في بحرِ النسيان , ذلك البحر الذي لا يملكُ ميناء أو سفينة وقبطان .
نزعتُك من صدري , كَ قلادتك ... وألقيتُك بعيداَ ..
دونَ أن أضع في حقيبتك تذاكر للعودة .



.

ذكرى بنت أحمد
27/08/2010, 12:03 AM
.
.
.

- أحترمُ كثيراً هذا النصّ ؛ لأنه كان انعكاسٌ لبوح صادقٍ يَبنع من القلبِ ،
إحداهنّ تقول : " رغم خوفِي من شعبَان لأنه يأخذ الصغار دائماً ،
إلا أنّ خوفي يتضاعف أمامَ رمضَان .. لأنّه لا يُفرّق بَين كبيرٍ أو صَغير " :m7:
فَـ صبرٌ جَمييل ،
كنتُ ولازلتُ أردّدها : أكتوبَر شهرُ المفاجآت . .
القلْب يتمنى لكِ فرحاً لا يَزول أبداً يا أُغنية . . ،!

flwr2

سودة الكنوي
04/09/2010, 03:18 AM
يبدو الجو مخضبًا بالبهاء..
قرأت النص الأول قراءة "مسحيّة"
ثمة ما هو جدير بقراءة عميقة بتركيز أكثر..
سأعود بحول الله إن مدّ في عمري، و قبلها أقول
تحية ورد يا أغنية الورد..

أغنية الورد
06/09/2010, 06:10 AM
.


ذكرى بنت أحمد ,

أهلاً بكِ .. تعطّر المكان و أزهَر .

نعم ..لكل فصل , شهر , سنة .. مايميّزهـ / ــا
و لكنّ .. ثمّة مفاتيح وَ طرق وقلائد ,
شهر أكتوبر الـ 13 بالضبط .. يتملّكها !.

أشكركِ عميقاً .

.

أغنية الورد
06/09/2010, 06:13 AM
.



سودة الكنوي ,

أهلاً ثمّ أهلاً ..
بوركَ هذا المكان بوطأتك .
و تزاحم الفرح من أجل هذه القراءة " المسحيّة "
فكيف بكِ تتعمّقين , تشجعين , تنقدين !.

أشكر قلبكِ الأنقى .
.

ريم بنت عبدالعزيز
07/11/2010, 06:46 PM
صورتكِ المبعثرة حاضرة أمامي "تماماً" كما وصفت لنا الصورة في نصكِ
أُركِز جيداً على رفكِ الأنيق الذي يستفرد باهتمامك في التنظيم و الترتيب
وابتعد بعيني عن قوارير الماء المبعثرة على الأرض وعلى السرير لأني لا أحب منظر الفوضى ..
إلا أن قناعة تولدت عندي الآن , بفعل نصك الجميل : بأن الفوضويين صادقين , لا يكذبون
ولا يتظاهرون بالمثالية كغيرهم , ..
فهمتُ أحاسيك الشجية , وأنغامك الحزينة , كأطراف أكتوبر حين يمضي ولا يبحث عن رضانا عنه
هذا النص يجمعكُ في فوضاه , وينبض بكِ كـ "حياة مختلفة" ..

أبدعتِ ()

أغنية الورد
11/11/2010, 07:08 AM
.


ريم بنت عبد العزيز

أشكرُ حضوركِ العذب . أبهجني حقيقة .
أشكُرٌ عينيكِ الجميلتين اللتين حَلّقتا بينَ الكلمات .
لقلبكِ .. (زهرة)


.

سودة الكنوي
30/11/2010, 07:46 PM
يبدو الجو مخضبًا بالبهاء..
قرأت النص الأول قراءة "مسحيّة"
ثمة ما هو جدير بقراءة عميقة بتركيز أكثر..
سأعود بحول الله إن مدّ في عمري، و قبلها أقول
تحية ورد يا أغنية الورد..

عدتُ للنص الثاني يا أغنية..
يااااه!
كم أنتِ شفافة، و صادقة لدرجة تجعل ما تكتبين قريبا
من النفس خاليا من التعقيد و التكلف..
(بارك الله في عمرك و كل 13 أكتوبر و أنتِ زهرة ندية) flwr1
حروفك أخاذة و لكن لا تفرقي شمل حروف الجر و مجروراتها و لا تفصلي كاف التشبيه عن المشبه به..
صليهم ليكتمل عقد الجمال.. :kisses:

أريج عبدالله
02/12/2010, 04:35 PM
"أُكتُوبر" هذا الشهر الذي يشبه في استثنائيته المعجزات،
لا يلدُ إلا شُخوصاً مُترفة، ضمن قصص محبوكة البدايات و النهايات.

أغنية الورد
يا أغنيةً تدوي على حروفٍ شفافة
بلحنٍ صادق يجذبُ الآذان والقلوب.

أترُكُ لكِ وردة كبصمة إعجاب. :flower2: