المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : فقدت نفسي..إذ فقدتك...!


عبدالرحمن الجميعان
23/04/2007, 04:23 PM
عندما يكون الموت نقف إجلالا له وخوفا...و عندما يكون الموت لعظيم أو أديب أو فقيه عندها يعظم الخطب، ويكبر الجلل، وتهون الدنيا، أما عندما يكون الموت لحبيب أو قريب أو صاحب..عندها يكون الوجع، ويكون الألم، ويكون الأنين، والحشرجة، والضيق، وتعظم المصيبة، وتحط البلوى رحالها، فلا تبرحه، وتنزل الشكوى فلا تفارقه، وتأتي الدموع لتغسل كل هذا، ويكون الدمع دما سحا أو مسفوحا على تراب القبور.....كما قال ذلك الشاعر الجاهلي عندما سمع نبأ موت خاله..
(خبر ما نابنا مصمئل جل حتى دق فيه الأجل
قذف العبء علي و ولى أنا بالعبء له مستقل..)
جاءني خبرك، فتوقف في جسدي كل شيء، فلم تستطع يدي حراكا، ولم تطق قدمي على حملي، حتى قلمي استعصى على الكتابة، وانتفض القلب كمدا وحزنا، وانفجرت المآقي بكاء حارا لا يتوقف كما قال الشاعر:
لما أتى خبر الزبير تواضعت سور المدينة والجبال الخشع
...توقف كل شيء بالنسبة لي، لم يعد في الحياة حلو ومر، لم يعد بها قبح وجمال، لم يعد فيها شيء مذاقه حلو فاستطعمه، قد تساوى كل شيء، الليل والنهار،الموت والحياة...الظلمة والنور.. أهكذا في مثل يقظة الوسنان، ونعسة العجلان، وكحسو الطائر، وبدأت أتساءل:
أحقا تعطل القلم! ..........
أحقا توقف الحرف!...................
أحقا توقف الشلال الهادر!...............
فقدتك وحدي إذ فقدك الناس..ماذا أقول! كيف أترجم حزني كلمات، هل نطلب مستحيلا يتحقق! وهل تترجم المشاعر كلمات!؟..ومتى كانت اللغة تعبر عن مكنون الصدور؟!...وعن نفثة المصدور، وهموم المحزون....!
فقدتك ففقدت فيك اليد الحانية، والقلب الرءوم، و البسمة الرقيقة، واليد الماسحة للهموم و الكربات..!
أنت تحت الثرى لك - بإذن الله روح وريحان- وهنا فوق الأرض أتلظى وحدي بنار الفراق ، ولهب الوحشة، وأنين القلب، و وحشة الطريق..!
لم أفقدك بل فقدت الدنيا بأسرها، فقدت الطريق اللاحب الذي ضاق، وفقدت النفس التواقة، والهمة العالية، والأمل المعقود........
إن كنت لست معي فالذكر منك معي يراك قلبي و إن غيبت عن بصري
العين تبصر من تهوى وتفقده وناظر القلب لا يخلو من النظر
لمن أكتب!
ألنفسي فنفسي عندي هينة بعدك! وهي تعرفني، وبل هي تحرقني بذكراك الأليمة، وصورتك التي لا تكاد تفارقني..!
أم للناس... فهم أقدر على التعبير مني، وهل أنا معبر عن دواخلهم، وعن بواطن أقلامهم وفكرهم...!
إنما أكتب لأعبر عن نفس طاشت في نبأ الوفاة...واهتزت من مصيبة الموت....و شالت الهم من لهيب الفراق، وألم البعد، و صورة الماضي...!
ولكن....
وما نحن إلا مثلهم غير أننا أقمنا قليلا بعدهم و تقدموا

امجاد
23/04/2007, 05:15 PM
.



.




.

عبدالرحمن،،

كيف ننسى لحظات الوداع الأخير ....
وتلك الدموع و الآهات ..
كيف ننسى لون الكفن الأبيض
والبخور المتصاعد..!!

كيف ننسى طعم الدمع .. وحرقة القلب ؟؟
وتلك الصدمة من برودة الثلج
بعد دفء المشاعر و الأحاسيس ..:(

عبدالرحمن،،

لك صادق عزائي و مواساتي....

الامجاد

يُمنى سالم
24/04/2007, 12:15 AM
عبد الرحمن الجميعان

حين يدق الموت ناقوسه..
تظلم الدنيا ويسوّد الحزن وجه العمر..
ولا يبقى في أيدينا سوى الذكرى وبعض دعاء..!!

عظم الله أجرك في فقيدك...
وجعل مثواه الجنة ...

شكراً لأنك تشاركنا حزنك...

تحياتي

رانية أحمد
24/04/2007, 09:32 AM
يرحلون وتبقى ذكراهم
نحزن .. ولكنـ الحياة تستمر

عبد الرحمن الجميعان

أصدق اللحظات وأقساها
ترجمها حرفك .. هنا

أتمنى الراحة لـ قلبك .. روحك

سلمت

عبد العزيز الجرّاح
24/04/2007, 11:52 AM
الأستاذ / عبد الرحمن

بدايةٍ، أهلاً بك في منتديات إملاءات المطر الأدبية.
سعداء جداً بـ انضمامك فـ أنت ستضيف لنا، للأدب والمكان الكثير.
وجود أمثالك هو دعم لـ هذا المنتدى الذي سيرتقي بأمثالك الرائعين.


سيدي...
وهل يوجد من لم يفقد عزيزاً عليه.
عظم الله أجرك في فقيدك...
وجعل مثواه الجنة، وألهمك وأهله الصبر والسلوان.

شكراً لـ هذه اللغة العالية التي تكتب بها.

تحيتي
عبد العزيز الجراح

عبدالرحمن الجميعان
24/04/2007, 07:00 PM
.



.




.

عبدالرحمن،،

كيف ننسى لحظات الوداع الأخير ....
وتلك الدموع و الآهات ..
كيف ننسى لون الكفن الأبيض
والبخور المتصاعد..!!

كيف ننسى طعم الدمع .. وحرقة القلب ؟؟
وتلك الصدمة من برودة الثلج
بعد دفء المشاعر و الأحاسيس ..:(

عبدالرحمن،،

لك صادق عزائي و مواساتي....

الامجاد



بارك الله فيك اختي امجاد
لا أراك الله مكروها

عبدالرحمن الجميعان
24/04/2007, 07:01 PM
عبد الرحمن الجميعان

حين يدق الموت ناقوسه..
تظلم الدنيا ويسوّد الحزن وجه العمر..
ولا يبقى في أيدينا سوى الذكرى وبعض دعاء..!!

عظم الله أجرك في فقيدك...
وجعل مثواه الجنة ...

شكراً لأنك تشاركنا حزنك...

تحياتي


المشاركة تخفف المصيبة
فشكرا لكم وبارك الله في اخوتكم

عبدالرحمن الجميعان
24/04/2007, 07:03 PM
يرحلون وتبقى ذكراهم
نحزن .. ولكنـ الحياة تستمر

عبد الرحمن الجميعان

أصدق اللحظات وأقساها
ترجمها حرفك .. هنا

أتمنى الراحة لـ قلبك .. روحك

سلمت





وسلمت انت وسلم هذا القلم
نتمنى أن نستريح في الدنيا والآخرة بارك الله فيك

عبدالرحمن الجميعان
24/04/2007, 07:05 PM
الأستاذ / عبد الرحمن

بدايةٍ، أهلاً بك في منتديات إملاءات المطر الأدبية.
سعداء جداً بـ انضمامك فـ أنت ستضيف لنا، للأدب والمكان الكثير.
وجود أمثالك هو دعم لـ هذا المنتدى الذي سيرتقي بأمثالك الرائعين.


سيدي...
وهل يوجد من لم يفقد عزيزاً عليه.
عظم الله أجرك في فقيدك...
وجعل مثواه الجنة، وألهمك وأهله الصبر والسلوان.

شكراً لـ هذه اللغة العالية التي تكتب بها.

تحيتي
عبد العزيز الجراح

الاخ الجراح
اتمنى أن أكون عند حسن ظنكم، وأنا كاتب ربما سأفيد، ولكنني أفضل النقد الشعري على الكتابة،ارجو أن أكون ضيفا خفيفا عليكم
وشكرا لمواساتكم الغالية

ج ـنة الروح
24/04/2007, 10:16 PM
عبد الرحمنـ .. إن للموتِ وجع يسقط معة لحم وجوهنا بكاءً

هل تسمح لى أن أشارككـ .. بما كتبته عن ربيبى " أبى "
مجرد بوح .. يعانى الفقد مثلك

http://9ofy.com/pic/albums/userpics/10001/sofy_715112-5a5f3644a785124b.jpg

مساء الولادات المتعثرة ,,
والتشوهات الخلقية
وأشباه البشر
.
.



لاشىء ,, يُعلمنى الإستقامة
سوى الأحلام الملعونة التى تستفز نومِ كل ليلة
أحلام غامضة ومشوهة
تتقاذفنى دون فواصل إعلانية
أو حتى إستراحة قصيرة بين الحلم والآخر
وكأننى أشاهد فيلم رعب
مدة مشاهدته
فى علم الغيب



رغم المهدئات
وأقراص المنوم المترامية بالدرج الموازى لسريرى
ورغم كأس الحليب الدافىء التى نصحتنى به أمى
ورغم الهدوء القااااتل بأرجاء حياةِ
فلا شىء يحرضنى على النوم بهدوء
سوى الضرب المبرح والعنيف
لأبجديات ظنونِ



ورفضى للثرثرة الفارغة
" ليس فى الإمكان أبدع مما كان "
وماذا أفعل إن كان ما كان لا يرضى شفاه أقلامِ




..!
بكل ما تحمل تلك الهلوسة
وبكل ما تحمل أنثى غجرية مريضة
من تقلبات .. وعمليات جراحية لم تنجح قط
بكل ما يرضى شعرك الأبيض



أفتقدك يا أبى ..رغم
التشوهات التى عانقت علاقتنا طويلاً
ورغم أحبك التى لم أسمعها منك كثيراً
رغم حضنك الذى مات وأنا صغيرة



أفتقدك
رغم أننى طويت متصفحك مُبكراً جداً
وكسَّرت إستقامة عبائتك
وكومت ذكرياتك فى درجٍ ليس بالقريب من فم قلمِ



أفتقدك
رغم أننى عانيت من المساحات الشاسعة
بين ذراعيك وجسدِ
والمسافات المٌرهقه
بين جناحيك وسمائى
والتقلبات الموجعة
بين نومك وأحلامِ



أفتقدك
أفتقد جداً .. ما تبقى لى منك
من سجادة صلاة
ورائحة جسدك عليها
أفتقد طرقك لبابِ
رغم أننى حينها لم أكن أتهلل .. وأفرح
((بابا ..وصل ..بابا وصل ))
لا لا لم أكن أفعل
ولكنِ أعدك إن أتيت الآن أفعل



كيف أنت هناك ؟
كيف القبر ؟
والكفن ؟
والوحدة الموحشة ؟
هل عاملوك برفق ؟
كيف كان الدود منك
وكيف أنت منه ؟
ماذا هناك أخبرنى ؟
هل وعد الله حق ؟
أيقن أنه حق .. وإنما أختلق أى حديثٍ معك
لعلك تتذكر وجهى فى رحيلك
لعلك ترانى
وأنا أسقط من بكائى عليك
وأصرخ
هذا أبى .. فى اللحد .. ملفوفٌ بالكفن



أفتقدك
أريد أن أخبرك .. أن أكثر يوماً أحببتك فيه يوم موتك
هكذا نحن البشر .. لا نبكى إلا فى الخمس الدقائق الآخيره قبل الإنفجار
لكنك .. لم تترك لى رصيدً كافياً يرضينى عنك
نمت وحضنك فارغاً منى
رحلت وقلبك تاركاً عينى
إشتريت طعاماً ونسيت ألعابى
نسيتنى يا أبى
وعكفت عنى
ماذا فعلت لك .. لتمنع دخولِ بذراعيك كل ليلة ؟
لم تحكى لى قصصاً عن فروسيتك
وكيف خطفت أمى
لم تخبرنى
كيف سعدت بقدومِ
وسبب تسمية إسمِ ؟
كيف كانت أول ضمة لصدرك ؟
وكيف أذنت بأذنى ؟
وكيف حملتنى وفى عينيك أغانى الفرح
تمر بالأقارب والجيران
تخبرهم عن حسنِ ؟



كيف يا أبى أحببتنى أخبرنى ؟
فأنا أرى أنك لم تحبنى بالقدر الكافِ
وقد رحلت عنى



أفتقدك يا أبى
فهل تفتقدنى ..؟
مع إقتراب ذكرى وفاتك
أتخبط ولا شىء يهدىء من روع
كتاباتِ
وأكتئب

عبدالرحمن الجميعان
25/04/2007, 01:10 AM
جنة
وجع وألم على ألم وحزن يولد حزنا، وغم و أسداد من الحزن الكئيب والكثيف رسمتيها على هذه الصفحة، فأقمت مأتما آخر تتجدد فيه أحزاننا..اي حرف قذفه هذا القلم فكتبه بدم أسود من دموعنا...موضوعك يقوم بذاته...

نهى خالد
25/04/2007, 02:05 PM
وتستمر الحياة من بعدهم
هذا بعض بوحي يوم وفاته

كنت هناك ألهو وألعب في ذلك الممر الطويل ..
الذي تكسوه الأشجار الخضراء من جانب ..
حيث أن الآخر به جدار عالية ..
لا أعرف ما تخبئ خلفها ..
أركض .. أصرخ .. أضحك .. وتتعالى الضحكات بنغمات مختلفة ..
ويزداد خفق قلبي مع كل فرحة وابتسامة ..
لم أعلم أن لتلك الفرحة نهاية مؤلمة ..
حزن أبدي يسكنني ..
ذهبت إليه بعد أن أنهكني تعب اللعب ..
فوجدتني أنتظر موعد دخولي ..
إلى أن يخرج الآخر من الداخل ..
نظرت حولي علِّي أجد كرسيا أجلس عليه ..
كلها ممتلئة بتلك الوجوه التي أعرفها ولا أعرفها ..
أخذت مكاني على الأرض بجانبها ..
أسندت ظهري على ذاك الجدار ..
واحتضنت ساقاي ..
وأرحت رأسي عليهما ..
صمت مستفز قاتل يسود المكان ..

*
*
*

رفعت رأسي وسألتها :
ما سبب كل هذا الهدوء ..
وهذا الصمت ..؟؟
ما سبب تلك الدموع ..
وذلك الوجع ..؟؟
قالت :
إنه يحتضر ..!!
فجأة سمعت صوتا من بعيد ..
يجهش بالبكاء ..
الدموع تنهمر من عينيه كموج هائج ..
مات .. مات ..
لم أعي ما كان يقول ..
كنت أدرك أنه بالداخل ملقى على السرير الأبيض ..
لكني لم أدرك أنه رحل ..
سألتها والدهشة تملأني ..
من الذي مات ورحل ..؟؟
أجابتني :
لقد رحل يا نهى ..
أبي رحل .. أبي رحل ..

*
*
*

كانت صدمة كبيرة فوق احتمالي ..
كنت عاجزة عن ترجمتها آنذاك ..
فالوقت مبكر جداً لأدرك مثل تلك الأمور ..
مبكر جداً لموعد رحيله عني ..
كيف له أن يرحل ولم يخبرني ..؟؟
كيف له أن يرحل ولم يأخذني معه ..؟؟
كيف يرحل ولم يعلمني كيف أواجه الحياة من دونه ..؟؟
كيف يرحل من غير قبلة على غير عادته ..
وابتسامة ترضيني ..
أو كلمة طيبة ..
تطيب خاطري إلى أن يعود ..
كنت أحسبها كذبة بيضاء ..
ككل مرة يكذبون فيها عليْ ..
كي لا أتشبث به وهو يغادر المنزل ..
الدمع والحزن سادا المكان وأصبحا سيده ..
رحمك الله يا أبتاه ..

*
*
*

أذكر آخر مرة رأيته ..
كان حديثنا بنبض قلبنا وحبنا ..
بنظراتنا التي ما فارقتنا ..
كنا في تلك الغرفة ..
والأجهزة محاطة به من كل جانب ..
نظرت لعينيه التي تشع بريقا نقيا صافيا ..
كصفاء ونقاء طهارة قلبه وروحه ..
حدثته عما يدور بداخلي ..
بادلني الحديث وعينه دامعة ..
لكنه الآن رحل وتركني ..
رحل عني ..
في كل مساء كنت أغفو بين أحضانه ..
إلا في هذا المساء الكالح بالسواد ..
لم أجد حضنه الدافئ ..

*
*
*

رأيته والكفن الأبيض يحتويه ..
رأيته قبل أن يوارى الثرى بدقائق ..
كانت لحظة وداع أخيرة ..
ونظرة إلى وجهه البشوش الأسمر الذي ينير المكان ..
كأنه قمر اكتمل في نصف الشهر ..
رأيت ابتسامة رضا على شفاهه ..
قبَّلت جبينه الطاهر ..
والدمع يغطي وجنتاي ..
والألم يعتصر قلبي ..
طبعت كل محبتي عليها ..
ثم رحل .. ورحل ..

*
*
*

نعم رحل ..
ومازلت أنتظره يوما ما يأتي ..
ليحتويني بين ذراعيه ..
كنت خالدا ..
وستبقى خالدا في النفس ..
حبك لن يُفْنى من الأفئدة ..
التي زرعت محبتك فيها ..
فليغفر لك الرحمن والدي ..
ويدخلك فسيح جناته ..
ويجمعني بك في دار النعيم مع الصالحين ..
رحمك الله يا أبي ..
رحمك الله .

عزائي في فقيدك وفقيدك ياجنة الروح
مودتي

الغـ رذاذ ـيم
25/04/2007, 04:57 PM
::


سيدي الكريم ...

إسترسال لم أمل منه ...
لكن حين تقرع اجراس ارحيل
يعلن القلب عن نكس كل بيارقه
يخضع كل الشموخ راكعاً في الحنايا
وتبقا الذكرى هي السلوان ...
.
.
.

سيدي ...
رائع مانُثر هاهُنا ...
سجل إعجابي بـ /ــقلمك ...


السوسن لروحك الطاهره ...





::

عبدالرحمن الجميعان
26/04/2007, 10:24 PM
وتستمر الحياة من بعدهم
هذا بعض بوحي يوم وفاته

كنت هناك ألهو وألعب في ذلك الممر الطويل ..
الذي تكسوه الأشجار الخضراء من جانب ..
حيث أن الآخر به جدار عالية ..
لا أعرف ما تخبئ خلفها ..
أركض .. أصرخ .. أضحك .. وتتعالى الضحكات بنغمات مختلفة ..
ويزداد خفق قلبي مع كل فرحة وابتسامة ..
لم أعلم أن لتلك الفرحة نهاية مؤلمة ..
حزن أبدي يسكنني ..
ذهبت إليه بعد أن أنهكني تعب اللعب ..
فوجدتني أنتظر موعد دخولي ..
إلى أن يخرج الآخر من الداخل ..
نظرت حولي علِّي أجد كرسيا أجلس عليه ..
كلها ممتلئة بتلك الوجوه التي أعرفها ولا أعرفها ..
أخذت مكاني على الأرض بجانبها ..
أسندت ظهري على ذاك الجدار ..
واحتضنت ساقاي ..
وأرحت رأسي عليهما ..
صمت مستفز قاتل يسود المكان ..

*
*
*

رفعت رأسي وسألتها :
ما سبب كل هذا الهدوء ..
وهذا الصمت ..؟؟
ما سبب تلك الدموع ..
وذلك الوجع ..؟؟
قالت :
إنه يحتضر ..!!
فجأة سمعت صوتا من بعيد ..
يجهش بالبكاء ..
الدموع تنهمر من عينيه كموج هائج ..
مات .. مات ..
لم أعي ما كان يقول ..
كنت أدرك أنه بالداخل ملقى على السرير الأبيض ..
لكني لم أدرك أنه رحل ..
سألتها والدهشة تملأني ..
من الذي مات ورحل ..؟؟
أجابتني :
لقد رحل يا نهى ..
أبي رحل .. أبي رحل ..

*
*
*

كانت صدمة كبيرة فوق احتمالي ..
كنت عاجزة عن ترجمتها آنذاك ..
فالوقت مبكر جداً لأدرك مثل تلك الأمور ..
مبكر جداً لموعد رحيله عني ..
كيف له أن يرحل ولم يخبرني ..؟؟
كيف له أن يرحل ولم يأخذني معه ..؟؟
كيف يرحل ولم يعلمني كيف أواجه الحياة من دونه ..؟؟
كيف يرحل من غير قبلة على غير عادته ..
وابتسامة ترضيني ..
أو كلمة طيبة ..
تطيب خاطري إلى أن يعود ..
كنت أحسبها كذبة بيضاء ..
ككل مرة يكذبون فيها عليْ ..
كي لا أتشبث به وهو يغادر المنزل ..
الدمع والحزن سادا المكان وأصبحا سيده ..
رحمك الله يا أبتاه ..

*
*
*

أذكر آخر مرة رأيته ..
كان حديثنا بنبض قلبنا وحبنا ..
بنظراتنا التي ما فارقتنا ..
كنا في تلك الغرفة ..
والأجهزة محاطة به من كل جانب ..
نظرت لعينيه التي تشع بريقا نقيا صافيا ..
كصفاء ونقاء طهارة قلبه وروحه ..
حدثته عما يدور بداخلي ..
بادلني الحديث وعينه دامعة ..
لكنه الآن رحل وتركني ..
رحل عني ..
في كل مساء كنت أغفو بين أحضانه ..
إلا في هذا المساء الكالح بالسواد ..
لم أجد حضنه الدافئ ..

*
*
*

رأيته والكفن الأبيض يحتويه ..
رأيته قبل أن يوارى الثرى بدقائق ..
كانت لحظة وداع أخيرة ..
ونظرة إلى وجهه البشوش الأسمر الذي ينير المكان ..
كأنه قمر اكتمل في نصف الشهر ..
رأيت ابتسامة رضا على شفاهه ..
قبَّلت جبينه الطاهر ..
والدمع يغطي وجنتاي ..
والألم يعتصر قلبي ..
طبعت كل محبتي عليها ..
ثم رحل .. ورحل ..

*
*
*

نعم رحل ..
ومازلت أنتظره يوما ما يأتي ..
ليحتويني بين ذراعيه ..
كنت خالدا ..
وستبقى خالدا في النفس ..
حبك لن يُفْنى من الأفئدة ..
التي زرعت محبتك فيها ..
فليغفر لك الرحمن والدي ..
ويدخلك فسيح جناته ..
ويجمعني بك في دار النعيم مع الصالحين ..
رحمك الله يا أبي ..
رحمك الله .

عزائي في فقيدك وفقيدك ياجنة الروح
مودتي

لحن الروح ما حالي إلا كما وصف المتنبي
أرق على أرق ومثلي يأرق وجوى يزيد وعبرة تترقرق
هكذا نحن مع الحرف..حرفك أحدث أنينا و أزيزا، في صدري...حرفك موضوع يقوم بذاته...هل هو الحزن فجر أقلامنا؟!
أم هي الذكرى...!
قلمك يسمع له نشيج بكاء....

عبدالرحمن الجميعان
26/04/2007, 10:29 PM
::


سيدي الكريم ...

إسترسال لم أمل منه ...
لكن حين تقرع اجراس ارحيل
يعلن القلب عن نكس كل بيارقه
يخضع كل الشموخ راكعاً في الحنايا
وتبقا الذكرى هي السلوان ...
.
.
.

سيدي ...
رائع مانُثر هاهُنا ...
سجل إعجابي بـ /ــقلمك ...


السوسن لروحك الطاهره ...



::

شكرا لرشة العطر هذه يارذاذ المطر، وكأنك تأبين إلا أن يمسنا شئ من رذاذ مطرك
شكرا على اطرائك.....وسنبقى رغم الألم...فالأمل يزجينا نحو العمل...كي ننسى الألم....
وسننسى....!

رذاذ العطر
27/04/2007, 09:06 PM
اذا فهنا هيئت الحروف لترثي احدهم!!!
و تماسكت الكلمات لتكون سلسلة متواصلة لسرد الوجع كااااملا!!!

الموت >>> حياة اخرى يسعى الى الحياة بأجساد مختلفة!!

اراني اعرف الموت لان ابواب القلب قد فتحت مصاريعها لجسد الحياة
ولان الموت و الحياة واحد
فالموت لا يكون فقط بضم الارض للبقايا جسد ارهقته ألام الحياة
انما هو حياة اخرى عندما ترقص العضام تحت النور!!
حيث لا احد يستطيع هتك الحجاب عن النور و سر النور !!!

لم يبقى احد هنا صاااامت رغم ان الصمت هو السائد هنا
غير الحزن الذي ينتظر اقرب قارب ليرحل خلف الضباب !!!


لنبسط ايدينا معا
و دعاءنا لمن هم تحت الأرض يناجون من هم فوق الأرض!!!
>>> هي نفسها الارض التي تنشر النسيم على طبق من ايام لابد ان تنقضي!!!

انا هنا احداهن اوجعها سردك اذ فقدته !!

عبدالرحمن الجميعان
29/04/2007, 08:51 AM
وتستمر الحياة من بعدهم
هذا بعض بوحي يوم وفاته

كنت هناك ألهو وألعب في ذلك الممر الطويل ..
الذي تكسوه الأشجار الخضراء من جانب ..
حيث أن الآخر به جدار عالية ..
لا أعرف ما تخبئ خلفها ..
أركض .. أصرخ .. أضحك .. وتتعالى الضحكات بنغمات مختلفة ..
ويزداد خفق قلبي مع كل فرحة وابتسامة ..
لم أعلم أن لتلك الفرحة نهاية مؤلمة ..
حزن أبدي يسكنني ..
ذهبت إليه بعد أن أنهكني تعب اللعب ..
فوجدتني أنتظر موعد دخولي ..
إلى أن يخرج الآخر من الداخل ..
نظرت حولي علِّي أجد كرسيا أجلس عليه ..
كلها ممتلئة بتلك الوجوه التي أعرفها ولا أعرفها ..
أخذت مكاني على الأرض بجانبها ..
أسندت ظهري على ذاك الجدار ..
واحتضنت ساقاي ..
وأرحت رأسي عليهما ..
صمت مستفز قاتل يسود المكان ..

*
*
*

رفعت رأسي وسألتها :
ما سبب كل هذا الهدوء ..
وهذا الصمت ..؟؟
ما سبب تلك الدموع ..
وذلك الوجع ..؟؟
قالت :
إنه يحتضر ..!!
فجأة سمعت صوتا من بعيد ..
يجهش بالبكاء ..
الدموع تنهمر من عينيه كموج هائج ..
مات .. مات ..
لم أعي ما كان يقول ..
كنت أدرك أنه بالداخل ملقى على السرير الأبيض ..
لكني لم أدرك أنه رحل ..
سألتها والدهشة تملأني ..
من الذي مات ورحل ..؟؟
أجابتني :
لقد رحل يا نهى ..
أبي رحل .. أبي رحل ..

*
*
*

كانت صدمة كبيرة فوق احتمالي ..
كنت عاجزة عن ترجمتها آنذاك ..
فالوقت مبكر جداً لأدرك مثل تلك الأمور ..
مبكر جداً لموعد رحيله عني ..
كيف له أن يرحل ولم يخبرني ..؟؟
كيف له أن يرحل ولم يأخذني معه ..؟؟
كيف يرحل ولم يعلمني كيف أواجه الحياة من دونه ..؟؟
كيف يرحل من غير قبلة على غير عادته ..
وابتسامة ترضيني ..
أو كلمة طيبة ..
تطيب خاطري إلى أن يعود ..
كنت أحسبها كذبة بيضاء ..
ككل مرة يكذبون فيها عليْ ..
كي لا أتشبث به وهو يغادر المنزل ..
الدمع والحزن سادا المكان وأصبحا سيده ..
رحمك الله يا أبتاه ..

*
*
*

أذكر آخر مرة رأيته ..
كان حديثنا بنبض قلبنا وحبنا ..
بنظراتنا التي ما فارقتنا ..
كنا في تلك الغرفة ..
والأجهزة محاطة به من كل جانب ..
نظرت لعينيه التي تشع بريقا نقيا صافيا ..
كصفاء ونقاء طهارة قلبه وروحه ..
حدثته عما يدور بداخلي ..
بادلني الحديث وعينه دامعة ..
لكنه الآن رحل وتركني ..
رحل عني ..
في كل مساء كنت أغفو بين أحضانه ..
إلا في هذا المساء الكالح بالسواد ..
لم أجد حضنه الدافئ ..

*
*
*

رأيته والكفن الأبيض يحتويه ..
رأيته قبل أن يوارى الثرى بدقائق ..
كانت لحظة وداع أخيرة ..
ونظرة إلى وجهه البشوش الأسمر الذي ينير المكان ..
كأنه قمر اكتمل في نصف الشهر ..
رأيت ابتسامة رضا على شفاهه ..
قبَّلت جبينه الطاهر ..
والدمع يغطي وجنتاي ..
والألم يعتصر قلبي ..
طبعت كل محبتي عليها ..
ثم رحل .. ورحل ..

*
*
*

نعم رحل ..
ومازلت أنتظره يوما ما يأتي ..
ليحتويني بين ذراعيه ..
كنت خالدا ..
وستبقى خالدا في النفس ..
حبك لن يُفْنى من الأفئدة ..
التي زرعت محبتك فيها ..
فليغفر لك الرحمن والدي ..
ويدخلك فسيح جناته ..
ويجمعني بك في دار النعيم مع الصالحين ..
رحمك الله يا أبي ..
رحمك الله .

عزائي في فقيدك وفقيدك ياجنة الروح
مودتي

لحن الروح
عزفت لحنا اسود ردنا إلى حزن طويل عميق مكفوف بالظلمات
الحياة بدونهم نار متسعرة..شكرا لمرورك الحزين............

عبدالرحمن الجميعان
29/04/2007, 08:54 AM
::


سيدي الكريم ...

إسترسال لم أمل منه ...
لكن حين تقرع اجراس ارحيل
يعلن القلب عن نكس كل بيارقه
يخضع كل الشموخ راكعاً في الحنايا
وتبقا الذكرى هي السلوان ...
.
.
.

سيدي ...
رائع مانُثر هاهُنا ...
سجل إعجابي بـ /ــقلمك ...


السوسن لروحك الطاهره ...





::

ورائع رذاذك هنا..
الألم عامل تحريك أو تثبيط، الحزن يدمي...رذاذك اصاب أرضنا فانتعشت .......شكرا على هذا الحبر ...

ألم
30/04/2007, 07:50 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لطالما إبتعدتُ عن هذا المُتصفح

ولكن بعضاً من الألم كان يشدني نحوه

رُحماك ربي بمن هُم تحت الثرى ....

ورُحماك بقلوبٍ إكتست بـ آلامِ الفقدِ

الجميعان ..

شكراً لمتصفحك / مُتنفسك
ومرحباً بك في المطر

إحترامي

عبدالرحمن الجميعان
03/05/2007, 01:36 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لطالما إبتعدتُ عن هذا المُتصفح

ولكن بعضاً من الألم كان يشدني نحوه

رُحماك ربي بمن هُم تحت الثرى ....

ورُحماك بقلوبٍ إكتست بـ آلامِ الفقدِ

الجميعان ..

شكراً لمتصفحك / مُتنفسك
ومرحباً بك في المطر

إحترامي
ألم ...أهلا بك ..
وشكرا على مرورك الأليم الذي عطرنا برذاذا .الدموع............شكرا جزيلا[