المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : لا أستطيع أن أنام..


هدى العريمي
13/04/2007, 09:53 AM
http://www.atiaf.com/vb/uploaded/1398_1176442351.jpg
http://www.alhajar.net/sound/ram/613.ram

الصباح الذي علمنا أن نحتسي كؤوس لخيبات مؤجلة ،الصباح الذي مارس ساديته علينا بتصنع الفرح كل شروق فالشروق يعنى الأمل
الأمل الذي علمه بعضهم أنه الوحيد الذي لا يخسر مكانته المرموقة أمام الحقيقة..
كان كل شيئا مبعثر ،يعمه فوضى ،فالكراسة التي اشتكت الحديث بلوعة صفعتها بقلم التجاهل
والجدران التي قررت أن تصمت لوهلة نعتها بالحماقة.
حتى الأشجار التي دغدغدتها الريح فضحكت رمقتها بأزدراء لتعود لتلك الصومعة..
لا أصلح لشيء إلا لحزن مبكراً جداً
فمن خلف ذاكرتي التعيسة بدأت أكتب..بشراهة وكأنني لم أكتب منذ القدم
لأرحل حيث عالمي الذي دنسه الحزن،ولم يجد سوى تلك المظلة تصاحبه في عالم الإنتظار..حيث صفوف النساء التي تتصارخ في حجرهن أطفال لم يولدوا إلا لعبث المستقبل..
وفي أيديهن ملاهي تخبرهم أنهم خلقوا بأعين مفقوءة..
حيث رجال وقفوا بكل أناقتهم وفي أيديهم حقائب سوداء..وسيجارة..يشعلونها لحظة أنهمار المطر بعنف..ويدهسونها تحت القدم..
هي الأنثى التي يسمونها وهم على طاولات السهر الليالي فلا أنثى تصلح للوفاء..
كل شيء حولي يجعلني أشعر بضآلة نفسي وضلالتها..وعزلتها..وحتى لا تتدنس قدمي بالوحل من أحواض المطر..وعيني من أجساد تعمدت السير بأغراء أمامي عارية..وعقلي من محادثة أصحاب العقول الفارغة
فضلت التقوقع على ذاتي..واستنشاق نسمات باردة..
فلم يلبث أن يتساقط الإحباط على عيني ..ليسدل ستاره فأغيب في غياهب الظلام..
أمد يدي أتحسس كل شيء حولي..أتاكد أني لازلت بملامحي لم ينقص منها شيئا وأن حذائي الباهض الثمن لازال محكم على ساقي..فأنا لا استطيع أن أكون مثلهم وأسير في عالم أعتادوا السير بلا أحذية..
الأوهام كانت كالبريق تنصع لي كل حين
وأنا لم أتنفس الصعداء بعد..فلقد أدمنت كل شيئا يملكه غيري..ويصنعه لي..
الأقلام المتكسرة التي يهبوني أياها..والحنين الذي يجر رداءه لي كلما قرروا بلا رأفة الإختفاء لتبقى عيني معلقة على طرف معاطفهم وهم غير مبالين،
الوجع التي تخلفه حماقات بشرية والجسور التي تقطعها نفوس هزلية لتتشرد أعضاؤنا فينا..وآحاسيسنا لنبقى نعتكف على لملمتها فينا..فيمضي الوقت..والزمن يطوي مسافاته بلا رحمة..لننتبه ونحن في أخر قطار العمر..
نتأمل بمن حولنا فالكل تغير..ولكل مضى حيث قدر له..إلا نحن
فنموت من اليأس !!
في أسواق البشرية كل شيء قد آل للإنقراض والإنتهاء..كل شيء أنتهت صلاحيته ولم يعد صالح للإستخدام
حتى قلبك آيها الرجل..فقد تعلم إن كل الإناث عاهرات..وإنهن خلقنا لغواية رجل ولد في الجنة.. ونسيت أن
كل الأقدار معلقة ..وحتى تسقط أوراقها على الأرض يبقى لنا أن ننتظر ..والأنتظار طويل ومرهق!!


كتب:13/4/2007
9:33 a.m

حمدان الرويلي
13/04/2007, 10:38 AM
هدى العريمي

سوؤال يراودنى عن نفسة

هل حروفك مرفىء لدسر الحزن وذات الواحة

ام ذات الواح حروفك ودسرها مرفىء للحزن

ووووووهنا كنت

غارقا وناجيا في آ ن معا

فهنا طوفان وطوق نجاة

ودمتي

يُمنى سالم
29/04/2007, 01:06 AM
غاليتي هدى

تحيين هذا النقاء من العدم..

فتخلقين جواً مختلف..

تحياتي

الهاشمية
29/04/2007, 09:34 AM
ويبقى الأمل وطوله الذي يأجل العمر في قلوب من أحب الحياة , وجعلها في قرارة نفسه وطناً دائماً مخلداً فيه .
لا موت فيها ولا نصب !!

هدى العريمي قرأت في هذه الخاطرة المرسلة المتسلسلة والانسيبابية في الطرح بأفكار مرتبة ولغة جميلة و وظني أنِ تملكين قلماً أدبياً حقاً وقصصياً أيضاً , عذراً أيتها الطيبة لم اقرأ لكِ إلا هذه ؛ لأنني جديدة في المطر , ومع هذه الخاطرة أتمنى أن أقرأ لكِ دائماً وأبداً , فأنت تملكين الوضوح فتكونين قريبة من قرائك .

لي ملاحظة لا تنقص من فكرة العمل الأدبي :
كتبتِ وأن حذائي الباهض الثمن لازال محكم على ساقي
نأتي للملاحظة الأولى فكلمة الباهض = الباهظ :) وأعتقد أن للسرعة دور كبير في هذا الغلط الأصبعي :p
الملاحظة الثانية : لازال محكم على ساقي لو كتبتِ أنه محكم على القدم لكان أبلغ في القول لأن الحذاء نرتديه في القدم :).
هدى بالفعل استمعت هنا فكان صباحي بكِ له نكهة القهوة الصباحية
دمتِ بخير حال .