المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ~ وحطم رأس الطفــل ~ قصة قصيرة ^_*


لينا المهتدي
20/07/2009, 02:36 AM
بسم الله الرحمن الرحيــم ..


http://4.bp.blogspot.com/_7ZPTPFP6ILY/Sd_9yazlU_I/AAAAAAAAAB4/ugdSIgUYwhM/s400/13ff5b5a3f.jpg


تسحبُ نفساً عميقاً .. وتبتسمُ بقلقٍ لصورتها المُنعكسة على
سطح المرآة ..

لم يخب ظنها .. ثلاثة أيامٍ كانت طويلة جداً لاتُطاق ..
محملةً بانتظار ممل .. وترقبٍ قاتل ..

منذُ الدقائق الأولى .. كانت تعرف النهاية ..

صراخها معه الذي ينتهي دوماً بإحدى الكوارث .... والبابُ الذي يغلقُ بعنف خلفه ..

كان شجارهما الأخير قبل ثلاثة أيام .. عنيفاً مؤلماً على غير عادته .. أخذت تقضم أظافرها في قلقٍ وتوتر ..

صوت صرير باب المنزل .. يخبرها أنه قد عاد

سارعت الخطى بأنامل مرتجـفة ... نظرت بطرف عينيها نحو الباب ..

ثم أطلقت تنهيدة عميقة بعد أن عرفت مصدر ذاك الصرير الذي خلفته تلك الرياح في الخارج ..

أغلقت الباب بإحكام .. كيف نسيته مفتوحاً يا لحماقتي << قالت بتهكم !

بدأت بإغلاق النوافذ واحدة تلو الأخرى بإحكام ..

ثم أسدلت ستاراً معتم اللون على كل نافذة وهي تقول :

لا يمكنني حتى لمح وجهه من بعيد ... إنه لا يستمع لنداءاتي مطلقاً

ألقت بنفسها على السرير وهي تسترجع الثلاثة أيام الماضيـة ..
وكيف انتهى صراخها بسببه إلى إصابتها بالتهابات في الحنجرة أعجزتها عن الكلام ..

تذكرت كيف حطم المنزل .. وكسر أثمن محتوياتـه
تذكرت كيف فر هارباً حينما أطلقت عليه آخر رصاصة في مسدسها الصغير

انطلقت منها دمعة خوف فزيارته لها كانت تتكرر كثيراً ..
وفي كل مرة تكون النتيجة أكثر سوءاً ..
أرهقها التفكيــر حتى غطت في نـوم عميـق ..

كـانت الرياح في الخارج قوية للغاية .. وصوت حفيف الأشجار يحدث الرهبة في النفـوس ..

أشفقت الغيوم على حال الأرض فسارعت بإخراج حملها الذي اختزنته لسنين ..

بدأ المطر بالهطول ... وبدأت قطراته تتسابق في إحداث الرهبة وهي تسقط بقوة على زجاج

النوافــذ ..

وفي هذه الأثنــاء ... \

بدأ يسير بخطى متثاقلة .. يلهث من شدة التعب ..

وما هي إلا دقائق .. ورأى نفســه هناك ..


أمام منزلها !

لم يصدق نفسه حين رأى الباب .. وتذكر أنه كان دائماً يخرج منهزماً ..

فقرر هذه المــرة الخروج بنشوة الانتصـار ...

بدأ يطرق بكل قوته ..
لكنه علم متأخراً أنه محكم الإغلاق ..

فأخذ يقود نفسه للداخل بكل ما يملك من قوة ..
استعان بأطرافه القوية ثم بدأ يطرق ويطرق ..

حتى فُتح الباب أخيراً بعد عنـاء ...

ابتعد عن تلك الطاولة التي كانت عند مسند الباب ..
وأخذ يجوب في المنزل بفخر ...
وهو يحطم كل ما يعترض أمامه ..

انتابته نوبة عصبية شديدة ..

فأخذ يكسر الأواني .. و تلك التحف الأثرية الصغيرة ..

حطم ذلك الراديو ..
ووثب على خزانة الأدوية فكسر الزجاج بقوة وأخرج محتوياتها أرضاً ..
لم يبقِ على طاولة أو كرسي إلا وحطمه ..

وبخطى ثابتة .. لمح غرفتها من بعيد ..
أطلق زفرة انتصـار ووثب هناك سريعاً ..
حطم الباب واستطاع الدخول ..

كـانـت هي في تلك الأثناء تحاول البحث عن مخرج دون جدوى ..

وما أن رأته حتى صاحت بشدة ..
توسلت إليه أن يدعها وشأنها .. أخذت ترميه بالوسادة ..
ثم ألقت عليه قارورة الماء الزجاجية التي كانت بجوارها ..

لكن .. كل محاولاتها باءت بالفشـل ..
تبتعد هي .. فيقترب هو ..

وجاء بكاء ذلك الطفل الرضيع كي يلفت نظره إلى وجوده ...

نظر إليه نظرة الواثب .. تركها وبدأ يسير نحوه

توسلت إليه أن يقتلها ... ويدع طفلها الصغير ..
اقتربت منه عله يتجه إليها ..

لكنه ازداد رغبة في الوصول إليه ...
تمادت في البكاء .. وأمسكت كرسي خشبي متهالك .. فألقت بـه عليه ..
دون فــائــدة ...
اقترب من الطفل .. وما ان اقترب منـه حتى شعر بنشوة الانتصار ...
فأمسكه ثم ألقى به أرضاً .. حطم رأسـه .. وأخرج أحشاؤه من مكانها ..

وما أن رأت الأم هذا المنظر ..

حتى صرخت صرخة أيقظتها من غفوة النوم التي انتابتها وهي تقول ^__^ :
يا إلهي كابوس مرعـب حقــاً ..

اتجهت إلى طفلها الذي كان نائمٌ كملاك بريء .. بدأت تقبله وكأنها تشاهده لأول مـرة ...

ثم أطلقت تنهيدة أخيرة بعد سماعها للمذيعة على التلفاز وهي تقول :

وأخيراً استطاعت القوات الأمنية الإمساك بالدب الهارب من حديقة حيوان فنلندا فلا داعي للقلق ..

^___^

أمجاد نجد
20/07/2009, 12:46 PM
يبدو ان عقلها الباطن خزن الخبر حتى وقت سباتها فأصبح هناك سيناريو للحدث وخطوات منسقه للوصول للفصل الأخير وإذا به ... ^_^
راق لي حرفك وتسلسل فكرك

لينا
جنائن ياسمين لكلك

لينا المهتدي
20/07/2009, 03:43 PM
أمجاد نـجــد :) ..

شكـراً لك غاليتي على مرور كهذا مفعم بالرقــة ..

كوني هنا دومــا ..

دمتِ في حفظ الله ..

^___^

جهاد خالد
20/07/2009, 09:37 PM
حسبي الله

ماذا أفعل بكِ الآن أيتها الشقية
وددت لو أمسكتكِ الآن وسلمتكِ طوعا لهذا الدب يفعل بكِ ما اشاء أنا
خخخخخخخخ

رائـعة يا لينا
سلبتِ لبّي بعيـدا
ثم ألقيتني من فوق السحاب
وفي كل خطوة أخذتِ نفسي كاملا

تحايا تليق بك

بدر عبد الله الساري
21/07/2009, 12:34 AM
لينــــا



أي تفاصــيل تغــوص بنا حـد أن ننســـاب رغماً عنــا داخــل الحدث



بصــراحه :


نقمـت عليك في آخر النص



جميلة جداً يالينــا

لينا المهتدي
21/07/2009, 01:05 AM
ههههههههههه جهاد و بــدر ...

ما كل مشاعر الكره هــذه :D ..

حسناً لابد أنني سأسلط عليكما دبــاً مماثلاُ :p ...

أسعدني وأضحكني مروركما الجميل ...

دمـتـمـا بسلامة بعيدين عن جميع الحيوانات المفترسة :cool_shades:

شكــراً لحضوركما

^___^

ابتسام آل سليمان
21/07/2009, 10:33 AM
بلغت القلوب الحناجر ... ومع ذا شكرا لك ياغيوم الإبداع و يا كوكبه الدري

لينا المهتدي
21/07/2009, 05:49 PM
صغيرة أمام حرفك غاليتي ..

شكـراً لتواجدك العبق ..

حفظك الله وعـاكـِ ..

^___^

عارف بن حامد العضيب
21/07/2009, 08:10 PM
لينا المهتدي

" أشفقت الغيوم على حال الأرض فسارعت

بإخراج حملها الذي اختزنته لسنين "

وهذا هو ما توصلت إليه فعلاً بعد قراءة متأنية

وتأن مقروء غيمة اسمها " لينا المهتدي "

تهطل بكل ما اختزلته من تجارب خلال سنين

عمرها لتسقي كل رواد المطر ورفاق دربه

قصة ينام الفجر على أعتابها / أبوابها

حتى مطلع الفجر 0

باختصار شديد

بانتصار أشد

هذه قصة كتبت لتبقى في ذاكرة المطر

وذكريات السحاب بعيداً عن ارفف المكتبة0

أبو وطن

سودة الكنوي
21/07/2009, 09:40 PM
لينا..
لقد كان مناط السباحة في عالم القصة كله معلق على كلمة (شجارهما)
فهذه الكلمة جعلت العقل الباطن يتوهم أن الجاني هو رجل و ليكن زوج
بطلة القصة..
لذلك عندما بلغت الفقرة الخاصة باتجاهه نحو الطفل تبادر إلى ذهني أنه
زوج أم و ليس والد الطفل!!
لينا لقد تلاعبتِ بالأحداث ببراعة و نجحتِ في شد انتباه القاريء
و سحبه باتجاه التيار الذي أردتِ و حتى نهاية القصة.. 8_8
لقد لعبت "الإزاحة" لدى الأم دورا مهما في نسج أحداث القصة
فهواجس النفس أحيانا تسيطر علينا لدرجة السيطرة..

لينا..
(ضحكتُ في نهاية القصة و شعرت بطفولة و شقاوة و براءة تفيض منك)

لينا المهتدي
22/07/2009, 12:33 AM
شاعرنا وأستاذنا الكبير : عارف بن حامد العضيب ...

شرف يكتنف متصفحي لهذا المرور العبق الذي خلفتــه !

كلماتك كبيرة علي أشكرك على دقة ما توصلـت إليه ,,

أصبتَ الكثير ..

شكــراً لتواجد تزدان به كلماتي الصغيرة ..

فخورة لرؤية اسمـك يملأ المكان عبق التألق ..

شكــراً من القـلـــب ..

^__^

لينا المهتدي
22/07/2009, 12:41 AM
ســـودة الغـآآآليــة ..

لا أتصور حروفي الصغيرة دون وجود حرفك !

شـكراً لرأيـك الذي أحمله وسـام على كاهلي الصغير ..

والمرأة المسكينـة كانت ضحية ذلك الدب الشرير ههههههه :p

سعيـدة لإني رسمت بسمة على وجهك الرقيق :smile:..

شكــراً لهذه الكلمات التي رسمتِ لي بها بسـمة مشابـهـة ..

ســـودة :

ويا ترى كم تخمنين عمري لست عجوز بدرجة كبيرة ههههههه :p

شكـراً لذلك اللطـف الذي يتوارى دومـاً خلف حروفك الغالية ..

كـوني بالقرب دومـــاً .. \
^___^