المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قصاصات (1) نِصْفا قَمرْ


جهاد خالد
22/06/2009, 06:30 PM
- حسام ، ألا يبدو القمر حزيناً الليلة؟
- ممم ، نعم قليلا
- قليلاً فقط؟!
ينظر حسام إلى محمد بملامح مستفهمة
محمد: أقصد أنك لا تبدو طبيعياً أبدا
- اها ، لا عليك يا صديقي .. لا عليك
ويطلق تنهيدة عميقة
-كل هذه التنهيدة ثم .. لا عليّ ؟!
يطأطئ حسام رأسه ويتمتم بصوت مخنوق
- فقط .. ادع لي
يحتضن محمد كتفي حسام بذراعه الرفيق :
- ومنذ متى وأنا لا أدعو لكَ يا صديقي ، أنت تعلم ما أنتَ لي في هذه الحياة ، أليسَ كذلك ؟!
يبتسم حسام بامتنان:
- نعم أعلم ، لا حرمني الله صحبتك
محمد مداعبا:
- لالا يبدو أنه سيحرمك إياها قريباً إن لم تخبرني ما بك
يضحك حسام بتهالك:
- أضحك الله سنّك ،
يصمت قليلا ثم يستطرد وكأنه قرر البوح بما في صدره
- والدي يا محمد
- مابه؟
- تصرفاته معي غريبة هذه الأيام
- كيف؟
- لا أدري ، أصبح عصبيا جدا ، دائما مزاجه متعكر ، كل طلباتي يرفضها
حتى أنّه اليوم صرخ في وجهي بحدّة ولا أعلم السبب
- وأنت ماذا فعلت ؟
- ماذا سأفعل ، تركت البيت واتصلت بك علّ همي ينفرج قليلاً
- وهل انفرج همّك يا حسام؟
- حقيقة ... لا
- جيد
التفت حسام إلى محمد بحركة سريعة مندهشة :
-جيد؟!! هل ترى أن هذا جيد
- نعم جيد جداً ، بل ممتاز أيضاً
- هل تسخر؟؟
- لا على العكس ، إنني جاد تماما
- ولماذا أيها المتحذلق
يضحك محمد بعطف:
- أنا متحذلق ؟! سامحك الله
يصمت قليلا ثم يكمل :
- جيّد أن همّك لم يفرج بهذه البساطة فالأمر ليس هيناً
ولو أن همه انقضى من صدرك سريعاً لخفت عليك
- لا أفهمك
- حسام ، أين كان والدك بالأمس ليلاً
- كان بالعمل
- ومتى عاد
- عاد متأخرا لا أذكر متى تحديدا
- وأين كان أول أمس؟
- بالعمل أيضا
- والأيام السابقة ؟
- مهلا مهلا ما علاقة هذه الأسئلة الغريبة بالأمر
- اصبر قليلاً أيها العجول
حسام بتملل :
- ها صبرنا
- ماذا طلبت من والدك يوم الخميس الماضي؟
- طلبت منه الموافقة على رحلتي الصيفية معكم إلى تركيا
- وماذا قال ؟
- قال دعني أفكر، ونسيني وكلما عاودت سؤاله تحجج بأي شيء وأنهى الموضوع
لماذا لا يرفض ويريحني ، ألم أقل لك لقد أصبح غريبا ، كأنه يريد إزعاجي فقط
- مهلا يا حسام لا تتعجل الحكم، انظر إلى نفسك
مذ يوم الخميس وأنت عصبي وحاد المزاج ولا شك أن هذا منعكس في تعاملك معه
مما دفعه للعصبية الزائدة وهو الذي .....
قطع محمد حديثه فجأة كأنه كان ليقول شيئا لا يجب أن يقوله
- وهو الذي ماذا؟ أكمل طبعا ستقول هو الذي يعمل ليل نهار من اجلك ويحمل الهم والمتاعب من أجل أن يسعدك وستبدأ طبعا في سرد مواعظك
ابتسم محمد بحنان:
- لا يا حسام ليس هذا ما أردت
والدك كلم والدي يوم الخميس بعدما طلبت منه الاذن
وأخبره أنه موافق لكنه يريد أن ينهي لك اجراءات السفر وحجز التذاكر ويهيء لك مكانا جيدا للاقامة ثم يفاجئك بالموافقة وطلب ألا نخبرك حتى تكون مفاجاة لك كهدية منه بمناسبة تفوقك هذا العام
فغر حسام فاه ورفع حاجباه في دهشة وصمت
ابتسم محمد:
- ألم أخبرك بأنك عجول؟
- هل حقا ما تقول يا محمد
- نعم وهل عهدنا على بعضنا كذبا
- حاشا لله
- أنت من تسرعت يا حسام وبادرت والدك بتصرفاتك المزعجة والعصبية
وماذا تريد من والد يسعى لارضاء ابنه فيبادله الابن ضيقا وازعاجا وحدّة ؟؟ ان صراخه في وجهك أقل واجب .. لو كنت مكانه لقتلتك وأرحت نفسي وأصحابك .. وضحك في مرح
ضحك حسام ووكز محمد ثم صمت ..
- نعم لقد تعجلت في حكمي وأسأت الظن به ، فضلا عن أني عققته ثم أردف في خيبة : يا الله يالي من غبي
داعب محمد راس حسام بكفه قائلا :
- هــي هل ستجلس هنا لتلعن غباءك طويلاً ؟! هيا بنا إلى والدك لتعتذر منه
- نعم معك حق ، أسأل الله أن يغفر لي وأن يرضيه عني
ابتسم محمد في رضا:
- سيفعل إن شاء الله
- محمد ، إني أحبك في الله ، جزاك الله عني خيرا
- أحبك الذي أحببتني فيه ، هيا تأخرنا.

تـمـت

سودة الكنوي
23/06/2009, 01:23 PM
جهاد خالد..
أحييك على هذه الملكة الفائقة..
مشهد حيوي يحمل في طياته الكثير من الدروس و العبر
في جانبين مهمين:
-علاقة الأصدقاء بعضهم ببعض و تعزيز الأخوة الراسخة في الله
-علاقة الآباء بالأبناء و وجوب البر و الإحسان من الأبناء
و الرعاية و الاحتواء من الآباء..
و نستخلص من هذا المشهد الهادف أن المرء يجب أن يحاسب
نفسه و يراقب تصرفاته تجاه الآخرين قبل إصدار الأحكام عليهم
و أ يتحلى بالتريث و التروي و يترك التسرع و الاستعجال في الحكم جانبا..

جهاد..
أنت متمكنة في فن كتابة الحوار و المشاهد التمثيلية القصيرة- لا قوة إلا بالله-
التي تصلح لتعزيز جوانب توعوية و أتوقع أنك لو وظفتِ طاقاتك
و استخدمتِ إمكانياتك فستبدعين في كتابة السيناريو( Scenario)
و تكونين من رواد المشهدية و الحوار..

ابتسام آل سليمان
23/06/2009, 01:43 PM
ماتعة بل جميلة جدااااااا
أهنئك بشهادة الفاضلة الكنوي
توفيقا وعونا

سوسن ادكيدك
23/06/2009, 09:43 PM
فعلا يا جهاد فأنت كما وصفتك سودة
تمتلكين قلما متفوقا في كتابة النصوص والمشاهد الحية
وفوق ذلك لديك لغة جميلة جدا اجدها حقا قريبة من لغة الادباء الذين يكتبون القصص والروايات
أتمنى لك التقدم أكثر
وتواجدك بالمطر أكثر
والمزيد المزيد من هكذا رقي

جهاد خالد
27/06/2009, 03:05 AM
جهاد خالد..
أحييك على هذه الملكة الفائقة..
مشهد حيوي يحمل في طياته الكثير من الدروس و العبر
في جانبين مهمين:
-علاقة الأصدقاء بعضهم ببعض و تعزيز الأخوة الراسخة في الله
-علاقة الآباء بالأبناء و وجوب البر و الإحسان من الأبناء
و الرعاية و الاحتواء من الآباء..
و نستخلص من هذا المشهد الهادف أن المرء يجب أن يحاسب
نفسه و يراقب تصرفاته تجاه الآخرين قبل إصدار الأحكام عليهم
و أ يتحلى بالتريث و التروي و يترك التسرع و الاستعجال في الحكم جانبا..

جهاد..
أنت متمكنة في فن كتابة الحوار و المشاهد التمثيلية القصيرة- لا قوة إلا بالله-
التي تصلح لتعزيز جوانب توعوية و أتوقع أنك لو وظفتِ طاقاتك
و استخدمتِ إمكانياتك فستبدعين في كتابة السيناريو( scenario)
و تكونين من رواد المشهدية و الحوار..


سيدتي القديرة

شكر عميق لشهادتك القيمة

وأمنيات أن أكون عند حسن الظن

:)

إيمان بنت عبد الله
27/06/2009, 12:14 PM
يالله !


لغةٌ مُتمكنةٌ يا جِهاد ، و حسُ التصويرِ الحرفي لديكِ عالٍ جداً ..


كأنني كُنتُ هناك !



أسرتني بدءاً من العنوانِ و حتى النهاية ..





/




إيمَان

سعد الحمري
28/06/2009, 12:12 AM
- حسام ، ألا يبدو القمر حزيناً الليلة؟
- ممم ، نعم قليلا
- قليلاً فقط؟!
ينظر حسام إلى محمد بملامح مستفهمة
محمد: أقصد أنك لا تبدو طبيعياً أبدا
- اها ، لا عليك يا صديقي .. لا عليك
ويطلق تنهيدة عميقة
-كل هذه التنهيدة ثم .. لا عليّ ؟!
يطأطئ حسام رأسه ويتمتم بصوت مخنوق
- فقط .. ادع لي
يحتضن محمد كتفي حسام بذراعه الرفيق :
- ومنذ متى وأنا لا أدعو لكَ يا صديقي ، أنت تعلم ما أنتَ لي في هذه الحياة ، أليسَ كذلك ؟!
يبتسم حسام بامتنان:
- نعم أعلم ، لا حرمني الله صحبتك
محمد مداعبا:
- لالا يبدو أنه سيحرمك إياها قريباً إن لم تخبرني ما بك
يضحك حسام بتهالك:
- أضحك الله سنّك ،
يصمت قليلا ثم يستطرد وكأنه قرر البوح بما في صدره
- والدي يا محمد
- مابه؟
- تصرفاته معي غريبة هذه الأيام
- كيف؟
- لا أدري ، أصبح عصبيا جدا ، دائما مزاجه متعكر ، كل طلباتي يرفضها
حتى أنّه اليوم صرخ في وجهي بحدّة ولا أعلم السبب
- وأنت ماذا فعلت ؟
- ماذا سأفعل ، تركت البيت واتصلت بك علّ همي ينفرج قليلاً
- وهل انفرج همّك يا حسام؟
- حقيقة ... لا
- جيد
التفت حسام إلى محمد بحركة سريعة مندهشة :
-جيد؟!! هل ترى أن هذا جيد
- نعم جيد جداً ، بل ممتاز أيضاً
- هل تسخر؟؟
- لا على العكس ، إنني جاد تماما
- ولماذا أيها المتحذلق
يضحك محمد بعطف:
- أنا متحذلق ؟! سامحك الله
يصمت قليلا ثم يكمل :
- جيّد أن همّك لم يفرج بهذه البساطة فالأمر ليس هيناً
ولو أن همه انقضى من صدرك سريعاً لخفت عليك
- لا أفهمك
- حسام ، أين كان والدك بالأمس ليلاً
- كان بالعمل
- ومتى عاد
- عاد متأخرا لا أذكر متى تحديدا
- وأين كان أول أمس؟
- بالعمل أيضا
- والأيام السابقة ؟
- مهلا مهلا ما علاقة هذه الأسئلة الغريبة بالأمر
- اصبر قليلاً أيها العجول
حسام بتملل :
- ها صبرنا
- ماذا طلبت من والدك يوم الخميس الماضي؟
- طلبت منه الموافقة على رحلتي الصيفية معكم إلى تركيا
- وماذا قال ؟
- قال دعني أفكر، ونسيني وكلما عاودت سؤاله تحجج بأي شيء وأنهى الموضوع
لماذا لا يرفض ويريحني ، ألم أقل لك لقد أصبح غريبا ، كأنه يريد إزعاجي فقط
- مهلا يا حسام لا تتعجل الحكم، انظر إلى نفسك
مذ يوم الخميس وأنت عصبي وحاد المزاج ولا شك أن هذا منعكس في تعاملك معه
مما دفعه للعصبية الزائدة وهو الذي .....
قطع محمد حديثه فجأة كأنه كان ليقول شيئا لا يجب أن يقوله
- وهو الذي ماذا؟ أكمل طبعا ستقول هو الذي يعمل ليل نهار من اجلك ويحمل الهم والمتاعب من أجل أن يسعدك وستبدأ طبعا في سرد مواعظك
ابتسم محمد بحنان:
- لا يا حسام ليس هذا ما أردت
والدك كلم والدي يوم الخميس بعدما طلبت منه الاذن
وأخبره أنه موافق لكنه يريد أن ينهي لك اجراءات السفر وحجز التذاكر ويهيء لك مكانا جيدا للاقامة ثم يفاجئك بالموافقة وطلب ألا نخبرك حتى تكون مفاجاة لك كهدية منه بمناسبة تفوقك هذا العام
فغر حسام فاه ورفع حاجباه في دهشة وصمت
ابتسم محمد:
- ألم أخبرك بأنك عجول؟
- هل حقا ما تقول يا محمد
- نعم وهل عهدنا على بعضنا كذبا
- حاشا لله
- أنت من تسرعت يا حسام وبادرت والدك بتصرفاتك المزعجة والعصبية
وماذا تريد من والد يسعى لارضاء ابنه فيبادله الابن ضيقا وازعاجا وحدّة ؟؟ ان صراخه في وجهك أقل واجب .. لو كنت مكانه لقتلتك وأرحت نفسي وأصحابك .. وضحك في مرح
ضحك حسام ووكز محمد ثم صمت ..
- نعم لقد تعجلت في حكمي وأسأت الظن به ، فضلا عن أني عققته ثم أردف في خيبة : يا الله يالي من غبي
داعب محمد راس حسام بكفه قائلا :
- هــي هل ستجلس هنا لتلعن غباءك طويلاً ؟! هيا بنا إلى والدك لتعتذر منه
- نعم معك حق ، أسأل الله أن يغفر لي وأن يرضيه عني
ابتسم محمد في رضا:
- سيفعل إن شاء الله
- محمد ، إني أحبك في الله ، جزاك الله عني خيرا
- أحبك الذي أحببتني فيه ، هيا تأخرنا.

تـمـت






هاهو نص متزن يحمل فى داخله مشروع (( سيناسيرت )) كاتب سيناريو مميز

لعمرى كم نحن فى حاجة الى هذه الالتقاطات التى تبدو اليفة فى القلوب.... فقط هى بحاجة الى التفعيل

جهاد ..كلما قرأت نصا ازداد ايمانى بنبوغك وانتقائك

كونى بخير

انتظر جديدك بلذة الفضول ونكهة اللقاء

لك الود ايتها الفاضلة

جهاد خالد
10/12/2009, 05:18 PM
ماتعة بل جميلة جدااااااا
أهنئك بشهادة الفاضلة الكنوي
توفيقا وعونا



كتبتها وأنتِ (وحي)
وأرد وأنتِ (ابتسام)
:)

هنيئاً لي بشهادة كليكما عزيزتي

جهاد خالد
10/12/2009, 05:21 PM
فعلا يا جهاد فأنت كما وصفتك سودة
تمتلكين قلما متفوقا في كتابة النصوص والمشاهد الحية
وفوق ذلك لديك لغة جميلة جدا اجدها حقا قريبة من لغة الادباء الذين يكتبون القصص والروايات
أتمنى لك التقدم أكثر
وتواجدك بالمطر أكثر
والمزيد المزيد من هكذا رقي

العزيزة سوسن

ربما تكون هذه هي الكلمات الوحيدة التي منحتني إياها
لكنها حقا عنت لي الكثير

فشكـرٌ جزيلٌ لكِ