المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : العجوز و اللص و الباب المفتوح "قصة قصيرة"


ريم محمد
21/06/2009, 04:58 PM
http://www.emlaat.com/vb/uploaded/65_1241214761.gif

العجوز و اللص و الباب المفتوح..

http://up3.m5zn.com/9bjndthcm6y53q1w0kvpz47xgs82rf/2009/6/21/06/c5x9w7je1.jpg

.
ترفع سماعة الهاتف , تضغط على الأرقام للمرة الثالثة أو الرابعة أو العاشرة ..لم تعد تذكر..تحادث نفسها "كان هذا رقم الشرطة منذ زمن؟ فمالذي غيره..ياااه .. كل شيء في هذه الدنيا تغير ماعداي.."
تتشبث يدها بسماعة الهاتف..تنتظر أن يجيبها أحد ..فمنذ أيام و هي تحاول العثور على من يسمعها و يسمع قصتها التي كررتها مرات و مرات..حتى ملّها الجميع..
"ألن يرد أحد على عجوز بائسة مثلي !"
-مركز الشرطة معكم..
ترتجف فقد أصابت هذه المرة ..تعيد صياغة حروفها المبعثرة من جديد ..
-منذ أيام و أنا أطلب مركز الشرطة ..فيقولون مرة "الرقم خاطئ" .. و مرة" منزل سعيد باشا" و مرة أخرى " منزل السيدة شجن" فمنذ متى غيرتم الرقم!
يصمت الشرطي ينتظر أن تبلغ عن شيء ..أن تشتكي على أحد..أن..أي شيء ..المهم أن تنتهي المكالمة..
.
تعيد السؤال من غير يأس.."متى تغير لقد كان في شبابي مختلفاً..
-يبدو أنك يا سيدتي ..لم ترتدِ النظارة منذ شبابك ..
تتأوه"صدقت مذ رحل للجبهة لملاقاة العدو..لم أرتدها حيث لم أعد أرغب في رؤية وجه غير وجهه..
-سيدتي مالذي تريدين الإبلاغ عنه..
قصتي طويلة .." تصمت تبتلع حروفها المتألمة" هل تسمعها؟!
بغيظ يرد" ماهي؟"
-لقد سُرقت.
يحادث نفسه "الحمد لله لديها ما تتصل من أجله في هذه الساعة!
-أتسمعني ..ألو ..ألو..
-أسمعك ..سيدتي..أكملي..
ثم يباغتها بسؤال آخر..
- من الذي سرقك .. و أين تمت السرقة و فيمن تشكين.. و ماهي الأشياء المفقودة؟
-لقد كان الباب مفتوحا..
بعجب يقول الشرطي" و تتركين بابك مفتوحا .. و لا تريدين أن تُسرقي..
- لقد كان بابي مفتوحا..فدخل بهدوء كالنسيم ..بل كالبلسم يشفي جراحاتي ..
لكنه دخل من الباب المفتوح و سرقني!
- هل تعرفين اللص؟
تستجمع قوتها تصرخ في السماعة بغضب" ليس لصاً إنه أكبر من أن يكون هكذا..فلم يسرق غيري..
بنفاد صبر يقول الشرطي"..ماذا سرق "مجوهرات ..أموال..أجهزة كهربائية"
-ليته سرق كل هذا و ترك الأغلى..
-إذن عملية اعتداء مع سبق الإصرار و الترصد..
تصرخ ثانية "يا غبي إنه غاية في الشهامة و النبل و الكرم ..لم يؤذني يوما بكلمة ..بل كتب فيّ معلقة ..علقتها على نافذتي ..
يقهقه الشرطي بغضب..
-أين المشكلة إذن ..مادمت رضيت عن السرقة و السارق..
- لقد رحل بكل شيء .. رحل ..و تركني لوحدتي رحل و تركني وراءه مع طفل صغير.. تركني أعاني الوحدة و الألم ..قال إنه سيعود ..لكنه لم يعد ..خرج و ترك الباب مفتوحاً في ليلة شاتية..
تصمت و يصمت الشرطي و يصمت الكون..و تسقط السماعة من يدها و يبقى الباب مفتوحاً.
,
,

ابتسام آل سليمان
21/06/2009, 05:16 PM
أصفق بجداااارة لك ياريم !
زيدينا....
أنسيت أن ‏ أكتب : حي هلا بك

سودة الكنوي
23/06/2009, 02:05 PM
ريم..
لا أخفيك..
نجحتِ في استلاب كل حواسي و لبي و وجداني
و أنا أقرأ هذه القصة القصيرة..
تعاطفت مع تلك العجوز التي تمثل أمهاتنا و جداتنا و قد تمثلنا نحن ذات يوم..
يا لله!
شعور بالوحدة و ضياع العمر و انسلاخ الشباب
و فناء الأيام بعد فقدان الشريك..
الخاتمة كانت مفاجأة بالنسبة لي..
اللهم ارحم ضعفنا..

ريم..
أنتِ نجمة في سماء القصة القصيرة و السرد القصصي الماتع..

مزيدا يا غيمة لا تكفي عن إرواء الذائقة..

سنظلم الجمال و نغتال الذائقة و نجحف بها
إذا لم يعتلِ هذا النص هامة "منتديات إملاءات المطر الأدبية" و يتوج بــ "بنر"
و يقلد وسام " زلال الغيم"

جهاد خالد
23/06/2009, 06:20 PM
ريـم
لا أملك إلا أن أنحني تقديرا لحرفكْ

فكرة
ومعنى
وسردا

رائعة جدا بحق


في انتظار المزيـد

سوسن ادكيدك
23/06/2009, 09:32 PM
كم جذبني كلامك يا ريم
أتعلمين فوق جمال نصوصك واتقانك لحبك قصة بكل معنى الكلمة
أجدك تحملين قضية تعبرين عنها
وهي قضية المرأة بكل معاناتها وبكل حالاتها وظروفها
نحن بحاجة لأمثالك حقا
أتمنى منك المزيد يا ريم

سعد الحمري
24/06/2009, 01:45 PM
ريم..
لا أخفيك..
نجحتِ في استلاب كل حواسي و لبي و وجداني
و أنا أقرأ هذه القصة القصيرة..
تعاطفت مع تلك العجوز التي تمثل أمهاتنا و جداتنا و قد تمثلنا نحن ذات يوم..
يا لله!
شعور بالوحدة و ضياع العمر و انسلاخ الشباب
و فناء الأيام بعد فقدان الشريك..
الخاتمة كانت مفاجأة بالنسبة لي..
اللهم ارحم ضعفنا..

ريم..
أنتِ نجمة في سماء القصة القصيرة و السرد القصصي الماتع..

مزيدا يا غيمة لا تكفي عن إرواء الذائقة..

سنظلم الجمال و نغتال الذائقة و نجحف بها
إذا لم يعتلِ هذا النص هامة "منتديات إملاءات المطر الأدبية" و يتوج بــ "بنر"
و يقلد وسام " زلال الغيم"





وانا اضم صوتى الى صوت الأخت الفاضلة سودة

الفاضلة ريم ..
لقد كان النص رائعا بحق من حيث الاساسيات التى لم تخرج عن اطر النص القصصى الناجح

براعة السرد /الموضوع / والتشويق والاثارة

نص بحق فى حاجة الى تتويج

دمت للقلم ودمت للمطرflwr2

ريم محمد
25/06/2009, 12:38 AM
أصفق بجداااارة لك ياريم !
زيدينا....
أنسيت أن ‏ أكتب : حي هلا بك


العزيزة : وحي ..
,
و حياك المولى ..
,
كم أنست و كذلك حرفي .. ببوحك ..
.
ودي و أكثر أيضا ..:rose:

ريم محمد
25/06/2009, 12:45 AM
ريم..
لا أخفيك..
نجحتِ في استلاب كل حواسي و لبي و وجداني
و أنا أقرأ هذه القصة القصيرة..
تعاطفت مع تلك العجوز التي تمثل أمهاتنا و جداتنا و قد تمثلنا نحن ذات يوم..
يا لله!
شعور بالوحدة و ضياع العمر و انسلاخ الشباب
و فناء الأيام بعد فقدان الشريك..
الخاتمة كانت مفاجأة بالنسبة لي..
اللهم ارحم ضعفنا..

ريم..
أنتِ نجمة في سماء القصة القصيرة و السرد القصصي الماتع..

مزيدا يا غيمة لا تكفي عن إرواء الذائقة..

سنظلم الجمال و نغتال الذائقة و نجحف بها
إذا لم يعتلِ هذا النص هامة "منتديات إملاءات المطر الأدبية" و يتوج بــ "بنر"
و يقلد وسام " زلال الغيم"


,
الغالية : سودة ..
لكم وقفت مشدوهة .. أمام حروفك .. و أمام التكريم الذي حصل عليه النص ..
.
لا أخفيك .. بأن كلماتك .. لها أثر كبير في إذكاء روح الكتابة لدي ..
,
شكرا كثيرا جدا ..
,
لقلبك flwr3

ريم محمد
25/06/2009, 12:49 AM
ريـم
لا أملك إلا أن أنحني تقديرا لحرفكْ

فكرة
ومعنى
وسردا

رائعة جدا بحق


في انتظار المزيـد
العزيزة : جهاد ..
.
أيتها الزاهية .. لك جل الود .. و التقدير ..
.
أبهجني ردك ..
,
دمت أطيب ..flwr2

الحالمة
26/06/2009, 06:10 AM
يااااه ياريم ..

أبكيتني

رائــعة .. وهل يُجيد مثلي التعليق على مثلها


flwr3

إيمان بنت عبد الله
26/06/2009, 04:06 PM
بَارعةٌ يا ريم ..




ليتَ أني أُكفرُ عن غيابي !






/




إيمَان

مريم العمري
14/07/2009, 12:45 AM
جمميلة جداً ياريم ..

:)

تحيتي وامتناني

داليا أصلان
20/06/2010, 02:07 AM
للفراق فك من حديد وأفواهنا درداء
وللباب قفل صديء ولكن القلب مفتوح

ويا ريم لطال ما تساءلتُ حينما بكينا الراحلين ..
أنبكي ما صاروا إليه؟ أم ما صرنا إليه من بعدهم


الشرطي لن ينفعها .. الضباب لها أقرب



قديرة

حراير الكندي
22/06/2010, 03:23 AM
رائعة جداً يا ريم
.
.
.
أعجبتني

لكِ flwr1 ولـ قلمك شريطة حمراء :blush:

مريم جمعة عبد الله
23/06/2010, 11:31 AM
آه من ضجيج تلك اللحظة
حين نصطدم بحتمية واقع
حين نتلفت ولا مشهد غير الفراغ
.
ما شاء الله
نفذت للإعماق فاستقر الأثر ... هنا !!!

أسامة بن محمد السَّطائفي
09/07/2010, 01:27 AM
‘‘

قِمَّة في الإثارة المتدرِّجة معَ أنَّ القصَّة جرت في موقفٍ واحد ،
وَ معَ ذلكَ فلم تَعُزها تِلكَ الحُبكة المُدهِشَة ،
استَمتعتُ حتَّى آخرِ رمقٍ منها ، فللَّهِ درُّكِ ،

:flower2:

شكراً جزيلاً يا ريم على ما جلبتهِ لنا ،
وَ دمتِ كذلكَ مِعطائةً سَخِيَّـة ،
وردٌ وَ لَيمون ،

‘‘