المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الحياة القسرية لمحمد


ماريا العمير
22/12/2008, 05:38 AM
عندما يضحكُ محمّد يتوقفُ كلُّ شيء ، نقفُ مشدوهين أمام قهقهاته التي عادة ما يرفقها بشتائم وغضب شابٍ مراهق ..
مُحمّد صغير ، يضحكُ كثيراً .. يصيحُ متأوِّهاً بقصائد البرعي والحلاج ..
يجعلُ الجميع يقفون ليزدردوا ريقهم ويشاهدوه .. أو ليطالبوه بالصمت ..
يعيشُ في عالمٍ وحيد مُختلط .. يقفُ فجأة ليصرخ في وجهي " تريدين أخذَ جميلاتي مني ؟ لن آخذَ الدواء " ..
تذيبُ لهُ والدتهُ الدواء في العصير .. وهو الذي ذاب عقله يمشي مشدوهاً في خياله يعبرُ البيت ذهاباً وإياباً طلوعاً ونزولاً ..
كان صغيراً لكنّهُ كبر فجأة ، نبتت لحيته الكثة كشابٍ في العشرين ،
يصرخُ مبتهلاً وطالباً الغوثَ من الله .. عندما كان صغيراً كان جميلَ الوجه مُسمسم الملامح ، لم يبق على حاله إلى الآن ..
كنا دائماً ننساه ليس أنا فقط حتى والديّ جُنّت أمي عندما أضعناه مرّة ولم نشعر بذلك إلاّ بعد ساعة ..
كانت تبكي وتردد " دائماً ننساه " هو بالذات منذُ ولدَ كان مختلفاً ،
حياتُنا تنطبعُ بنا منذُ الولادة .. وتسيرُ معنا إلى الشباب ..
ربما في هذا الوقت نقدرُ على جرفها إلى مسارنا ..
في ذهابه أحبه وإذا جاء لا احتملُ بقاءه.. لا أستوعبُ وجوده في حياتنا إذ أفكّر فيهِ ليلاً أبكي
أُحاول تجديد الحياة معه ودفعه ليعيش أكثر ليُزيح خياله ليرمي بالخزعبلات والناس الكثر المتجمهرين
في عقله ويتحكمون به .. لكني أرتعبُ منهُ و أودّهُ في نفس الوقت ..
مُحمّد صادق .. لا يلتفتُ إلى أحد. عفويٌّ إلى درجة السذاجة لا يعلمُ أنّ الحياة ليست لأمثاله أبداً
يمتزجُ بدمه القهرُ والغضب والتطنيش ..
حتى العدل عندما أرى محمّد أجدهُ مسألةً نسبيةً لا أفهمها ، أحتاجُ إلى إيمانٍ أقوى من إيماني هذا ..
أمتعض يغوصُ جسدي بشكلٍ حلزوني وأعجزُ عن الأمل ..
ترتدُّ إليّ كلُّ الشجاعة والقوة كغصة لا تخرج ..
في بعضِ الأيام أظنُّه رجلٌ انهزامي سمح للحياة أن تعتدي على عقله .. وفي أحيانٍ أُخرى أجدهُ بلا حيلة ..
تُربكني نهايته ،.. هو في بيتٍ تعيس ، لا يوجدُ فارقٌ بينه الآن وبينهُ في المستقبل ..
سيكبرُ كرشهُ ربما .. ويزدادُ هدوءُه والهم الذي يحمله ..

أشرف المصري
22/12/2008, 07:12 PM
صديقتي الجميلة
ماريا العمير../

ويقف محمد، وأقف بجواره
أحاذيه، كضحية ثكلى..
تتوارى أمامي الصور،
تمر كغيم سريع في خلايا الذاكرة
وأكتشف أن الوقت -يا صديقتي-
بلا وقت ..
إنه حالة تنشب للكتابة
سيدتي../
عبر هذا الكلام الجميل، الذي كلما قرأته زادني الشوق فضولاً لصياغة أخرى، فأتوقف عند الفواصل كثيراً، كما يتوقف قلبي المشتاق، أحاذي [محمد] مراراً، كي أفهمه.. وأدرك مؤخراً أنه غير قابل للتحليل، إنه لغز يتماهى في حبر القلم الذي كتب عنه..

ماريا .. إيمان
ودادي ,,
:rose:

سليم زيدان
26/12/2008, 03:47 AM
ماريا
وتنثرين هم شعب كامل هنا

شعب يصطف مرارا
وكل مرة تختلف
ولكنه
محمد

جميلة
كوني بخير

سوسن ادكيدك
26/12/2008, 07:37 PM
انه هنا يا صديقتي
رأيته يلعب باب بيتنا البارحة
واليوم أيضا
هو كما وصفته يحملق بنا جميعا كأنه يعرف أننا نعرفه مسبقا
محمد متواجد داخلنا وبيننا في كل الأعمار
رؤيا صادقة لك يا ماريا العمير
وإضافة جميلة أشكرك عليها