المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ضريح.. لبركان


عبد الغفور ياتيب
09/12/2008, 01:44 AM
ضريح.. لبركان
درويش.. ذلك القيدوم
http://www.aliciapatterson.org/APF001970/Stern/Stern11/Stern07.jpg

كان مشرفا وأنيقا حتى .. في حركاته
كان وسيما من الدرجة ″الهوليودية″.. بامتياز
متأمل محلق في عوالم ما بعد .. الزمن
حيث إمارة.. القصيد
غاص لأجل سبر كنه.. القضية
عفوي في جلساته.. لكن في حدود.. اللياقة الأدبية
بدون حدود أخلص له.. أطاعه القلم
وارتوت الصحائف من رحيقه.. حتى الثمالة
سيظل جزء لا يتجزأ من جوهرية.. القضية
سيظل رمزا يهابه.. المحتل
ومنارة تنير التواءات.. الطريق
إلى حيث معشوقته.. السيدة الحرية
**
اهتز.. ارتعد ″الكنيسيت″ من أحرف قصيدته الناصحة الغاضبة:
″عــــابــــرون″
كرم الأمهات، واستفز الأنوف
لفطائرهن.. الزكية
حسنا فعل بانسحابه من مجالس ″الأوسلويين″
الحكيمة زيادة عن.. اللزوم
طلب التداوي في الزمن والمكان.. الصعب
دخل راجلا.. ووسيما
لكنه لم يخرج.. بعـد
عشق التحليق بدون توقف
لذلك استغنى عن القفص والعشق الترابيين.. معـا
سار على درب العظماء
فأكمل الطريق.. ووصل
كتب الشعر لأجل أن يكون
لكنه عشق النثر لرحابة واحاته.. الجميلة
وسلاسة نغماته.. الوتيرة
خطيئته حصد الجوائز.. بدون مراعاة
لنظرائه.. في الميدان
**
رقة فنية لا يختلف عنها.. ثلاث
وغلظة تجاه العابرين.. بدون سبيل
أطاعه الممتنع وأسعفه بدون حدود.. السهل
كان خجولا.. تلك عادة الفرسان
أقاموا له.. ضريح
متى أقيم ضريح.. لبركان ؟
كان عاشقا وفيا لفتاته.. فلسطين
لذلك تمنع عن سواها
محمود لأنه.. ضمير الأمة
درويش لأنه.. كبير القوم
**
استنجد به عرفات لأجل.. إضفاء الشرعية
على ما عقد من اتفاقيات
أفرغت من محتواها فأصبحت عبارة عن.. هرطقات وأوهام
عرف كيف.. متى يقترب
ويبتعد عن أفعى.. السياسة
فتحاوي في حدود فتوحاتها.. الثورية
أخذ مسافة من الإخوة
عندما انزلقوا إلى الاقتتال.. والهمجية
أضر به التكريم وقتلته أكثر من مرة
الأضواء.. الكشافة
**
فلسطين.. درويش
اسمان لمعنى.. واحد
ولد وشب ثم ودع
في الزمن.. الأغبر
استعانت بأحرفه وآثاره.. الهوية
تألقت حين تآخت معه.. القضية
حمـل وزرا تهــابـه الأوزار
كان ناطقا رسميا باسم:
الشجرة .. والقدس الأبية
بأشعاره سيدفأ.. المهجرون
ويحلموا بالعودة إلى جوار النخلة.. والساقية العتيقة
وبها في الليالي يتسامر الصبية
إلى أن يحين موسـم البلــــوغ
والسير الحثيث.. إلــى البلـدة
لـتحـريـر الـغـديــر
أما في الحوالك فتشد أزر.. الرجال
قهر الصعاب ونصح العابـريـن.. بتعجل الرحيل

عبد الغفور ياتيب - الشاعر/الكاتب الصحفي من المغرب