المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : من رسائل بن زيدون التي لم تصل..


محمد صلاح الحربي
22/10/2008, 03:14 AM
من رسائل بن زيدون التي لم تصل لولادة ..
http://images.dpchallenge.com/images_challenge/639/Copyrighted_Image_Reuse_Prohibited_475081.jpg

( 1 )


ربما ، حين انضو السنين جيداً
عن صورة في إطار ذكرى قديم ..
ربما كنت اردد مقطعاً من اغنية غيمة
مؤكداً كبدوي يجرؤ على عصيان الصحراء ..
في سبيل زرقة كشفوف الغلائل ..
أني جاهز دائماً لما يشبه الجنون ..
افكر ، ربما هكذا ، كنت هناك..
وانت تأتين قبل العشق بكذا جدب ..
تمارسين الهوينى ..
نحو القلب
كبحر لا يعد بالغرق سريعاً ..
وهو يجهز الشراك بعناية ..
عند اول تلويحة للفراديس !

محمد صلاح الحربي
22/10/2008, 03:15 AM
( 2 )


هارب من خراب العلاقات السريعة
من غبار الحوارات الفاترة ..
كنت أجد القلب يشيح بوجهه ..
وانا اطلعه على ( الأسماء )
في ( الأجندة ) المترهلة ..
يشير الى بالتمزيق المبرح ..
أعاوده الإستشارة ..
فيشير بالتمزيق متبرماً مني ..
واثناء العشق ، دوامات عطر
كل مافي القلب ساعة ذروة لك
حينها لم ابق ولم اذر ..
منحتك الولاية كاملة ..
قلت : والباقي لك
وكنتِ تؤسسين بي مواسم مطر
وتضبطين ساعة الروح على مواقيتك
كيما تظل ترافقني زفة الشوق ..
لك ، وانا معك ..
يؤججني مطرك ..
يدفع بي للمزيد من التهلكة الفاتنة !

محمد صلاح الحربي
22/10/2008, 03:15 AM
( 3 )


لماذا تظلين تتركين نخلاً مريميَّاَ ؟
اسألك وانا اقتفي اثر فداحاتك ..
و الفقد يفصَّل ثوباً للعراء ؟
وكل شئ لا يعدني بشئ ..
وكل شئ يدلني عليك ؟!
حتى البحر ..
صديقنا المشترك ..
صار يمجُّ وحشة .. ضياعاً
وهو يشير الى مدى ترحلك ..
يدلني عليك بتحديد متقن ..
ولا يعدني الا بالموت دونك ..
( خطيرة هي )
يقول لي وهو يفرد المحاذير
في كتاب الصحو
يجمع لي ما تيسر من ضحاياك ..
لكنك من بعيد ..
تظلين تحرقين البخور ..
تتركين مايحتشد منك خلفك ..
تتركين نخلاً مريميَّاَ
فيتراءى ما يقنع القلب ..
بالمزيد من التهلكة !

محمد صلاح الحربي
22/10/2008, 03:16 AM
( 4 )


في الصحاري العريضة ..
القليل من السلوى ..
اذ فيها الكثير من مراتع الذكرى
أرائك الجمر المعدة لي ..
في كل ارتماءة عنك ..
لم تكُ تعني الا شئ من مسافاتك
وأطوح صوتي بعيداً ..
مرتدياً كآبة ضافية لجسدي :
اتلـَّفت فـي مـسـافـات من فــقـدك .. كما ..
________تايهٍ ظامه عطش بيـد .. من قـلـَّة عـزاي
كثر ما تجدب ضلوعي تحت حـزنٍ هـمـى
________غـنَّت طيور القوافــي على صافي ظمـاي
...........
...........
لو ان الشجن ..
لا يندلق كصديقنا البحر ..
بكامل قلبي ..
كلما لحتِ كقطر الندى
لو انه لا يفلق الصبر ..
كلما اشار اليك ..
( عطر مقطر في اوانيه )
ربما ماظل النبض يغترف من مائك ..
والشوقُ ،
ماظل يطير عبر سمائك
كطائر التيه ..
بعد العشق بكذا جدب !

محمد صلاح الحربي
22/10/2008, 03:17 AM
( 5 )


كمن يدير ظهره للنهر
ويتأمل انعكاسه
على مباني الزجاج
اقول لي :
( لقد نسيتها تماماً )
ثم أسألني :
(هل نسيتها تماماً ؟)
فكيف لا يحق لي ان اتعجب
وأنت تخادعينني كقارئة فاتنة
لجرح جميل
ثم كيف لا يحق لي ان اصمت
وكل لغتي تهاجر عني بعيداً
ثم كيف لا يحق لي ان اتعذب
وقصيدتي تنوح من خلال صوتك ؟!

سودة الكنوي
24/10/2008, 07:47 AM
محمد صلاح..
مبهر!
كيف تغلغلت في وجدان الوزير العاشق (ابن زيدون)؟
أراك قد بحت بما لم يسعفه الزمان و لا المكان بالبوح به
ربما سلمتَ من مزاحمات ( ابن عبدوس) فانثالت حروفك
حيث لم يسلم منها لإيصال رسائل شوقه لولادة
و التي حملتها نسائم الأندلس:
أضحى التنائي بديلا من تدانينا
.........و ناب عن طيب لقيانا تجافينا
و حتى الآن لم يشهد التاريخ رسولاً
أوفى من (النسيم) لتبليغ رسائل المحبين!!

خالد المعمري
25/10/2008, 12:02 PM
محمد صلاح

رائعة تلك النظرة التأملية ، وقفات / رسائل أصيلة في محراب أصيل

ليتها

وصلت لها ، لأخرجت العزلة من جلبابها

دمتَ

أشرف المصري
27/10/2008, 02:14 PM
قد أعود مراراً ومراراً ومراراً
لأملأ كأسي المسكين من شهد هذا الكلام
وكأنك بهذه الرسائل يا محمد..
تحي فينا الحنين، وتوقظ البنفسج في رؤانا
وكأني دائماً أقف عاجزاً أمام بذاخة كلماتك

الوداد وأكثر
:rose: