المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : " الرحيل " قصة لفيصل الزوايدي ( تونس)


فيصل الزوايدي
12/04/2008, 02:10 PM
الرحـيــلُ ..
يا الصابرونَ على الـهمِّ ، ضاقَت عِندَ العُمر أُمنِياتـي ، و ذاقَت نَفسي وَجَعَ الفَجائِعِ ..
من جَنوبٍ كان الرحيلُ يومًا .. باردًا يومًا .. لكن لهيبًا ما يلفحُ وَجهـي ، و شتاتٌ مُبعثَرٌ مِني تعبثُ بِهِ رياحٌ شتى ، تقفُ أُمي عند عتبةِ البابِ و بيدها إناءُ ماءٍ لِتَصبه ورائي حتـى أعودَ إليها ، و فـي عَيْنَيْها بريقُ ماءٍ آخر .. لَـم تَقُل شيئًا لكن تـمتمات تصدرُ مُبهمةً عن شَفَتَيْها ، خـمنت أنـها أدعيةٌ بالـحفظِ و العودةِ .. أخي الصغير واقـفٌ حذوها بقميصهِ الـمتهدلِ و إصبعه تعبثُ بِأنفِهِ ، ينظرُ بغرابةٍ إلينا ، فهو لا يَـعلم بعدُ معنـى الرحيلِ .. مِنَ النافذةِ الـخشبية الزرقاء تُطل أختي و هـي تُلقي بيـن الـحين و الآخر بنظراتٍ جزعةٍ إلى داخلِ الغرفة ، هنالك أبـي على فراشٍ سقيمًا ، مرضٌ داهـمَه فلازَمَهُ فأقعَدَهُ .. تـحسَّنت حالُــه قبلَ يومين فأخبرتُه بـموعدِ الرحيل ، لَـم يقُل شيئًا لكني أحسستُ في صمتهِ الرهيبِ توسلا بالبقاءِ .. و مِن عَينَيْهِ اللتين تـهدَّلت عليهما الأجفان صَرَخَ استجداءٌ مزلزلٌُ بعَدَمِ الرحيلِ .. و لكن أنّى لـي ذلكَ و لَـم أبلُغ فرصة َ السـفرِ هَذِهِ إلا بعناءٍ قد لا أستطيعُه ثانيةً.. كذلك الـحصولُ على تأشيرةِ سفرٍ إلـى البلاد التي أقصدُ ليس متيسرًا دومًـا .. و يـتَعَثَّرُ تدفق الـدم عَبرَ الشرايين فأدركُ أن اِنـخِسافَ الأرضِ بـمَن عليها ليس دائمًـا أشدَّ الـمَصائِبِ ..
ارتفع صوتُ مُـحَرِّكِ السيارةِ الـمتوقفةِ أمامَ البـيت ، فقد ضغطَ السائقُ على دَواسةِ البنزين لِيَستَحِثَّني ، بابُ العربةِ مفتوحٌ يطلُبُني إلـى حياةٍ جديدةٍ .. حياة رسـمَتها أحلامٌ و أوهامٌ .. هنالك بعيدًا خلفَ سفرٍ طويلٍ إلـى أرضِ الوُجوهِ الشقراء و الـمالِ الوفير و الـمباهجِ .. ينفتحُ بـهدوءٍ بابُ منزلٍ مُـجاورٍ تـخرجُ مِنه فتاةٌ اتفقَت عائلتان يومًا على تزويـجي مِنها فهي ابنةُ خالـي .. لـم تَكُن الفتاةُ قبيحةً حتى أرفضَها زوجـةً بل على النقيض مِن ذلك كانت من ذوات الـحُسنِ خاصةً مَعَ ابتسامةٍ ساذجةٍ تُذكِّـرنـي كثيرًا بابتسامةِ أبيها الطيبِ .. لكني كُنتُ أرفُضُ ذلكَ الارتباطَ الذي يَشُدُّنـي إلى حياةِ البُؤس هنـا، تـمسَحُ أمي أنفَها بِطَرَفِ ردائِها و أَلـحَظُ غــيابَ أختي عن النافذةِ . يُصبِحُ التقاطُ الـهواءِ إلى صدري عمليةً أكثرَ صعوبةً ، تذَكَّرتُ كلامَ أبـي الكثير عن كَونـي رجلَ الدارِ بعدَه فكنت أُجيبُه بأن أدعوَ له بطولِ العُمرِ فيُجيبُنـي : يَطولُ العُمرُ أو يَقصُر فلابد للإنسانِ أن يُقبَـر .. تداخَلَت الصورُ أمامي مِن صبـيٍّ أسـمرَ يَلهو عند مَشارِف الصحراء إلـى شُقرِ الوجوهِ فـي بِلادٍ ثلجيةٍ و اختلطت الألوانُ فـي مزيجٍ غريبٍ ، أفقـدُ كلامًا كثيرًا كان مِنَ الـمُمكِنِ قولـه فـي هذا الـمقامِ ، فلا أجِـد مـا أقول فأصمتُ، لـم يَكُن للحظةِ و لا للزمنِ غـير معنى واحدٍ مُـختَلفٍ لا يعرِفُهُ الساعاتِِيّون .. و أخشى انفجارًا بداخلي فأُلقي حَقيبَتي الصغيرة على الـمقعدِ الـخَلفي و أهُـمُّ بإلقاءِ نفسي داخلَ السيارةِ و لَكن..
يسقُطُ إناءُ مـاءِ على الأرض فقد كان ولدي الصغيرُ قد أوقع قدحًـا من يَدَيْهِ .. تـمامًا مثلما سَقَطَ إناءُ الـماءِ من يَدَيْ أمي يومَها عندما ارتفَعَ صوتُ أختي مِن النافذةِ الخشبيةِ الـزرقاء بصيحةٍ مـجروحَةٍ تُعلِنُ وقوعَ الفادحةِ ..
تنحنـي زوجتي تُلَمْلِمُ شظايا القَدَحِ و تبتَسِمُ بطيبةٍ ساذجةٍ تُذَكِّرُنـي بـخالـي الطيب.
فيــــصل الزوايـــــــدي

مياسم
12/04/2008, 03:17 PM
الله .. :m7:
لِـهذَا النصّ إعجَابُ الومضَةِ الأولَى ..
فيصَل ..
سَ أعُود من أجلِ الذّائقَة التِي أحسّتْ بِ هذِه .. :
و يـتَعَثَّرُ تدفق الـدم عَبرَ الشرايين فأدركُ أن اِنـخِسافَ الأرضِ بـمَن عليها ليس دائمًـا أشدَّ الـمَصائِبِ

سودة الكنوي
12/04/2008, 04:26 PM
نحن أمام قصة ممتعة توفرت فيها كل مقومات القصة القصيرة..تدفق ثرٌّ من قلم قاصٍ لا يشق له غبار فهو يمتلك أدوات البناء النثري فيشيد هيكل قصصي متقن بحرفية الصانع الماهر المتمكن من صنعته..
الترف اللغوي و حضور عنصري التشويق و المفاجأة أكسبا هيكل القصة طابع الجمال و كأن الزوايدي نقاش أو نحات يحمل إزميله سارحاً في فضاءات الخيال ليبدع لنا أقصوصة ممتعة..

سأقدم في عجالة نقداً أو تحليلا سريعاً با ستخدام عناصر تحليل القصة و الــ(fiction)


الرحـيــلُ ..
يا الصابرونَ على الـهمِّ ، ضاقَت عِندَ العُمر أُمنِياتـي ، و ذاقَت نَفسي وَجَعَ الفَجائِعِ ..

1. المحيط أو الخلفية(setting):و هو زمان و مكان المشهد في القصة حيث يظهر أن أحداث القصة دارت في الجنوب في طقس] تلفحه برودة الشتاء ..

من جَنوبٍ كان الرحيلُ يومًا .. باردًا يومًا .. لكن لهيبًا ما يلفحُ وَجهـي ، و شتاتٌ مُبعثَرٌ مِني تعبثُ بِهِ رياحٌ شتى ،

2.أبطال القصة(character): نواجه في القصة سبع شخصيات بعضها رئيسية(major character) و تشمل القاص أو السارد (narrater) و بعضها ثانوية(minor character) والدة الراوي و أخته و أخوه الصغير و والده المريض طريح الفراش و ابنة خاله(زوجة المستقبل) و ابنه الصغير.

تقفُ أُمي عند عتبةِ البابِ و بيدها إناءُ ماءٍ لِتَصبه ورائي حتـى أعودَ إليها ، و فـي عَيْنَيْها بريقُ ماءٍ آخر .. لَـم تَقُل شيئًا لكن تـمتمات تصدرُ مُبهمةً عن شَفَتَيْها ، خـمنت أنـها أدعيةٌ بالـحفظِ و العودةِ .. أخي الصغير واقـفٌ حذوها بقميصهِ الـمتهدلِ و إصبعه تعبثُ بِأنفِهِ ، ينظرُ بغرابةٍ إلينا ، فهو لا يَـعلم بعدُ معنـى الرحيلِ .. مِنَ النافذةِ الـخشبية الزرقاء تُطل أختي و هـي تُلقي بيـن الـحين و الآخر بنظراتٍ جزعةٍ إلى داخلِ الغرفة ، هنالك أبـي على فراشٍ سقيمًا ، مرضٌ داهـمَه فلازَمَهُ فأقعَدَهُ ..


........ينفتحُ بـهدوءٍ بابُ منزلٍ مُـجاورٍ تـخرجُ مِنه فتاةٌ اتفقَت عائلتان يومًا على تزويـجي مِنها فهي ابنةُ خالـي .


......فقد كان ولدي الصغيرُ قد أوقع قدحًـا من يَدَيْهِ


3. الحبكة(plot):تحكي لنا القصة لحظات الصراع المؤلمة بين الأحلام و الواجب الصراع بين الالتزام و تحقيق الأمنيات و السعي وراء الطموح الذي قد لا يأتي مواتياً مع الظروف..فالقاص تنازعه الرغبة في الرحيل و تحسين أحواله المعيشية و العيش في مجتمع آخر حيث اختلاف أنماط المعيشة و الغنى و الترف، داخله يرفض الارتباط بابنة خاله في زواج تقليدي مبرمج طمعاً في الاقتران بالشقراوات التي تحاكي خصلات شعورهن أشعة الشمس..
و لكن ما يثقل كاهله و يجعله يفيق من أحلامه الالتزام و المسئولية المناطة على عاتقه فقد توفي والده و أصبح لزاماً عليه البقاء لرعاية الأسرة التي لا عائل لها سواه..
و يصحو بعد سنين -اختزلها الكاتب ببراعة- على صوت الواقع ليعيده صوت تحطم الإناء ليذكره بتحطم أحلامه مرتين مرة عندما سقط من يد والدته يوم وفاة أبيه، و مرة عند سقوطه من يد طفله...
مهما كانت خسارته فقد منحته الأيام هدية قيمة لا تقدر بثمن و هي ابتسامة زوجته و ابنه الصغير..

...تـحسَّنت حالُــه قبلَ يومين فأخبرتُه بـموعدِ الرحيل ، لَـم يقُل شيئًا لكني أحسستُ في صمتهِ الرهيبِ توسلا بالبقاءِ .. و مِن عَينَيْهِ اللتين تـهدَّلت عليهما الأجفان صَرَخَ استجداءٌ مزلزلٌُ بعَدَمِ الرحيلِ .. و لكن أنّى لـي ذلكَ و لَـم أبلُغ فرصة َ السـفرِ هَذِهِ إلا بعناءٍ قد لا أستطيعُه ثانيةً.. كذلك الـحصولُ على تأشيرةِ سفرٍ إلـى البلاد التي أقصدُ ليس متيسرًا دومًـا .. و يـتَعَثَّرُ تدفق الـدم عَبرَ الشرايين فأدركُ أن اِنـخِسافَ الأرضِ بـمَن عليها ليس دائمًـا أشدَّ الـمَصائِبِ ..
ارتفع صوتُ مُـحَرِّكِ السيارةِ الـمتوقفةِ أمامَ البـيت ، فقد ضغطَ السائقُ على دَواسةِ البنزين لِيَستَحِثَّني ، بابُ العربةِ مفتوحٌ يطلُبُني إلـى حياةٍ جديدةٍ .. حياة رسـمَتها أحلامٌ و أوهامٌ .. هنالك بعيدًا خلفَ سفرٍ طويلٍ إلـى أرضِ الوُجوهِ الشقراء و الـمالِ الوفير و الـمباهجِ .. ينفتحُ بـهدوءٍ بابُ منزلٍ مُـجاورٍ تـخرجُ مِنه فتاةٌ اتفقَت عائلتان يومًا على تزويـجي مِنها فهي ابنةُ خالـي .. لـم تَكُن الفتاةُ قبيحةً حتى أرفضَها زوجـةً بل على النقيض مِن ذلك كانت من ذوات الـحُسنِ خاصةً مَعَ ابتسامةٍ ساذجةٍ تُذكِّـرنـي كثيرًا بابتسامةِ أبيها الطيبِ .. لكني كُنتُ أرفُضُ ذلكَ الارتباطَ الذي يَشُدُّنـي إلى حياةِ البُؤس هنـا، تـمسَحُ أمي أنفَها بِطَرَفِ ردائِها و أَلـحَظُ غــيابَ أختي عن النافذةِ . يُصبِحُ التقاطُ الـهواءِ إلى صدري عمليةً أكثرَ صعوبةً ، تذَكَّرتُ كلامَ أبـي الكثير عن كَونـي رجلَ الدارِ بعدَه فكنت أُجيبُه بأن أدعوَ له بطولِ العُمرِ فيُجيبُنـي : يَطولُ العُمرُ أو يَقصُر فلابد للإنسانِ أن يُقبَـر .. تداخَلَت الصورُ أمامي مِن صبـيٍّ أسـمرَ يَلهو عند مَشارِف الصحراء إلـى شُقرِ الوجوهِ فـي بِلادٍ ثلجيةٍ و اختلطت الألوانُ فـي مزيجٍ غريبٍ ، أفقـدُ كلامًا كثيرًا كان مِنَ الـمُمكِنِ قولـه فـي هذا الـمقامِ ، فلا أجِـد مـا أقول فأصمتُ، لـم يَكُن للحظةِ و لا للزمنِ غـير معنى واحدٍ مُـختَلفٍ لا يعرِفُهُ الساعاتِِيّون .. و أخشى انفجارًا بداخلي فأُلقي حَقيبَتي الصغيرة على الـمقعدِ الـخَلفي و أهُـمُّ بإلقاءِ نفسي داخلَ السيارةِ و لَكن..
يسقُطُ إناءُ مـاءِ على الأرض فقد كان ولدي الصغيرُ قد أوقع قدحًـا من يَدَيْهِ .. تـمامًا مثلما سَقَطَ إناءُ الـماءِ من يَدَيْ أمي يومَها عندما ارتفَعَ صوتُ أختي مِن النافذةِ الخشبيةِ الـزرقاء بصيحةٍ مـجروحَةٍ تُعلِنُ وقوعَ الفادحةِ ..
تنحنـي زوجتي تُلَمْلِمُ شظايا القَدَحِ و تبتَسِمُ بطيبةٍ ساذجةٍ تُذَكِّرُنـي بـخالـي الطيب.


4. وجهة النظر حول القصة(point of viwe): جاءت القصة بأسلوب السرد على لسان الكاتب، فهو الحاكي الذي صور لنا القصة فرأينا الأحداث بعينه و من خلاله في شطحاته مع الذكريات.

5.الزموز أو الصور الفنية(symbol):

شتاتٌ مُبعثَرٌ مِني تعبثُ بِهِ رياحٌ شتى ،


و مِن عَينَيْهِ اللتين تـهدَّلت عليهما الأجفان صَرَخَ استجداءٌ مزلزلٌُ بعَدَمِ الرحيلِ

بابُ العربةِ مفتوحٌ يطلُبُني إلـى حياةٍ جديدةٍ .. حياة رسـمَتها أحلامٌ و أوهامٌ

مَعَ ابتسامةٍ ساذجةٍ تُذكِّـرنـي كثيرًا بابتسامةِ أبيها الطيبِ ..

و يـتَعَثَّرُ تدفق الـدم عَبرَ الشرايين فأدركُ أن اِنـخِسافَ الأرضِ بـمَن عليها ليس دائمًـا أشدَّ الـمَصائِبِ ..

يسقُطُ إناءُ مـاءِ على الأرض فقد كان ولدي الصغيرُ قد أوقع قدحًـا من يَدَيْهِ .. تـمامًا مثلما سَقَطَ إناءُ الـماءِ من يَدَيْ أمي يومَها..

و تبتَسِمُ بطيبةٍ ساذجةٍ تُذَكِّرُنـي بـخالـي الطيب.


6.الموضوع أو القضية(theme): الصراع بين الواجب و الأمنيات، و أيهما ينتصر الالتزام بالمسئولية أم السعي وراء تحقيق الأحلام؟

7.الأسلوب(style): أسلوب الكاتب شيق و لغته مترفة عذبة سلسسة في المتناول، و قد وظف الصور البيانية توظيفاً مناسباً و قد غلبت الاستعارات و الكنايات على النص مما أكسبه جمالاً
مثل (سقوط الإناء) كناية عن سقوط الأحلام، و (الشظايا المتناثرة) كناية عن تشظي الآمال العريضة و تحطمها على أرض الواقع...إلخ
إستخدام فاء العطف في (مرضٌ داهـمَه فلازَمَهُ فأقعَدَهُ .. ) دلالة على تسارع الأحداث و تعاقبها واحدة تلو الأخرى دون تراخٍ....




نشكر الأديب الزوايدي على إمتاعنا بهذه التحفة و مزيداً من الإبداع..
و اعذرني على ما اقترفت هنا فتناول النص في هذه العجالة ظلم له و ترك تسليط الضوء و لو على النزر اليسير أيضا ظلم...











:rose:
إملاءات المطر

هند بنت محمد
12/04/2008, 08:22 PM
http://altofa7a.googlepages.com/blume1.gif
http://altofa7a.googlepages.com/blume2.gif
http://altofa7a.googlepages.com/blume1.gif

ذات يوم صافحت ذات النص هناك
وهاأنا ابسط هنا كف النبض احتفاء بهكذا جمال

http://altofa7a.googlepages.com/666855.gif

سودة الكنوي
13/04/2008, 12:09 AM
http://altofa7a.googlepages.com/blume1.gif
http://altofa7a.googlepages.com/blume2.gif
http://altofa7a.googlepages.com/blume1.gif

ذات يوم صافحت ذات النص هناك
وهاأنا ابسط هنا كف النبض احتفاء بهكذا جمال

http://altofa7a.googlepages.com/666855.gif





للأسف يا هند شاهدتها في مكانٍ آخر ذات تجوال..
و لم تتسنَّ لي قراءتها إلا هنا..
فعدتُ إليها أبحث عنها هنالك..









:rose:
إملاءات المطر

فيصل الزوايدي
13/04/2008, 01:36 AM
الله .. :m7:
لِـهذَا النصّ إعجَابُ الومضَةِ الأولَى ..
فيصَل ..
سَ أعُود من أجلِ الذّائقَة التِي أحسّتْ بِ هذِه .. :




أخت مياسم أرجو الا يزول أعجاب الومضة الأولى عند عودتك التي أنتظرها بلهفة
أسعدني تفاعلك
دمت في خير

فيصل الزوايدي
13/04/2008, 03:16 AM
نحن أمام قصة ممتعة توفرت فيها كل مقومات القصة القصيرة..تدفق ثرٌّ من قلم قاصٍ لا يشق له غبار فهو يمتلك أدوات البناء النثري فيشيد هيكل قصصي متقن بحرفية الصانع الماهر المتمكن من صنعته..
الترف اللغوي و حضور عنصري التشويق و المفاجأة أكسبا هيكل القصة طابع الجمال و كأن الزوايدي نقاش أو نحات يحمل إزميله سارحاً في فضاءات الخيال ليبدع لنا أقصوصة ممتعة..

سأقدم في عجالة نقداً أو تحليلا سريعاً با ستخدام عناصر تحليل القصة و الــ(fiction)





نشكر الأديب الزوايدي على إمتاعنا بهذه التحفة و مزيداً من الإبداع..
و اعذرني على ما اقترفت هنا فتناول النص في هذه العجالة ظلم له و ترك تسليط الضوء و لو على النزر اليسير أيضا ظلم...











:rose:
إملاءات المطر

أخت سودة .. قراءتك أسعدت النص فعلا .. أشعر بذلك .. أعتز بقراءتك كثيرا و انا ممتن حقا لكل هذا التفاعل الراقي الذي نبحث عنه و ننتظره لأن فيه إضافة حقيقية للنص .. سأنتظر قراءتك لكل نص إن سمحتِ بذلك
أنا ممتن لدعمك الذي أشتدُّ به ازرًا
مودتي الدائمة

فيصل الزوايدي
13/04/2008, 03:18 AM
http://altofa7a.googlepages.com/blume1.gif
http://altofa7a.googlepages.com/blume2.gif
http://altofa7a.googlepages.com/blume1.gif

ذات يوم صافحت ذات النص هناك
وهاأنا ابسط هنا كف النبض احتفاء بهكذا جمال

http://altofa7a.googlepages.com/666855.gif





أخت هند تسعدني قراءتك في كل مرة و انا ممتن للحفاوة الراقية
دمت في كل الخير
مودتي

فيصل الزوايدي
13/04/2008, 03:23 AM
للأسف يا هند شاهدتها في مكانٍ آخر ذات تجوال..
و لم تتسنَّ لي قراءتها إلا هنا..
فعدتُ إليها أبحث عنها هنالك..









:rose:
إملاءات المطر

أخت سودة .. كان قدر القراءة ان تكون في الإملاءات و لعلّ في ذلك خيرا ..
شكرا لتفاعلك الراقي و لدعمك المتواصل
دمت في خير
مع الود الممتد

فواز السرحاني
13/04/2008, 07:54 PM
فيصل الزوايدي

قصه راااائعه جدا

شيقه ممتعه

فشكرا على امتاعنا هنا

ننتظر الجديد دوما


دمت بخير

ريما
15/04/2008, 04:30 PM
يَطولُ العُمرُ أو يَقصُر فلابد للإنسانِ أن يُقبَـر .. *


يال هذا الجمال الباذخ يافيصل..
نصك ممتع..مشوق بكل مافيه,
غير أن الخاتمة أعجبتني كثيراً
أتحفنا دائماً بهكذا قصص
شكراً لك

المنال ..!
15/04/2008, 05:06 PM
لَـم يقُل شيئًا لكني أحسستُ في صمتهِ الرهيبِ توسلا بالبقاءِ .. و مِن عَينَيْهِ اللتين تـهدَّلت عليهما الأجفان صَرَخَ استجداءٌ مزلزلٌُ بعَدَمِ الرحيلِ **

كُنتْ أَظُنها كَافِية لِتُلصِقكْ بِ البَقاءْ ,,لكِنْ ..


و لَـم أبلُغ فرصة َ السـفرِ هَذِهِ إلا بعناءٍ قد لا أستطيعُه ثانيةً.. كذلك الـحصولُ على تأشيرةِ سفرٍ إلـى البلاد التي أقصدُ ليس متيسرًا دومًـا **

يَبدو أَن تِلكْ البِلاد ذَاتْ تأْثِيرٍ خاصْ ..

و يـتَعَثَّرُ تدفق الـدم عَبرَ الشرايين فأدركُ أن اِنـخِسافَ الأرضِ بـمَن عليها ليس دائمًـا أشدَّ الـمَصائِبِ ..**

____________ صَمتٌ فِي حَضرةِ الإبداعْ_____________





يسقُطُ إناءُ مـاءِ على الأرض فقد كان ولدي الصغيرُ قد أوقع قدحًـا من يَدَيْهِ .. تـمامًا مثلما سَقَطَ إناءُ الـماءِ من يَدَيْ أمي يومَها عندما ارتفَعَ صوتُ أختي مِن النافذةِ الخشبيةِ الـزرقاء بصيحةٍ مـجروحَةٍ تُعلِنُ وقوعَ الفادحةِ ..
تنحنـي زوجتي تُلَمْلِمُ شظايا القَدَحِ و تبتَسِمُ بطيبةٍ ساذجةٍ تُذَكِّرُنـي بـخالـي الطيب.**


هِيْ مَواسِمُ الرَحيلِ تُحدِثُ ..

الصَرخاتْ والوَجعْ ..عَلى شَاكلِةِ سَقطاتْ ..!

.. ... ..
الزوايدِي ..
شُكراً لِــ الإبداعْ ..
..
لِــ تُونسْ :flower2:

فيصل الزوايدي
15/04/2008, 09:10 PM
فيصل الزوايدي

قصه راااائعه جدا

شيقه ممتعه

فشكرا على امتاعنا هنا

ننتظر الجديد دوما


دمت بخير

أخي فواز شكرا للثناء العفوي الباذخ الذي أسعدني كثيرا و اعدك بالمزيد ان شاء الله
دمت في كل الخير
مودتي

فيصل الزوايدي
15/04/2008, 09:13 PM
يَطولُ العُمرُ أو يَقصُر فلابد للإنسانِ أن يُقبَـر .. *


يال هذا الجمال الباذخ يافيصل..
نصك ممتع..مشوق بكل مافيه,
غير أن الخاتمة أعجبتني كثيراً
أتحفنا دائماً بهكذا قصص
شكراً لك

أخت ريما أسعدني كثيرا إعجابك بالقصة و تفاعلك العفوي الراقي معها .. شكرا للاطراء الباذخ و اعدك بالمزيد ان شاء الله و ارجو ان ينال اعجابك
مودتي

فيصل الزوايدي
15/04/2008, 09:29 PM
لَـم يقُل شيئًا لكني أحسستُ في صمتهِ الرهيبِ توسلا بالبقاءِ .. و مِن عَينَيْهِ اللتين تـهدَّلت عليهما الأجفان صَرَخَ استجداءٌ مزلزلٌُ بعَدَمِ الرحيلِ **

كُنتْ أَظُنها كَافِية لِتُلصِقكْ بِ البَقاءْ ,,لكِنْ ..


و لَـم أبلُغ فرصة َ السـفرِ هَذِهِ إلا بعناءٍ قد لا أستطيعُه ثانيةً.. كذلك الـحصولُ على تأشيرةِ سفرٍ إلـى البلاد التي أقصدُ ليس متيسرًا دومًـا **

يَبدو أَن تِلكْ البِلاد ذَاتْ تأْثِيرٍ خاصْ ..

و يـتَعَثَّرُ تدفق الـدم عَبرَ الشرايين فأدركُ أن اِنـخِسافَ الأرضِ بـمَن عليها ليس دائمًـا أشدَّ الـمَصائِبِ ..**

____________ صَمتٌ فِي حَضرةِ الإبداعْ_____________





يسقُطُ إناءُ مـاءِ على الأرض فقد كان ولدي الصغيرُ قد أوقع قدحًـا من يَدَيْهِ .. تـمامًا مثلما سَقَطَ إناءُ الـماءِ من يَدَيْ أمي يومَها عندما ارتفَعَ صوتُ أختي مِن النافذةِ الخشبيةِ الـزرقاء بصيحةٍ مـجروحَةٍ تُعلِنُ وقوعَ الفادحةِ ..
تنحنـي زوجتي تُلَمْلِمُ شظايا القَدَحِ و تبتَسِمُ بطيبةٍ ساذجةٍ تُذَكِّرُنـي بـخالـي الطيب.**


هِيْ مَواسِمُ الرَحيلِ تُحدِثُ ..

الصَرخاتْ والوَجعْ ..عَلى شَاكلِةِ سَقطاتْ ..!

.. ... ..
الزوايدِي ..
شُكراً لِــ الإبداعْ ..
..
لِــ تُونسْ :flower2:



اخت المنال شكرا للقراءة و الاقتباسات و للثناء الباذخ .. بالنسبة للبلاد هي حسب القصة اوربية و الحصول على تأشيرة للدخول الى دولة في تلك القارة امر عسير و يعاني شبابنا الكثير للحصول عليها و هي حلم نسبة كبيرة منهم ..
سعيد بالتواصل معك
دمت في خير
مودتي